صدى البلد:
2024-07-08@11:16:37 GMT

أكثر من 100 شخص.. قبرص تعيد مهاجرين سوريين إلى لبنان

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

قالت وكالة اللاجئين الأممية، اليوم الجمعة، إنها قلقة للغاية بشأن عودة أكثر من 100 سوري من قبرص إلى لبنان دون تحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى حماية قانونية أو قد يتم ترحيلهم إلى وطنهم.

وقال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في قبرص إن عمليات الترحيل والنقل بين الدول بدون ضمانات قانونية وإجرائية للأشخاص الذين قد يحتاجون إلى حماية دولية تتعارض مع القانون الدولي والأوروبي.

وأفاد المكتب في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس" بأن عمليات النقل هذه قد تؤدي إلى إعادة الأشخاص إلى بلد قد يواجهون فيه عدة مخاطر".

لبنان.. بيان عاجل من وزير الإعلام يوضح حيثيات إغلاق التليفزيون الرسمي


وقالت ليزا أبو خالد، المتحدثة باسم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، إن المهاجرين الـ 109 الذين أعيدوا من قبرص تم ترحيل معظمهم إلى سوريا بعد تحقيق الجيش اللبناني معهم.

وكان المهاجرون الذين وصل عددهم الي 109 قد وصلوا إلى قبرص على متن 3 قوارب منفصلة في الفترة من 29 يوليو إلى 2 أغسطس قبل إعادتهم بقارب تحت حراسة الشرطة القبرصية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

أزمة اللاجئين السودانيين

وأنا أتابع المآسي الناتجة عن المعارك الدائرة في السودان بين فصيلين سودانيين، والثمنَ الباهظ الذي دفعه السودانيون من جراء ذلك، تذكرتُ تصريحًا للرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين، بطل الملاكمة السابق، عندما عرض على ألدِّ أعدائه الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، تسويةَ خلافاتهما في حلبة الملاكمة، بدلًا من إدخال الشعبين التنزاني والأوغندي في متاهات الحروب، التي هما في غنى عنها، وأتصور أنّ هذا الاقتراح هو الأنسب لعبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، ومحمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع في السودان؛ فعندما يتقابلان على حلبة الملاكمة أو المصارعة، فإنهما بذلك سيحقنان دماء السودانيين الأبرياء، وسيوِّفران الكثير للشعب السوداني الذي يدفع الثمن غاليًا في المنافي الداخلية والخارجية.

بعد مرور أكثر من عام على حرب السودان، تزداد معاناة ملايين السودانيين الفارين من جحيم الأوضاع الكارثية، وهي المعاناة الأسوأ على مدار تاريخ كلّ الحروب التي شهدتها القارة السمراء، ولعل الصديق الصحفي السوداني أحمد قاسم البدوي، كان دقيقًا في وصف حالة هؤلاء، في تقرير عنونه لموقع «تسامح نيوز» بـ«النازحون السودانيون: رحلة الفرار من الموت إلى الموت».

غطت أخبار غزة على ما يجري في السودان، الذي تُرك يواجه مصيره بمفرده، مع بعض التدخلات العربية لطرف على حساب طرف آخر، ولكن هل انتبه العرب إلى أنّ ما يعادل ربع سكان السودان قد فرّوا من مساكنهم، حسب إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان؟! التفاصيل التي نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تشير إلى أنّ حوالي ثمانية ملايين شخص فرّوا من منازلهم جراء الحرب في السودان، وأنّ عدد النازحين داخليًّا وصل إلى أكثر من عشرة ملايين شخص، ولجأ أكثر من مليوني شخص إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومصر وكينيا، والحالة كهذه فإنّ الهجرة والنزوح لا يخلوان من المخاطر، إذ حذرت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة الأطراف المتحاربة من وجود خطر جدي من انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى في السودان، إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية، حيث الاحتياجات الإنسانية «ضخمة وحادة وفورية».

في تقريره يرسم أحمد قاسم البدوي صورة قاتمة السواد للاجئين إلى مصر - وهو واحدٌ منهم، بعد أن خاض التجربة مع والدته وبعض أهله - ففي الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة النزاع المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات مليشيا الدعم السريع، تحوّلت المدن المأهولة بالسكان إلى مدن أشباح، تفوح منها رائحة الموت والدمار، ويلوذ منها الناجون بأرواحهم فرارًا من مصير مجهول إلى مصير آخر لا يقل سوءا، وعن اختيار السودانيين للجوء شمالًا يذكر البدوي أنه في الوقت الذي يعيش فيه آلاف النازحين السودانيين أوضاعًا مأساوية على تخوم غابات إقليم الأمهرة الأثيوبي، بعد أن احتجزتهم السلطات الأثيوبية هناك، يفضِّل غالبية السودانيين من ضحايا الحرب رحلة الفرار شمالًا إلى مصر، ولكن مع ذلك فإنّ تلك الرحلة لا تخلو من المخاطر بأيِّ شكل كان، ويدلل على ذلك بما أظهرته أرقام الموت المختلفة، خلال أسبوع واحد فقط؛ ومنها وفاة أسرة سودانية كاملة في حادث سير في الطريق إلى أسوان، وغيرها من حوادث الموت عطشًا تحت ضربات الشمس الحارقة في قلب الصحراء.

في ظروف كهذه، تنشط بعض الجماعات التي تستغل الظروف والتي تعمل دون ضمير، للاستفادة من الوضع بإدخال السودانيين إلى مصر بطرق غير مشروعة؛ لذا - كما يقول البدوي - يتعرض العديد من المهاجرين بهذه الطرق إلى حوادث مختلفة، وشهدت مستشفيات مدينة أسوان استقبال العديد من حالات الحوادث، إلى جانب امتلاء مشرحة مستشفيات أسوان بالموتى السودانيين، وكشفت تقارير صحفية أنّ جملة الوفيات في أسبوع واحد بلغت ٢٤ حالة، (لحظة كتابة المقال) هذا فضلا عن حالات أخرى في الطريق إلى مستشفيات أسوان، ممَّا جعل القنصلية السودانية هناك تطلق تحذيرًا لمواطنيها ورعاياها من خطورة الدخول إلى مصر بطرق غير شرعية، لما يعرِّضهم للخطورة والمساءلة القانونية، عدا الحوادث المرورية للمركبات المستعملة في التهريب، والتعرض للنهب والابتزاز من قبل عصابات تهريب البشر، وهو ما يعرّضهم أيضًا لمخالفة القانون المصري. وما لم يذكره القنصل هو أنّ هؤلاء كانوا أمام خيارين أحلاهما مُر، فلا أمان في السودان وقد شهدت عمليات القتل والنهب والانتقام، وليس أمامهم إلا الهروب.

وإذا كان البدوي قد تناول تجربته ومشاهداته عن اللاجئين السودانيين إلى مصر، فماذا إذا قرأنا عن مأساة المهاجرين إلى الداخل وإلى ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وأثيوبيا؟ بالتأكيد هي ليست أقل مأساوية؛ فالإنسان يعيش دائمًا على أمل، لذا نجده يهرب من الموت إلى موت قد يكون أشدَّ إيلامًا، رغم أنّ طعم الموت واحد.

وبعيدًا عن المآسي الإنسانية، فإنّ الكاتب والصحفي السوداني عزمي عبد الرازق، يرسم - في مقال نشره في موقع «الجزيرة نت» - صورة قلمية محزنة عن حال العاصمة السودانية الخرطوم، التي لم تعد كما كانت؛ فلا شيء مما تبقّى فيها يدلّ على أنها هي الخرطوم، عروس النيلَين، بعبقها وأصالتها، فيتعذّر التعرُّف عليها، بعد تدمير الكثير مِن معالمها الأثرية النادرة أو محوها بالكامل، حيث أصاب الدمار متحف الخرطوم الطبيعي، الذي نفقت فيه كلُّ الحيوانات والطيور نفوقًا بطيئًا، بسبب العطش والجوع، ولا توجد منه عيّنات أخرى في السودان.

عندما يفقد الوطن - أيّ وطن - الأمن والسلام، لا بد أن يحنّ للأيام الخوالي، التي كان الناس يعيشون فيها في أمان، والمثير للانتباه أنّ هذا ما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن، ممّا يؤكد أنّ البديل كان أسوأ ولهذا السبب ثار الناس.

إنّ الأوضاع اللا إنسانية التي يحياها ملايين السودانيين جراء الحرب بين فصيلين أو شخصين، تنذر بمزيد من المآسي والدمار وتشتيت الشعب السوداني في المنافي الداخلية والخارجية. ويتساءل الكثيرون عن نهايات الحرب، و«الكثيرون» المقصودون هنا هم «السودانيون»، لأنّ العرب - على ما يبدو - لا يأبهون بما يحصل في السودان ولا في غزة، ولا في غيرهما من البلدان العربية؛ ولكن - رغم تفاؤلي الدائم - فإني لا أرى ضوءا في النفق، لأنّ هناك من يغلب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، والنتيجة هي أنّ البلد الواحد يصبح أكثر من بلد، ويصبح لكلِّ إقليم أو ولاية أو محافظة قطعة قماش ترفرف في الهواء تُسمى «عَلَمًا»، وهذا ما حدث في أكثر من بلد عربي، وأستذكر هنا ما قاله السلطان قابوس -طيب الله ثراه-: «إنّ وجود نظام قوي في أيِّ بلد، أفضل من وجود نظام ضعيف»، وهذه حقيقة، ولكن كيف إذا كان النظام أصلًا ضعيفًا ولكنه مرتهنٌ بالخارج، ينفذ أجنداته فقط؟ أليس في ذلك دمار للوطن؟!

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب « الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • أزمة اللاجئين السودانيين
  • بريطانيا تعتزم الافراج عن مهاجرين غير شرعيين بعد إلغاء اتفاقية الترحيل إلى روندا
  • خطاب الكراهية والعنصرية لماذا؟!!
  • السنغال.. ثلاث منظمات غير حكومية تطالب الحكومة للتحرك بعد غرق قارب مهاجرين
  • من بينها ليبيا.. «مفوضية اللاجئين» تطالب بنحو «ملياري» دولار لمساعدة النازحين السودانيين
  • مدير مكتب الإعلام بـ«الأونروا» لـ«البوابة نيوز»: الوكالة تواجه حملة مدبرة تستهدف تقليص وتفكيك أنشطتها
  • الأمم المتحدة تحذر من الانتهاكات والاستغلال بحق المهاجرين الأفارقة
  • مفوضية اللاجئين: 90 قتيلاً ومفقوداً في البحر المتوسط خلال يونيو
  • قرابة 146 ألف مسجل في الانتخابات البلدية
  • تسجيل أكثر من 146 ألف ناخب في الانتخابات البلدية