تقدّم الطاقة النووية في جنوب أفريقيا فرصة واعدة لزيادة إمدادات قطاع الكهرباء، فضلًا عن دورها الاجتماعي تجاه الإسهام في حل أزمة البطالة، ودعم قطاع التشييد والبناء.

ووفقًا للتفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تدرس جنوب أفريقيا إضافة قدرة نووية إجمالية بنحو 2500 ميغاواط إلى مزيج الكهرباء الوطني.

وتستهدف الحكومة إنهاء معاناة انقطاع الكهرباء بعد تطبيق سياسة تخفيف الأحمال بصفتها حلًا مؤقتًا لإدارة الأزمة الناتجة عن تهالك الشبكات، وسوء إدارة البلديات المحلية، وديونها لصالح مرفق الكهرباء في جنوب أفريقيا (إسكوم).

وتحمل الخطط المرتقبة أبعادًا اجتماعية، إذ يمكن للمشروعات المرتقبة المساعدة في حل أزمة البطالة، خاصة أن 8.4 مليون مواطن جنوب أفريقي يعيشون حاليًا دون عمل، مقارنة بمستويات 5.2 مليون شخص قبل عقد من الزمن.

وسجلت معدلات البطالة في جنوب أفريقيا 33.5% في الربع الثاني من العام الجاري (2024)، وهي أعلى مستوى شهدته البلاد منذ عامين.

مصدر نظيف وموثوق

قال نائب رئيس رابطة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا (NIASA)‏، غاوباليلوي سانتسويري، إن بناء قدرة نووية إجمالية 2500 ميغاواط خلال الـ10 سنوات المقبلة سيحقق انتعاشًا اقتصاديًا كبيرًا في البلاد.

وأضاف أن الخطوة ستوفر المزيد من فرص العمل، والإسهام في تأمين إمدادات الكهرباء لتجنّب الانقطاعات المتكررة.

ويرى سانتسويري أن مشروعات الطاقة النووية تعدّ مصدرًا لتوفير الطاقة النظيفة، بحسب ما نقله عنه موقع (إي إس آي أفريكا esi-africa).

جانب من انقطاع الكهرباء عن الأسر في جنوب أفريقيا – الصورة من رويترز

كما توفر المشروعات آلية لإمكان التنبؤ بأسعار الكهرباء المولدة لسنوات مقبلة، وهو أمر حيوي بالنسبة للصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، على غرار التعدين.

واتصالًا بذلك، توظّف المحطة النووية الوحيدة في جنوب أفريقيا (كويبرغ) حاليًا ما يقارب 1800 مواطن بصورة مباشرة لتشغيلها، وتتوزع هذه الوظائف بين المهندسين والفنيين ومتخصصي الأمن والسلامة والإداريين.

وأشار سانتسويري إلى أن قطاعات التجارة والزراعة والبناء تأثرت جراء فقدان الكثير من الوظائف خلال السنوات الماضية؛ ما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة بين الشباب بنسبة 60.8%.

مهارات قوية

شارك مهندسو الطاقة النووية في جنوب أفريقيا ببناء محطة براكة للطاقة النووية في الإمارات، وتشير الخطوة إلى زيادة الطلب العالمي على مهندسي وفنيي الطاقة النووية الجنوب أفريقيين، وإمكان اسهامهم بشكل كبير في تنفيذ مزيد من المشروعات المحلية مستقبلًا.

في المقابل، يرى نائب رئيس رابطة الطاقة النووية الجنوب أفريقية “غاوباليلوي سانتسويري” أن بناء مفاعل نووي واحد يوفر 7 آلاف فرصة عمل خلال أوقات الذروة، من ضمنها ما يتراوح بين 500 و800 وظيفة للتشغيل.

وأضاف أن استمرار العمر الافتراضي لمحطة الطاقة النووية إلى قرن من الزمن يضمن استقرار منظومة خلق الوظائف على مدار عدّة أجيال بالبلاد.

وأشار إلى أن منظومة الأجور في قطاع الطاقة النووية أعلى ​​بنسبة 50% من نظيرتها السائدة في مصادر توليد الكهرباء الأخرى.

ويرى نائب رئيس مؤسسة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا أن ارتفاع منظومة الأجور في قطاع الطاقة النووية الجنوب أفريقي يمكن أن يسهم في الارتقاء بمستويات المعيشة للكثير من المجتمعات بالبلاد، فضلًا عن تنشيط الاقتصاد الوطني.

وقال “غاوباليلوي سانتسويري”، إن تنفيذ مشروعات جديدة بقطاع الطاقة النووية في جنوب أفريقيا سيكون حجر أساس لكثير من الصناعات في البلاد.

وأوضح أنه -على سبيل المثال- يمثّل بناء محطة جديدة لإنتاج الطاقة النووية في جنوب أفريقيا إمكانات حقيقية لدعم قطاع التشييد، لا سيما مع ازدياد معدل الطلب على مواد البناء والخدمات، وإشراك الكثير من الشركات في أعمال البناء.

كما يدعم بناء محطة نووية جديدة لتوليد الكهرباء فرص التعاون والشراكة بين المقاولين ومقدّمي الخدمات ومورّدي المنتجات.

محطة لتوليد الكهرباء في جنوب أفريقيا – الصورة من موقع citizen نماذج ناجحة

أسهمت مشروعات الطاقة النووية في خلق المزيد من فرص العمل لدى العديد من البلدان، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، ومصر.

وساعد تنفيذ تلك المشروعات بأميركا في توظيف ما يقارب 100 ألف شخص بصورة مباشرة، بجانب خلق 475 ألف وظيفة ثانوية أخرى.

بينما شهدت محطة هينكلي بوينت سي النووية البريطانية تشغيل أكثر من 22 ألف شخص، منهم 6 آلاف و300 موظف كانوا يعملون في مواقع تشييد المحطة.

وشاركت 3 آلاف و600 شركة بريطانية في الأعمال التنفيذية للمحطة البريطانية التي بدأت عام 2016، باستثمارات تقارب 1.2 مليار جنيهًا إسترلينيًا (1.58 مليار دولارً أميركيًا) لصالح تنفيذ المشروع.

* (الجنيه الإسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا)

أمّا على صعيد مصر، فمن المتوقع أن يسهم مشروع الضبعة النووي -الذي تنفّذه شركة روساتوم الروسية- في توفير ما يقارب 28 ألف فرصة عمل خلال مرحلة البناء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

إقرأ أيضاً:

“قوى غزة”: إعدام مقدمي الخدمات “سادية إسرائيلية”

 

 

الثورة / غزة / وكالات

اعتبرت “لجنة المتابعة” التابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، أن إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لطواقم الخدمات الطبية والمدنية “سادية” إسرائيلية.
وقالت “لجنة المتابعة” -في بيان لها أمس الإثنين- إن قوات الاحتلال أعدمت 15 فردًا من طواقم “الهلال الأحمر” و”الدفاع المدني” وموظفًا في الأمم المتحدة، بـ “دم بارد” في جريمة مكتملة الأركان.
وجاء في البيان “إن الأبدان تقشعر من هول وفداحة جرائم الإبادة التي تستهدف شعبنا وكل مقدمي الخدمات الصحية والمدنية والإغاثية في ظل حرب الإبادة الشاملة؛ التي تستهدف كل إنسان وكل كائن فوق أرض قطاع غزة”.
وأوضحت “قوى غزة” أن طاقم الهلال الأحمر والدفاع المدني والأونروا خرجوا في مهمة إنسانية لإنقاذ الجرحى وإجلاء المدنيين والمسنين والضعفاء الذين باغتتهم قوات الاحتلال المعتدية على منطقة تل السلطان في رفح.
ولفتت النظر إلى أن قوات الاحتلال حاصرت الطواقم الطبية والإنسانية وقتلت أفرادها بدم بارد “في جريمة مروعة تكشف سادية جيش الاحتلال وتجرده من كل القيم ودوس جنوده على كل المواثيق الإنسانية والقوانين الدولية”.
واستدركت: “جميع العاملين في الهلال الأحمر والمسعفين ورجال الدفاع المدني ووكالة الغوث يرتدون الزيّ المميز ويحملون إشارات وعلامات خاصة معلومة وواضحة ومعرفة في كل العالم ولدى كل الجيوش”.
وتابعت: “وهذه العلامات محمية بموجب القانون الدولي والإنساني، لكن جنود الاحتلال وكعادتهم تجاوزوا كل هذه القانون وارتكبوا جريمتهم المروعة عن سبق إصرار وفي تكرار لكل الجرائم وتعميد لتاريخه الأسود بحق البشرية”.
وطالبت، العالم أجمع بكل دوله وهيئاته ومنظماته، باتخاذ كل ما يجب من مواقف وأفعال وقرارات لإدانة هذه الجرائم البشعة ومحاكمة مرتكبيها ووقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
34 مستشفى خرجت عن الخدمة
من جانبه قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن الاحتلال قتل المئات من طواقم الخدمة الإنسانية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وأوضح “الإعلامي الحكومي” -في بيان له أمس الاثنين- أن الحرب على غزة خلفت أكثر من ألف و402 شهيد من الطواقم الطبية.
وأضاف البيان أن 111 من طواقم الدفاع المدني استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وبيَّن أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 362 من الكوادر الصحية وأعدم 3 أطباء منهم داخل السجون تحت التعذيب، وتابع أنه اعتقل 26 من أفراد طواقم الدفاع المدني اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد “الإعلامي الحكومي” الاحتلال أحرق 34 مستشفى في غزة وأخرجها عن الخدمة بسبب عمليات القصف والاقتحام، فيما أخرج 80 مركزًا صحيًا عن الخدمة، واستهداف 162 مؤسسة صحية أخرى.
وأشار البيان أن 15 مقراً للدفاع المدني تعرّضت للقصف والاستهداف من الاحتلال الإسرائيلي، فيما دمّر 142 سيارة إسعاف ودمرها بشكل جزئي أو كلي، بالإضاف إلى 54 سيارة إطفاء أو إنقاذ أو تدخل سريع أو عربة دفاع مدني تم قصفها واستهدفها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبدعم أمريكي مطلق يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 166 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • بدء عودة التيار الكهرباء في سوريا بشكل تدريجي
  • روسيا: أوكرانيا هاجمت منشآت الطاقة مرتين خلال الساعات الماضية
  • الدفاع الروسية: أوكرانيا هاجمت منشآت الطاقة الروسية مرتين
  • أنشيلوتي يتحدث عن مبابي.. “لديه فرصة” مثل رونالدو
  • إيران "متشائمة" من ازمة الكهرباء: لن تحل خلال عام أو عامين
  • اتصال هاتفي بين وزير خارجية إيران ومدير “الطاقة الذرية” وموافقة مبدئية على طلب لزيارة البلاد
  • بالكامل..انقطاع الكهرباء في كل سوريا
  • “قوى غزة”: إعدام مقدمي الخدمات “سادية إسرائيلية”
  • “البيئة” ترصد هطول أمطار في (8) مناطق والجوف تسجّل أعلى كمية بـ (17.8) ملم في الشقيق بدومة الجندل
  • صادي: “أتمنى أن يكون هذا العيد فرصة لتعزيز التضامن والوحدة بين الجزائريين”