مياه الشرب وعلاقتها بالأرض! «كيف أفقدتنا عمليات التنقية الصناعية الطعم الأصيل للماء؟»
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
ألم تشعر يوما بأن ماء البئر الذي كنت تشربه في طفولتك كان ألذ بكثير من مياه الشرب المعبأة التي تشتريها الآن؟ هل تساءلت يوما عن السبب؟ ربما لم تسمح لك والدتك بشرب ماء البئر خوفا عليك من التلوث، وهذا أمر منطقي. لكن هل فكرت يوما أن ماء البئر قد يكون أنقى وألذ من مياه الشرب التي نشتريها اليوم؟
يرجع السبب أن المياه الجوفية غالبا ما تكون أكثر نقاء وأقل تعرضا للتلوث مقارنة بالمياه السطحية.
وتعتمد سلطنة عمان بشكل كبير على المياه الجوفية التي يتم استخراجها من أحواض مختلفة مثل نجد والمسرات والشرقية. تشكل المياه الجوفية حوالي 83% من إجمالي استهلاك المياه في سلطنة عمان، وتستخدم بشكل رئيسي في الزراعة، وللحصول على هذه المياه، يتم حفر آبار عميقة باستخدام معدات حفر متطورة. إلا أن بعد استخراج المياه، يتم معالجتها بطرق مختلفة مثل إضافة مواد كيميائية كالكلور والأوزون أو استخدام تقنيات الترشيح الحديثة لضمان نقائها مثل الأغشية فائقة الترشيح (UF) والتناضح العكسي (RO) لضمان خلوها من أي ملوثات.
وتعتبر تحلية المياه مصدرا رئيسيا لتلبية الاحتياجات المنزلية والصناعية. إذ يوجد في سلطنة عمان حوالي 94 محطة تحلية، تنتج حوالي 268 مليون متر مكعب من المياه سنويا لتلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة. وتمثل مياه التحلية حوالي 17% من إجمالي استخدام المياه محليا. واستخراج مياه البحر وتحليتها عملية تتطلب إزالة الأملاح والمعادن الأخرى. يتم ذلك عادة باستخدام تقنية التحلية بالتناضح العكسي (Reverse Osmosis)، حيث تمر المياه عبر أغشية شبه نافذة تحت ضغط عالٍ (يتراوح بين 800 إلى 1000 psi) لإزالة الأملاح والشوائب. هناك تقنيات أخرى مثل التحلية بالحرارة (Thermal Desalination)، مثل التقطير الوميضي متعدد المراحل (Multi-Stage Flash Distillation) أو التقطير باستخدام الطاقة الشمسية. مع ذلك، فإن عملية التحلية تستلزم كميات كبيرة من الطاقة، مما يسهم في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة والتأثير على البيئة.
بعد عملية تنقية المياه، يتم إضافة المواد الكيميائية في محطات معالجة المياه عبر عدة خطوات لضمان جودة وصحة المياه. تشمل هذه الخطوات إضافة الكلور أو الأوزون لتعقيم المياه، وضبط درجة الحموضة باستخدام الجير أو حمض الكبريتيك. ويضاف الفوسفات لمنع الصدأ والتآكل في الأنابيب، وأحيانا يُضاف الفلوريد لمنع تسوس الأسنان. تُستخدم أيضا مواد مثل كبريتات الألومنيوم لتجميع الجسيمات الدقيقة، والكربون المنشط لإزالة الروائح والطعم غير المرغوب فيه. هذه الإجراءات تضمن أن تكون المياه آمنة وصالحة للشرب، مع تلبية المعايير الصحية المطلوبة.
تتطور تقنيات استخراج المياه باستمرار لتلبية احتياجات الإنسان المتزايدة. من بين هذه التقنيات، نجد التكنولوجيا النانوية التي تستخدم أغشية نانوية لتنقية المياه بكفاءة أعلى. هناك أيضا تقنية استخلاص الرطوبة من الهواء، والتي تعتمد على أجهزة تكثيف بخار الماء من الجو باستخدام مواد استرطابية أو تقنيات التكثيف المباشر باستخدام الطاقة الشمسية.
تجربة شرب أفضل !
و للعبوات الحافظة للمياه تأثير كبير عليها. العبوات البلاستيكية مثلا والمصنوعة من بولي إيثيلين تيريفثاليت، تعد الأكثر شيوعا بسبب خفتها وسهولة حملها وتكلفتها المنخفضة. ومع ذلك، يمكن أن تتفاعل مع الماء وتطلق مواد كيميائية ضارة، خاصة عند تعرضها للحرارة. تكلفة هذه العبوات منخفضة للغاية، ولكنها تسهم في التلوث البيئي ولا تعتبر خيارا مستداما على المدى الطويل.
في المقابل فإن العبوات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ المعروفة بالستيل هي خيار صحي وآمن لحفظ الماء. فالفولاذ المستخدم غالبا ما يكون مقاوما للصدأ، ويوفر مقاومة ممتازة للتآكل ولا يتفاعل مع الماء ولا يطلق مواد ضارة. بالإضافة إلى ذلك، تحافظ هذه العبوات على درجة حرارة الماء لفترة أطول بفضل خواص العزل الحراري. تكلفتها أعلى من العبوات البلاستيكية، ولكنها أكثر متانة وتدوم لفترة أطول، مما يجعلها استثمارا جيدا على المدى الطويل.
أما العبوات الفخارية فتتميز بقدرتها على تبريد الماء بشكل طبيعي بفضل مساميتها التي تسمح بتبخر جزء من الماء، مما يخفض درجة حرارته. تصنع هذه العبوات من الطين المحروق ويمكن تحسينها بإضافة طبقات زجاجية لمنع التسرب والتلوث. تكلفتها متوسطة إلى منخفضة، وتعتمد على الحرفية والجودة، وهي تعتبر خيارا بيئيا مستداما، لكنها قد تكون أقل ملاءمة للاستخدام اليومي العصري بسبب قابليتها للكسر ووزنها الثقيل.
تُعتبر العبوات الفولاذية أفضل خيار من ناحية جودة المياه، حيث إنها لا تتفاعل مع الماء ولا تطلق مواد ضارة، مما يحافظ على نقاء وطعم الماء، إضافة إلى توفير عزل حراري جيد. بينما توفر العبوات الفخارية جودة جيدة مع تبريد طبيعي، إلا أنها قد تكون أقل ملاءمة للاستخدام العصري بسبب قابليتها للكسر ووزنها الثقيل. من ناحية التكلفة، تُعد العبوات البلاستيكية أرخص، لكنها أقل استدامة وتسهم في التلوث البيئي.
علياء السعيدية أخصائية تخطيط وتطوير برامج أكاديمية أساس المعرفة
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المیاه الجوفیة
إقرأ أيضاً:
السكرتير المساعد يتابع أعمال إصلاح كسرين بشبكة مياه الشرب بمدينة بني سويف
تابع السكرتير العام المساعد ببني سويف اللواء سامي علام ، الإجراءات التي تقوم بها شركة مياه الشرب والصرف والصحي والوحدة المحلية ، لإصلاح كسرين بخطين من خطوط شبكة مياه الشرب بشارع عزت صلاح المتفرع من شارع الجمهورية وشارع النور خلف الشرطة العسكرية بمدينة بني سويف.
تفقد السكرتير العام المساعد أعمال الإصلاح التي تقوم بها فرق متخصصة في أعمال الصيانة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، حيث تم الدفع بمعدات الشركة لموقع الكسر والبدء في أعمال الحفر للكشف عن الأجزاء المتضررة من خط المياه بكل موقع واستبدالها ، والتي سبقها فصل الخدمة عن بعض المناطق ، لحين الانتهاء من أعمال الإصلاح والصيانة.
وأشار السكرتير العام المساعد إلى توجيهات المحافظ "د. محمد هاني غنيم" باستمرار المتابعة وكسح المياه ورفع المخلفات الناجمة عن الأعمال ،والتأكيد على سرعة الانتهاء من الإصلاح والصيانة وإعادة الحركة المرورية لطبيعتها وذلك في مدة لاتزيد عن ساعتين على أقصى تقدير من بداية أعمال الإصلاح.
رافق السكرتير العام المساعد كل من: علي يوسف رئيس المدينة،المهندس محمود الجابي رئيس فرع شركة المياه بمدينة بني سويف ، فواز رجب نائب رئيس المدينة.