التقى وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ببعض ممثلي الشركات البريطانية العاملة في مجال الطاقة، كما التقى ممثلي عدد من مؤسسات التمويل البريطانية والأوروبية، وذلك على هامش مشاركته بفعاليات منتدى الاستثمار بين مصر والمملكة المتحدة “Egypt-UK Investment Forum”، والذي يُعقد بالعاصمة البريطانية لبحث سبل التعاون الاقتصادي بين مصر ومجتمع الأعمال بالمملكة المتحدة.

وتضمنت لقاءات رئيس اقتصادية قناة السويس عقد اجتماعات مع كبريات الشركات البريطانية العاملة بمجال الطاقة، وذلك بمقر مكتب التمثيل التجاري المصري بلندن، بدأت بلقاء مع ممثلي شركة "جلوبال إك - Globaleq”، المتخصصة في إنتاج الطاقة، ولديها حصة كبيرة في عدد من المرافق المتعلقة بإنتاج الطاقة على مستوى العالم، وتحديدًا في قارة إفريقيا، كما أنها وقعت اتفاقية إطارية مع اقتصادية قناة السويس لإقامة مشروع يستهدف إنتاج الوقود الأخضر بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة، و تم أيضًا عقد اجتماع مع شركة "باش جلوبال - Pash Global"، لمناقشة سبل التعاون في الصناعات المغذية والمكملة لصناعة الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية.

أكد رئيس اقتصادية قناة السويس على قدرات المنطقة الاقتصادية في استيعاب الطموح العالمي، لاسيما الأوروبي، في إنتاج الوقود الأخضر واستخدامه في الأنشطة الصناعية والبحرية، حيث تحولت هذه القدرات إلى خطوات رائدة تحققت على أرض الواقع من خلال تصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم في نوفمبر 2023 من خلال الإنتاج التجريبي لمصنع مصر للهيدروجين الأخضر، والذي حسم لصالحه عقد توريد بقيمة 397 مليون يورو ضمن مزاد مؤسسةH2Global لتوريد الأمونيا المتجددة للاتحاد الأوروبي في يوليو الماضي، وبالتالي فإن اقتصادية قناة السويس أصبحت الوجهة المثلى لأنشطة الطاقة الخضراء بمجالاتها المختلفة، فضلًا عن قربها من الأسواق الأوروبية نظرًا لموقعها الاستراتيجي.

كما التقى رئيس اقتصادية قناة السويس عددًا من ممثلي فريق عمل محطات تحلية المياه، والهيدروجين الأخضر بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية “EBRD”، وتناول اللقاء آخر المستجدات الخاصة بإمكانية التعاون الفني بين الجانبين في تسريع وتيرة العمل بمشروعات الهيدروجين الأخضر مع شركاء المنطقة الاقتصادية من الشركات العاملة في هذا المجال، وأكد على ضرورة دعم مؤسسات التمويل الدولية لهذه المشروعات ماليًا وفنيًا للوصول إلى النتائج المرجوة وتلبية احتياجات القارة الأوروبية من الطاقة الخضراء وفقًا للجداول الزمنية المخطط لها، كما تناول اللقاء مناقشة إنشاء محطة لتحلية مياه البحر، وكذلك خدمتها من خلال إنشاء محطة كهرباء بقدرة ٥٠ ميجاوات.

وعقد رئيس اقتصادية قناة السويس اجتماعًا مع Rosie Glazebrook الرئيس التنفيذي لمجلس المشروعات والاستثمار بدول الكومنولث "Commonwealth Enterprise & Investment Council"، لبحث سبل التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والكيانات الاقتصادية والشركات التي يضمها المجلس بالقطاعات الصناعية والخدمية المستهدفة، حيث يعد المجلس وسيط بين المستثمرين وجهات التمويل، بالإضافة إلى كونه منصة للترويج للاستثمارات بالقطاعات المختلفة، كما اجتمع وليد جمال الدين بممثلي شركة Wynne aviation المتخصصة في مجال الخدمات اللوجستية للسيارات والأدوية والصناعات الغذائية، وذلك لمناقشة التعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتكون مركزًا لأعمال الشركة بمصر وإفريقيا.

والتقى أيضًا خلال فعاليات اليوم بمجموعة من ممثلي "ستاندرد بنك - Standard bank"، بحضور راسم ذوق، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد الشرق الأوسط، وذلك لبحث إمكانية التعاون في تمويل مختلف المشروعات داخل المنطقة الاقتصادية، حيث يركز نشاط البنك على دعم الاستثمار في القارة الإفريقية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مؤسسات التمويل رئیس اقتصادیة قناة السویس المنطقة الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

التعاون الأخضر يعِد بمستقبل أكثر إشراقا

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

في كلمته الرئيسية التـي ألقاها يوم الخميس، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الصين وإفريقيا إلى تعزيز تحديث بلادهما، قائلا: «إنه يتعين علينا أن نعمل بشكل مشترك على تعزيز تحديث صديق للبيئة. إن التنمية الخضراء هي السمة المميزة للتحديث في العصر الجديد».

وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين والدول الإفريقية التعاون في مجال التنمية الخضراء، وتسعى جاهدة إلى إدراج التنمية الخضراء في آليات التعاون في مختلف المجالات، مع تعزيز التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق وتنفيذ خطط عمل منتدى التعاون الصيني الأفريقي، من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الصينية الإفريقية.

أولاً، أدت مشاريع التعاون بين الصين وإفريقيا إلى إيجاد مساحات خضراء في المدن الأفريقية. وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة وتيرة التطرف المناخي، بما في ذلك تأثير الجزر الحرارية الحضرية في المدن والمناطق المحيطة بها، مما يجعل المجتمعات الساحلية أكثر عرضة للكوارث المرتبطة بالمناخ، ومن الممكن أن يؤدي الحفاظ على المساحات الحضرية الخضراء وخلق المزيد منها إلى الحد من المخاطر المرتبطة بالفيضانات الحضرية وموجات الحر.

على سبيل المثال، تعد حديقة (مالابو) الوطنية التي تبلغ مساحتها 870 ألف متر مربع في غينيا الاستوائية، والتي بنتها شركة صينية، أول حديقة شاملة في المدينة في البلاد وأصبحت منظرًا حضريًا أخضر، كما أن مشروع التنمية الخضراء على ضفاف النهر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهو أول مشروع بناء حديقة في الخارج للصين، لم يوجد ساحة شاملة في المدينة فحسب، بل قلل أيضًا من التلوث والتدهور البيئي، مما عزز توافق الجانبين بشأن التنمية الخضراء.

ثانيا، تعمل الصين وأفريقيا بشكل مشترك على تعزيز برنامج «السور الأخضر العظيم»، وهو المشروع الذي تبناه الاتحاد الأفريقي في عام 2007، والذي صوّر في البداية كوسيلة لمنع التصحر في منطقة الساحل ووقف توسع الصحراء الكبرى، من خلال زراعة جدار من الأشجار يمتد عبر منطقة الساحل بأكملها.

أفريقيا هي المنطقة الأكثر تضرراً من التصحر، حيث يواجه حوالي 45% من أراضيها درجات متفاوتة من التصحر. ويهدف مشروع «السور الأخضر العظيم» إلى استعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة واحتجاز حوالي 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وخلق 10 ملايين فرصة عمل في هذه العملية بحلول عام 2030.

في عام 2017، وقع معهد شينجيانج للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم مذكرة تفاهم مع الوكالة الأفريقية لمشروع «السور الأخضر العظيم»، بما في ذلك إنشاء مركز أبحاث. وقد عملوا معًا لتحسين قدرة البلدان الأفريقية على السيطرة على التصحر من خلال اتخاذ تدابير مثل مراقبة النظام البيئي والاستخدام المستدام لموارد الأراضي وتدريب المواهب ونقل التكنولوجيا.

وتعمل الصين وأفريقيا معا لمعالجة انجراف المراعي والتعدي على الشجيرات في إثيوبيا أيضا، وقد ساعد هذا الجهد في استعادة الغطاء النباتي. كما أسفرت التقنيات والحلول الجديدة التي قدمتها الصين للسيطرة على التصحر والحد من تآكل الرمال المتحركة في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن نتائج طيبة أيضا.

ثالثا، ساعد التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة الخضراء في تقليص العجز في الطاقة في أفريقيا. وتواجه أفريقيا تحديا هائلا يتمثل في ضمان أمن الطاقة ومكافحة تغير المناخ. فنحو 600 مليون أفريقي لا يحصلون على الكهرباء، ونحو 900 مليون شخص لا يحصلون على وقود الطهي النظيف، ورغم أن أفريقيا غنية بموارد الطاقة الخضراء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية، إلا أن هذه الموارد لم تتطور بعد بشكل كامل بسبب نقص التمويل والتكنولوجيات والبنية الأساسية، وتعمل الشركات الصينية، باعتبارها رائدة عالمية في مجال الطاقة الخضراء، على تعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة الخضراء بشكل مطرد، وذلك بفضل مزاياها في التكنولوجيا والمعدات وخبرة الإدارة، ومساعدة قطاع الطاقة في أفريقيا على تحقيق التحول الأخضر وتقليل العجز في الطاقة.

علاوة على ذلك، فإن مشروع طاقة الرياح (دي آر) في جنوب أفريقيا، وهو أول مشروع طاقة رياح صيني في أفريقيا من حيث الاستثمار والبناء والتشغيل، يمكنه توفير 760 جيجاوات ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، ومحطة الطاقة الشمسية التي بنتها الصين في (جاريسا بكينيا) هي أكبر محطة طاقة شمسية متصلة بالشبكة في شرق أفريقيا؛ ويمكنها توليد أكثر من 760 ميجاوات ساعة من الكهرباء سنويًا، وقد تجاوزت القدرة المركبة التراكمية لمحطات الطاقة الكهروضوئية في أفريقيا التي بنتها شركات صينية وأفريقية مشتركة 1.5 جيجاوات.

رابعا، يعزز التعاون الصيني الأفريقي التنمية الخضراء للصناعات الأفريقية، حيث تتوق الدول الأفريقية إلى اغتنام الفرصة لتحقيق التحول الأخضر الشامل، واستخدام مواردها الطبيعية الغنية وإمكانات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات إلى صناعاتها الخضراء منخفضة الكربون، ورفع مستوى سلسلة القيمة لصناعاتها الخضراء.

بفضل تعاونها المتعمق مع الشركات الأفريقية، تنقل الشركات الصينية المزيد والمزيد من المنتجات والتقنيات الخضراء إلى أفريقيا وتساعد القارة على التحرك نحو التصنيع الأخضر.

وعلاوة على ذلك، يسعى عدد متزايد من الشركات الأفريقية إلى الحصول على التقنيات الخضراء الصينية لتعزيز الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية لأن الصين رائدة عالمية في هذا المجال. على سبيل المثال، دخلت شركة صناعة السيارات الصينية BYD في شراكة مع شركة رواندية لبناء 40 ألف دراجة نارية كهربائية في كينيا ورواندا بحلول نهاية عام 2026.

من ناحية أخرى، تعد منطقة هاواسا الصناعية في إثيوبيا، والتي صممتها وبنتها شركة صينية، أول منطقة صناعية للنسيج خالية من الانبعاثات في أفريقيا ومشروعًا بارزًا في التصنيع في البلاد. ساعدت التقنيات التي تستخدمها صناعة النسيج الصينية المنطقة الصناعية الإثيوبية على إعادة تدوير ما يصل إلى 85 في المائة من مياه الصرف الصحي. استثمرت حكومة إثيوبيا في أكثر من 10 مناطق صناعية مماثلة في البلاد بناءً على نموذج هاواسا.

إن أزمة المناخ، التي تتفاقم بسبب ارتفاع مستويات الانبعاثات والتلوث، هي واحدة من أخطر الأزمات التي يواجهها العالم، وقد لعب التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال التنمية الخضراء دورًا مهمًا في معالجة أزمة المناخ، وتعزيز التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق، وإقامة علاقة متناغمة بين البشر والطبيعة.

وفي أغسطس، أطلق الحوار الصيني الأفريقي بشأن البيئة وتغير المناخ مبادرة لتعزيز التعاون في التنمية الخضراء والمستدامة، وحث الصين وأفريقيا على إجراء حوار ومشاورات بشأن السياسات البيئية والمناخية، وتبادل أفضل الممارسات في مجالات مثل التخفيف من آثار المناخ والتكيف معه، والحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التلوث البيئي.

وفي أعقاب قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لهذا العام، أتيح للصين وأفريقيا الفرصة لبدء فصل جديد في التنمية الخضراء والمستدامة.

بياو ينغجي باحثة مشاركة في معهد الصين-أفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • «القمة العالمية للاقتصاد الأخضر» تبرز الهيدروجين الأخضر ركيزة للاستدامة
  • وزير الاستثمار يبحث مع شركة بريطانية إنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر
  • «اقتصادية قناة السويس»: قادرون على استيعاب الطموح العالمي لإنتاج الوقود الأخضر
  • رئيس «اقتصادية قناة السويس»: جهود حكومية مكثفة لخلق بيئة استثمار تنافسية
  • اقتصادية قناة السويس تستعرض فرصها الاستثمارية في لندن
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يشارك في فعاليات منتدى الاستثمار بين مصر والمملكة المتحدة
  • رئيس «اقتصادية قناة السويس» يبحث مع مجتمع الأعمال البريطاني فرص الاستثمار بمصر
  • التعاون الأخضر يعِد بمستقبل أكثر إشراقا
  • مصر تتصدر إفريقيا في استثمارات الهيدروجين الأخضر