شبكة اخبار العراق:
2025-01-03@09:50:02 GMT

صفقة العار

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

صفقة العار

آخر تحديث: 18 شتنبر 2024 - 10:43 صبقلم: زكي رضا منذ ترسيخ مبدأ المحاصصة الطائفية القومية كوسيلة للحكم بالعراق، فإنّ المساومات بين مثلث الشيطان كانت حاضرة دوما في أروقة ما يسمى بالبرلمان العراقي، وفي غرفه المظلمة. وقد طالت المساومات ملفّات عدّة، منها ملفّ الأقليّات الدينية التي اختارت القوى المتنفذة الهيمنة على مقاعدها البرلمانية على قلّتها، وتوزيعها فيما بينها.

وقد لعب ممثلو هذه الأقليّات الدينية دورا كبيرا في بيع مكوّناتهم لهذا الحزب وذاك، مما خلّف أضرارا كبيرة في نسيج هذه المكونات المجتمعي، ووضع أراضيها وقراها تحت رحمة الأحزاب الكبيرة التي ساومت ممثلي هذه الأحزاب الباحثين عن مصالحهم الشخصية، كما ودخلت في مساومات ثنائية فيما بينها لتوزيع الغنائم. واقتصاديا فإنّ المساومات بين أضلاع مثلث الشيطان، كانت حاضرة دوما من خلال توزيع حصص مشاريع الدولة على أضلاع المثلث، بما يرضي قيادات هذا المثلث الفاسد ويفتح شهيتها للمزيد من المساومات لنهب ثروات البلاد. وقد تعرضّت ميزانية العراق الأخيرة لمساومات قبل إقرارها رغم الكثير من الجدل الذي دار حولها. وقد صرّح نوري المالكي قبل إقرار الميزانية مشيرا ضمنا إلى وجود مساومات لإقرارها قائلا “إذا رأينا هنالك قانونا آخر أو توقفا في عملية التصويت لتمرير قانون مقابل قانون، فهذا يعني وجود المساومات”. وفي الحقيقة فإنّ إدارة الدولة العراقية ونتيجة تقاطع الرؤى السياسية بين أضلاع مثلث الشيطان ومصالح الأحزاب التي تنتمي إلى نفس أطراف المثلث، تخضع دوما لمبدأ المساومة والتفاهمات التي تجري بين رؤساء الكتل. إن التحالف الكردستاني لا يصوّت على أي مشروع قانون يتقدّم به البيت الشيعي دون اجتماعات مكوكية بين أربيل وبغداد، من أجل صياغة تفاهمات ومساومات تحصل فيه أربيل على ما تريد مقابل تصويتها على قوانين تتقدم بها الكتلة الشيعية، والتي غالبا لا تأخذ مصالح شيعة العراق ناهيك عن مصالح شعبنا خارج الإقليم بنظر الاعتبار. والأمر ينطبق أيضا على التحالف الكردستاني. والتحالف السنّي هو الآخر، يحذو حذو الكرد في هذا السبيل. وهذا يعني أنّ هذه القوى الطائفية القومية تلعب بمقدرات شعبنا ووطننا وفق قانون مساومة غير معلنة رسميا، إلّا أنّ العمل به جار على قدم وساق وتحت أنظار شعبنا بأكمله. المساومة الأخطر من جميع المساومات التي جرت إلى اليوم، هي التي ستجري للتصويت على مشروع قرار تعديل قانون الأحوال الشخصية لعام 1959، هذا المشروع الذي سيكرّس الطائفيّة بالبلاد ويعمل على استعباد المرأة وضياع طفولة القاصرات وتفتيت الأسرة، بمنح أولياء أمورهنّ تزويجهنّ من ساعة ولادتهنّ! ففي هذه السنّ المبكرة وهي ليست وليّ نفسها، لا تستطيع رفض زواجها حينما تبلغ لأنّ وليّ أمرها هو من كانت له الوصاية عليها وهي طفلة ترضع، أو في سن التاسعة هلالية كما يقول الفقه الشيعي والسني! وهنا ينفجر أول الألغام في المجتمع بعد أن تحاول التحرر من زواج لم تعلن موافقتها عليه، ناهيك عن انتشار الدعارة من خلال تعديل القانون، ومنح رجل الدين السلطة بعقد الزواج المنقطع (المتعة). وعلى الرغم من أنّ المتمتعة عليها أن تقضي عدّتها وهي حيضتان كاملتان وفق رأي السيستاني، فإنّ سبب توجهها لزواج المتعة وهو الفقر في أغلب الأحيان، سيجعلها تتجه لرجل دين آخر لإبرام عقد منقطع جديد حال انتهاء عقدها السابق. وهذا الزواج لا يترجم في هذه الحالة إلا بكونه شكلا من أشكال الدعارة الشرعية والتي يراد لها أن تكون قانونية، فهل ستكون المتمتعة مومسا ورجل الدين سمسارا؟ إطلاق سراح الدواعش والإرهابيين قاتلي أبناء شعبنا مقابل تفخيذ الرضيعة وتزويج البنت القاصر، هو أسوأ مساومة في تاريخ العراق الحديث، وهو وصمة عار في جبين البيت الشيعي وعمائمه. هؤلاء الذين يتاجرون بدماء شهداء سبايكر وشهداء الانفجارات التي كانت تهزّ مدن وشوارع ومدارس وساحات العراق. والأحزاب السنيّة التي ستصوّت لصالح تمرير القانون مقابل إطلاق سراح الإرهابيين، ستثبت أنها راعية للإرهاب ومشاركة في كل الجرائم الإرهابية التي طالت حياة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الأبرياء. أمّا تصويت التحالف الكردستاني لتمرير القانون فهو ليس بالمجّان وسيضاف إلى مواقفه اللاأبالية تجاه ما يجري في وطننا. ولأنّ الأوضاع السياسية بالبلاد لن تبقى على ما هي عليه مستقبلا، فإنّ قيادات هذه الأحزاب ستحاسب أمام جماهيرها وجماهير شعبنا بعد أن تكون قد شاركت في اغتيال الطفولة وتحويل العراق إلى بيت دعارة. ليستمر الضغط الجماهيري وليتّسع أفقيا للحيلولة دون تمرير صفقة العار، وأمل شعبنا كبير في عدم حضور البرلمانيين الوطنيين إلى قبّة البرلمان وعدم اكتمال النصاب أثناء قراءة مشروع القانون.كرامة المرأة العراقية وعفّتها في مهب الريح السوداء، فلنوقف هبوب هذه الريح من خلال التظاهرات والاعتصامات ومناشدة الهيئات الدولية وتذكيرهم بخطورة تعديل قانون الأحوال المدنية وأثره على الأطفال ومنهم الإناث الرضيعات وغير البالغات، خصوصا وأنّ العراق صادق على اتفاقية حقوق الطفل في يونيو 1994، متعهدا بإصلاح القوانين الخاصّة بحقوق وحماية الطفولة لتتماشى والمعايير الدولية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء يحذر من اتساع دائرة المجاعة في قطاع غزة

حذر مجلس الوزراء الفلسطيني، من اتساع دائرة المجاعة في قطاع غزة وتصاعد أعداد الوفيات وتحديدا الأطفال، جراء البرد الشديد والأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي اقتلعت خيام النازحين وفاقمت معاناتهم في ظل ظروف النزوح الصعبة، واستمرار نسف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمربعات السكنية.

ودعا المجلس في جلسته الأسبوعية اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى سرعة التدخل العاجل لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا، وتطبيق القرارات الأممية الداعية إلى وقف الإبادة في غزة وتسريع دخول المساعدات المنقذة للحياة.

وأدان تصاعد اعتداءات سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومعسكراته التي أودت بحياة 5 معتقلين في سجون الاحتلال أمس الأول وحده، إذ تكثف هيئة شؤون الأسرى بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين جهودها الدولية للضغط باتجاه وقف انتهاكات الاحتلال بحق المعتقلين والتوقف عن سياسة التعذيب والإهمال الطبي، إلى جانب الضغط القانوني لتكثيف زياراتهم ومتابعة أوضاعهم.

وحيا مجلس الوزراء في الذكرى الـ60 لانطلاق الثورة الفلسطينية صمود أبناء شعبنا في مختلف أماكن وجودهم.

هذا ووضع رئيس الوزراء محمد مصطفى أعضاء المجلس بصورة التحركات السياسية والدبلوماسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لوقف جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، ومنها استمرار تدمير البنية التحتية والمربعات السكنية، واستهداف المستشفيات وإحراقها وتدميرها، واستمرار سياسة التجويع كسلاح بحق أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.

كما عرض وزير شؤون القدس أشرف الأعور حيثيات قرار سلطات الاحتلال القاضي بتحويل والاستيلاء على أي أراضٍ داخل مدينة القدس لا يمكن إثبات ملكيتها لحارس أملاك الغائبين، كذريعة للاستيلاء على ممتلكات المقدسيين، مؤكدا استمرار الجهود القانونية لإبطال قرارات الاحتلال بالتعدي والاستيلاء على ممتلكات أبناء شعبنا، وحماية المدينة المقدسة من التهويد.

كما استمع المجلس لعرض من وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح حول تطورات الأوضاع الميدانية في مدينة جنين ومخيمها، وتأكيد المجلس على ضرورة فرض سيادة القانون وحماية السلم الأهلي وحقن دماء أبناء شعبنا.

إلى ذلك، وتعزيزا لصمود المزارعين، أعلنت الحكومة عبر وزارة الزراعة حزمة مشاريع جديدة تستهدف محافظة سلفيت بقيمة 5.3 مليون شيقل، وسبقها الإعلان عن مشاريع أخرى في محافظات القدس وأريحا والأغوار وطوباس، وستتبعها محافظات أخرى خصوصا في المناطق المستهدفة باعتداءات الاحتلال والمستعمرين، ومن هذه المشاريع: شق طرق وآبار جمع، وزراعة محاصيل حقلية متنوعة ومعدات تصنيع غذائي وخزانات مياه وتطعيمات بيطرية.

كما رحب مجلس الوزراء بنتائج اجتماعات المجلس الاقتصادي الفلسطيني التركي الثالث بين الحكومة ممثلة بوزير الاقتصاد الوطني والحكومة التركية ممثلة بوزير التجارة، وما نتج عنها من مخرجات أبرزها استعداد الجانب التركي للمساهمة في إعادة الإعمار في غزة بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية فور وقف العدوان، وإضافة 42 سلعة فلسطينية جديدة إلى قائمة السلع المعفاة من الضرائب التركية، ومنح القطاع الخاص الفلسطيني فرصا أوسع لمشاركة المنتجات الفلسطينية في المعارض التركية وإعفاؤها من أي تكاليف أو رسوم، والاتفاق على قيام الجانب التركي بالتدريب الفني لكوادر فلسطينية في المجالات كافة بما يشمل القطاع الخاص.

وتواصل وزارة الصحة حملة التبرع بالدم لأبناء شعبنا في قطاع غزة في جولتها الرابعة، إذا تم جمع أكثر من ألف وحدة وستسمر حتى صباح الخميس المقبل في بنوك الدم كافة في المستشفيات الحكومية.

كما صدّق مجلس الوزراء على توصيات اللجنة الاجتماعية الوزارية القاضية بتوفير دعم مالي طارئ لـ32 جمعية تعمل في مجالات دعم الطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والأسر الفقيرة ودعم احتياجات النساء، وتغطي مختلف مناطق الضفة الغربية بما فيها بعض الجمعيات داخل المخيمات التي تنطبق عليها الشروط، وذلك بمبلغ إجمالي حوالي نصف مليون شيقل.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • رصاص العار في لبنان.. طقوس مميتة تهدد الأبرياء
  • اغتيال مدير عام الشرطة في غزة بغارة إسرائيلية
  • التعليم النيابية تسعى إلى تدمير العلم والتعليم في العراق من خلال تعديل قانون معادلة الشهادات
  • المشهداني: الدماء التي سالت في العراق ولبنان لن تذهب هدرا
  • خطيب المسجد الأقصى: 2024م الأكثر تصعيدا في انتهاكات العدو الصهيوني بحق شعبنا ومقدساته
  • فى وداع عامٍ مضي، واستقبال عامٍ جديد
  • 7 لقطات "هزت" الرياضة في 2024.. بطلها صلاح وإيمان و"العار"
  • حزب طالباني:قانون النفط والغاز سيرحل إلى الدورة البرلمانية القادمة
  • حصاد البرلمان 2024.. أبرز القوانين التي أقرها مجلس النواب خلال العام
  • مجلس الوزراء يحذر من اتساع دائرة المجاعة في قطاع غزة