د.مصطفي ثابت يكتب:: التيجاني والبتنجاني والترند العمياني
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
في زمن باتت الفضائح تتصدر الترندات وتستحوذ على اهتمام الناس بشكل غير مسبوق، نجد أن أي حادثة – خاصة إذا كانت تتعلق بشخصيات لها صفة دينية أو اجتماعية – تتحول إلى مادة للحديث والنقاش العشوائي دون تحري الحقيقة أو التثبت، وهذا ما حدث مؤخرًا مع قضية صلاح الدين التيجاني، الذي انقلبت وسائل التواصل الاجتماعي على اسمه بعد اتهام خديجة، فتاة صغيرة، له بالتحرش.
القصة بدأت عندما اتهمت خديجة، وهي فتاة عُرفت بأنها تمر بأزمة نفسية، صلاح الدين التيجاني، صديق العائلة المقرب، بالتحرش بها. بينما جاءت المفاجأة في رد فعل والدتها، التي رفضت تصديق ابنتها ووقفت إلى جانب التيجاني، مؤكدة أن ابنتها مريضة نفسيا، وأن هذا الرجل الروحي كان دائمًا بجانبها، يساندها في مشاكلها النفسية والعائلية.
والد خديجة، في المقابل، يقف بجانب ابنته، ويؤكد أن التيجاني هو السبب في دمار عائلته. فقد أشار إلى أن الرجل دخل حياتهم وأثر على زوجته حتى صارت تؤمن به بشكل أعمى، وتصدق كل كلمة يقولها، مما أدى في النهاية إلى انفصال الزوجين. وها هي العائلة الآن تعيش في حالة من التفكك، حيث ترك الأبناء والدتهم ليعيشوا مع والدهم، بينما الأم متمسكة بموقفها الداعم لصلاح الدين التيجاني.
الناس منقسمون بين من يصدق خديجة ويدعم موقفها، ومن يعتقدون أن التيجاني بريء من هذه الاتهامات وأن الفتاة ربما تعاني بالفعل من مشاكل نفسية دفعتها لقول هذا الكلام. لكن الأكثر غرابة في هذه القصة هو موقف الأم التي تبدو وكأنها في حالة إنكار أو تعصب شديد لرجل تعتبره قدوة دينية أو “صاحب كرامات”، مما يجعلها تشكك في صحة ادعاءات ابنتها.
هذه القصة تعكس ما هو أبعد من مجرد فضيحة عائلية، إذ تطرح تساؤلات أعمق حول ثقافة التبعية العمياء للأشخاص الذين يظهرون بمظهر رجال الدين أو الروحانيين. هؤلاء الأشخاص يصبحون في أذهان أتباعهم فوق النقد أو المساءلة، مهما كانت الاتهامات خطيرة. وفي ظل هذا المناخ، ينتشر نوع من النقل الدائم للمعلومات دون أي تفكير أو تمحيص، ويصبح التشفي والانتقاد الجارح هو الأسلوب السائد، بدلًا من النقد البناء الذي يهدف إلى الإصلاح والتصحيح.
إن هذه الحالة تعبر عن أزمة اجتماعية عميقة، حيث باتت الفضائح والترندات هي ما يشغل الرأي العام، في حين يُهمَل البحث عن الحقيقة أو محاولة معالجة المشاكل المجتمعية بشكل متزن وعقلاني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفضائح الترندات صلاح الدين التيجاني الدكتور مصطفى ثابت
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة السيدة خديجة بنت خويلد.. تعرف على أهم ملامح سيرتها العطرة
تحل علينا اليوم العاشر من شهر رمضان، ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوج سيدنا رسول الله وأم المؤمنين.
وفي هذا التقرير نرصد أهم ملامح سيرتها العطرة :
سيرة السيدة خديجةعمل النَّبي في تجارتها، ثم تزوجها وهو في سنِّ الخامسة والعشرين، وهي يومئذٍ في سنّ الأربعين، فكانت رضي الله عنها أول زوجاته، وأمّ جميع أولاده عدا سيدنا إبراهيم.
وتعتبر السيدة خديجة أول من آمن بدعوة الإسلام، وأول من توضأ وصلَّى بعد سيدنا النبي، ثم هي الحانية، الحكيمة، العاقلة، النبيلة، المؤيدة لدين الله، المواسية لسيدنا رسول الله بنفسها ومالها، وهي التي صبرت معه على حصار قريش لبني عبد مناف في شِعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة.
وكان النبي طيلة حياته وفيًّا لها، بارًّا بها، مُكرِمًا لآلها وصديقاتها، ومُعترفًا بجميلها، كثير الحديث عنها.
زواج النبي بهاكما استمر زواجها من سيدنا رسول الله أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ولم يتزوج غيرَها في حياتها، واستحقت رضِيَ اللهُ عَنْهَا أن تكون من أفضل نساء أهل الجنة؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ : «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمران» أخرجه أحمد.
وتُوفِّيت رضي الله عنها في 10 رمضان، قبل هجرته بثلاث سنين، ولها من العمر خمس وستون سنة، فحزن عليها حُزنًا شديدًا، وسُمّي عامُ وفاتها بـ«عام الحزن»، وهو العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويحميه.