التوترات على الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل: التصعيد الأخير وتداعياته
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
تتجه الأنظار الدولية نحو الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل بعد التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة. الحادث المأساوي الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، والذي نتج عنه انفجارات متزامنة في أجهزة اتصال "بيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين.
هذا التصعيد يفتح المجال لتساؤلات حول المستقبل المحتمل للأوضاع في المنطقة.
شهدت الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا ملحوظًا منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.
ومع ذلك، فإن الوضع قد شهد تطورات جديدة منذ يوليو الماضي، بما في ذلك اغتيال قادة عسكريين رفيعي المستوى في حزب الله، مثل القائد العسكري محمد نعمة ناصر، المعروف بـ "الحاج أبونعمة"، ثم القائد العسكري فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورغم هذه التوترات، لم تصل المواجهة إلى مرحلة الحرب الشاملة.
التهديدات اللبنانية والردود المحتملةفي ظل هذه الظروف، صرح وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب بأن بلاده تستعد لرد انتقامي كبير على الهجمات الإسرائيلية.
واعتبر بوحبيب أن إسرائيل تظن أنها يمكنها إرجاع سكان الشمال النازحين بهذه الطريقة، لكنه أضاف أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تصعيد أكبر.
تشير الأحداث الأخيرة إلى إمكانية تصاعد الأوضاع على الجبهة اللبنانية في الأيام المقبلة. في هذا السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة تسللت نحو مدينة طبريا، وسُمع دوي صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية بالقرب من طبريا.
كما ذكرت إدارة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية عن اندلاع حريق قرب مدينة صفد نتيجة سقوط صاروخ.
المخططات الإسرائيلية وادعاءات الصحفوفقًا لمصادر استخباراتية ذكرتها صحيفة "المونيتور"، فإن إسرائيل كانت قد فخخت آلاف الأجهزة التي حصل عليها حزب الله قبل تسليمها للحزب.
جاء الهجوم الإسرائيلي بعد أن اكتشف اثنان من عناصر حزب الله اختراق الأجهزة. المخابرات الإسرائيلية قامت بإدخال المتفجرات في الأجهزة كجزء من خطة لتحقيق تفوق استراتيجي إذا اندلعت حرب شاملة.
تفاصيل المخططات الأمنية لحزب اللهاتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بالتخطيط لاغتيال مسؤول أمني باستخدام عبوة ناسفة، وذلك قبل ساعات من وقوع انفجار أجهزة البيجر.
وفقًا للبيان الصادر عن الجيش، تم إحباط عملية بواسطة عبوة ناسفة كانت مخصصة لاستهداف مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية.
ووفقًا لمصادر أخرى، فإن العبوة الناسفة كانت مرتبطة بجهاز تفعيل عن بُعد يحتوي على كاميرا وهاتف نقال.
القدرات العسكرية لحزب اللهيراء خبراء عسكريون أن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية ولوجيستية تمكنه من تنفيذ عمليات واسعة قد تتفوق على تلك التي قامت بها حماس في عملية "طوفان الأقصى".
ويُعتقد أن حزب الله قد طور شبكة أنفاق ضخمة بفضل التعاون مع إيران وكوريا الشمالية.
تمتد أنفاق الحزب لأكثر من 100 ميل في جنوب لبنان وتُعتبر أكثر تعقيدًا من أنفاق حماس في قطاع غزة.
وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير حول الأنفاق، موضحة أنها تم بناؤها داخل الصخور الصلبة وبعمق كبير تحت الأرض.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التصعيد الحدودي لبنان اسرائيل انفجارات أجهزة بيجر حزب الله عملية طوفان الأقصى القدرات العسكرية لحزب الله أنفاق حزب الله التوترات الإسرائيلية اللبنانية حزب الله
إقرأ أيضاً:
مظلومية «سنة لبنان»؟
هذه المرة يقف سعد الحريري في بيروت أمام قبر والده مرتاح النفس قرير العين.
هذه المرة يترحم عليه، ويقرأ الفاتحة بعد أن تصرفت السماء بقضائها العادل وقدرها المكتوب أزلاً واقتصت لآل الحريري ولكل أنصار ما كان يمثله الرجل.اقتصت السماء من القاتل والمحرض والممول، والمخطط، والداعم، والمساعد.
قتلة الحريري في طهران ودمشق والضاحية، وكل الشركاء بقدر ما في هذه الجريمة نالوا ما يستحقون.
اليوم يعود سعد الحريري إلى بيروت بعد أن تحررت من سطوة النظام الأمني السوري.
اليوم يعود سعد الحريري إلى بيروت بعد أن عرف «حزب الله» اللبناني أن دوره الوحيد الممكن والمتاح له الآن أن يكون فصيلاً سياسياً في المعادلة اللبنانية، وألا يكون الحاكم بأمره في مصير البلاد والعباد الرؤساء والحكومات، الحرب والسلام.
مظلومية «السنة» في لبنان التي وقعت على آل الحريري، أولاً على الشهيد رفيق، وبعدها على ابنه سعد وقوى تيار المستقبل وتكتل «14 آذار» تاريخية ولم يتم الكشف عنها بعد.
سعد الحريري، هو الوحيد، وأكرر الوحيد الذي تعنيه ثورة الشباب في لبنان واستقال تلبية لمشروع هؤلاء الشباب.
يوم 28 أكتوبر 2019 قدم سعد الحريري استقالة حكومته، وجاء فيها: «أقدم استقالتي بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود».
قدم استقالته ورحل وترك معه فراغاً سياسياً ضخماً في قلب بيروت، والسنّة، وأنصاره، وتيار المستقبل، وتكتل «14 آذار».
سيأتي سعد الحريري ليهنئ نواف سلام بأنه تمكن في أن يشكل الحكومة التي كان يتمنى أن يختارها.
لم يستطع سعد وقتها فعل ذلك لأن إيران كانت مسيطرة إقليمياً، وسوريا متواجدة أمنياً و«حزب الله» مسيطر داخلياً.
وقتها المعادلة كلها في الداخل والإقليم لم تسمح.
الآن حان الوقت المناسب لعودة النهج الصحيح لفكر رفيق الحريري في التحديث والحرية والتنمية المستقلة.
رحم الله رفيق الحريري.