اختفت من منصة «فيسبوك» صفحات رسمية تابعة لقوات الدعم السريع في السودان، تزامناً مع ظهور عدد من الصفحات الأخرى الداعمة للمليشيا وتتحدث باسمها.

التغيير: أمل محمد الحسن

حذفت شركة «ميتا» المالكة لموقع «فيسبوك» صفحات تتبع لمليشيا الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف ابريل الماضي، من على منصتها التي يتفاعل معها ملايين الرواد حول العالم، الجمعة.

وتدور معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع منذ 15 ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، خلفت آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، فضلاً عن ملايين النازحين واللاجئين، وارتكبت خلالها مئات الانتهاكات والجرائم المصنفة ضد الإنسانية.

وعمدت المليشيا إلى نشر بياناتها وتحركاتها مدعمة بالفيديوهات والمقاطع الصوتية على صفحتها الرسمية بفيسبوك وصفحة قائدها وعدد من الصفحات الداعمة لها.

واختفت بصورة مفاجئة، اليوم الجعمة، صفحة تتبع للإعلام الإلكتروني لقوات الدعم السريع، إلى جانب الصفحة الرسمية الخاصة بقائدها محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الموثقتان بالعلامة الزرقاء.

صفحة الدعم السريع

وعندما يقوم المتصفحون بالضغط على الصفحة تظهر رسالة تقول «إن هذه الصفحة غير متاحة في الوقت الراهن»، وتضيف: «ربما هذا الأمر بسبب خطأ تقني نعمل على حله»، مطالبة الزوار بإعادة تحميل الصفحة.

ووفق مصادر مطلعة فإن الصفحات تتم إدارتها من دولة خليجية، ويجدر ذكره أن صفحة قوات الدعم السريع موثقة بالعلامة الزرقاء.

فيما قال متابعون إنه تمت إزالة صفحتي الدعم السريع وحميدتي بما يتماشى مع سياسة المنظمات والأفراد الخطرين لدى فيسبوك بسبب أفعالهم المُبلّغ عنها في دارفور، وأكد البعض أنها تمت استجابة لبلاغات من الجمهور.

ونشرت إحدى الصفحات الداعمة للمليشيا بياناً توضيحياً قالت إنه من قيادة القوات أعلن “توقف عمل الصفحة الرئيسية لقوات الدعم السريع موقتاً”، وقال إنه يجري التحقيق مع فريق فيسبوك في معالجة الصفحة وعودة الإعلام. وضع رابط الصفحة الرسمية على تويتر للإعلام.

ووفق متابعات الجمهور فإن صفحة الدعم السريع يتابعها أكثر من مليون شخص، فيما عدد متابعي صفحة قائد الدعم السريع تجاوزت الـ800 ألف متابع.

الوسومالإعلام الإلكتروني الجيش الخرطوم السودان حرب 15 ابريل فيسبوك محمد حمدان دقلو (حميدتي) مليشيا الدعم السريع ميتا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإعلام الإلكتروني الجيش الخرطوم السودان حرب 15 ابريل فيسبوك مليشيا الدعم السريع ميتا الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات

الانسحابات وإعادة التموضع

شهدت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة تحولات ملحوظة في انتشارها الميداني داخل السودان. انسحبت بعض وحداتها من أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، وهو ما يراه المحللون خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إعادة التموضع. هذه الخطوة قد تكون استعدادًا لحرب طويلة الأمد بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات المباشرة التي قد تؤدي إلى إنهاك القوات.
الوضع في الفاشر ومعارك النفوذ
لا تزال الفاشر نقطة محورية في العمليات العسكرية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تثبيت نفوذها في دارفور، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لها. تدور المعارك في محيط المدينة وسط تقارير عن تعزيزات جديدة وتحركات تكتيكية، ما يشير إلى أن الدعم السريع يسعى لتأمين موقعه هناك كجزء من خطته للحفاظ على عمقه الاستراتيجي.
التحضير لحرب طويلة الأمد
وفقًا لمحللين عسكريين، فإن الدعم السريع يعيد هيكلة وجوده العسكري بما يسمح له بخوض صراع طويل الأمد. من خلال الانسحاب المنظم من بعض المناطق والتوجه نحو مناطق نفوذه القوي، يحاول حميدتي وقادته تحويل الصراع إلى معركة استنزاف بدلاً من المواجهات المفتوحة مع الجيش السوداني. ويؤكد بعض التقارير أن الدعم السريع يتبنى سياسة "الأرض المحروقة" في بعض المناطق، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية واستهداف مرافق حيوية.
الوضع الدولي والقانوني
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه سيطلب إصدار مذكرات توقيف ضد المتهمين بارتكاب فظائع في منطقة غرب دارفور بالسودان. ويعكس هذا الإعلان تصاعد الاهتمام الدولي بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في تلك المنطقة، وهو ما قد يكون له تداعيات على مسار الصراع مستقبلًا.
تأمين مستقبل الحكومة القادمة
في ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى ترسيخ نفوذها على الأرض بحيث تكون جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية مستقبلية. تسعى القوات إلى فرض واقع عسكري وسياسي يجعل من الصعب استبعادها من أي اتفاق بشأن الحكم في السودان.
التحسب لخطوات الجيش والقوى السياسية
في المقابل، يراقب الدعم السريع التحركات السياسية والعسكرية التي قد يقوم بها الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بتحالفاته مع القوى السياسية والمليشيات المناصرة له. قد يكون أحد أهداف الدعم السريع من إعادة التموضع هو تقليل فرص الجيش في فرض حل عسكري شامل. وفي هذا السياق، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيرة على مرافق حيوية، مثل المحطة التحويلية للكهرباء في منطقة الشوك بولاية القضارف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة ولايات.
معركة ود مدني والتحديات المستقبلية
في 11 يناير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وقد أشارت تقارير إلى ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه العملية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي في المدى القريب.
يتجه الدعم السريع نحو فرض معادلة عسكرية وسياسية جديدة على الأرض، تضمن له موطئ قدم قويًا في أي تسوية مقبلة. ومن خلال إعادة التموضع وتحسين انتشاره في مناطق النفوذ، يحاول الدعم السريع الاستعداد لمرحلة طويلة من الصراع، مع التركيز على تأمين دوره في مستقبل الحكم في السودان. في ظل هذه التطورات، ستظل معارك السيطرة على الأرض وتحالفات القوى المتصارعة عوامل رئيسية في تحديد مسار النزاع خلال الفترة القادمة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
  • مقـ ـتل أشهر القادة الميدانيين التابعين لقوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تغتصب سيدة بريف “أبو قوتة” حتى الموت
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • تعرف على سبب اغتيال الدعم السريع لقائده جلحة
  • السودان: مقتل قائد ميداني بارز بقوات الدعم السريع في معارك الخرطوم
  • ???? مليشيا الدعم السريع تصفي جلحة احد اشهر قادتها
  • مقتل الجنرال جلحة القيادي في الدعم السريع
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور