الحوثي: صاروخ فلسطين2 أحدث تآكلاً في مفهوم الردع لدى الصهاينة
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن سطوة الصهاينة في الكيان المؤقت تقوم على امتلاك أسلحة الردع التي تجعلهم يفترضون أنهم بمأمن من مساس أي أحد بهم.
وأضاف عضو السياسي الأعلى في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، أن الإجرام اليهودي يزداد بناءً على هذه الفرضية التي تبنى معنويات اليهود على أساسها.
وأشار إلى أن أهمية صاروخ فلسطين2 تكمن في ما أحدثه من تآكل في مفهوم الردع لدى اليهود المحتلين.
ولفت عضو السياسي الأعلى إلى أن صاروخ فلسطين2 مع تنكيل المقاومين باليهود يجعلهم أكثر خوفاً من ارتكاب جرائمهم الإرهابية.
ويوم الإثنين كشفت القوات المسلحة اليمنية عن مواصفات صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، الذي استهدف هدفًا عسكريًا في منطقة “يافا” بفلسطين المحتلة، ويتميز بمدى يصل إلى 2150 كم ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويتمتع بتقنية التخفي وسرعة تصل إلى 16 ماخ، ما يجعله قادرًا على تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي، ويمتلك قدرة عالية على المناورة، مما يعزز فعاليته في اختراق الدفاعات الجوية المعادية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
جمهورية اليهود المخفية.. «بيروبيدجان»
هل أحد يتخيل أن هناك دولة يهودية كل سكانها يهود، استطاع الكيان الصهيونى إخفاء أخبارها عن الإعلام لمدة أكثر من تسعين عامًا. إنها جمهورية اليهود الأولى أوبلاست المعروفة باسم عاصمتها «بيروبيدجان»، تقع فى جنوب شرق روسيا، ومساحتها تصل ٤١,٢٧٧ كم تماثل مساحة بلد أوروبى مثل سويسرا، بكثافة سكانية ضئيلة تصل إلى ١٤ نسمة/ميل مربع، مقابل ٩٤٥ نسمة/ميل مربع فى الكيان الصهيونى، و١٧٢٨ نسمة/ميل مربع فى الأراضى الفلسطينية. هذه الجمهورية لا يعلم بوجودها الأغلبية من العالم، لأن اسرائيل تسعى جاهدة إلى كتم هذه الحقيقة، ومنع الإعلام من زيارتها، وهى الوطن الأول لليهود فى العالم، وكانت هجرتهم إليها قبل فلسطين، إلى أن ظهرت الصهيونية وفكرة توطين اليهود فى فلسطين. وقد نجح الصهاينة فى إبعاد الإعلام عن جمهورية اليهود الاولى، التى تأسست بدون حاجة لاغتصاب أراضى من السكان الأصليين، ويعتبر سكانها بالكامل من اليهود، وقادرة على توطين كل اليهود بالعالم، بمن فيهم اليهود المغتصبون لأرض فلسطين.
ما تخافه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها، هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الاول فى هذه الجمهورية، واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين فى فلسطين، إلى جمهورية بيروبيدجان ليعيشوا بأمان وسلام، وينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها، ويتحدثوا لغة ال «يديش» لغة يهود أوروبا، من دون أى معاداة للسامية، كما تروج له الصهيونية العالمية حاليا. وفى حالة حدوث ذلك، يمكن إنهاء مأساة تهجير العرب الفلسطينيين المشردين فى أنحاء الأرض، وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.
هذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل فى الوطن العربى والشرق الأوسط، بسبب وجود اسرائيل القائم على تبادل المنافع فى حماية المصالح الغربية، والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة فى بعض الأحيان، ضد من يهددون مصالح الغرب وأولهم العرب. الشىء الذى يجهله العرب، أن جمهورية اليهود هذه تأسست عام ١٩٢٨، بعد أن أعلنت رئاسة اللجنة التنفيذية المركزية للاتحاد السوفيتى فى ٢٨ مارس ١٩٢٨، بيروبيدجان «منطقة قومية يهودية» مفتوحة للاستيطان، وسرعان ما وصل إليها أول المستوطنين فى إبريل من العام ذاته، وجرى تأسيس مزارع جماعية لهم، وتم الاعتراف ب «اليديشية» لغة رسمية فى الاقليم، وكان سكان بيروبيدجان ينالون الجنسية الروسية، وكل ذلك بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم، ممثلين فى هيئة كانت تضم فى عضويتها عالم الفيزياء اليهودى أينشتاين والكاتب الامريكى المعروف غولدبرغ. وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم أجمع، عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية، أنهم فى أمسّ الحاجة إلى أرض فلسطين كوطن قومى لهم، وانهم مشردون فى الارض، ولا يوجد لهم وطن قومى يؤويهم، وتذرعوا بذلك لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم. فخيار الانتقال لتلك الجمهورية كان متاحًا أمامهم، لكنهم فضلوا فلسطين لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على القدس، التى يوجد بها «المسجد الأقصى» قبلة المسلمين الأولى، والدفاع عنه يعتبر قضية المسلمين والعرب الأولى. هذه الحقيقة التاريخية، تحاول إسرائيل والصهيونية العالمية إخفائها، وثمة الكثير من الناس، وبسبب من التعتيم الصهيونى الإعلامى الموجه والمنظم، لا يعرفون أن هناك أكثر من وطن بديل لليهود فى العالم، فرضته الحقائق التاريخية التى تؤكد أن الذين استقدموا إلى فلسطين ليغتصبوا أرضها، ويبنوا دولتهم المزعومة هم ثلة من الناس تحكمت بهم الدعاية الصهيونية واقتلعتهم من بلدانهم الأصلية، التى كانوا يعيشون فيها مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وبولونيا، وروسيا، والولايات المتحدة وغيرهم من الدول، ليحلوا محل الشعب العربى الفلسطينى بعد تشريده من دياره وأراضيه، فى أكبر جريمة تهجير جماعى، وتغيير ديموغرافى.
اثناء تفكك الإتحاد السوفيتى، كانت جمهورية بيروبيدجان مؤهلة لإعلان الاستقلال عن روسيا الاتحادية، مثلها مثل الشيشان، ولكن الصهيونية منعت حدوث ذلك، بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود، فى مكان غير فلسطين، وخطورة رفع الوعى لدى يهود العالم بوجود تلك الدولة وتحويل هجرتهم اليها بدلا من فلسطين. والشىء الغريب أن الغرب دفع بالعرب والمسلمين، للجهاد لتحرير الشيشان وفك ارتباطها من روسيا، وكان بإمكانهم فعل الشىء نفسه، ودعم جمهورية بيروبيدجان للاستقلال عن روسيا، وجعلها وطنًا بديلًا لليهود عن فلسطين. والواضح، كان لا احتياج إلى مبادرات السلام الكثيرة المتعددة خلال ٧٥ عامًا، والتى ترسخ الظلم والعنصرية، وتسلب أصحاب الأرض الفلسطينيين وطنهم، وتصادر أراضيهم، وتهدم بيوتهم، وتحرق مزارعهم، وتقتل أطفالهم وشبابهم، وتعطى شرعية المحتل الغاصب القاتل، وتدين الضحية. اليوم تواجه الإنسانية أسوأ كوارثها على الاطلاق، إذ يستهدف الكيان الصهيونى قتل المدنيين من النساء والأطفال فى منازلهم وداخل المستشفيات والمدارس.
هذا كان ومازال يحدث منذ ٧٥ عامًا على الطريقة النازية البشعة، وبمباركة الغرب المنافق، الذى يكيل بمكيالين، رغم أن المعاهدات والتشريعات الدولية تعطى الحق للشعوب المحتلة أن تقاوم المحتل، بأى طريقة كانت لإخراجه من أرضها واستعادة وطنها. والغريب بالأمر، أن المواطن العربى لا يعرف شيئا عن هذه الحقيقة.
وأخيرًا، نوجه نداء إلى المسلمين والعرب، أن يقوموا بتشكيل قوة سياسية ودبلوماسية واقتصادية للترويج لجمهورية بيروبيدجان كوطن، يمكن إعادة ترحيل يهود فلسطين اليها، وإعادة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين المغتصبة، ومحاولة الضغط على الدول المساندة للمحتل الغاصب من منطلق القوة والمصالح، وأولهم أمريكا لاتمام هذه المهمة.
محافظ المنوفية الأسبق