قال محلل عسكري وأمني إسرائيلي، إن "تفجير أجهزة الاتصال أوضح لحزب الله مدى سهولة اختراقه، لكن هذه ليست خطوة تغير الواقع".


وأوضح المحلل رون بن يشاي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"  أن العملية المنسوبة لإسرائيل، والتي تفجرت فيها أجهزة "البيجر" التي استُخدمت لتنسيق وتوقيت إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، تزيد من الردع تجاه حزب الله، وتشكل ضربة معنوية.

مع ذلك، لن تُعيد هذه الخطوة المستوطنين في الشمال إلى منازلهم بأمان.


وتابع بن يشاي بقوله: "تفجيرات أجهزة الاتصال عن بُعد أوضحت لحزب الله مدى سهولة اختراقه، ليس فقط من الناحية الاستخبارية، بل أيضًا رقميًا. هذا التداخل بين الاثنين هو سلاح بحد ذاته، يجب أن يحذر منه حزب الله ورعاته الإيرانيون". 


وأكد أنه "لا يوجد حاليًا تغيير في الوضع الاستراتيجي. مجرد العملية المنسوبة لإسرائيل تعزز بلا شك الردع تجاه حزب الله ورعاته الإيرانيين، وتشكل ضربة معنوية. لكن هذه ليست خطوة تغير الواقع - لن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".


وذكر أنه "إذا كانت إسرائيل حقًا وراء هذه التفجيرات، بما في ذلك في سوريا، فإن هذا يشكل إشارة تحذيرية خطيرة لحزب الله بعدم محاولة تنفيذ هجمات في إسرائيل كما فعل عدة مرات مؤخرًا باستخدام بنية تحتية فلسطينية محلية".



ولفت إلى أن أجهزة "البيجر" كانت تُستخدم بشكل أساسي لتنسيق وتوقيت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، ولتحذير العناصر من غارات سلاح الجو. ومن المحتمل أن يرد حزب الله بإطلاق صواريخ كثيفة وهجمات بالطائرات المسيّرة، لكن من المرجح ألا يكون هناك تصعيد كبير يتجاوز ما شوهد حتى الآن.


ونوه إلى أن الهجوم الذي بادر به حزب الله ضد شخصية أمنية بارزة سابقة هو الثالث في سلسلة هجمات داخل إسرائيل نفذها جهاز التنظيم في السنة الماضية. بدأت السلسلة بهجوم باستخدام عبوة ناسفة من طراز "كليمغور" في منطقة مجدو عام 2023.


في هذا الهجوم، أصيب شرف الدين حمايسي، وهو مقيم في سالم، بجروح خطيرة وفقد بصره. تسلل منفذ الهجوم من لبنان إلى مفرق مجدو - على بعد نحو 70 كيلومترًا داخل إسرائيل - وفجر العبوة. كاد المنفذ يعود إلى لبنان، لكن في النهاية تم القضاء عليه بالقرب من الحدود.


وبين بن يشاي أن "الهجوم على مجدو أعلن المسؤولية عنه تنظيم فلسطيني صغير غير نشط يدعى "ذئاب الجليل". تبين أن هؤلاء الفلسطينيين يعملون كأداة تنفيذ للهجمات في إسرائيل والضفة الغربية بأوامر من حزب الله. من المحتمل أنهم تعاونوا أيضًا مع صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي اغتيل في لبنان في يناير الماضي. علي محمد الدبس، قائد مركزي في قوات الرضوان وأحد المسؤولين عن هجوم مجدو، قُتل في فبراير في غارة جوية إسرائيلية في بلدة النبطية جنوب لبنان".


وأردف بقوله: "الهجوم الثاني في سبتمبر 2023 حاول حزب الله تنفيذه باستخدام بنية تحتية محلية من عرب إسرائيل جندهم داخل إسرائيل. قاموا بزرع عبوة ناسفة على جانب الطريق في حديقة اليركون في تل أبيب في سبتمبر الماضي. العبوة انفجرت، لكنها لم تصب أحدًا. نفس البنية حاولت أيضًا تنفيذ الهجوم ضد الشخصية الأمنية السابقة - مرة أخرى باستخدام عبوة ناسفة من طراز "كليمغور" - لكن تم إحباطه".



وأشار إلى أن العبوة المستخدمة في الهجمات، طورت في الولايات المتحدة وتستهدف الأشخاص والمركبات الخاصة عبر تركيز قوة من كرات معدنية ومسامير وما إلى ذلك، بتوجيه الشحنة بشكل قوسي. مع ذلك، ليست فعالة ضد المركبات المصفحة. يمكن تفجير العبوة عبر الأقمار الصناعية أو الهاتف المحمول من أي مكان في العالم.


وتقدر إسرائيل أن الهجمات نفذتها وحدة 133 التي أسسها حزب الله، والمسؤولة عن تجنيد الفلسطينيين وتنفيذ الهجمات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وحلت هذه الوحدة محل وحدة 1800 التابعة لحزب الله التي نفذت نفس المهام في الماضي تحت قيادة الحاج خليل حرب من جنوب لبنان. قرر حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، تعيين محمد عطايا، نائب حرب، قائدًا لوحدة 133. قام عطايا بتوسيع صلاحيات الوحدة لتشمل تجنيد وتشغيل أشخاص من تركيا وأوروبا، وليس فقط من لبنان وغزة.


وبحسب بن يشاي، تُقدَّر هذه الهجمات كجزء من محاولات حزب الله للانتقام من إسرائيل، بأوامر إيرانية للثأر لاغتيال شخصيات بارزة في إيران على يد الموساد، مثل محسن فخري زاده، كبير العلماء النوويين الإيرانيين الذي وُصف بأنه "أبو القنبلة" للجمهورية الإسلامية. المهارة التي يظهرها حزب الله، على ما يبدو، في خدمة الرغبات الانتقامية الإيرانية لا تزال تشكل مصدر قلق في إسرائيل.


وتابع قائلا: "تقدر الجهات الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله بدأ بتنفيذ محاولات هجوم مباشرة داخل إسرائيل، بسبب فقدان الردع والشعور بعدم وجود رد فعل مضاد".


لذلك، وفقًا للتقديرات، يرى حزب الله أن تنفيذ هجمات من شأنها أن تضر بالروح المعنوية للجمهور الإسرائيلي الذي يعاني بالفعل من انقسامات داخلية يعد خطوة مبررة. الأمر الأكثر خطورة هو أن محاولات الهجمات تشير إلى شعور لدى الحزب بأنه قادر على تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، دون أن تكون هناك ردود فعل قاسية.


وذكر المحلل الإسرائيلي أن حزب الله كان محقًا في ذلك. لم تحدث أي استجابة إسرائيلية بعد هجوم مجدو، وذلك بناءً على حسابات تتعلق بعدم الرغبة في إشعال تصعيد واسع النطاق على الحدود مع لبنان. عدم الرد بعد الهجوم ربما كان دافعًا لمحاولات الهجمات التالية.


وقال إن ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن هناك بالفعل مواجهة نشطة، وهي حرب استنزاف بالنيران مع لبنان، كما يُنظر في احتمالية نشوب مواجهة كبيرة. ما قد يجعل الرد على محاولة الهجوم الخطيرة على الشخصية الأمنية البارزة وكذلك على الهجمات الأخرى غير ضروري هو اغتيال فؤاد شكر، الذراع الأيمن لحسن نصر الله، في بيروت. تم التخطيط للهجوم الأخير وكان على وشك التنفيذ ربما قبل أن تقتل إسرائيل قائد الأركان العسكري لحزب الله، ولذلك، هناك من يقول إن هذا يجعل الرد المحدد غير ضروري.


وختم قائلا: "على أي حال، يجري النظر في هذا الموضوع الآن من قبل المؤسسة الأمنية، في سياق المواجهة الشاملة مع حزب الله في لبنان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية تفجير أجهزة الاتصال حزب الله لبنان لبنان حزب الله الاحتلال تفجير أجهزة اتصال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة داخل إسرائیل فی إسرائیل لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

شفى الانحطاط .. حتمية الانهيار قائمة .. !

بقلم : حسين الذكر ..

( قتل امرءٍ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب كامل مسالة فيها نظر)
(الشاعر السوري العربي المسيحي اديب إسحاق)
كلما تفكر الانسان الواعي فيما يجري من اهوال واحوال في بلداننا المستضعفة وشعوبنا المستغلة.. سيما وان اغلبه يعد وجه من اجندات خارجية ضاربة بالاعماق تدعو الى ضرورة إعادة قراءة التاريخ وتمحيص ما يسمى بالسنن والأفكار حد النفض مما جرى عليها من انحراف وتشويه ودس راسخ توظيفيه لمصالح ابدية .

فان سيادة ثقافة التفاهة وتعزيزها .. ودعم كل سبل الانحطاط بصورة ممنهجة في البلدان المستهدفة يدعو للاستغراب ويتطلب من شعوبها قراءة المشهد من خلال منظار التدبر : ( تقوى الله وتدبير أمور الدنيا ) وذاك ما ذهب اليه الامام علي بن ابي طالب في اصدق ما قال وقيل في أمور الدين والدنيا . اذ ان كثير العناوين والرمزيات المصنوعة تهيمن على الواقع فيما الجموع وهم اكثر التصاق بالاوطان والأديان نراهم يمثلون الطبقات المسحوقة والمستغلة على طول الزمكان .
ان الزخ الذي يخيم على سماء شعوبنا من مخلفات سقوط الحضارة والتصاقها حد العمى بالماديات المشوهة دون ادنى حياء من فلسفة الخلق وغائية الخالق .. يعد السكوت عليه والقبول به يمثل عارا وذلا لا يليق بمن يحملون المباديء ويعتنقون الحرية ويمتلكون ادنى إحساس بشري .
اذ كلما تحولت الشعوب الى ( أناس هم وانعامهم سواء لا يفرقون بين القداسة والدناسة ) اصبحوا أداة طيعة بيد الاجندات لا تنفعهم عناوينهم وعقائدهم وشعاراتهم وشهاداتهم .. ما لا يدركون الحال وإعادة قراءة الواقع بمنظار العدالة الإنسانية والصالح العام .. الذي يكون فيه الانسان اكرم مخلوق على وجه الأرض اذ لم تقدس المقدسات الا لاجله .. لان الله جل وعلا غني عن العباد ولم يبعث انبيائه ورسله واولياه الا لتجسيد مقولة التكريم .
جاء في محكم الكتاب الكريم : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) اذ ان اخطر ما يصيب الأمم هو عملية التجهيل والتعمية الاستراتيجية . يقول الامام زين العابدين صاحب رسالة الحقوق العالمية : في تصوير القيادات المجتمعية وما ينبغي ان تكون عليه من وقف خطر اسقاط القيم وتسفيه المجتمع : ( ان الله أوحى الى دانيال : ان أَمقت عبدي اليَّ الجاهل المستخف باهل العلم .. وان احب عبدي اليَّ التقي الطالب للثواب اللازم للعلماء التابع للحكماء ) . فاذا كان الغالبية من المؤمنين تجز شعورهم وتؤكل لحومهم وتكسر عظامهم .. فكيف يكون حالهم بين اسد وذئب وكلب وخنزير … في شريعة غاب يحكمها الفرج والبطن وتكال بها المقايسس وفقا للشهوات والرغبات وحب الذات .
جاء في كتاب ( سلطة الفقهاء وفقه السلاطين ) لمؤلفه مختار الاسدي ان المفكر الفرنسي روجيه غارودي يقول في كتاب تفسخ الحضارة : ( بعد ان أصبح رواد التفاهة والانحطاط هم نجوم الاعلام ومن يحصل على الأموال .. انطلقت أصوات عالمية تؤكد ان العالم ينحدر نحو الجنون ) ..

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • عن تجريد حزب الله من سلاحه.. هذا ما كشفته صحيفة إسرائيلية
  • عن قرار حصر السلاح بيد الدولة والتطبيع مع إسرائيل.. هذا ما أكده الرئيس عون
  • زيلينسكي ينتقد حياد ترامب تجاه الهجمات الروسية ويدعوه لزيارة أوكرانيا
  • ضربة الضاحية الثانية فجّرت شبح النزوح.. إيجارات المنازل ترتفع بلا سقف!
  • عشرات القتلى في ضربة روسية بوسط سومي الأوكرانية وإدانات أوروبية وأمريكية
  • واشنطن بوست: قذائف إسرائيلية وراء انفجار مقر الأمم المتحدة بغزة
  • كتائب القسام تعلن تفجير منزل مفخخ بقوة إسرائيلية في رفح
  • شفى الانحطاط .. حتمية الانهيار قائمة .. !
  • الـ The National Interest: حزب الله جوهرة التاج.. هل إيران قادرة على ردع إسرائيل؟
  • إجراء مؤقت لقيادة حزب الله.. إسرائيل تحدّثت عنه