صدمة تثير الباحثين.. من الممكن أن يحتوي القمر على براكين نشطة
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
منذ بدء مراقبة النشاط الجيولوجي على سطح القمر لمئات السنوات، لم يعثر العلماء على أدلة حول أي نشاط بركاني يُذكر، إلا أن نتائج دراسة حديثة نُشرت في دورية "ساينس"، لعينات من تربة القمر جلبتها مهمة "تشانغ آه-5" في ديسمبر/كانون الأول 2020 أظهرت أن ثمة نشاطا بركانيا ما زال حاضرا إلى اليوم في القمر.
ويستند الباحثون في نتائجهم على قطع زجاجية صغيرة عُثر عليها ضمن العينات القمرية، مشيرة إلى أن القمر ربما شهد ثورات بركانية خلال الفترة الجيولوجية الحديثة.
ولفترة طويلة اعتقد العلماء أن تاريخ القمر البركاني انتهى منذ أكثر من 3 مليارات سنة، استنادا على دراسة البحار القمرية المظلمة التي تغطي مساحات شاسعة من القمر، والتي تكونت من سهول الحمم المتجمدة، ويعتقد العلماء أن هذه السمات البركانية القديمة، المرئية من الأرض، تمثل آخر فترة من النشاط البركاني على القمر.
تحدي دراسة العينات القمريةوتظهر العينات التي جلبتها رحلة "تشانغ آه-5" الصينية أن الانفجارات القمرية ربما حدثت قبل نحو 123 مليون سنة فقط، ورغم أن هذه الفترة طويلة على المقياس البشري، فإنها تعد حديثة من الناحية الجيولوجية، بالنظر إلى أن عمر القمر يبلغ 4.5 مليارات سنة، وانطلاقا من ذلك، يضع الباحثون احتمالية وجود نشاط بركاني حتى اليوم على سطح القمر.
من بين 3 آلاف عينة، استطاع الباحثون تحديد 3 حبات زجاجية صغيرة يتراوح حجمها من 20 إلى 400 ميكرون، وتتكون عادة هذه القطع الزجاجية من اصطدام النيازك الذي ينتج عنه ذوبان تربة القمر لتتحول إلى زجاج لاحقا. وقد اتضح في أثناء التحليل أن هذه الحبات الزجاجية الثلاث لها أصل مختلف ناتجة عن فوران الصهارة البركانية بالقرب من منطقة القباب البركانية المعروفة باسم "مونس رومكر" الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الجانب القريب من القمر.
باستخدام تقنية التأريخ بواسطة اليورانيوم والرصاص، حدد العلماء أن حبات الزجاج البركاني تشكلت منذ حوالي 123 مليون سنة، بهامش خطأ يبلغ حوالي 15 مليون سنة، وتعتمد هذه التقنية لتحديد العمر على قياس نسبة الرصاص إلى اليورانيوم في الحبيبات الزجاجية، مما يمكن الباحثين من تقدير عمرها بناء على عملية التحلل الإشعاعي التي يتحول فيها اليورانيوم إلى رصاص مع مرور الزمن.
ويسهم هذا الاكتشاف في دعم النظرية القائلة إن القمر كان حتى فترة قريبة نشطا بركانيا، لا سيما بأن في عام 2014 عثر "مستكشف القمر المداري" التابع لوكالة "ناسا"، على نحو 70 بقعة بحرية غير منتظمة على سطح القمر، والتي يُعتقد أنها بقايا ثورات بركانية حديثة نسبيا، وتوجد هذه التلال الضحلة في السهول البركانية وقد يقل عمرها عن 100 مليون عام، وربما حتى أقل من 50 مليون عام.
هل يحتوي القمر على براكين نشطة؟ورغم هذا الاكتشاف، فإنه يخالف بشكل صارخ النماذج الحالية للتطور الحراري للقمر، إذ إن باطنه كان لا بد أن يبرد منذ فترة طويلة، وهو الأمر الذي يجعله غير قادر على توليد أي نشاط بركاني، وهو ما يدفع الباحثين على الإجابة عن هذا التساؤل، ما الذي يغذي هذه الانفجارات البركانية الحديثة نسبيا؟
يفترض الباحثون أن العينات القمرية التي تحتوي على تركيزات عالية من العناصر المولدة للحرارة مثل الثوريوم والبوتاسيوم، من الممكن أن توفر نقاطا تتمركز فيها الحرارة في وشاح القمر، مما يعد كافيا لتأجيج ثوران البراكين على سطح القمر.
وربما لا توفر الأدلة الحديثة على وجود نشاط بركاني حاليا على سطح القمر بالضرورة، إلا أنه يعيد إلى الأذهان "الظواهر القمرية العابرة"، وهي الادعاءات المستمرة حول التغير الطارئ في شكل ولون سطح القمر لمدة قصيرة، وقد جرى رصد مثل هذه الظواهر في مرات كثيرة، ويعتقد البعض أن بعض هذه الظواهر تتعلق بانبعاث الغازات البركانية على سطح القمر.
وهذا ما لا يترك مجالا للشك بأن القمر ليس ميتا جيولوجيا كما كان المعتقد السائد سابقا، وانطلاقا من نتائج الدراسة المنشورة، ربما يجري تكثيف عمليات البحث عن أدلة لبراكين نشطة على سطح القمر، وذلك للاستفادة منها في إنتاج الطاقة التي ستمد البشر لاحقا مع بناء أولى المستعمرات القمرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على سطح القمر نشاط برکانی
إقرأ أيضاً:
القمر يُظلم الشمس جزئيا.. كيف سيبدو كسوف 29 مارس من الفضاء؟
#سواليف
يوم السبت، 29 مارس/آذار 2025، سيشهد العالم كسوفا جزئيا للشمس، حيث سيمر #القمر أمام #الشمس، ليبدو وكأنه يأخذ “قطعة” منها.
سيتمكن المصورون من الأرض من التقاط هذه #الظاهرة_المثيرة، بينما ستقوم مجموعة من الأقمار الصناعية في الفضاء بتصوير الظل الذي سيلقيه القمر على الأرض.
وخلال هذه الظاهرة الفلكية، يُسقط القمر نوعين من الظلال: الظل الخارجي الأكبر والمعروف باسم “شبه الظل”، والظل المركزي الأصغر والأغمق المعروف باسم “الظل”.
مقالات ذات صلة عمال سوريون أرادوا تسميم الطعام في العراق.. ما حقيقة القصة؟ 2025/03/25ويحدث الكسوف الكلي يحدث عندما يسقط الظل على منطقة محدودة على الأرض، وهو ما يُعرف بمسار الكسوف الكلي، ومع ذلك، في 29 مارس، لن يحدث كسوف كلي، بل ستتأثر الأرض فقط بشبه الظل، مما سيؤدي إلى كسوف جزئي.
ماذا سترى الأقمار الصناعية أثناء الكسوف؟
وفي حين أن الكسوف الجزئي سيكون مرئيا من أوروبا، غرب إفريقيا، شرق كندا والشمال الشرقي للولايات المتحدة، ستُظهر الأقمار الصناعية ظلا مظلما يعبر المحيط الأطلسي، يتداخل مع جانب الأرض الذي يكون في الليل، والسبب وراء ذلك هو أن ظل شبه القمر سيكون أكثر ظلمة في بعض المناطق، مثل منطقة نونافيك في كيبيك بكندا، حيث سيحجب القمر 94% من الشمس عند شروقها. وفي أوروبا، سيكون الكسوف أقل وضوحا، مما يجعل من الصعب على الأقمار الصناعية إظهار الظل بوضوح.
لماذا يتحرك ظل القمر من الغرب إلى الشرق؟
على الرغم من أن الشمس والقمر والنجوم يظهرون وكأنهم يتحركون من الشرق إلى الغرب، فإن ظل الكسوف يتحرك دائما من الغرب إلى الشرق، والسبب في ذلك هو أن القمر يدور حول الأرض في نفس اتجاه دورانها، لكنه يسير بسرعة أكبر تصل إلى 3,700 كيلومتر في الساعة، مما يجعله يتقدم على دوران الأرض. كذلك، يزيد انحناء الأرض من سرعة حركة الظل.
أين يمكنك مشاهدة صور الأقمار الصناعية لظل القمر؟
الأقمار الصناعية الجيولوجية المختصة بمراقبة الطقس والبيئة على ارتفاع 36 ألف كيلومتر من الأرض تميل إلى التقاط أفضل الصور لظل الكسوف.
ومن بين الأقمار الصناعية التي يُمكن مراقبتها: “GOES-16″، و”Copernicus Sentinel-3″، و”Himawari”، بالإضافة إلى ذلك، قد يتمكن رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية من تصوير الكسوف، كما فعلوا خلال الكسوف الكلي في 8 أبريل/نيسان 2024.