السؤال البديهي الذي لا بد من طرحه بعد هذا الحدث غير المسبوق، والذي طال بمفاعيله الحسية بيئة "المقاومة الاسلامية"، وبالأخص الأشخاص الذين على تماس مع تطورات الجنوب، هو: هل سيكون الوضع ما بعد ١٧ ايلول كما كان قبله، أم أن المرحلة المقبلة ستشهد ما يتخطى بواقعيته ما يُعرف ب "قواعد الاشتباك"، خصوصا أن تل أبيب، التي حمّلها "حزب الله" مسؤوليتها عن التفجيرات السيبيرانية لأجهزة "البايجر"، كسرت هذه القواعد؟

وهذا يعني بالمفهوم المتعارف به لدى القيادتين السياسية والعسكرية والأمنية في "حزب الله" أن ما كان يُعرف ب "الخطوط الحمر" قد سقط من حسابات " حارة حريك"، التي كانت تعلن على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أن تعاطي "المقاومة" مع الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية كان يأخذ في الاعتبار " المصلحة اللبنانية قبل أي شيء آخر، وكان الحزب  "يدوزن" ردات فعله على هذه الاعتداءات بما يؤمن خلفية متينة في خاصرة الوطن.

أما وقد بلغ الأمر بالعدو الاسرائيلي حدّ استباحة كل المحرمات، واللجوء إلى هذا الاسلوب في حربه المفتوحة فإن ذلك قد أعطى القيادة الحزبية هامشًا واسعًا من خيارات الرد، والتي كانت مضبوطة على ساعة المصلحة اللبنانية. وهذا ما يمكن انتظاره من خلال رصد ما ستقوم به "المقاومة الاسلامية" من رد ميداني قد يصل، كما هو مرتقب ومتوقع،  إلى مرحلة حرق كل المراكب ونسف الجسور، والذهاب بعيدًا في الخيارات المتاحة، والتي تتخطى القدرة على ضبط النفس.

فهل سيقود هذا الأمر، في حال حصوله، إلى ما تسعى إليه اسرائيل منذ اليوم الأول لفتح جبهة الجنوب الاسنادية، لجهة توسعة الحرب الشمالية وفق ما تم تسريبه من سيناريوهات عسكرية اسرائيلية قبل أن تلجأ تل ابيب إلى هجومها السيبراني الدموي؟

ولعل أخطر ما في هذا الهجوم المعدّ سلفًا و"غب الطلب" أنه جاء بعد فشل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في اقناع تل أبيب بعدم الذهاب بعيدا في حربها الشمالية. وهذا يعني أن المساعي الأميركية قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن ما كانت واشنطن تحذّر منه باستمرار قد اقترب إلى دائرة الخطر.

فهل ستدفع حرب اسرائيل الشمالية إلى ما تخشاه الديبلوماسيتان الأميركية والأوروبية لناحية ما يمكن ان ينتج عنها من فوضى شاملة في المنطقة، خصوصًا أن طهران، التي لم تردّ بعد على اغتيال اسماعيل هنية، ستجد نفسها مضطرة لخوض غمار الحرب الشاملة، وقد جاء إطلاق الحوثينن الصاروخ الباليستي بمثابة جرس انذار عما يمكن أن تشهده المنطقة في حال ركبت اسرائيل رأسها.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مسؤول صهيوني : اليمنيون اطبقوا الخناق على اسرائيل


وقال المسؤول الصهيوني ان اليمنيون يهددون وينفذون وهذا رأيناه في الفترة السابقة.
وأضاف " هناك تهديد لا نعيره اهتماما ولكنه الأكثر أهمية وهو الحصار البحري لـ"إسرائيل".
مشيرا الى ان "إسرائيل" عانت اقتصاديًا بشكل كبير من الحصار البحري الذي فرضه "اقوات اليمنية" عمليًا.
مؤكدا ان الحصار اليمني غير مرئي لكنه في الواقع أطبق الخناق على "إسرائيل" وخنقوا التجارة إلى "إسرائيل" وألحقوا ضررا بالغا باقتصادنا.
لافتا الى ان تهديدات اليمن أصبحت عاملًا مؤثرًا في مفاوضات إعادة المحتجزين.
محذرا .. إذا اتخذت "إسرائيل" خطوات أكثر عدوانية فإن "اليمنيون" سيتحركون على الفور بعد ذلك .

 

مقالات مشابهة

  • مسؤول صهيوني : اليمنيون اطبقوا الخناق على اسرائيل
  • هيئة مياه الخرطوم تفاجئ المواطنين وتدفع بمطالبها
  • الحرب الإقليمية القادمة ودور حزب الله واليمانيين
  • على أبرسي.. وتبقى المآثر (2/2)
  • مفوض التجارة الأوروبي: الرسوم الجمركية الأمريكية غير مبررة.. ولا خيار سوى الرد
  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • عاجل من صنعاء| القوات المسلحة تعلن بدء تنفيذ عملياتها العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني.. وهذا ما سيحدث (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو... ماعز قرب حاويات النفايات: كلو بياكل من الزبالة
  • تيك توك بين خيار البيع وتهديد الحظر
  • تيك توك بين خيار البيع وتهديد الحظر.. الصراع يشتد