إلياس خوري روائي لبناني جمع بين هم الأدب ووجع فلسطين
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
إلياس خوري كاتب روائي ومفكر لبناني ولد عام 1948 في العاصمة اللبنانية بيروت، لعائلة مسيحية أرثوذكسية. أظهر تأثره بالقضية الفلسطينية منذ شبابه، وزار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن عام 1967، وانضم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
تميزت رواياته بأصالة الأسلوب وعمق السرد، ومن أشهرها "باب الشمس" الصادرة عام 1998 وتناولت معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وحُولت لاحقا إلى فيلم سينمائي.
شارك في تحرير عدة مجلات وصحف، منها "الدراسات الفلسطينية" و"النهار" و"القدس العربي". وترجمت أعماله إلى لغات عدة وحصل على جوائز عديدة مثل جائزة فلسطين الكبرى وجائزة الثقافة العربية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو).
توفي في 15 سبتمبر/أيلول 2024 بعد معاناة طويلة مع المرض، واعتبر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين أن وفاته "خسارة كبيرة للمشهد الثقافي العربي".
مولد ونشأة إلياس خوريولد إلياس خوري في 12 يوليو/تموز 1948، بمنطقة الأشرفية بالعاصمة اللبنانية بيروت، لعائلة مسيحية أرثوذكسية من الطبقة المتوسطة، وتزوج وله أبناء.
بدأ اهتمامه بالقراءة منذ صغره، متأثرا بأعمال الروائي اللبناني جرجي زيدان، وروايات من الأدب العربي والروسي الكلاسيكي.
أكمل إلياس خوري دراسته الثانوية عام 1966 في بيروت، ثم درس التاريخ في الجامعة اللبنانية وتخرج منها عام 1971، كما حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس بفرنسا.
التجربة السياسية والأدبية لإلياس خوريعرف عن إلياس خوري أنه أحد أبرز الأدباء المناصرين للقضية الفلسطينية، إذ زار عقب دراسته الثانوية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن عام 1967، وانضم في العام ذاته إلى حركة فتح إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
غادر الأردن بعد أحداث "أيلول الأسود" عام 1970، وسافر إلى باريس، قبل أن يعود إلى لبنان. شارك في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 وأصيب بجروح خطيرة.
منذ عام 1972 عمل خوري في مجلات وصحف عدة، منها مجلة "مواقف"، و"شؤون فلسطينية"، و"الكرمل"، و"السفير"، و"الدراسات الفلسطينية"، وصحيفة "النهار"، و"القدس العربي". كما شغل منصب المدير الفني لمسرح بيروت، وكان مديرا مشاركا لمهرجان سبتمبر للفنون المعاصرة.
تميزت رواياته بأصالة الأسلوب وسلاسة السرد وعمق تصوير المشاعر الإنسانية، ومن أبرزها "عن علاقات الدائرة"، و"أبواب المدينة"، و"رحلة غاندي الصغير"، و"مملكة الغرباء"، و"رائحة الصابون"، و"أولاد الغيتو".
كما اشتهر بتأليف رواية "باب الشمس" عام 1998، والتي تناولت سردا مؤثرا لتجربة اللاجئين الفلسطينيين وتاريخهم، وحُولت إلى فلم سينمائي من إخراج المصري يسري نصر الله.
ترجمت رواياته إلى لغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والهولندية والألمانية والعبرية وغيرها، كما ألف 3 مسرحيات وكتب مقالات وكتبا نقدية.
وإلى جانب عمله كاتبا روائيا، درّس في جامعات محلية ودولية من بينها جامعة نيويورك وشيكاغو وجورج تاون وبواتييه (في فرنسا) وجامعة لندن وجامعة برلين والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة اللبنانية.
وبشأن القضية الفلسطينية قال إلياس خوري في تصريحات إنه يعتبرها "قضية إنسانية، بل هي أكبر قضية إنسانية في الزمن الحالي".
ووصف تجربته السياسية بأنها كانت "حماس شاب يشارك من خلال الحس الإنساني، والتماهي مع المهمشين والمقهورين لأنه واحد منهم".
وفي مقال خطّه من سريره في المستشفى في يوليو/تموز 2024 بعنوان "عام من الألم"، استذكر معاناته من "وجع لا سابق له"، وكتب "غزة وفلسطين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام، وهما صامدتان لا تتزحزحان. إنهما النموذج الذي أتعلم منه كل يوم حبّ الحياة".
الوظائف والمسؤوليات عضو في حركة فتح. كاتب في مجلات وصحف عدة. المدير الفني لمسرح بيروت. مدير مشارك لمهرجان سبتمبر للفنون المعاصرة. أستاذ في جامعات محلية ودولية.ألف إلياس خوري خلال مسيرته مجموعة من الروايات زادت عن 10، وترجمت إلى لغات عدة، من أبرزها:
عن علاقات الدائرة 1975. باب الشمس 1998. أبواب المدينة 1981. رحلة غاندي الصغير 1989. مملكة الغرباء 1993. رائحة الصابون 2000. إنها نائمة 2007. سينالكول 2012. أولاد الغيتو 2016.كما حاز جوائز وأوسمة عدة منها:
جائزة فلسطين الكبرى عن روايته "باب الشمس". جائزة الثقافة العربية من منظمة يونسكو عام 2011. وسام جوقة الشرف الإسباني 2011. جائزة كتارا للرواية العربية عام 2016.توفي إلياس خوري يوم الأحد 15 سبتمبر/أيلول 2024، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد معاناة مع مرض استدعى مُكثه في المستشفى أشهرا طويلة.
ونعاه أدباء وكتاب وفنانون من مختلف الدول العربية، منهم المؤرخ اللبناني فواز طرابلسي، والروائي الفلسطيني أحمد حرب، ورسام الكاريكاتير السوري سعد حاجو، والشاعر المصري زين العابدين فؤاد.
ونعته حركة فتح معبرة عن "فخرها واعتزازها بهذه القامة الروائية وبما جسدته من إرث سيكون وثيقة لكل الأجيال السابقة واللاحقة ولسان حق فلسطيني بلغات الإنسانية المؤمنة بنضال شعبنا الفلسطيني وصولا للحرية والخلاص".
واعتبر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وفاته "خسارة كبيرة للمشهد الثقافي العربي"، مؤكدا أن "إرثه سيبقى أمانة للأجيال المتعاقبة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللاجئین الفلسطینیین إلیاس خوری باب الشمس خوری فی
إقرأ أيضاً:
تهدف لتنمية خيالهم.. قصر ثقافة المحلة ينظم ندوة عن «الأدب الموجه للأطفال»
نظم نادي الأدب بقصر ثقافة المحلة الكبرى، مساء الإثنين 7 أبريل 2025، ندوة ثقافية بعنوان "الأدب الموجه للأطفال"، ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة الرامية لتعزيز دور الأدب في تنمية الوعي المجتمعي، وبخاصة لدى النشء، بإشراف من زينب حسن، مشرف نادي الأدب، وبحضور حازم رشاد، مدير قصر الثقافة.
أدار الندوة الشاعر والناقد الأدبي أحمد عيد، الذي رحّب بالحضور وقدم المشاركين من الأدباء الذين تناولوا خلال كلماتهم أهمية أدب الطفل كرافد رئيسي من روافد الثقافة والتربية.
شارك في الندوة كل من مجدي الفقي، عبد الجواد الحمزاوي، جابر سركيس، محمد نجيب الجزار، وأكد الأدباء أن أدب الطفل يُعد من الفنون الراقية، ويهدف إلى تقديم محتوى إبداعي يسهم في تنمية خيال الطفل، وتطوير مهاراته اللغوية، وترسيخ القيم الأخلاقية مثل الصدق والعدل والرحمة. كما أشاروا إلى أن هذا النوع من الأدب يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل شخصية الطفل ووعيه بالعالم المحيط.
تضمنت محاور الندوة أهمية الخيال في تنمية قدرات الطفل الإبداعية، وتعزيز اللغة من خلال تقديم نماذج لغوية صحيحة ومتنوعة، وترسيخ القيم الأخلاقية من خلال السرد القصصي والمواقف التربوية، والتعريف بأنواع أدب الطفل مثل القصص، والشعر، والمسرحيات، وكتب التلوين، وكذلك توضيح الخصائص الفنية لأدب الطفل مثل الوضوح، المتعة، التشويق، والتركيز على القيم.
كما استعرض المشاركون نماذج من أشهر كُتّاب أدب الطفل عالميًا، مثل شارل بيرو، والأخوان جريم، ولويز كارول، الذين أبدعوا في تقديم قصص خيالية أثرت في أجيال متعاقبة من الأطفال.
وتخلل الندوة فقرات شعرية ومسرحية أضفت طابعًا فنيًا مميزًا، وشارك فيها كل من مصطفى الزغبي، الذي قدم مشهدًا من مسرحية "الكراسي"، و محمد أبو الفتوح، بقصيدة "أيوب الجديد"، و علاء الدين، بمشاركة شعرية عن عيد الفطر، زكريا الفقي، أحمد عبد العزيز الجزار، بقصيدة "خواطر بحر"، إبراهيم سمير، بقصيدة "حنين للوطن"، مصطفى عيسى، بقصيدة "بقايا وردة"، منى حمد، بقصيدة "عارف أنت".
واختتمت الندوة بتفاعل كبير من الحضور الذين أشادوا بما طُرح من رؤى وأفكار تثري المجال التربوي والثقافي.