الخليج الجديد:
2024-09-19@10:23:07 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

عن أوهام التفاؤل الأميركي

المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً.

إما أن بلينكن يروج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا.

سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً رغم قوافل الشهداء والدمار والجوع والعطش والمرض والمأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

عن أي اندماج إسرائيلي يتحدث الأميركي؟ هذا أمر خطير لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد تكهنات وآمال، متحدثا عن دول عربية وكثرتها.

يتحدث بلينكن كأن موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى مصالحة يتحدث عنها واندماج في المنطقة كأن حرباً لا تجري، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد.

تفاؤل أميركي كأن مقدساتنا لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام.

* * *

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، يدعو إلى الحيرة والاستغراب، والريبة بالخصوص. فقد أكد أن هناك "فرصة استثنائية في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة، مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها"، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، من دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".

كلام خطير كأنه يحيل على عوالم غامضة لا نعرفها، كأنه يتحدث عن عالم موازٍ لعالمنا، فيه فلسطين أخرى، وإسرائيل أخرى، وعرب آخرون.

يتحدث المسؤول الأميركي وكأن هناك موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى هذه المصالحة التي يتحدث عنها، الاندماج في المنطقة، كأن حرباً لا تجري الآن، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد، كأن مقدسات لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام، بأي طريقة كانت.

عن أي اندماج لإسرائيل يتحدث الوزير الأميركي؟ هذا أمر خطير، لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد رغبات أو تكهنات أو آمال، وهو يتحدث عن دول عربية ويُلمح إلى كثرتها، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون بصدد ترويج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا، كما حدث دائماً في الواقع.

ولكن إن صح هذا فسيكون إيذاناً بنيران ستشتعل في أكثر من مكان في الوطن العربي، فالشعوب على فوّهة بركان، تغلي من القهر والعجز إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولعل هذا، إن حدث لا قدر الله، سيخرجها من صمتها العاجز، وقد يحررها ويدفعها أخيراً إلى التعبير عن شعارها الأبدي "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

في الأثناء، نحمد الله أن المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط في تضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وهو ما يعني أن سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً، رغم قوافل الشهداء، ورغم الدمار المتواصل، رغم الجوع والعطش والمرض، رغم كل المأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بلينكن التطبيع اندماج إسرائيل فلسطين غزة سقف المقاومة التفاؤل الأميركي الإبادة الجماعية الوقف الكامل للعدوان التفاؤل الأمیرکی فی المنطقة یتحدث عن

إقرأ أيضاً:

من صحافي ومغنٍ..تامر حُسني يتحدث عن تعرضه لمؤامرة

تحدث تامر حُسني للمرة الأولى عن تجربته في التلحين، كاشفاً الأغاني التي ألفها ولحنها، بجانب تعرضه لمؤامرة من صحافي، ومغن، للتضييق عليه وإحراجه، وفق قوله.

وقال تحُسني، في منشور  عبر إنستغرام، الثلاثاء، إن تصميمه على تأليف وكتابة أغانيه، جاء بعد تلحينه أغنية "راحت حبيبتي" كلمات الشاعر بهاء الدين محمد، ضمن ألبوم تامر وشيرين، الذي حقق نجاحاً لافتاً.
وذكر تامر، أنه نجاح الأغنية فإنه فوجئ بانتقاد أحد الصحافيين لها، ولتلحينه، كاشفاً أن الصحافي صديق مُقرب من أحد المُغنين واتفقا على انتقاده، وفق قوله.
وأشار تامر حسني، إلى تكرار الانتقادات عدة مرات بعد ذلك منهما، بعد طرح أغنيته "عيونه دار"، التي فازت بمسابقة كبيرة في مصر مُقدمة من نجوم إف إم، وحصولها على لقب أغنية القرن، لكنهما أصرا على انتقاد هذا النجاح.

      View this post on Instagram      

A post shared by Tamer Hosny (@tamerhosny)

وأوضح تامر، أن هذه الوقائع دفعته للإصرار على التمسك بتأليف أغانيه وتلحينها، موجهاً شاكراً الصحافي والمُغني على انقادهما الذي ساعده على النجاح.


وقال تامر، إن الهدف من المنشور، تجاهل المُحبطين في الحياة و رفض الاستماع إليهم، داعياً الشباب إلى تحويل الكلمات السلبية إلى طاقة نجاح عظيمة تساعدهم في مستقبلهم وحياتهم.

      View this post on Instagram      

A post shared by Tamer Hosny (@tamerhosny)

مقالات مشابهة

  • ديالكتيك لزماننا احمد سليمان المحامي.. التخلّص من أوهام التقدم
  • عبدالله الودعاني يتحدث عن تكاليف الزواج ..فيديو
  • تفجيرات "البيجر".. بلينكن يتحدث عن "التورط الأميركي"
  • بلينكن يتحدث من مصر عن "وسيلة" وقف التصعيد في المنطقة
  • 15 من 18 بندا.. بلينكن يتحدث من القاهرة عن وقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام عبري: غالانت اتصل بنظيره الأميركي وأبلغه بأن (إسرائيل) ستنفذ عملية في لبنان قبل دقائق من وقوعها
  • من صحافي ومغنٍ..تامر حُسني يتحدث عن تعرضه لمؤامرة
  • قيادي في “أنصار الله” يحذر أمريكا و”إسرائيل”
  • عراقيون عالقون في تركيا يروون معاناتهم: كأننا متنا هنا