أعلنت دول وحركات عربية وإسلامية، مساء الثلاثاء، تضامنها مع لبنان وعرضت تقديم مساعدات؛ إثر سقوط قتلى وجرحى بتفجير آلاف من أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "بيجر" (pager) في أيدي من يحملونها.

 

هذا التضامن عبَّرت عنه إيران ومصر والعراق والأردن وفلسطين وحركة حماس وجماعة الحوثي، عبر اتصالات هاتفية وبيانات ومنشورات.

 

ووفق وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، أسفرت انفجارات أجهزة "بيجر" عن 9 قتلى، بينهم طفلة، بالإضافة إلى نحو 2800 جريح، منهم 200 في حالة حرجة، وهي حصيلة غير نهائية.

 

و"البيجر" جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي صغير ومحمول يستخدمه مدنيون وعاملون بالقطاع الصحي وغيرهم للتواصل داخل مؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة، وهو يعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية، وفق مراسل الأناضول.

 

ودون إيضاحات عن الكيفية، اتهمت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل بتنفيذ التفجيرات، وتوعدها الحزب بـ"قصاص عادل"، وهو ما قابلته تل أبيب بصمت رسمي.

 

عرض مساعدة

 

وتلقى وزيرا الخارجية والصحة اللبنانيين عبد الله بو حبيب وفراس أبيض اتصالين هاتفيين من نظيريهما الإيرانيين عباس عرقجي ومحمد رضا ظفرقندي.

 

وأعرب الوزيران الإيرانيان عن "إدانتهما للهجوم السيبراني الإسرائيلي وتعازيهما لحكومة لبنان وشعبه"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

 

وأكدا "استعداد إيران لإرسال طائرة لإجلاء الجرحى من أجل إجراء عمليات جراحية، لا سيما لإصابات العين الحرجة، إضافة إلى إمكان تقديم مستشفى ميداني لمساعدة الجرحى".

 

وجراء تفجيرات "بيجر" أُصيب السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني بـ"جروح طفيفة"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

 

وتعد طهران أبرز داعم لـ"حزب الله"، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها.

 

طواقم طبية

 

بو حبيب تلقى أيضا اتصالا هاتفيا من نظيره المصري، بدر عبد العاطي لـ"التضامن مع لبنان على إثر الهجوم السيبراني الذي وقع اليوم"، وفق الوكالة اللبنانية.

 

وأكد عبد العاطي "وقوف مصر إلى جانب لبنان"، وأبدى "استعداد بلاده لتقديم كل مساعدة ممكنة لمعالجة المصابين".

 

وفي العراق، قال متحدث الحكومة باسم العوادي، في بيان، إن "الحكومة العراقية تتابع التطورات الأمنية الخطيرة التي تحدث في لبنان والهجوم الصهيوني السيبراني".

 

وأردف أن "رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجّه بإرسال الطواقم الطبية العراقية وفرق الطوارئ إلى لبنان الشقيق، لتقديم المساعدة العاجلة وبالسرعة الممكنة؛ للتخفيف عن آلام المصابين من الأبرياء المدنيين".

 

فتح مستشفيات

 

فيما أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.

 

وأبلغ ميقاتي بأن الملك عبدالله الثاني وجّه بـ"تقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة من المواطنين اللبنانيين الذين أصيبوا في عملية التفجير الجماعي في لبنان".

 

وأكد الصفدي "وقوف الأردن مع أمن لبنان وسيادته واستقراره وتضامنه معه ومع الشعب اللبناني".

 

وقال سفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، بتصريح صحفي: "فتحنا كافة المستشفيات الفلسطينية واستنفرنا كل الطواقم الطبية في لبنان، سواء التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني أو الموجودة في المخيمات، لاستقبال الجرحى وتقديم كل الدعم والمساندة لهم"، حسب الوكالة اللبنانية.

 

وأضاف دبور أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "وجّه باستقبال الجرحى وتقديم كل الدعم والمساندة لهم للتخفيف عنهم، وتقديم كل ما هو ممكن لمساعدتهم، كما وجّه أبناء شعبنا في لبنان للتبرع بالدم لمساعدة الجرحى والمصابين من الأشقاء اللبنانيين".

 

"جريمة خطيرة"

 

على مستوى الحركات والجماعات، أدانت حركة حماس، في بيان، تفجير أجهزة اتصالات، مؤكدة أنها "جريمة خطيرة تتحدى كافة القوانين والأعراف".

 

وشددت على أنها تأتي "في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة، وسياسة العربدة والغطرسة التي تتبناها حكومة الاحتلال، متسلّحة بدعم أمريكي يوفّر غطاءً لجرائمها الفاشية".

 

فيما قال عضو المجلس السياسي الأعلى بجماعة الحوثيين اليمنية محمد علي الحوثي إن "اللبنانيين اليوم أقوى من أن تؤثر عليهم عملية العدو بالبيجر".

 

وأضاف الحوثي، في منشور عبر" إكس ، أن "أي اعتداء لن يزيد المقاومة الإسلامية إلا عزما على هزيمة الكيان الصهيوني".

 

وفي إسرائيل، تنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.

 

ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة "حزب الله"، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية.

 

وتسبب قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

 

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين.

 

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

 

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة اللبناني: 2750 جريحا و8 شهداء بينهم طفلة اثر تفجيرات الـ "بايجر"

أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية "فراس الابيض"، خلال مؤتمر صحفي عقده قبل قليل، اعلن عن سقوط أكثر من 2750 جريحا و8 شهداء بينهم طفلة اثر تفجيرات البيجر في عدد من المناطق اللبنانية.

وزير الدفاع الأمريكي يحذر نظيره الإسرائيلي من شن حرب ضد لبنان لبنان: إصابة العشرات من حزب الله بعد انفجار أجهزتهم اللاسلكية

في سياق متصل، اعلن "علي عمار" النائب عن حزب الله في مجلس النواب اللبناني عن استشهاد نجله اثر هذه التفجيرات في اجهزة اللاسلكي (البيجر) داخل البلاد.

 

من جانبه، وجّه وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية، "زياد المكاري"، اصابع الاتهام في هذه التفجيرات الى الكيان الصهيوني؛ مؤكدا انه "عدوان اجرامي ويشكل خرقا لسيادة البلاد".

 

واشار المكاري في مؤتمر صحفي له بعد جلسة الحكومة برئاسة رئيسها نجيب ميقاتي، الى انه خلال الجلسة أجرى رئيس الحكومة إتصالات عاجلة بقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية واطلع منهم على ملابسات الانفجارات التي حصلت في عدد من المناطق اللبنانية على عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكي Pagers ، مما أدى الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

 

واردف، "كما اجرى اتصالا بوزير الصحة الدكتور فراس الابيض واطلع منه على الوضع الصحي والاستشفائي الطارئ واستنفار كل اجهزة الوزارة لنقل الجرحى الى المستشفيات ومعالجتهم. كما اطلع رئيس الحكومة مجلس الوزراء على ما توافر من معلومات وتحقيقات فأكد مجلس الوزراء مجتمعا إدانته هذا العدوان الاسرائيلي الاجرامي والذي يشكل خرقا خطيرا للسيادة اللبنانية واجراما موصوفا بكل المقاييس".

 

واعلن وزير الاعلام اللبناني بان مجلس الوزراء باشر على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والامم المتحدة لوضعها امام مسؤولياتها حيال هذا الاجرام المتمادي، وقرر ابقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.

"حزب الله":استشهاد 3 أشخاص بينهم طفلة جراء انفجار أجهزة الاتصال "Pager"

أعلن "حزب الله" اللبناني،اليوم الثلاثاء، استشهاد طفلة وإثنين من إخوتها وإصابة عدد كبير بجروح مختلفة حتى الآن،جراء انفجار عدد ‏من أجهزة الاتصال اللاسلكي "بيجر"التي يحوذها عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله ‏المختلفة.

وأوضح الحزب أن الأجهزة المختصة في الحزب تقوم حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة،‏وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى ‌‏والمصابين في عدد من المستشفيات بمختلف المناطق اللبنانية، وفقا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وأعلنت مستشفيات مدينة صيدا اللبنانية حالة الاستنفار لكوادرها الطبية والاستشفائية،واستدعاء طواقمها الإسعافية جراء توافد أكثر من 100 جريح إثر إصابتهم بانفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكي "Pager" التي كانوا يحملونها ،ولا تزال تنقل عشرات الجرحى إلى مستشفيات مدينة صور.

من جانبها، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في لبنان أن آليات الإسعاف كافة التابعة لها تنقل الجرحى إلى المستشفيات نتيجة الحادث الأمني الذي طال أعدادا كبيرة من المواطنين في مناطق عدة، مضيفة أنه نظرا إلى تخطي المستشفيات في محافظة الجنوب قدرتها الاستيعابية، تعمل آليات الإسعاف على نقل الجرحى إلى مستشفيات أخرى خارج المحافظة.

ودعت "هيئة الطوارئ المدنية في لبنان" جميع المواطنين القادرين على التبرع بالدم للتوجه إلى المستشفيات بأسرع وقت ممكن،كما دعت الأطباء إلى التوجه للمستشفيات للمساعدة في إنقاذ الجرحى ومعالجتهم، مطالبة اللبنانيين في مختلف المناطق بالتزام البيوت وإخلاء الطرق لتمكين سيارات الإسعاف والأطقم الطبية من الوصول بشكل عاجل إلى المستشفيات.

ونوهت السفارة الإيرانية في لبنان - في بيان مقتصب - بأن السفير الإيراني لدى لبنان مجتبي أماني أصيب بجرح سطحي وحالته العامة جيدة.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة اللبناني: 32 شهيدًا وآلاف الجرحى جراء تفجيرات أجهزة الاتصالات
  • ارتفاع حصيلة تفجيرات لبنان إلى 20 قتيلاً ومئات الجرحى
  • لبنان.. 9 قتلى ومئات الجرحى في تفجيرات جديدة استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية
  • تفجيرات “بيجر”.. تضامن عربي وإسلامي وعروض لمساعدة لبنان
  • تضامن عربي ودولي مع لبنان بعد العدوان الإسرائيلي.. عدة دول تعرض المساعدة
  • لبنان.. تسعة قتلى وأكثر من ألفي إصابة خلال انفجارات أجهزة اتصال “بيجر”
  • الحكومة اللبنانية تدين تفجيرات بيجر: عدوان إسرائيلي إجرامي
  • وزير الصحة اللبناني: 2750 جريحا و8 شهداء بينهم طفلة اثر تفجيرات الـ "بايجر"
  • الحكومة اللبنانية: مئات الإصابات في لبنان نتيجة انفجار أجهزة لاسلكية