وقالت قوات صنعاء في بيان لها إن الهجوم الأخير الذي شنته القوات المسلحة اليمنية "نفذ بصاروخ باليستي جديد تفوق سرعته سرعة الصوت... خلال 11 دقيقة ونصف، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في صفوف الصهاينة.. ومع ذلك تأتي الضربة الصاروخية على خلفية التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بشن عمل عسكري ضد حزب الله في لبنان، العضو في محور المقاومة، فضلاً عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبول وقف إطلاق النار في غزة.

وأكدت الصحيفة أن العملية الصاروخية الجريئة التي شنتها اليمن يوم الأحد كانت بمثابة رسالة واضحة مفادها أن لها أيضًا تأثيرًا كبيرًا في تشكيل مستقبل الصراع، متحدية توقعات إسرائيل وتغير الحسابات الاستراتيجية للاعبين الإقليميين.. وكان ذلك بمثابة تحذير لدولة الاحتلال بـانتظار المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة -وإننا على أعتاب الذكرى الأولى لعملية 7 أكتوبر المباركة- بما في ذلك الرد على عدوانها الإجرامي على مدينة الحديدة.

 

ارتباك عسكري وسياسي في تل أبيب

وأوردت أنه لا يمكن المبالغة في أهمية هذه الضربة الصاروخية..فهي تمثل تصعيدًا دراماتيكيًا في القدرات العسكرية اليمنية واستعدادها لتحدي إسرائيل بشكل مباشر.. كما تتماشى العملية مع التزام صنعاء بتعزيز القدرات العسكرية والتقنية للبلاد، مع التركيز على استخدام أسلحة جديدة عبر البر والبحر..وبعد وقت قصير من سقوط الصاروخ، اعترف الجيش الإسرائيلي بفشله في اعتراض الهجوم، في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية أن الصاروخ سقط بالقرب من مستوطنة كفار دانييل، القريبة من مطار بن غوريون..وأدى الانفجار، إلى جانب محاولات اعتراض الصواريخ، إلى اشتعال حرائق وأضرار في محطة قطار رئيسية بالقرب من بلدة موديعين.. وأثار هذا الاختراق الأخير لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تداعيات سياسية فورية، حيث كانت دولة الاحتلال تعاني بالفعل من اضطرابات داخلية.. ومع ذلك،عكست تصريحات نتنياهو خلال جلسته الشعور المتزايد بالقلق في تل أبيب مع إقراره بالتهديدات المتعددة التي تواجهها إسرائيل.. ومع ذلك، فإن خطابه كشف عن إحباط أعمق.. فعلى الرغم من الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الهجوم على الحديدة، لم يتمكن نتنياهو من وقف التصعيد أو قمع تصميم اليمن.

الصحيفة رأت أن قرار اليمن بإطلاق صاروخ فرط صوتي كان خطوة مدروسة، تحمل عدة رسائل مهمة على المستويين الإقليمي والدولي.. وحقيقة أن صنعاء كانت مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة تؤكد رفضها للردع بأي "انتقام" إسرائيلي أو أميركي أو بريطاني.. وفي الواقع، توضح هذه العملية التطور المستمر للقدرات العسكرية اليمنية ، والتي أثبتت الآن قدرتها على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية بدقة. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الضربة الصاروخية هي شهادة على قدرة اليمن المتنامية على التغلب على أنظمة الدفاع المتطورة، وهو التطور الذي لم يمر دون أن يلاحظه أحد في واشنطن أو تل أبيب.

وباستهداف تل أبيب، أشارت صنعاء إلى استعدادها لتحدي الوضع الراهن في غرب آسيا، وخاصة الهيمنة الإسرائيلية المزعومة.. كما تعكس هذه الضربة تآكل الردع الأميركي والإسرائيلي، وهو الواقع الذي سيشكل التعاملات المستقبلية عبر مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الحصار المفروض على اليمن والانقسامات الداخلية التي تفاقمت بسبب التدخل الأجنبي..كما تؤكد التحركات العسكرية اليمنية أنها لن تتراجع عن موقفها مهما كلفها الثمن.. وتصر اليمن على أن أي توقف للأعمال العدائية لابد وأن يرتبط بوقف الحرب في غزة.

وعلى الصعيد الإقليمي، فإن توقيت الضربة جدير بالملاحظة بشكل خاص.. فقد جاءت في ذروة التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد لبنان، مما يدل على أن اليمن مستعدة للمشاركة الفعالة في أي صراع أوسع نطاقا على جبهات متعددة..وبضرب تل أبيب، أرسلت اليمن رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائها: إنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يتم استهداف أعضاء آخرين في محور المقاومة.. كما تعمل هذه الضربة الصاروخية على تعزيز دور اليمن كركيزة أساسية في المقاومة في المنطقة ، مما يثبت أنها جزء حيوي من المعادلة الاستراتيجية.. كما أن العملية تسلط الضوء أيضًا على التنسيق المتزايد بين القوى المتحالفة ضد إسرائيل.. إن استراتيجية نتنياهو المتمثلة في محاولة عزل كل جبهة والتعامل معها على حدة تتعرض للتقويض بسبب التضامن والتنسيق المتزايد بين خصومه.

 

إن الضربة الصاروخية من اليمن بمثابة تذكير صارخ بأن تصرفات إسرائيل على جبهة واحدة سيكون لها عواقب في مختلف أنحاء المنطقة وأن دور اليمن في هذه الديناميكية ينمو بقوة..ربما يُنظر إلى الضربة الصاروخية الأسرع من الصوت على تل أبيب باعتبارها نقطة تحول في الصراع المتصاعد بين إسرائيل واليمن، مما يزيد من التكاليف السياسية والأمنية لدولة الاحتلال مع اقتراب الحرب على غزة من عامها الأول..ومع استمرار تصاعد التوترات، بات من الواضح أن أي محاولة لإملاء قواعد الاشتباك في غرب آسيا سوف تُقابَل بمقاومة شرسة.. وقد أثبتت اليمن أنها ليست لاعباً سلبياً في هذا الصراع، ومن المرجح أن تتردد أصداء هذه الضربة في مختلف أنحاء المنطقة لأشهر، إن لم يكن للسنوات القادمة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الضربة الصاروخیة هذه الضربة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

صاروخ فرط صوتي يمني يضرب قلب “إسرائيل”.. هل تضع صنعاء حداً لعربدة الاحتلال في غزة؟

الجديد برس: بقلم/ حلمي الكمالي

في أعقاب قصف قوات صنعاء مجدداً لقلب الكيان الصهيوني، بصاروخ فرط صوتي يمني الصنع، تدخل معادلات الردع التي تفرضها السواعد اليمنية على طريق القدس وطوفان الأقصى، منعطفاً تاريخياً مغايراً يهوي بتوازنات الردع الإسرائيلية والأمريكية خارج المشهد إلى غير رجعة، ويضع أهم الركائز التي قام عليها هذا الكيان، قاعاً صفصفاً في مجاهل التاريخ.

لا شك أن وصول طائرة “يافا” إلى عمق الاحتلال في “تل أبيب”، كان اختراقاً غير مسبوقاً للدفاعات الإسرائيلية وضربة مدوية لمن يقف خلف الاحتلال، أمّا وصول صاروخ الفرط صوتي اليمني إلى قلب الكيان بغضون 11 دقيقة، فيمكن اعتبار الحدث إيذان صريح بوفاة أسطورة الدفاعات الإسرائيلية وإلى جانبها الأمريكية والغربية على حدٍ سواء، ولنا أن نتخيل ماذا يعني أن تموت أسطورة الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية؟!.

لذلك، يمكن القول إن صاروخ الفرط صوتي اليمني قد وجه ضربة مزدوجة وقاتلة للإسرائيلي والأمريكي، فنسف الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية يعني سحق مشروع التطبيع ومشروع الحلف الأمريكي الجديد في المنطقة “ناتو عربي”.. فمن هو الأحمق الذي سينخرط بعد اليوم في عملية تطبيع مقابل الحماية مع كيان هش غير قادر على حماية نفسه، أو الدخول في حلف لا يستطيع حماية حلفائه وأعضاؤه؟!.

وعلى إثر ذلك، يمكن التأكيد أنه سيكون للعملية النوعية اليمنية تداعيات وانعاكسات واسعة وبالغة على الاحتلال وداعميه وعلى مسار معركة طوفان الأقصى من مركزها في غزة وفلسطين المحتلة إلى كل جبهات الدعم والإسناد على مستوى المنطقة، قد تتجاوز نتائجها القريبة وضع حداً للعربدة الإسرائيلية في غزة، وتقليص النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية على المدى المتوسط.

وللعلم، فإن اليمن بات ضمن 5 دول فقط في العالم، تمتلك صواريخ فرط صوتية، وهو البلد العربي الأول والوحيد الذي لديه هذه الأسلحة المتطورة، إذ تعد صواريخ الفرط صوتي، سلاح إستراتيجي كاسر للتوازن وتصل سرعتها إلى نحو 5 أضعاف سرعة الصوت، وقد تفوق ذلك، كما أنها تتميز بالقدرة على المناورة وتبديل المسار أثناء الطيران، الأمر الذي يسهل عليها اختراق الدفاعات الجوية المتطورة، وهو ما تم إثباته في عملية صنعاء الأخيرة في عمق الكيان الصهيوني.

وإلى ذلك وعلى مسرح هذه المواجهة المفتوحة مع العدو منذ 7 أكتوبر، فقد وضع اليمن بصمته بقوة متحدياً الجغرافيا وقاهراً فارق التقانة والتسليح وظروف الحرب وتعقيدات الانتشار العسكري الغربي، وارتخاء الجوار وتواطؤ المحيط العربي، ليؤكد أن القوة الحقيقة هي في قوة الموقف وصدق التضحيات، والثبات على خيار المقاومة مع عدو متعجرف لا يعرف إلا لغة القوة.

مقالات مشابهة

  • دلالات الضربة اليمنية على الكيان الصهيوني وتداعياتها
  • عاصفة من الفرح في وسائل التواصل الاجتماعي:اليمنيون يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، وإطلاق صاروخ فرط صوتي يضرب عمق الكيان الصهيوني
  • تبعات ضربة “تل أبيب” تطال المشهد السياسي داخل الكيان الصهيوني
  • فلسطين 2 صاروخ فرط صوتي يمني اخترق سماء تل أبيب
  • صاروخ فرط صوتي يمني يضرب قلب “إسرائيل”.. هل تضع صنعاء حداً لعربدة الاحتلال في غزة؟
  • حاطم صاروخ فرط صوتي يمني اخترق سماء تل أبيب
  • صحيفة أمريكية: الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل “أظهر” القدرات العسكرية لليمنيين
  • بأول هجوم “فرط صوتي”.. اليمن يسجِّلُ ثاني وصول عسكري إلى “تل أبيب”
  • تعليق إماراتي صادم على إطلاق صاروخ من اليمن إلى تل أبيب