لقراءة الأدوية والإنجيل.. «صابر» فك الخط في سن الـ103: «العلام حلو»
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
103 أعوام احتاجها صابر بباوي، ليدون اسمه بيده، وأن تداعب أنامله المرتعشة القلم الذي يتحرك ببطء على ورقة بيضاء يدون معه ما فاته من الزمن، في سعادة طفل في يومه الدراسي الأول، بينما بجانبه يجلس ابنه «جرجس» يحتضنه ويشجعه على مواصلة حلمه، في كتابة الاسم تارة وقراءة الكتاب المقدس والصلاة تارة أخرى.
المعمر السكندري حقق إنجازًا عظيمًا يتحدى الزمن، حيث تمكن من اجتياز امتحان محو الأمية، ليحقق حلمًا راوده طوال حياته، وذلك ضمن مبادرة «لا أمية مع تكافل» التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي، والتي تستهدف محو أمية أسر برنامج «تكافل».
صابر بباوي، المقيم في محافظة الإسكندرية، خاض هذه التجربة الفريدة بمساعدة مدرسيه المتفانين ودعم عائلته، ليتمكن من تعلم القراءة والكتابة.
أسباب محو أمية «صابر» بعد 100 عام
«حبيت أكتب اسمي وأقرا الإنجيل وأصلي وأعرف الأدوية من بعض بالاسم مش مجرد الشبه» كلمات ثقيلة خرجت من فم «جدو صابر» لكنها عبَّرت عن الدافع له لمحو أميته في ذلك السن، بعدما أصبح أبا لـ 7 أبناء وجدا لـ55 حفيدًا بمختلف الأعمار.
الرجل الذي عاصر الملكية في عهدي الملك أحمد فؤاد الأول والملك فاروق، وجميع رؤساء مصر في رحلة تحولها من الملكية إلى الجمهورية، لم يجد سوى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتتاح له فرصة محو أميته، وهو ما تبعه ترديد كلمات: «ربنا يخلي لنا الرئيس السيسي».
«صابر» اقتنص فرصة محو الأميةذلك التأخير الكبير في محو أميته جاء لعدة عوامل أولها عمله في الأعمال الحرفية التي احتاجت منه المجهود البدني أكثر من القراءة والكتابة، بالإضافة إلى عدم معرفته بالوصول إلى محو الأمية، وهي الفرصة التي لاحت في الأفق من خلال معرفة محمد رشاد، منسق محو الأمية بإدارة المنتزه الاجتماعية بالإسكندرية بنجله «جرجس» الذي يرعاه حيث عرض عليه الفرصة وهو ما تبعها الموافقة من الوالد قائلاً: «العلام حلو».
تجربته الفريدة لم تكن سهلة على الاطلاق بل احتاجت 4 أشهر من الزيارات المنزلية للوصول معه لتلك المرحلة من قبل مسؤولي التضامن الاجتماعي.
هبة محمود، المعلمة المسؤولة عن تعليمه، أكدت لـ«الوطن»، أن تعليم ذلك المعمر احتاج إلى 3 اسابيع لتعليمه إمساك القلم بطريقة صحيحة نتيجة لرعشة اليد في عوامل السن، بالإضافة إلى تعليم مكثف من مرتين إلى ثلاث أسبوعيا على مدار أكثر من 3 أشهر بعد ذلك ليتمكن من الكتابة والقراءة.
ذلك المجهود قد وصل بالرجل إلى لحظته التاريخية حين تم نقله إلى المدرسة وجلس بكل ثقة أمام ورقة بيضاء وقلم، وبدأ يدون كلماته الأولى بخط يد مرتعش ممزوج بفرحة عارمة لتكون تلك اللحظة بمثابة ميلاد جديد له.
مطالب «صابر» بعد محو أميته: معاش استثنائي وتأمين صحييشعر صابر بالامتنان لكل من شجعه على تلك الخطوة حيث عبر عن ذلك بطريقة أبوية عفوية بالدعاء لكل من دعمه وسانده ووفر كل التسهيلات اللازمة له لإجراء الامتحان، فيما يأمل من الدولة أن تساعده أيضا من خلال توفير معاش استثنائي بجانب معاش التكافل بالإضافة إلى تأمين صحي، وهو الأمر الذي أكد عليه مسؤولو التضامن على التوصية به خلال زيارته الأخيرة ضمن اختبار الاستكتاب الذي اجتازه بنجاح أيضا.
فيما أشادت أمل حمودة، منسق مبادرة «لا أمية مع تكافل» بالإسكندرية بإرادة ذلك الرجل المعمر برغبته في التعلم مؤكدة أنه مثال يحتذى به من الجميع للتعلم مهما كان عمرهم، مؤكدة أنه سيتم تكريمه من قبل وزارة التضامن الاجتماعي كونه أصبح أيقونة لمحو أمية كبار السن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محو الأمية مشروع محو الأمية لا أمية مع تكافل وزارة التضامن الاجتماعي محو الأمیة
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس هيئة الدواء: مصر لديها اكتفاء ذاتي من الأدوية بنسبة 91%
التقى الدكتور أيمن الخطيب، نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، اليوم الأحد، بالمهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له، وذلك في ختام جولتهم بعدد من مصانع الأدوية المصرية بمدينتي العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر.
وخلال اللقاء، تمت مناقشة آليات تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مجال الصناعات الدوائية، وأكد الدكتور أيمن الخطيب على الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها القطاع الدوائي في مصر من حيث القدرات الرقابية والإمكانيات الصناعة، مشيرًا إلى النمو الملحوظ الذي شهده القطاع خلال السنوات الأخيرة، والذي أسفر عن تحقيق مصر نسبة اكتفاء ذاتي من الأدوية بلغت 91.3%، كما أعرب عن تطلع هيئة الدواء المصرية إلى تعزيز التعاون مع الهيئة العامة السعودية للغذاء والدواء.
من جانبه، أشاد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بالتطور الكبير الذي تشهده علاقات التعاون بين المملكة العربية السعودية ومصر في مجال المستحضرات الطبية، وأكد على ثقته بأن هذا التعاون الثنائي سيُسهم بشكل إيجابي في دعم القطاع الدوائي بالبلدين الشقيقين.
حضر اللقاء من جانب هيئة الدواء المصرية الدكتور أسامة حاتم، معاون رئيس الهيئة والمشرف على الإدارة المركزية للسياسات الدوائية ودعم الأسواق.
جاء ذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية في قطاع الدواء، والزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين، وحرص مصر الدائم على تعزيز التعاون العربــي وتعميق التكامل الإقليمي في المجال الدوائي، بما يدعم تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى سوق الدواء المصرية، وبما يحقق أهداف التكامل العربي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات الدوائية بالمنطقة العربية.