لجنة تقصي الحقائق
في العام ١٨٨٣ وقف رئيس الوزراء البريطاني جلادستون الرافض لمساعي لوبي جماعة ( الأشانتي ) النافذة التي يقودها ولسلي وآخرين لإحتلال السودان ، وقف في البرلمان ليقول لهم ( هذه هي المرة ال ١٧ التي يناقش فيها هذا المجلس القضية السودانية ، وأود أن أعرف هل هذه الطريقة مفيدة للدولة ، ليس هناك في سجلات البرلمان ما يشبه هذا الأسلوب ، لقد ناقشتم القضية المصرية السودانية ١٧ مرة خلال الشهرين الماضيين) .

.

إستغراب رئيس وزراء بريطانيا لا يزال قائما عندنا ( الجماعة ديل عندهم شنو مفقود ) في السودان ؟؟؟

علي ضوءً النقاش الجاري هذه الأيام حول تقرير لجنة تقصي الحقائق ، يجب أن نتذكر أن ذات النقاش قد دار في العام 2006 وبذات التفاصيل حول إستقدام قوات دولية لدارفور ، وبعد أخذ ورد إنتهي الأمر إلي قوات اليوناميد ، وخلال تلك الفترة أيضا أنشئت قوة الأمم المتحدة لأبييي .
ومن تفاصيل تلك الأيام أن أمنستي إنترناشونال تبنت أكبر حملة ترويجية بعنوان ( طالبوا بفرض حظر للأسلحة في السودان ) وأن هيومان رايتس ووتش تبنت حتي وقتها أكبر حملة تحت عنوان ( القوات الدولية من أجل حماية المدنيين) .. ( يعني الفيلم دا قديم مع إختلاف الممثلين والأدوار بصورة طفيفة ) ..

السؤال هنا لماذا يظل السودان تحت أضواء المجتمع الدولي الكاشفة ، وتركيزه الدائم ؟ قد يقول قائل بسبب حروبنا التي لا تنتهي ، الشاهد أن هناك حروبا أشد خطورة مما يجري في السودان ، ولكن لم نر هذا الإهتمام ، كما أن تجربة قوات اليوناميد وكل الإجراءات الدولية لم تساهم في حل المشاكل التي نعاني منها إن لم تزدها تعقيدا ..

هل تعلم عزيزي القارئ أن الأمم المتحدة كونت لجنة لتقصي الحقائق في دارفور في العام 2004 ؟

وأن الإتحاد الإفريقي كذلك كون لجنة في ذات العام لذات الغرض ؟
وهل تعلم أن الأمم المتحدة أرسلت فريقا آخر لتقصي الحقائق في العام 2007 ؟
وأن المحكمة الجنائية الدولية خلال عامي 2005 – 2007 سيرت خمس لجان تحقيق للسودان ؟
ومنذ العام 1996 إلي العام 2005 إتخذ مجلس الأمن الدولي 10 قرارات ضد السودان ..
وفي العام 2004 أنشأت الأمم المتحدة بعثة في السودان ، إستمرت حتي العام 2007 حين قام السودان بطرد مبعوث الأمم المتحدة يان برونك الذي أعطي لنفسه الحق في التدخل في كل كبيرة وصغيرة في الشأن السوداني ..

وفي العام 2020 تم إنشاء البعثة الأممية الثانية برئاسة فولكر بيرتس والتي أنهيت ولايتها بموجب قرار من مجلس الأمن في العام 2003 ..

وطوال هذه المدة التي نتحدث عنها ظل السودان تحت ولاية المقرر الخاص لحقوق الإنسان ، والذي يقدم تقارير دورية عن السودان في مجلس حقوق الإنسان في السودان ..

طبعا خلال هذه المدة هناك العقوبات الأمريكية المتنوعة المفروضة مرة بقرار تنفيذي من البيت الأبيض ومرة أخري بموجب قانون من الكونغرس ..

هل هذا الأمر طبيعي ؟ وهل يحق لكائن من كان أن يتهمنا بنظرية المؤامرة ؟ وصحيح أن ما وصلنا إليه هو بما كسبت أيدينا كسودانين ، لكن ( الواحد وكت يكون تحت الضغط في الكورة بيرتكب أخطاء قاتلة وساذجة ، تنتهي به إلي حالتنا الراهنة ) ..

د. ياسر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی السودان فی العام

إقرأ أيضاً:

“خوري” تطّلع على عمليات “إيريني” والتحديات التي تواجهها

الوطن| متابعات أجرت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، زيارة لمقر عملية “إيريني” التابعة للقوة البحرية الأوروبية في البحر المتوسط ​​في روما. والتقت خوري بالأميرال البحري غيوم فونتارينسكي، الذي أطلعها على عمليات “إيريني” والتحديات التي تواجهها، كما شددت على الأهمية التي يكتسيها حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة من أجل استقرار ليبيا. الوسومستيفاني خوري عملية إيريني البحرية ليبيا

مقالات مشابهة

  • “خوري” تطّلع على عمليات “إيريني” والتحديات التي تواجهها
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتنفيذ قرار الأمم المتحدة بشأن الاحتلال الإسرائيلي
  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للمساواة في الأجر
  • الأونروا: إسرائيل توقف منح التأشيرات لموظفي منظمات المجتمع المدني الدولية
  • وزير المالية يؤكد دعمه لهيئة علماء السودان
  • الأمم المتحدة تدعو أطراف الصراع في السودان إلى الامتناع عن استهداف المدنيين
  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن