الخليج الجديد:
2025-03-11@15:37:27 GMT

نحو وقف الحرب على غزة

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

نحو وقف الحرب على غزة

نحو وقف الحرب على غزة

بدل الاستغراق في أوهام دولة فلسطينية، المطلوب توقف حرب الإبادة على غزة، وأن يعاد للأطفال الفلسطينيين مجدداً البسمة، وأن يعاد إعمار القطاع.

يجب أن يتركز الجهد العربي، على تحقيق سلام مستدام، يحمي أرواح الفلسطينيين ويصون ممتلكاتهم وكرامتهم، ويمكّنهم من حق تقرير المصير، وهوعمل قومي وإنساني وأخلاقي.

ليس منطقيا أن يقف العالم متفرجاً أمام هذا الواقع ولا مقبولا وضع الأسرى الإسرائيليين في كفة وجميع سكان غزة الذين ليست لهم علاقة البتة بهجوم 7 أكتوبر بالكفة الأخرى.

لم يكن لحكومة العدو مواصلة حرب الإبادة ضد شعب غزة دون ضوء أمريكي أخضر، ومساندة عسكرية أمريكية مفتوحة، وتقدر شحنات السلاح الجوية من أمريكا بأكثر من 230 شحنة.

* * *

بعد مرور نحو 140 يوماً على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، والصمود الأسطوري لشعبها، أمام حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل، لا يلوح في الأفق حتى هذه اللحظة ما يشي بنهاية قريبة لها. على النقيض من ذلك، تهدد حكومة بنيامين نتنياهو باجتياح مدينة رفح، التي لا تتجاوز مساحتها ال 55 كيلومتراً مربعاً، والتي فرض عليها الاحتلال استقبال أكثر من مليون ونصف مليون مشرد من الفلسطينيين، الذين فُرض عليهم بالقوة مغادرة بيوتهم.

لم يحدث مطلقاً في تاريخ الحروب العربية المعاصرة، في الوطن العربي، وربما في الحروب العالمية، أن حشر عدد كبير من البشر، بحجم عدد النازحين عنوة إلى رفح، في بقعة صغيرة، تفتقد مكونات العيش الكريم، وتعاني نقص الغذاء والدواء والمياه، ولا يوجد بها سوى عدد قليل من المستشفيات والعيادات الصحية، التي تعاني بشكل حاد نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء، ونقص الطاقة.

ولا شك، أن من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، في وضع كهذا، أن يتمكن الأطباء، والفرق الصحية الأخرى، من أداء مهامها، حتى ضمن الحدود الدنيا من الشروط لنجاح عملهم.

وبالتأكيد لم يكن لحكومة نتياهو مواصلة حرب الإبادة ضد شعب غزة، من دون ضوء أمريكي أخضر، ومساندة عسكرية أمريكية مفتوحة، حيث تقدر عدد الشحنات الجوية التي توجهت من أمريكا بأكثر من 230 شحنة، أخذت بالوصول إلى تل أبيب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولا تزال إدارة الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن تعد بالمزيد.

لقد بدا للعالم بأسره، أن الاهتمام الأمريكي، منصبٌّ حالياً، على استعادة الأسرى، أكثر منه على حياة المدنيين العزل. وللأسف فإن معظم حلفاء أمريكا في القارة الأوروبية قد أفصحوا عن مشاطرتهم للموقف الأمريكي. فوزيرة الخارجية الألمانية تعلن صراحة على الملأ، و«بالفم الملآن» كما يقال إن أمن إسرائيل أهم من حياة المدنيين الفلسطينيين.

التسويف في إطالة الحرب، تحت ذريعة القضاء على حماس، لن يتضرر منه سوى أهل غزة، الذين خسر كثير منهم منازلهم، وقتل عدد كبير منهم، تحت وطأة القصف الجوي، وبات الأحياء منهم عرضة للجوع والحرمان، والأمراض المعدية، وخسارة الأحبة.

وليس من المنطقي أن يقف العالم متفرجاً أمام هذا الواقع. كما أنه من غير المقبول، وضع الرهائن، الذين تم أسرهم في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في كفة وجميع سكان غزة الذين ليست لهم علاقة البتة في ذلك الهجوم بالكفة الأخرى.

كما أنه ليس من المنطقي الاستمرار في الكلام الاستهلاكي، الذي يتردد عن أهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة، في حدود الأراضي الفلسطينية، التي احتلت في حرب يونيو/ حزيران عام 1967.

فمثل هذا الكلام، لا يوقف الحرب، ولا يوفر حماية للمدنيين، ولا يمنع هدم البيوت على رؤوس ساكنيها. وما يهم الفلسطينيين الآن هو وقف العدوان عليهم، وليس وعوداً وهمية بقيام دولة فلسطينية مستقلة، لا ترفضها فقط الحكومة الإسرائيلية اليمنية التي يقودها بنيامين نتنياهو والأطراف المتحالفة، معه، بل إن معظم مكونات المجتمع الإسرائيلي تجمع ترفضها.

لقد جاءت تصريحات نتنياهو الأخيرة، حول رفض قيام دولة فلسطينية مستقلة، حتى ولو كانت منزوعة السلاح، لتحسم الأمر. فالدعوة لقيام هذه الدولة، من وجهة نظره، هي دعوة لتكرار ما جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتمكين حماس من الوصول مجدداً إلى الحكم.

لقد سئم الفلسطينيون، والعرب جميعاً من الوعود الأمريكية الواهية، بحتمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والتي بدأ الحديث عنها مباشرة بعد معركة العبور في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، وكررها من قبل، الرؤساء: جيمي كارتر ورونالد ريغان، وجورج بوش، وبل كلينتون، وباراك أوباما، والرئيس الحالي جوزيف بايدن، وبات الحديث عها أشبه بالمثل «أسمع طحناً، ولا أرى خبزاً».

قيام الدولة الفلسطينية، هو مهمة وطنية وتاريخية، لن تكون منّة من قوة احتلال، ولن تفرضها الإدارات الأمريكية، التي كانت دائماً الحليف الأقوى للاحتلال، بل سيفرضها استمرار الكفاح الفلسطيني، بالضفة الغربية ومدينة القدس، وقطاع غزة. وهو كفاح ينبغي أن يكون مسنوداً من العرب جميعاً، حكومات وشعوباً. وحين يعجز الاحتلال، عن مواصلة مواجهة الشعب المحتل، سينسحب مجللاً بالخيبة والهزيمة.

ليس متوقعاً، من الحكومة الإسرائيلية اليمينية الراهنة بقيادة نتنياهو، والمسنودة بأكثر المتطرفين والعنصريين، والتي تعتبر اتفاق أوسلو بين حكومة إسحق رابين، ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، خطينة تاريخية، أن تقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة، أو تعترف بالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، ومنها القراران 242 و388 اللذان يعتبران الضفة الغربية وقطاع غزة، ومدينة القدس أراضي محتلة بحكم القانون الدولي.

المطلوب الآن، بدلاً من الاستغراق في الأوهام حول قيام دولة فلسطينية، أن تتوقف حرب الإبادة على غزة، وأن يعاد للأطفال الفلسطينيين مجدداً البسمة، وأن يعاد إعمار المدينة، وأن يتركز الجهد العربي، على تحقيق سلام مستدام، يحمي أرواح الفلسطينيين ويصون ممتلكاتهم وكرامتهم، ويمكّنهم من حق تقرير المصير. والقيام بهذه المهمة، عمل قومي وإنساني وأخلاقي، وليس فرض كفاية.

*د. يوسف مكي كاتب وأكاديمي سعودي

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل الحرب على غزة العدوان الإسرائيلي الصمود الأسطوري حرب الإبادة دولة فلسطينية إعمار القطاع سلام مستدام حق تقرير المصير قیام دولة فلسطینیة مستقلة تشرین الأول حرب الإبادة على غزة

إقرأ أيضاً:

لازاريني: لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية

سرايا - أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني الاثنين، أنه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، وذلك بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على "تولي المسؤولية" في غزة.

وقال لازاريني خلال مؤتمر صحافي في جنيف "إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة".

وشدد على أن "البديل الوحيد القابل للاستمرار هو (...) المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية".

وأضاف "لهذا السبب بدلا من التركيز على الرغبة في إلغاء وكالة، الأفضل أن نركز ونوجه كل طاقتنا وجهودنا نحو الحل السياسي".

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في جنيف دانييل ميرون للصحافيين أن إسرائيل تعمل على "تشجيع وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية على تولي المسؤولية" في القطاع المدمر.

وتأسست الأونروا عام 1949 وتنشط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ تقدّم الخدمات للاجئين وخصوصا في مجالات التعليم والصحة والصرف الصحي.

وفي قطاع غزة الذي دمرته الحرب التي استمرت 15 شهرا، توظف الوكالة 13,000 شخص وتدير الاستجابة الإنسانية لمنظمات أخرى.

وأضاف ميرون " نعمل على إيجاد بدائل من عمل الأونروا داخل غزة".

وأعلن أن إسرائيل تحض منظمات أخرى على التدخل، "كل منها في مجال تخصصه".

وأورد على سبيل المثال أن برنامج الأغذية العالمي يمكنه التعامل مع قضايا الغذاء، فيما "يتعامل آخرون مع قضايا أخرى".

ونهاية كانون الثاني/يناير علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون تم إقراره في تشرين الأول/اكتوبر يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وتتهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023.

ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم للوكالة.

أ ف ب





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 710  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 11-03-2025 12:16 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
أغرب العوالم المكتشفة على الإطلاق لبنان .. خلاف على ( نصف فروج ) قبيل الإفطار أدى إلى إطلاق نار والضحية طفل بسبب المراحيض .. رحلة طيران تعود إلى شيكاغو بعد 10 ساعات في الجو ابتكار أول صاروخ في العالم يحدد هدفه باستخدام كاميرا فيديو بالوثائق .. نظام معدل يحتسب العطل الرسمية... "قرش" يحرم مواطن من راتب التقاعد المبكر... بالفيديو .. أطفال يشعلون النار بصديقهم... طريقة خطيرة لـ"ترند رمضان" .. إشعال... بعد نشر الزميل الخالدي .. سرايا تحصل على وثائق... القائمة العربية بالكنيست: المحادثات الأميركية مع...منظمة دولية: الوضع في غزة يتدهور والعديد من الأشخاص... احتفالات في مدن سورية عقب توقيع اتفاق ينص على...الشرع: موالون للأسد ودولة خسرت نفوذها بسورية وراء...طائرات حربية إسرائيلية تقصف محيط درعا في سورياالأمن الأوروبي مهدد بسبب فوضى ترامبالعراق يتطلع إلى بديل عن الغاز الإيراني بعد ضغط أميركيبالتفاصيل .. 8 بنود لاتفاق اندماج قسد ضمن مؤسسات...إدارة ترامب توقف 80% من برامج الوكالة الأميركية... ريم مصطفى في فخ رامز جلال .. نجمة الشائعات أصالة تستغيث لأجل سوريا: “ناس ما بقى فيها” الحبس 6 أشهر وغرامة 20 ألف درهم لروان بن حسين طلاق الثنائي العالمي .. هل تتحقق أسوأ نبوءات ليلى... سرقة 10 آلاف دولار من منزل علا رشدي .. والأمن... انتقادات لاذعة تطال نيمار بسبب مشاركته في كرنفال ريو أحاديث رحيل أنشيلوتي تعود مجددًا .. والمدرب يعرف خليفته القادم "النشامى" يواجه كوريا الشمالية الجمعة خيتافي يمنع أتليتيكو مدريد من الارتقاء إلى صدارة الليغا تشيلسي يتجاوز عقبة ليستر سيتي بـ"صاروخية كوكورييا" روتين يومي للسعادة .. خطوات بسيطة للتخلص من إرهاق العمل أغلقت الهاتف بوجه محمد رمضان فخسرت 200 ألف جنيه .. ما القصة؟ "ليست للاسترخاء" .. تحذير من الشموع العطرية في المنازل ما هي الدول التي يصوم مواطنوها أطول عدد ساعات خلال رمضان؟ براءة نجل الداعية الإسلامي محمد حسان من تهمة حيازة سلاح ناري غواص ينجو من كائن سام في البحر الأحمر موظفة تسمم زميلتها بسبب خلاف على ترقية عمل لص يسرق أقراطا ويبتلعها لإخفاء الأدلة! رجل "يسحل" زوجته الحامل في الشارع العام في مصر "إسرائيل" تستعيد تمثال بن غوريون "بملابس السباحة"

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • وزارة الداخلية تكشف ملابسات قيام أحد الأشخاص بالترويج لبيع الأسلحة البيضاء
  • لازاريني: لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية
  • مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام لـ سانا: ننفي الشائعات التي تنشرها وسائل إعلام إيرانية حول هروب أبناء الطائفة العلوية في دمشق إلى السويداء، ونؤكد أن الخبر ضمن سياق الحرب الإعلامية التي تستهدف سوريا الجديدة ووحدتها
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • كشف ملابسات فيديو قيام طفل باستجداء المواطنين والإمساك بالسيارات أثناء سيرها
  • مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
  • قيام الليل في رمضان.. معجزة لمن كانت له حاجة عند الله
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • هآرتس: القانون ضد الأونروا هو جزء من الحرب الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية
  • دعاء يجلب الرزق ويمنع الفقر .. واظب عليه في قيام الليل