تكتسب زيارة كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين للمنطقة أهمية نظراً إلى ما يمكن أن تحمله من جديد في إطار الجهود والمساعي التي تواظب عليها واشنطن من أجل منع توسّع الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعدما بلغت حدة المواجهات في الفترة الأخيرة مستويات غير مسبوقة، وسط استمرار لهجة التهديد على الجانب الإسرائيلي، وقرار تل أبيب الأخير تغيير الوضع القائم في الشمال وتوسيع رقعة العمليات من أجل تأمين عودة السكان.



وكتبت سابين عويس في" النهار": لم يحمل هوكشتاين إلى تل أبيب التي زارها الاثنين طروحات جديدة، بل تجديد التأكيد على أهمية ضبط النفس، ومنع التصعيد على الجبهة مع لبنان، كما أعلن المسؤول في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قبل أيام، انطلاقاً من أن الحل الديبلوماسي هو الطريق الصحيح لتحقيق الهدوء في شمال إسرائيل.
لكن الجديد في الزيارة، أن الموفد الأميركي وصل في خضمّ حالة من الانقسام الشديد داخل إسرائيل على الصعيدين السياسي والعسكري، بعدما تفاقم الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووصل الأمر إلى حدّ تهديد نتنياهو بإخراجه من الحكومة واستبداله بجدعون ساعر الذي حظي بالضوء الأخضر من قادة الائتلاف لضمّه إلى الحكومة.

كل المعلومات التي ترددت عن لقاءات ومحادثات هوكشتاين ردّدت أنه حمل رسالة تحذير حيال ضرورة عدم توسيع الحرب مع لبنان، على قاعدة أن وضعاً كهذا لن يكون في مصلحة إسرائيل ولن تكون قادرة على ردّ المستوطنين إلى منازلهم، معرباً عن خشيته من أن تؤدي المواجهة إلى توسّعها إقليمياً. ورغم ذلك، يبقى الموقف الأميركي على حاله إزاء دعم تل أبيب، وإن كانت وجّهت عبر سحب حاملة الطائرات آيزنهاور، من المياه الإقليمية في الشرق الأوسط، رسالة الى نتنياهو بضرورة إعادة النظر في حجم الدعم العسكري المتوقع من واشنطن في حال توسّع رقعة المواجهات، على ما تقول مصادر ديبلوماسية، كاشفة أن الإدارة الأميركية لا ترغب في فتح أي جبهة، ولا سيما أن البلاد دخلت مرحلة حامية من انتخاباتها الرئاسية التي ستحدد وجهة السياسة المرتقبة في الشرق الأوسط.


على الجانب اللبناني، وفيما الترقب يسود مختلف الأوساط السياسية نتيجة عملية شد الأعصاب الناجمة عن القرار الإسرائيلي بتوسيع الحرب، كانت المواقف المنقولة إما عن أوساط "حزب الله" أو عن رئيس المجلس نبيه بري، تشي بالاستعدادات للمواجهة، خلافاً للنصائح الأميركية خصوصاً، والدولية عموماً، بضرورة عدم الانزلاق إلى الحرب الموسعة. وتكشف أوساط قريبة من الثنائي أن اللهجة العالية المقرونة باستمرار العمليات، لا تعني بالضرورة قراراً بالتصعيد رغم أن كل المؤشرات السياسية والميدانية باتت تشي بأن الحدود قاب قوسين من الانفجار، فضلاً عن دعوة قائد منطقة الشمال إلى إقامة المنطقة العازلة. وفي رأي الأوساط عينها، إن مهمة هوكشتاين في تل أبيب كانت الفرصة الأخيرة. وربما لهذا السبب لم يتوجّه إلى لبنان لأن الأوان يبدو كأنه فات على الجهود الديبلوماسية، لكون القرار في تل أبيب قد حُسم لجهة "توفير الأمان لعودة سكان المستوطنات الشمالية"، وإن لم تكن الوسائل قد حُسمت بعد لتحقيق ذلك، وهل يكون عبر توسيع محدود يغطي المنطقة العازلة التي تسعى إسرائيل لإنشائها أو عبر عمليات برية أوسع، ولكن الثابت أن إسرائيل أخذت على عاتقها ترسيم الحدود البرية وفقاً لمصالحها، بقطع النظر عمّا ينصّ عليه القرار الدولي ١٧٠١ الذي يسعى لبنان إلى دفع إسرائيل إلى تطبيقه. كما بات من الثابت أن محادثات هوكشتاين بدأت تحضر لمرحلة ما بعد الحرب، بما في ذلك تطبيق الـ١٧٠١ والترسيم البري!

في هذا المناخ، لن يكون للوسيط الأميركي محطة لبنانية، إذ تقاطعت المعلومات المتوافرة من المقار الرسمية على أن هوكشتاين لم يطلب مواعيد، وهذا يستبعد أن يحط في بيروت، ولا سيما أن مهمته في إسرائيل فشلت في إبعاد شبح توسيع الحرب.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تل أبیب

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: تفجير أجهزة "البيجر" لحزب الله لن يكون المشهد الأخير

 قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما حدث في لبنان من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" لحزب الله لن يكون المشهد الأخير، والفترة المقبلة ستشهد الكثير من العمليات الإسرائيلية بهدف التصعيد.

هل تتأثر المواجهة بين حزب الله والاحتلال بعد التفجيرات الأخيرة؟.. دبلوماسي سابق يُجيب تامر أمين بعد تفجيرات أجهزة حزب الله: كل المدنيبن في لبنان بخطر الحرب على غزة فقدت الزخم

وأضاف "كمال"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "تن" مساء اليوم الأربعاء، أن ما يحدث في جنوب لبنان هدفه في المقام الأول التصعيد، مشيرًا إلى أن التصرفات الاستفزازية الإسرائيلي تزداد، وهذا قد يؤدي إلى لحظة معينة إلى تفجر الأوضاع في المنطقة.

وأشار إلى أن الحرب على قطاع غزة فقدت الزخم، وأصبحت هناك انشقاقات داخل القيادة الإسرائيلية التي تريد وقف الحرب نتيجة القضاء على قيادات حماس، وهناك ضغوط  من قبل أهالي الرهائن، والأهالي الذي غادروا شمال دولة الاحتلال بسبب هجمات حزب الله. 

الأسابيع الست المقبلة في أمريكا

ومن ناحية أخرى أوضح أن الأسابيع الست المقبلة ستكون من أصعب المراحل على المنطقة، مشيرًا إلى أن السلوك الإسرائيلي المستفز مُرتبط بصورة كبيرة بالمشهد الانتخابي الأمريكي.

 أن الإدارة الأمريكية خلال الفترة الحالية في حالة شلل تام بسبب الانتخابات الأمريكية، وهذا يُعد فرصة لما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عربدة في المنطقة. 

أمريكا أمام خيارين 

 وأضاف أن حكومة "نتنياهو" تسعى لفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وترى أن التصعيد في المنطقة يساهم في فوز "ترامب" في الانتخابات الأمريكية.

ونوه بأن توسعة نطاق الصراع في المنطقة يضع الإدارة الأمريكية الحالية أمام خيارين، إما عدم مساعدة دولة الاحتلال، وفي هذه الحالة تتعرض لانتقاد كبير، وهذا ليس في صالح الحزب الديمقراطي، وإما أن تتورط أمريكا في الحرب، ويُقتل جنود أمريكيين، وهذا يؤثر سلبًا على الإدارة الأمريكية، وهذا أيضا يؤثر سلبًا على الحزب الديمقراطي ويصب في صالح دونالد ترامب، وليس في صالح كاميلا هاريس.

 

مقالات مشابهة

  • غزو وشيك للبنان؟ إسرائيل تهدد وحزب الله يستعد للمواجهة
  • اتصالات حكومية مكثفة لردع عدوانية اسرائيل وقلق دولي من توسيع نطاق الحرب
  • أستاذ علوم سياسية: تفجير أجهزة "البيجر" لحزب الله لن يكون المشهد الأخير
  • كاتب صحفي: إسرائيل تنوي توسيع دائرة الحرب في لبنان
  • زيارة هوكشتاين لم تحدث خرقا.. واسرائيل مصرة على الحرب الشاملة
  • إسرائيل تعلن توسيع أهداف الحرب
  • هوكشتاين حذره.. نتنياهو يلوح بتحرك عسكري ضد حزب الله
  • عودة السكان إلى الشمال.. هدف إسرائيل من توسيع أهداف حرب غزة
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: نتنياهو كان هدد بإقالة غالانت لرفضه توسيع الحرب في لبنان