لبنان ٢٤:
2024-11-25@04:18:46 GMT

واشنطن تضغط بقوة لمنع عملية عسكرية ولو محدودة

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

واشنطن تضغط بقوة لمنع عملية عسكرية ولو محدودة

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": كان لبنان يترقب نتائج الاتصالات الأميركية مع إسرائيل، من خلال زيارة الموفد عاموس هوكشتين لتل أبيب، وما حملته آخر المعطيات الأميركية قبل توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى نيويورك بين 24 و28 أيلول الجاري، للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مع افتراض أن هذه المهلة ستكون مهلة منطقية لمنع حصول اعتداء عسكري ميداني على لبنان.

في خلاصة ما وصل الى لبنان، عبر أقنية على تواصل مع الإدارة الاميركية، جملة معطيات: صحيح أن الفورة الإسرائيلية حيال الوضع في جنوب لبنان أخذت في الساعات الأخيرة منحى أكثر خطورة، لكنها لم تصل الى خلاصات نهائية نظراً الى طبيعة التدخلات الغربية مع إسرائيل، وإلى طبيعة النقاشات الدائرة في إسرائيل نفسها حيال جدوى العملية جنوباً وانعكاسها على مستقبل شمال إسرائيل.
وإذا كانت هذه ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها حدّة التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، إلا أنه مع اقتراب ذكرى 7 تشرين، وفشل كل المفاوضات حول غزة، تسعى إسرائيل الى الإفادة من الوقت الضائع أميركياً وفرض مشهد أمر واقع على الإدارة الجديدة. ومع ذلك، فإن الثابت حتى الآن هو أن الموقف الأميركي لا يزال يشكل مظلّة وقاية فوق لبنان.
تتحدث المعطيات الأميركية عن مجموعة عوامل، أولها جديّة نزعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى «معالجة» وضع جنوب لبنان مرة نهائية، من دون أن يكون راغباً بالضرورة في حرب كبرى. وهذا الأمر يأخذ في الحسبان المتغيّرات الإسرائيلية التي تختلف جذريّاً عن مقاربة مرحلة عام 1982 حيال الأهداف الموضوعة، وكذلك عن مرحلة حرب تموز 2006. بمعنى أن المقاربة الإسرائيلية العسكرية لا تزال تتحدث عن عملية عسكرية ميدانية (لا علاقة لها بأيّ عمليات جانبية مهما كان حجمها) محدودة زمنياً، ولكن ليس مكانياً، أي أنه يحتمل توسّعها خارج الليطاني في أقضية ذات طابع استراتيجي ومفصلي ساحلاً، وصولاً الى البقاع، لكنها يمكن أن تكون محصورة بأيام معدودة من دون أن تتحوّل إلى حرب واسعة على غرار عام 2006، تأخذ في طريقها دخولاً برياً واجتياحاً يشبه اجتياح الثمانينيات. وما تلمّسه الأميركيون جديّة السيناريو القائل إن ما هو مطلوب وبدأ يتحقق تدمير شامل لبلدات ومناطق تعتبر إسرائيل أنها يمكن أن تشكل خطراً استراتيجياً مستقبلاً، ومنطلقاً مماثلاً لعمليات تشبه ما حصل في تشرين الأول الماضي. وإذا كان سيناريو التدمير الممنهج في غزة يشكّل مثالاً لإسرائيل، فإن المغزى كذلك أن تكون المناطق المستهدفة بيئة مناسبة للبناء عليها في أيّ ترتيبات أمنية مقترحة، سبق أن قدمتها واشنطن، ولو أن حزب الله لا يزال يرفضها حتى الآن. لكنها لا تزال تعوّل على أن الضغط العسكري المتزايد سيكون دافعاً في نهاية المطاف لترتيب يشبه الترسيم البحري، مع متغيرات ميدانية تشكل عنصر اطمئنان لسكان شمال إسرائيل.
وبحسب معلومات متصلين بالإدارة الأميركية، ثمة جانب غير معتاد بتمسك الأميركيين بالتهدئة جنوباً، والإصرار على منع عملية عسكرية والاستعاضة عنها بمفاوضات الترتيبات الأمنية التي تتعدّى حدود 1701. هذا الإصرار الأميركي يقابله تواصل وتنسيق عسكري دائم ومساعدات غير مسبوقة مع إسرائيل، ما يعني أن واشنطن لا تزال تمسك الوضع وتمارس ضغوطاً مزدوجة، على لبنان، وعبر وسطاء على حزب الله، وعلى إسرائيل لمنع تفلّت الوضع.
في المقابل، ولأن كل معركة تحتاج الى طرفين، فإن ظروف المعركة المفترضة لا تتعلق فحسب بالدور الإسرائيلي، بل بحزب الله كذلك. أيّ عملية عسكرية محدودة لن تكون كذلك إلا بالمفهوم الإسرائيلي. حزب الله لن يكتفي بالرد المحدود، وهذا يعني أن ما يمكن أن تفترضه إسرائيل من مهلة محصورة بأيام للعملية العسكرية قد لا يصحّ، وهذا يفتح الباب أمام منعطف خطر ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة، رغم كل الكلام الغربي عن قدرة معيّنة للحزب لن يتمكن من أن يتخطّاها في مواجهة حجم العملية الإسرائيلية.

في مواجهة الجانبين الإسرائيلي وحزب الله ومن خلفه إيران، لا يزال الموقف الأميركي متشدداً حيال ما يمكن العمل به لضبط التدهور الذي تحذّر منه إسرائيل. لكن ما هو غير مفهوم لمن يراجع الإدارة الأميركية، ماذا تريد واشنطن حقيقة من الوضع اللبناني، ومن مستقبل حزب الله، والغاية من حفظ الاستقرار فيه بالحدّ الأدنى، ولأيّ سبب؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عملیة عسکریة حزب الله

إقرأ أيضاً:

تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني في لبنان بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي

عرضت قناة إكسترا نيوز، تقريرا تلفزيونيا بعنوان «تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني بلبنان جراء تصاعد العدوان الإسرائيلي».

وأوضح التقرير أنه على وقع اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان، تواصل المأساة الإنسانية في البلاد تفاقمها واتساعها وسط حالة من الذعر والترقب بين اللبنانيين، رغم المؤشرات على إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار برعاية أمريكية، هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة كشفتها وكالات أممية عدة، محذرة من تفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار العمليات العسكرية في البلاد، ما يزيد مع حالة عدم اليقين والخوف بين الناس.

وأشار التقرير إلى أنه رصدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تعميق الكارثة الإنسانية على المدنيين خلال الأسابيع الأخيرة، مع تكثيف الاحتلال بشكل كبير من غاراته الجوية على سائر البلاد، وتوغلاته البرية على الجنوب، واصفة الأسابيع الماضية بالأكثر دموية وتدميرا للبنان وشعبه منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: استهدفنا بغارات جوية مقرات عسكرية لحزب الله في الضاحية الجنوبية
  • بوريل من بيروت: علينا الضغط على إسرائيل و”حزب الله” لقبول مقترح واشنطن
  • ‏الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق 200 مقذوفا من لبنان باتجاه إسرائيل الأحد
  • تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني في لبنان بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي
  • رئيس جمعية الطيارين اللبنانيين: إسرائيل ليس لها رادع أخلاقي
  • تحركات عسكرية للأمم المتحدة باليمن.. لقاءات بقادة الجيش وسط تكهنات بمحاولات لمنع التصعيد ضد الحوثي
  • أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في لبنان وغزة
  • الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية عسكرية استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية
  • ازدواجية واشنطن حيال قرارات الجنائية الدولية بين بوتين ونتنياهو
  • الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنان