كتبت" الديار": تتجه الاوضاع نحو المزيد من التصعيد الميداني في وقت تهدد فيه اسرائيل بالحرب الشاملة، فيما تسعى واشنطن عبر موفديها الى المنطقة، من وزير خارجية انتوني بلينكن في مصر، مرورا بمبعوثها اموس هوكشتاين في تل ابيب، وصولا الى وزير الدفاع الذي يصل الاحد الى تل ابيب، لكبح جماحها ، من دون نتيجة ما دامت تصر على الخيار العسكري، وتمعن في استفزاز الحزب، لا سيما بعد عملية الامس.


فالأمر لا يحتاج إلى كثير انتظار لمعرفة ان الجهود المتجددة على محور زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى تل ابيب لم تُجدِ نفعاً، في ظل قرار القيادتين السياسية والعسكرية في «اسرائيل»، اعادة النازحين من الشمال «بكل الوسائل المتاحة»، بعدما بات هذا البند من احد اهداف الحرب القائمة، التي بدات تتخذ شكلا جديدا.
مصادر ديبلوماسية متابعة كشفت ان هوكشتاين ناقش في «اسرائيل» ثلاث نقاط اساسية:
اولا، دعوته تل ابيب الى المحافظة على قواعد اللعبة القائمة حاليا، وعدم خرقها، باتجاه توسيع الحرب، لما قد يكون لذلك من تداعيات اقليمية، خصوصا ان المفاوضات الايرانية – الاميركية قد تم تجميدها راهنا، وبالتالي قدرة الضغط الاميركي على طهران قد تراجعت، متحدثا في هذا الاطار عن الصاروخ الحوثي الفرط –صوتي، والذي يشكل رسالة اقليمية واضحة، في التوقيت والهدف.
ثانيا، اعاد طرح «التسوية» الحدودية التي كان يعمل عليها، مؤكدا ان ثمة «ليونة لبنانية» وامكانا للتوصل الى حل بشان النقاط ال13 المتنازع عليها، ما يسمح بفك الاشتباك وربط النزاع بين تل ابيب وبيروت، عبر ترسيم بري، كما حصل في مسالة التسوية البحرية.
الا ان الاختلاف بدا واضحا وعميقا في ما خص مزارع شبعا التي اصر الجانب الاسرائيلي على انها تبقى خارج اي اتفاق مع لبنان، رافضا في هذا الاطار «الترسيم» الاميركي الذي اخذ في الاعتبار خط الحدود وفقا للخيم التي نصبها حزب الله.
ثالثا، وعده للمسؤولين الذين التقاهم، بان تمارس بلاده ضغوطا قوية على الحكومة اللبنانية لوقف حرب الاسناد، والسير في تسوية حدودية مقبولة، وهو ما اعتبره الاسرائيلي غير منطقي وغير قابل للتطبيق، خصوصا ان واشنطن لا تملك تصورا واضحا لآليات الضغط وحدودها.
واشارت المصادر الى ان العمل الديبلوماسي القائم ينفع ايضا لمرحلة ما بعد الحرب، وليس فقط لوقف التصعيد، حيث ان القرار 1701 يبقى صالحا، مع ادخال تعديلات عليه، ووضع آلية لمراقبة تنفيذه، مستبعدة اجتياحا اسرائيليا بريا، انما تصعيد في عمليات التدمير الممنهج لقرى المواجهة مع توسع باتجاه «العمق الاستراتيجي» لحزب الله.
اما في الملف الرئاسي ورغم ان اجتماع خماسية باريس في قصر الصنوبر انتهى الى قناعة واتفاق اطرافها على ان شيئا لم يتغير في المواقف الداخلية من الاستحقاق، الا انها على ما يبدو مصرة على الاستمرار في مسعاها، الذي قاد عضويها الفرنسي والسعودي الى معراب، وسط توقعات بان تبدأ جولة على الكتل النيابية هذا الاسبوع، لطرح افكار جديدة، على ما تشير اوساطها، تم تداولها في لقاء الرياض، في وقت يتوقع فيه وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الاسبوع الاخير من شهر ايلول.
وكشفت الاوساط ان لودريان، قد يجتمع بالسفراء الخمس، معيدا احياء فكرة دعوته لحوار برئاسته في قصر الصنوبر، وفقا لآلية جديدة، في ظل اصرار دولي على انجاز الاستحقاق الرئاسي، ما قد يعطي فرصة للفصل بين مساري الحرب في غزة والجنوب بشكل جدي، وبالتالي امكان التوصل الى اتفاق او تسوية على غرار الترسيم البحري، تسمح بتحييد جبهة لبنان.
من جهتهم، اكد مقربون من الثامن من آذار، ان ثمة «قطبة مخفية» في تحرك اللجنة الخماسية، تدفع باتجاه التساؤل حول حقيقة نياتها، ذلك ان رئيس مجلس النواب سمع كلاما واضحا من السفراء الخمسة حول تاييدهم ودعمهم لمبادرته، في لقاءاته الثنائية معهم، الا انها حتى الساعة لم تصدر اي بيان جماعي يؤيد هذه المبادرة، وهو امر غير مفهوم، كما انها لم تمارس اي ضغوط على رافضي الحوار، بل تنصلت من قدرتها على التاثير في هذا الخصوص.
وتابعت المصادر، بان النسخة المنقحة من مبادرة عين التينة، التي اعلن عنها في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر، هي اقصى ما يمكن تقديمه، وهي الباب للذهاب نحو اي حل، في حال ارادت الاطراف انهاء الشغور في رئاسة الجمهورية، وبالتالي الشلل المتحكم بالدولة، رافضة الربط بين ملف قانون الانتخابات النيابية الذي سيوضع على طاولة النقاش، واتمام الانتخابات الرئاسية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تل ابیب

إقرأ أيضاً:

ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن تحقيق اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بات قريبًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 350 مليار دولار في أوكرانيا دون أي ضمانات واضحة.

وأضاف ترامب - خلال مؤتمره الصحفي الذي نقلته وسائل إعلام أمريكية - أن إدارته ستعمل على استعادة هذه الأموال، مؤكدًا أن استمرار الدعم لأوكرانيا دون شروط أو رقابة صارمة لم يكن في مصلحة الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق، نقل تلفزيون "فوكس نيوز" الأمريكي عن ترامب، قوله إنه ليس من المهم حضور الرئيس الأوكراني محادثات السلام بشأن إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية.

وأضاف ترامب أن زيلينسكي شارك في اجتماعات على مدى ثلاث سنوات "لكنه فشل في إنهاء الحرب"، وأنه مستعد لاستقبال مكالمة هاتفية من الرئيس الأوكراني.

وأشار ترمب إلى أن زيلينسكي والرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لم يستطيعا منع اندلاع الحرب، مشددًا على أن "هذا ليس خطأ روسيا وكان على زيلينسكي وبايدن منع نشوب الحرب".

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • واشنطن: لقاء ترامب وبوتين رهن بالتقدم باتجاه إنهاء حرب أوكرانيا
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • الاستقرار في المنطقة.. هل يطال لبنان؟
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • وفد من الكونغرس الاميركي في بيروت اليوم واسرائيل تقيم منطقة عازلة
  • شاهد .. تل ابيب تحترق بعد انفجار 3 حافلات
  • ليس فيلم هندي.. صحفي يكشف عن أسباب مرعبة لأزمة الغاز في التي تحدث في العاصمة
  • كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي