تحالف الغرب يفشل في كبح هجمات أنصار الله البحرية وسط تصاعد الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
الجديد برس:
وسط التسريبات المستمرة حول نية قوات الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياتها ونقل ثقلها من غزة إلى جبهات أخرى، أطلقت القوات المسلحة اليمنية، صباح الأحد، صاروخاً في اتجاه تل أبيب ومحيطها، استطاع اختراق المجموعة الكاملة المتعددة الطبقات لمنظومة الدفاع الجوي لدى العدو.
وأتى ذلك في وقت بات فيه غالبية المراقبين مجمعين على فشل الغرب الجماعي وتحالفه في البحر الأحمر، في إضعاف المقاومة اليمنية أو ثنيها عن الاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني، ما يجعل الأخيرة غير متخوّفة، بأي شكل، من تكثيف عملياتها، من حيث النوعية والكمية، تزامناً مع ارتفاع حدة التهديدات الإسرائيلية.
واللافت أن هناك إجماعاً غربياً واسعاً أيضاً على أن لدى «أنصار الله» قدرة كبيرة على الصمود، حتى في حال خاضت حرباً طويلة الأمد مع الولايات المتحدة نفسها، فيما تخشى واشنطن، في المقابل، الانغماس في حرب استنزاف جديدة في الشرق الوسط.
ولدى الحديث عن «أنصار الله» تحديداً، من بين سائر جماعات المقاومة، تكاد تلك المعطيات تبدو بمنزلة «مسلمات» لدى عدد من المراقبين الغربيين، منذ اللحظة الأولى التي سارعت فيها الحركة إلى استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل، إسناداً للمقاومة والشعب في غزة، وهو ما يمكن لحظه عبر إجراء جردة سريعة على التحليلات الغربية مذّاك.
فبعد أشهر قليلة من عملية «طوفان الأقصى»، نشرت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية تقريراً اعتبرت فيه أنه من غير المرجح أن تردع غارات التحالف الغربي ضد اليمن، «الجماعة التي خرجت أقوى، من حرب استمرت تسع سنوات وأسفرت عن مقتل الآلاف من مقاتليها»، مشيرةً إلى أن هدف واشنطن وحلفائها «أضيق» فعلياً من «الإطاحة بالحوثيين»، وهو محصور فقط في «وقف هجماتهم على حركة الشحن».
وأقرّت المجلة بأن «الصراع مع الغرب» عاد بفوائد كثيرة على الحركة، ومن ضمنها أن «حصارها لإسرائيل أكسبها إعجاباً شديداً في جميع أنحاء العالم العربي»، ولا سيما وسط ازدياد المشاعر المؤيدة للفلسطينيين، وظهور الدول العربية في مظهر «المتفرج عديم الجدوى على الحرب»، مؤكدة أن «استهداف الولايات المتحدة نفسها، في وقت تزداد فيه المعاداة لأمريكا، بسبب دعمها لإسرائيل، سيزيد من شعبية الجماعة».
لا بل إن أصحاب هذا الرأي رأوا أنه في حين لا تريد واشنطن الانجرار إلى صراع شرق أوسطي طويل آخر، فإن «الحوثيين ليست لديهم مثل تلك المخاوف»، نظراً إلى أنّهم تخطوا، في السنوات الماضية، «سلسلة من الهجمات الوحشية لمكافحتهم»، «واستنفدوا التحالف الذي تقوده السعودية»، ولا مانع لديهم أيضاً، «من جر أمريكا إلى عملية مفتوحة».
على أنه بعد مدة قصيرة فقط، اتضح أكثر فأكثر أن التحالف الغربي فشل حتى في تحقيق هدفه «الضيق»، أي وقف الهجمات في البحر الأحمر، وسرعان ما انتشرت التحذيرات من «المبالغ الباهظة» التي تتكبّدها القوى الغربية لمحاولة التصدي لعمليات المقاومة هناك.
وعلى سبيل المثال، نقل موقع «ريسبونسبل ستيتكرافت» الأمريكي، في حزيران، عن توماس جونو، الأستاذ المساعد الذي يركز على الشرق الأوسط في «كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية» في «جامعة أوتاوا»، أنه تمّ إلحاق بعض الضرر بـ«أهداف للحوثيين»، إنما «ليس على نطاق كبير»، وأن «نيتهم في عرقلة الشحن في البحر الأحمر لم تتزعزع».
وتابع التقرير أنه من غير المفاجئ «أن نرى أن أنصار الله تمكنوا من تجنيد المزيد من الأفراد»، بعد تعزيز هجماتهم البحرية، «تحت راية الدفاع عن فلسطين».
وفي المقابل، وطبقاً للمصدر نفسه، فقد وضعت عمليات المقاومة القوات المناهضة لها في اليمن، تحت ضغط متزايد، فيما من غير الواضح «ما الذي يمكن أن تفعله الجهات الغربية والإقليمية الفاعلة، للتأثير على الحوثيين، الذين أثبتوا قدرتهم على التعايش مع الضغط الكبير» الذي قد تمارسه مثل تلك الأطراف.
وأضاف جونو: «الحقيقة هي أن الحوثيين انتصروا في الحرب الأهلية وأن الحكومة المعترف بها دولياً ليست في وضع يمكنها من تحديهم»، لأنها «ضعيفة ومنقسمة وفاسدة». وإذ يعتزمون «إظهار قوتهم» خارج حدود اليمن بعد «انتصارهم»، فليس أمام الولايات المتحدة سوى «مجموعة من الخيارات السيئة في مواجهة هذا الواقع»، بحسب المصدر عينه.
وفي ما بعد، أثار تمسّك «أنصار الله» بهجماتها، وتكثيفها إياه حتى، بما في ذلك عبر استهداف الأراضي المحتلة بهجمات جوية، «الشكوك» حول قدرات أقوى القوات البحرية في العالم، والتي «تعاني» لإخضاع «مجموعة من المتمردين».
واستدعى هذا الواقع «تساؤلات موجعة حول فائدة القوة البحرية الغربية وكفاءتها، فيما من المفترض أن تكون قادرة على تحمل عبء مواجهة مستقبلية مع خصوم رئيسيين، مثل الصين»، طبقاً لتقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
وإذ أقرت البحرية الأمريكية بأنها «خاضت أقوى معركة لها منذ الحرب العالمية الثانية» ضد «أنصار الله»، بحسب المجلة نفسها، فإن الأخيرة نقلت عن سيباستيان برونز، الخبير البحري في «مركز الإستراتيجية البحرية والأمن»، ومعهد السياسة الأمنية في «جامعة كيل» في ألمانيا، قوله إن «الحوثيين أثبتوا أنهم قوة هائلة»، فهم لاعبون غير حكوميين، «يمتلكون ترسانة هائلة»، والقدرة على التسبّب بمشكلات للتحالف الغربي، وإنّه عندما تواجه البحرية الأمريكية مشكلة «في الاستدامة على هذا المستوى»، يجب أن يكون الأمر «مقلقاً جداً».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أنصار الله
إقرأ أيضاً:
بُرمة والميليشيا .. تحالف “المتردية والنطيحة”
نحر حزب الامة بمشاركته فى اجتماعات نيروبي …
بُرمة والميليشيا .. تحالف ” المتردية والنطيحة”
ردود فعل غاضبة لظهور رئيس حزب الأمة القومي..
تساؤلاتٍ عن مصير كيان الأنصار السياسي وهل يتم عزل برمة؟
مطالبات بسحب الجنسية والجوازات من المشاركين فى مهزلة الميليشيا ..
الحاضنة السياسية برعاية الإمارات تتجه لتشكيل حكومة أونلاين..
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
أحدث ظهور برمة ناصر ردود فعلٍ غاضبة في أوساط الرأي العام السوداني، ودلل البعض على تورط حزب الأمة القومي في جرائم الميليشيا بوجود رئيس الحزب ضمن حكومة الميليشيا.
وتعرض حزب الأمام أمس، لموجةٍ من الانتقادات، حيث وصف البعض ظهور فضل الله برمة في فعاليات الاجتماع التأسيسي لإعلان الحكومة الموازية بنيروبي بأنه قد قضى على تاريخ كيان سياسي عريق ومهم في الساحة.
وثمّة تساؤلاتٍ عن مصير منظومة كيان الأنصار السياسي بعد سقطة الأمس، وهل ستواجه برمة وتعزله؟ أم أنّها سترضخ لعنجهية ناصر.
استهجانٌ واسع
وخاطب رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر أمس، الميثاق السياسي للميليشيا في العاصمة الكينية نيروبي، في ظهور اعتبره كثيرون تحديًا لعددٍ كبيرٍ من قيادات الحزب التي رفضت منحى الحكومة الموازية.
وكانت القيادية بالحزب رباح الصادق قد انتقدت مسلك برمة في تدوينة قبل أيام، واعتبرت مشاركة برمة أشبه بالانتحار السياسي.
وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت رافضةً للفعالية والمشاركين فيها، وسط دعوات بسحب الجنسية والجوازات من الذين أطلوا في مهزلة الميليشيا بنيروبي.
الأطراف المدنية
ويرى القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل أنّ مشاركة رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة وإبراهيم الميرغني وكل الأطراف المدنية التي تمثل الحاضنة السياسية “تقــدم”، تأكيد لموقفهم من تأييد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ولذلك هذا هو الموقف المعلوم من “تقـــدم” وقد ظلوا في حالة إنكارٍ وادعاء الحياد، وبعد أن فشلت محاولاتهم للسيطرة على السلطة وتمدد القوات المسلحة والمقاومة الشعبية واقتراب إعلان نهاية التمرد وطرد الميليشيات والمرتزقة، اتجهت الحاضنة السياسية تحت رعاية الإمارات لتشكيل حكومة أون لاين.
الفحل تابع في معرض الرد وقال بإنّ ورقة التوت قد سقطت وانكشفت حقيقة مؤامرة حزب الأمة القومي بمشاركة وظهور رئيس الحزب فضل برمة وعدد من قيادات الحاضنة السياسية للميليشيات.
ويضيف محدّثي أنه لا خيار أمام حزب الأمة القومي إلّا فصل فضل الله برمة لبراءة الحزب من هذه الجريمة، وإما، فإن عدم ظهور قيادات الحزب الأخرى يمثل نظرية تبادل الأدوار، ولن تفلح محاولات نجدة الميليشيات والمرتزقة، فقد أحكم الجيش الوطني الحصار على ما تبقى من ولاية الخرطوم، وما هي إلّا أيامٌ وتعلن ولاية الخرطوم خالية من الميليشيات والمرتزقة، ثم تتوجه أرتال القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية إلى ولايات دارفور وكردفان لاستكمال النصر حتى آخر شبرٍ من أرضنا الحبيبة، وليس هنالك مكان للميليشيات وحاضنتهم السياسية في السودان.