الجديد برس:

وسط التسريبات المستمرة حول نية قوات الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياتها ونقل ثقلها من غزة إلى جبهات أخرى، أطلقت القوات المسلحة اليمنية، صباح الأحد، صاروخاً في اتجاه تل أبيب ومحيطها، استطاع اختراق المجموعة الكاملة المتعددة الطبقات لمنظومة الدفاع الجوي لدى العدو.

وأتى ذلك في وقت بات فيه غالبية المراقبين مجمعين على فشل الغرب الجماعي وتحالفه في البحر الأحمر، في إضعاف المقاومة اليمنية أو ثنيها عن الاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني، ما يجعل الأخيرة غير متخوّفة، بأي شكل، من تكثيف عملياتها، من حيث النوعية والكمية، تزامناً مع ارتفاع حدة التهديدات الإسرائيلية.

واللافت أن هناك إجماعاً غربياً واسعاً أيضاً على أن لدى «أنصار الله» قدرة كبيرة على الصمود، حتى في حال خاضت حرباً طويلة الأمد مع الولايات المتحدة نفسها، فيما تخشى واشنطن، في المقابل، الانغماس في حرب استنزاف جديدة في الشرق الوسط.

ولدى الحديث عن «أنصار الله» تحديداً، من بين سائر جماعات المقاومة، تكاد تلك المعطيات تبدو بمنزلة «مسلمات» لدى عدد من المراقبين الغربيين، منذ اللحظة الأولى التي سارعت فيها الحركة إلى استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل، إسناداً للمقاومة والشعب في غزة، وهو ما يمكن لحظه عبر إجراء جردة سريعة على التحليلات الغربية مذّاك.

فبعد أشهر قليلة من عملية «طوفان الأقصى»، نشرت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية تقريراً اعتبرت فيه أنه من غير المرجح أن تردع غارات التحالف الغربي ضد اليمن، «الجماعة التي خرجت أقوى، من حرب استمرت تسع سنوات وأسفرت عن مقتل الآلاف من مقاتليها»، مشيرةً إلى أن هدف واشنطن وحلفائها «أضيق» فعلياً من «الإطاحة بالحوثيين»، وهو محصور فقط في «وقف هجماتهم على حركة الشحن».

وأقرّت المجلة بأن «الصراع مع الغرب» عاد بفوائد كثيرة على الحركة، ومن ضمنها أن «حصارها لإسرائيل أكسبها إعجاباً شديداً في جميع أنحاء العالم العربي»، ولا سيما وسط ازدياد المشاعر المؤيدة للفلسطينيين، وظهور الدول العربية في مظهر «المتفرج عديم الجدوى على الحرب»، مؤكدة أن «استهداف الولايات المتحدة نفسها، في وقت تزداد فيه المعاداة لأمريكا، بسبب دعمها لإسرائيل، سيزيد من شعبية الجماعة».

لا بل إن أصحاب هذا الرأي رأوا أنه في حين لا تريد واشنطن الانجرار إلى صراع شرق أوسطي طويل آخر، فإن «الحوثيين ليست لديهم مثل تلك المخاوف»، نظراً إلى أنّهم تخطوا، في السنوات الماضية، «سلسلة من الهجمات الوحشية لمكافحتهم»، «واستنفدوا التحالف الذي تقوده السعودية»، ولا مانع لديهم أيضاً، «من جر أمريكا إلى عملية مفتوحة».

على أنه بعد مدة قصيرة فقط، اتضح أكثر فأكثر أن التحالف الغربي فشل حتى في تحقيق هدفه «الضيق»، أي وقف الهجمات في البحر الأحمر، وسرعان ما انتشرت التحذيرات من «المبالغ الباهظة» التي تتكبّدها القوى الغربية لمحاولة التصدي لعمليات المقاومة هناك.

وعلى سبيل المثال، نقل موقع «ريسبونسبل ستيتكرافت» الأمريكي، في حزيران، عن توماس جونو، الأستاذ المساعد الذي يركز على الشرق الأوسط في «كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية» في «جامعة أوتاوا»، أنه تمّ إلحاق بعض الضرر بـ«أهداف للحوثيين»، إنما «ليس على نطاق كبير»، وأن «نيتهم في عرقلة الشحن في البحر الأحمر لم تتزعزع».

وتابع التقرير أنه من غير المفاجئ «أن نرى أن أنصار الله تمكنوا من تجنيد المزيد من الأفراد»، بعد تعزيز هجماتهم البحرية، «تحت راية الدفاع عن فلسطين».

وفي المقابل، وطبقاً للمصدر نفسه، فقد وضعت عمليات المقاومة القوات المناهضة لها في اليمن، تحت ضغط متزايد، فيما من غير الواضح «ما الذي يمكن أن تفعله الجهات الغربية والإقليمية الفاعلة، للتأثير على الحوثيين، الذين أثبتوا قدرتهم على التعايش مع الضغط الكبير» الذي قد تمارسه مثل تلك الأطراف.

وأضاف جونو: «الحقيقة هي أن الحوثيين انتصروا في الحرب الأهلية وأن الحكومة المعترف بها دولياً ليست في وضع يمكنها من تحديهم»، لأنها «ضعيفة ومنقسمة وفاسدة». وإذ يعتزمون «إظهار قوتهم» خارج حدود اليمن بعد «انتصارهم»، فليس أمام الولايات المتحدة سوى «مجموعة من الخيارات السيئة في مواجهة هذا الواقع»، بحسب المصدر عينه.

وفي ما بعد، أثار تمسّك «أنصار الله» بهجماتها، وتكثيفها إياه حتى، بما في ذلك عبر استهداف الأراضي المحتلة بهجمات جوية، «الشكوك» حول قدرات أقوى القوات البحرية في العالم، والتي «تعاني» لإخضاع «مجموعة من المتمردين».

واستدعى هذا الواقع «تساؤلات موجعة حول فائدة القوة البحرية الغربية وكفاءتها، فيما من المفترض أن تكون قادرة على تحمل عبء مواجهة مستقبلية مع خصوم رئيسيين، مثل الصين»، طبقاً لتقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

وإذ أقرت البحرية الأمريكية بأنها «خاضت أقوى معركة لها منذ الحرب العالمية الثانية» ضد «أنصار الله»، بحسب المجلة نفسها، فإن الأخيرة نقلت عن سيباستيان برونز، الخبير البحري في «مركز الإستراتيجية البحرية والأمن»، ومعهد السياسة الأمنية في «جامعة كيل» في ألمانيا، قوله إن «الحوثيين أثبتوا أنهم قوة هائلة»، فهم لاعبون غير حكوميين، «يمتلكون ترسانة هائلة»، والقدرة على التسبّب بمشكلات للتحالف الغربي، وإنّه عندما تواجه البحرية الأمريكية مشكلة «في الاستدامة على هذا المستوى»، يجب أن يكون الأمر «مقلقاً جداً».

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أنصار الله

إقرأ أيضاً:

سياسيون: وقف أطلاق النار بقطاع غزة انتصار حقيقي للمقاومة حماس

يمانيون../
أنهت المقاومة الفلسطينية جولة من أكبر جولات الصراع الميداني مع العدو الصهيوني محققة انتصار تاريخي لم يشهد له مثيل.

ويتمثل الانتصار الحقيقي في أن المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية صمدت صموداً أسطورياً أمام العدو الصهيوني الذي ارتكب أبشع المجازر المروعة التي تندى لها جبين الإنسانية في سبيل تحقيق أهدافه العدوانية المتمثلة في القضاء الكلي على المقاومة حماس وتجير سكان قطاع غزة وضم القطاع ضمن المستوطنات الصهيونية.
معركة شرسة استمر رحاها خمسة عشر شهراً متواصلاً لتمثل المعركة الأطول في تاريخ الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني وبعد تحطم كبريا وغرور الكيان الصهيوني وادراكه باستحالة القضاء على المقاومة لجأ العدو الصهيوني لوقف أطلاق النار.

وفي تغطية خاصة لقناة المسيرة حول قرار وقف أطلاق النار وكذا خطاب النصر على لسان السيد لقائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله أكد رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية الدكتور جمال زهران، أن وقف أطلاق النار بقطاع غزة، انتصار كبير حققته المقاومة الفلسطينية حماس بثبات البيئة الحاضنة الشعبية للمقاومة.
ووصف في حديث خاص لقناة المسيرة خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله بخطاب النصر، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية وجبهات محور المقاومة انتصرت على العدو الصهيوني وحلفائه دول الغرب.
وبين زهران أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ألقى خطاب تاريخي مشخصاً تشخيص دقيق لتفاصيل المعركة منذ بدء طوفان الأقصى وحتى وقف أطلاق النار.
وذكر زهران أنه وبالرغم من الإمكانيات المحدودة جدا للمقاومة الفلسطينية والتي لا تقارن بإمكانيات العدو الصهيوني إلا أن الصمود الإسطوري للمقاومة الفلسطينية نجح في منع العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه الإجرامية.
ويحكي أن جبهة المقاومة الفلسطينية وجبهات المقاومة بإمكانيتها البسيطة استطاعت تمريغ أنوف الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني في التراب.
وأشار إلى أن ظهور مجاهدو حماس اثناء تسليم الرهائن الإسرائيلية اثبت الترتيب العالي والتنظيم الذي يتمتع به المقاومون، موضحا أن ظهورهم على متن سيارات حديثة واتصالاتهم أذهل الأعداء وأصابهم في مقتل.

وحدة الموقف الفلسطيني أسهم في تحقيق النصر
بدوره أعتبر السفير عبدالله صبري خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالأمس خطاب النصر.
وأوضح في حديث خاص لقناة المسيرة أن السيد القائد تحدث بشكل موجز ومكثف حول وقف أطلاق النار ومستقبل الصراع الحتمي مع الكيان الصهيوني.
وبين أن السيد القائد ذكر في الخطاب عوامل وأسباب تحقيق النصر والتي تتمثل في وحدة الموقف السياسي والميدان الذي تم بين مختلف فصائل المقاومة أضافة إلى الالتفاف الشعبي الفلسطيني الكبير وراء المقاومة.
وأشار إلى أن فصائل المقاومة تلقت العديد من الإغراءات والتهديدات من قبل العدو الصهيوني إلا أنهم صمدوا وثبتوا في ميدان المواجهة العسكرية إلى أن من الله تعالى بالنصر.
وفي السياق أكد أستاذ القانون الدولي الدكتور عمر الحامد أن السيد القائد ومن ورائه كافة الشعب اليمني وقف موقف بطولي تاريخي في مساندة غزة منذ الوهلة الأولى لاندلاع الحرب وحتى وقف أطلاق النار.
وأوضح في حديث خاص لقناة المسيرة أن السيد القائد يحفظه الله كان ومازال حازما في القول والفعل، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وكل أحرار الأمة الإسلامية يثمنون عالياً الموقف اليمني المساند لغزة.
وأشار إلى أن أحرار العالم العربي والإسلامي يعلقون أمالهم على اليمن شعب الحكمة والإيمان وذلك في سبيل الانتصار لقضايا الأمة الإسلامية ومقدساتها.
وذكر أن اليمن سيظل الحامي للمقدسات والمدافع عن المستضعفين في شتى بلدان العالم.
وتطرق إلى أنه على مدى التاريخ الماضي والمعاصر لم يستطيع أي احتلال هزيمة اليمن وذلك كون اليمن وصف بمقبرة الغزاة.

مقالات مشابهة

  • سياسيون: وقف أطلاق النار بقطاع غزة انتصار حقيقي للمقاومة حماس
  • البيضاء.. وقفة قبلية مسلحة بمديرية الزاهر تتويجا لصمود وانتصار المقاومة الفلسطينية
  • تحيا المقاومة الفلسطينية
  • إيران: اتفاق غزة انتصار للمقاومة الفلسطينية
  • سياسي أنصار الله يُهنئ الشعب الفلسطيني والمقاومة باتفاق وقف إطلاق النار
  • ناشطون يمنيون وعرب يشيدون بدور الإسناد اليمني في انتصار المقاومة الفلسطينية بغزة
  • أبو عبيدة: شعرنا كم يشبه اليمنيون أهل غزة 
  • أبو عبيدة: نخص بالشكر إخواننا أنصار الله وشعبنا الشقيق في يمن الحكمة والإيمان
  • شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة
  • غزة تحتفل بوقف إطلاق النار.. هتافات للمقاومة تعلو في الشوارع (شاهد)