ارتفاع احتياطيات النفط والغاز في باكستان يغري بمزيد من الاستثمارات
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
يشهد قطاع النفط والغاز في باكستان إنجازات متواصلة واكتشافات جديدة، في ظل الدعم المقدم من جانب مجلس تسهيل الاستثمار الخاص، المعروف اختصارًا بـ”إس آي إف سي” (SIFC).
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أظهرت بيانات حديثة ارتفاع احتياطيات النفط في باكستان بنسبة 26%، واحتياطيات الغاز بنسبة 2%، مع نهاية السنة المالية (2024).
وتبدأ السنة المالية في باكستان 1 يوليو/تموز وتنتهي 31 يونيو/حزيران من العام التالي.
وسجلت احتياطات باكستان من النفط الخام نحو 243 مليون برميل بحلول منتصف العام الحالي 2024، مقارنة بـ193 مليون برميل في ديسمبر/كانون الأول 2023 الماضي.
وفي الوقت نفسه، شهدت احتياطيات الغاز في باكستان ارتفاعًا من 18.10 تريليون قدم مكعبة، في نهاية عام 2023 إلى 18.47 تريليون قدم مكعبة بحلول يونيو/حزيران 2024، وفقاً لبيانات رسمية من هيئة معلومات البترول الباكستانية.
النفط والغاز في باكستانأثنى عدد من خبراء الطاقة على الدعم الحكومي والتطورات الإيجابية في قطاع النفط والغاز في باكستان، بجانب دعم مجلس تسهيل الاستثمار الخاص (SIFC)، الذي ساعد في تحقيق اكتشافات جديدة وإنجازات متعددة في قطاعي الاستكشاف والإنتاج.
وشكّلت حكومة باكستان المجلس المذكور في يونيو/حزيران 2023، بموجب خطة الإنعاش الاقتصادي؛ بهدف تنمية الاستثمار وتسهيله داخل البلاد.
منصة حفر في أحد حقول النفط والغاز الباكستانية – أرشيفيةوستعوّض الاحتياطات الحديثة المكتشفة من النفط والغاز في باكستان نضوب الآبار، كما أنها ستسهم في إطالة عمر الاحتياطيات لمدة تتراوح بين 10 سنوات للنفط ونحو 17 عامًا للغاز، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
ويقول خبير الطاقة حمدان أحمد، إن تحقيق باكستان تطورات إيجابية في قطاع النفط يرجع إلى الاستكشاف الفاعل والمبادرات المدروسة من جانب الحكومة ومجلس تسهيل الاستثمار الخاص (SIFC)، وفقًا لما نشرته منصة ذا إكسبريس تربيون الباكستانية (The express tribune).
وأضاف: “وبفضل هذا الدعم الكبير، سجّل إنتاج النفط في باكستان زيادة بلغت نحو 50 مليون برميل، بينما سجلت احتياطات الغاز نحو 1.1 تريليون قدم مكعبة”.
جذب مزيد من الاستثماراتتأتي التطورات الإيجابية في قطاع النفط الباكستاني نتيجة جهود عدد من المساهمين والشركات الرائدة في مجال اكتشافات النفط، ويأتي على رأس هذه الشركات شركة تنمية النفط والغاز الباكستانية المحدودة Oil & Gas Development Company (OGDCL)، وشركة ماري للبترول المحدودة، وشركة حقول النفط الباكستانية المحدودة.
ويقول خبراء الطاقة، إن التطور الإيجابي والاكتشافات الحديثة في قطاع النفط والغاز، ستجذب العديد من الاستثمارات الجديدة إلى القطاع، خصوصًا في مجال الاستكشاف والإنتاج.
ويتوقع الخبراء أن تسهم الاحتياطيات المحلية من النفط والغاز في باكستان بمساعدة المصافي لتلبية نحو 70% من الاحتياجات المحلية من الديزل، ونحو 30% من احتياجات البنزين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما يُتوقع أن تؤدّي الخطط الجديدة للتنقيب عن الهيدروكربونات التي وضعتها الحكومة الباكستانية إلى تحقيق المزيد من التقدم في هذا القطاع.
إحدى مصافي باكستان – أرشيفية تكثيف التنقيب عن النفط والغاز في باكستانقررت حكومة باكستان خلال الأعوام القليلة الماضية تكثيف عمليات التنقيب عن النفط والغاز، محاولة لتغطية الطلب المحلي، وزيادة احتياطيات الخام في البلاد، كما قررت إنشاء محطات جديدة لواردات الغاز الطبيعي المسال.
وضمن هذه الجهود، أعلن مسؤول باكستاني كبير في شهر سبتمبر/أيلول 2024 اكتشافًا ضخمًا من احتياطيات النفط والغاز في المياه الباكستانية، وهو مخزون ضخم لدرجة أن استغلاله قد يغيّر مصير البلاد، وفق تعبيره.
وتشير بعض التوقعات إلى أن هذا الاكتشاف هو الرابع على مستوى العالم من حيث احتياطيات النفط والغاز.
كما يُتوقع أن يكون الاكتشاف كبيرًا للغاية، لدرجة أنه قد يؤدي إلى تغيير المسار الاقتصادي للبلاد، وفقًا لصحيفة “داون” المحلية.
ووفقاً للمسؤول، فقد أُجري مسح لمدة 3 سنوات، بالتعاون مع دولة صديقة، للتحقق من وجود احتياطيات النفط والغاز.
في مقابل ذلك، حذّر العضو السابق في حزب أوجرا محمد عارف من أن تلك التوقّعات تظل مجرد “أماني بعيدة المنال” إلى أن تنتهي عمليات تحليل آفاق الاحتياطيات وبدء عملية الحفر.
وقال، إنه على الرغم من أن البلاد يجب أن تبقى متفائلة، فإنه لا يوجد يقين بنسبة 100% بأن الاحتياطيات ستكون كما هو متوقع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: احتیاطیات النفط والغاز فی قطاع النفط
إقرأ أيضاً:
من النفط إلى التكنولوجيا.. صناديق الثروة الخليجية في سباق للتنويع
تشهد صناديق الثروة السيادية في منطقة الخليج العربي تغيرات كبيرة في القيادة والإستراتيجيات الاستثمارية، وهو ما يبرز دورها المتنامي في تشكيل الأسواق العالمية.
ووفقا لتقرير نشرته بلومبيرغ، فإن هذه التغييرات تشير إلى تحولات إستراتيجية عميقة تتجاوز قيمتها الإجمالية 2.5 تريليون دولار، مما يجعلها من بين اللاعبين الأكثر تأثيرا على مستوى العالم.
إعادة تشكيل المؤسساتوكانت دولة قطر قد أعلنت عن تعيين محمد السويدي رئيسا تنفيذيا جديدا لجهاز قطر للاستثمار الذي يدير أصولا بقيمة 510 مليارات دولار.
وجاء تعيين السويدي بعد فترة طويلة قضاها منصور المحمود في المنصب منذ 2018.
السويدي -الذي انضم إلى الجهاز في عام 2010- شغل منصب الرئيس التنفيذي للاستثمارات في الأميركتين، وساهم في تأسيس مكتب للجهاز بالولايات المتحدة.
وتوقعت بلومبيرغ أن تعيين السويدي يعكس استعداد قطر لمواجهة التغيرات العالمية، خاصة مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وصرح سالار قهرماني خبير صناديق الثروة السيادية في جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية بأن "اختيار قائد يمتلك خبرة عميقة في السوق الأميركية يشير إلى استعداد قطر لمواءمة إستراتيجياتها مع الديناميكيات السياسية والاقتصادية المتوقعة".
جهاز قطر للاستثمار في السوق الأميركيةوتلاحظ بلومبيرغ أن جهاز قطر للاستثمار بدأ في السنوات الأخيرة في إعادة توجيه استثماراته نحو السوق الأميركية، وذلك لتقليل الاعتماد على الأصول الأوروبية.
وشمل ذلك توجيه الاستثمارات إلى قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والبنية التحتية، ومع التوسع الكبير في صادرات الغاز الطبيعي القطري يُتوقع أن تتضاعف أصول الجهاز في السنوات المقبلة، مما يمنحه مرونة أكبر لتعزيز وجوده الدولي.
وأشار التقرير إلى أن الجهاز بدأ يتحول بعيدا عن الاستثمارات التقليدية مثل العقارات الفاخرة نحو استثمارات تكنولوجية أكثر تطورا.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التحول في إعادة التوازن إلى محفظة الجهاز الاستثمارية، خاصة مع التغيرات الاقتصادية العالمية.
تعيين السويدي يعكس استعداد قطر لمواجهة التغيرات العالمية خاصة مع عودة ترامب للبيت الأبيض (الجزيرة)
وفي الكويت، شهدت الهيئة العامة للاستثمار تغييرا مشابها مع تعيين الشيخ سعود سالم الصباح البالغ من العمر 35 عاما خلفا لغانم الغنيمان الذي تقاعد بعد سنوات طويلة في المنصب.
ووصفت بلومبيرغ الشيخ سعود بالرجل الذي يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من عقد في إدارة الاستثمارات، بما في ذلك العمل مع شركة بلاك روك الأميركية المتخصصة في إدارة الاستثمارات، مما يشير إلى تحول في توجهات الهيئة نحو جذب استثمارات جديدة وقيادة أكثر شبابا.
تحول إستراتيجي في الاستثماراتوتشير بلومبيرغ إلى أن صناديق الثروة السيادية الخليجية تتبنى نهجا أكثر تقدما يعتمد على البيانات والتحليل الكمي، فعلى سبيل المثال يعمل جهاز أبو ظبي للاستثمار -الذي يدير أصولا بقيمة تريليون دولار- على تعزيز فريقه للتحليل الكمي لتسريع اتخاذ القرارات وتحسين العوائد، ويشمل ذلك زيادة الاستثمارات في الائتمان الخاص والأسهم الخاصة، إضافة إلى توسيع شراكاته مع صناديق التحوط.
وصرح قهرماني بأن "صناديق الثروة السيادية اليوم أصبحت أكثر استقلالية وإستراتيجية، إذ تتخذ قرارات استثمارية تتماشى مع أهدافها بعيدة المدى، سواء عبر تحسين شروطها مع مديري الصناديق الخارجية أو عبر إدارة الاستثمارات داخليا لتحقيق أفضل النتائج".
وحققت الأسواق المالية في الإمارات إنجازا تاريخيا بتجاوز القيمة السوقية للأسهم المدرجة حاجز التريليون دولار لأول مرة.
ويشمل ذلك أسواق دبي وأبو ظبي، مما يجعلها تتفوق على أسواق أوروبية كبرى مثل ميلانو ومدريد، وذكرت بلومبيرغ أن هذا النمو كان مدفوعا بارتفاع تقييمات الشركات الإماراتية.
ووفقا للتقرير "أصبحت صناديق الثروة السيادية أكثر وعيا بأهمية السياسة والجغرافيا السياسية في إستراتيجياتها، مما يعكس توجها جديدا يعزز دورها باعتبارها أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي".
صناديق الثروة السيادية صارت أكثر وعيا بأهمية السياسة والجغرافيا السياسية في إستراتيجياتها (رويترز)السعودية.. سباق لجمع السيولة
ويعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي اللاعب الرئيسي في تنفيذ رؤية 2030 السعودية، إذ يدير أصولا بقيمة تتجاوز 700 مليار دولار.
ومع انخفاض أسعار النفط وتزايد عجز الميزانية كثف الصندوق جهوده لجمع السيولة من خلال بيع حصص في الشركات المملوكة للدولة.
وفي هذا السياق، باع الصندوق حصصا من أرامكو بقيمة 12.4 مليار دولار هذا العام، بالإضافة إلى تخفيض حصته في شركات أخرى مثل شركة الاتصالات السعودية بقيمة مليار دولار.
وصرح غوكول ماني المدير الإداري لأسواق رأس المال في "جيه بي مورغان" بأن "الطروحات الثانوية للأسهم تتطور بوتيرة متسارعة في الشرق الأوسط، مما يوفر مرونة أكبر للصناديق في تحقيق أهدافها التمويلية".