حديث عن خيبة أمل.. كيف تقرأ إدارة بايدن تفجيرات البيجر في لبنان؟
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
تواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة، تطورات دراماتيكية في الشرق الأوسط في وقت حساس، بعد مقتل تسعة أشخاص الثلاثاء، بينهم طفلة، وإصابة أكثر من 2800 بجروح، في تفجيرات أجهزة اتصال خاصة بعناصر حزب الله في مناطق عدة في لبنان.
ويعد التفجيرات حدثا فريدا من نوعه قد يمهد لتوسع الحرب خاصة بعد إصابة السفير الإيراني في بيروت في هذا الهجوم.
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق ومدير السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إلى أن إدارة بايدن، رغم انطباعها الإيجابي عن القدرات الإسرائيلية، تعاني من "خيبة أمل" بسبب الأثر المحتمل لهذه التفجيرات.
وقال: "من الواضح أن هذا الحدث سيؤدي إلى ردود فعل من حزب الله، مثل إطلاق مزيد من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. لكن هذا لا يغير شيئا بالنسبة للإدارة الأميركية التي تسعى منذ أشهر لجعل حزب الله يقبل صفقة لتخفيف التصعيد".
فيديو.. عشرات الإصابات بتفجير متزامن لأجهزة اتصال يحملها عناصر حزب الله شهدت مناطق لبنانية عدة، خاصة الضاحية الجنوبية لبيروت، سلسلة من الحوادث المفاجئة، الثلاثاء، حين انفجرت بشكل متزامن أجهزة اتصالات لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله، مما أدى إلى وقوع إصابات عدة.وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة "لم تكن على علم مسبق، ولم يكن لها أي دور" في الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصال تاعبة لحزب الله في لبنان.
وتأتي الانفجارات بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية الأميركية لمنع رد إيراني كبير على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أثناء زيارته لطهران في يوليو. وقد حملت طهران إسرائيل مسؤولية الاغتيال وتوعد بالرد.
والثلاثاء، أجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، مذكرا إياه بـ"أهمية تقليص التوترات عبر الدبلوماسية" لتجنب اندلاع نزاع إقليمي، بحسب ما أعلن البنتاغون.
والتقى المبعوث الأميركي الرفيع المستوى، آموس هوكستين، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ومسؤولين إسرائيليين آخرين، الاثنين، في إطار سعيه إلى الحيلولة دون اندلاع حرب شاملة مع لبنان.
لكن يبدو أن إسرائيل لا تمتثل لرغبات واشنطن في التهدئة، إذ يشير شينكر في مقابلته مع "الحرة" إلى أن "عمليات مثل هذه تتطلب شهورا وأسابيع من التخطيط والمعلومات الاستخباراتية".
ما هي ردود الفعل المتوقعة؟في ما يتعلق بردود الفعل المحتملة من إيران وحزب الله، قال شينكر: "يمكن أن تنظر إيران إلى هذا على أنه هجوم على منشأة دبلوماسية. ومع ذلك، يمكن أن نعتبر السفير الإيراني كعضو في حزب الله إذا كان يحمل جهاز بيجر خاصا بالحزب".
View this post on Instagram
A post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
وشنت طهران هجوما غير مسبوق بطائرات من دون طيار وصواريخ على إسرائيل في أبريل الماضي بعد سنوات من الحرب الخفية بين البلدين، والتي بلغت ذروتها مع الهجوم على مبنى قنصلي إيراني في سوريا، أسفر عن مقتل اثنين من الجنرالات الإيرانيين وآخرين.
لكن شينكر لا يتوقع رد فعل كبيرا من إيران في الوقت الراهن.
وقال ميلر الثلاثاء إن الرسالة الأميركية لإيران "تظل بدون تغيير"، مضيفا: "نحض إيران على عدم استغلال أي حادثة لمحاولة مفاقمة عدم الاستقرار وتصعيد التوترات في المنطقة".
وبالنسبة للجماعة اللبنانية، قال شينكر، إن "حزب الله بدأ نزاعا منخفض الحدة في الثامن من أكتوبر، لكنه لم يكن مستعدا لخوض حرب كاملة، الأمر في يدهم الآن إذا قرروا أن الوقت قد حان لخوض حرب مع إسرائيل".
كيف تم اختراق أجهزة اتصالات حزب الله؟.. مصدر يرجح السبب رجح مصدر عسكري تحدث لمراسلة الحرة في لبنان أنه تم اختراق الموجة التي تعمل عليها أجهزة الاتصالات اللاسلكية المحمولة التي انفجرت، وتسببت في وقوع مئات الإصابات، الثلاثاء، في لبنان. الضغوط السياسية والانتخابية على إدارة بايدنمع اقتراب الانتخابات الأميركية، يشعر المسؤولون في واشنطن بضغط إضافي في التعامل مع هذا الملف.
وقال شينكر: "أعتقد أن الإدارة ستواصل جهودها لمنع نزاع إقليمي وحرب. هذا شيء لا أحد يريده، وبالتأكيد ليس إدارة بايدن".
ومنذ بداية الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ عام، تتبادل إسرائيل وحزب الله القصف وإطلاق الصواريخ عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى من عناصر حزب الله والسكان المدنيين في جنوب لبنان، إضافة لنزوح عشرات الآلاف منهم نحو مناطق تُعتبر أكثر أماناً.
تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيلويرى شينكر في حديثه مع قناة "الحرة" أن "من المحتمل أن الإدارة ستضاعف جهودها للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، على أمل أن يخفف حزب الله من التصعيد أيضا".
وأضاف شينكر: "إذا أراد حزب الله حربا، ستكون هناك حرب. وإذا لم يرد أن تكون هناك حرب ويشعر أنه عليه أن يستمر في المقاومة ضد إسرائيل، فإن المشكلة هي أن إسرائيل ليست مستعدة للعب هذه اللعبة. هناك تكلفة للأحداث، وإسرائيل تتوقع زيادة في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة نتيجة لذلك".
وأفاد موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بأن وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن قد يزورُ إسرائيل الاسبوع َ المقبل لبحث التوتر المتزايد مع لبنان.
وأكد ميلر من جهته الثلاثاء بأن الولايات المتحدة "تريد أن ترى حلا دبلوماسيا للنزاع بين إسرائيل وحزب الله".
وتابع المتحدث باسم الخارجية الأميركية قائلا: "نريد أن نرى اتفاقا يسمح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا من منازلهم وعشرات الآلاف من اللبنانيين الذين نزحوا من منازلهم بالعودة إلى ديارهم".
لكنه اعتبر أن حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، يشكل هدفا عسكريا مشروعا، من دون أن يؤكد تورط إسرائيل في الانفجارات.
وقال ميلر إن "الأعضاء الإرهابيين في أي منظمة إرهابية هم أهداف مشروعة للدول لشن عمليات ضدهم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إدارة بایدن حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
بري : الورقة الأميركية لا تتضمن حرية حركة لإسرائيل ولا قوات أطلسية والأجواء إيجابية
فيما ينتظر أن يرد لبنان على الورقة الأميركية لوقف اطلاق النار في لبنان، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري تسلمه المقترح الأميركي، نافياً أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، جازماً بأن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وكشف بري لـ«الشرق الأوسط» أن المقترح يتضمن نصاً «غير مقبول لبنانياً»، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: «هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها»، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن «الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم»، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان «رهن بتطور المفاوضات وتقدمها».
ورداً على سؤال عن استهداف إسرائيل مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس المجلس، «يبدو أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه... لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور (ما بتمشيش معنا)».
وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه يرى أن هناك حاجةً لمزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبراً عن أمله في التوصل إليه. قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «التقدير في إسرائيل هو أن (حزب الله) قادر على مواصلة الحرب، ولن يتعجل في قبول مقترح التسوية»، مشيرة إلى أن «تقديرات إسرائيل أن (حزب الله) والحكومة اللبنانية لن يقبلا حرية عمل إسرائيل في حالة حدوث انتهاكات».
وفي سياق متصل، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ل" الديار" ان لبنان سيشهد مرحلة دقيقة ومعقدة في مسار وقف الحرب التي تبدو ان كل المحاولات التي تصب في هذا الاتجاه تذهب عبثا لان حكومة نتنياهو ترفع السقف عاليا وتهدد وتتوعد بعظائم الامور من جهة وهناك حزب الله المصمم على كسر الجيش «الاسرائيلي» وطأطأة راسه في الجنوب وعدم الرضوخ لاي حل يمس بقوته وبسيادة لبنان من جهة اخرى.
انما في الوقت ذاته، لفتت هذه المصادر الديبلوماسية الى انه يمكن التعويل على بوادر امل في حل المسألة اللبنانية في حال طرحت الادارة الاميركية الجديدة حلا وسطيا للطرفين المتصارعين. ذلك ان ايران توجه رسائل ودية لاميركا وتتواصل مع مسؤولين اميركيين كبار حيث تكررعلى مسامعهم انها لا تريد الحرب في المنطقة، الامر الذي قد ينعكس ايجابا على لبنان.
وقد حصل اجتماع بين مسؤول ايراني رفيع المستوى وبين مؤسس منصة “اكس” ايلون ماسك المقرب من ترامب وعلم ان اجواء الاجتماع كانت ايجابية للغاية.
وعليه، اعتبرت المصادر الديبلوماسية ان الهدوء سيعود الى لبنان في حال حصل تقارب اميركي-ايراني واعيد الملف الايراني النووي على «نار» هادئة من قبل ادارة ترامب فضلا عن طرح بنود اميركية عادلة لوقف اطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال.