من لبنان الحرب الأهلية وهوان الثمانينيات كان حزب الله الإشراقة الأولى للأمل، للعزة المفتقدة وللنصر المُبين!
أما نصر الألفين فلم يكن عاديًّا، لقد كان نصرًا في بحرٍ من الهزائم! جاء في وقتٍ كنّا نخسر فيه كلّ شيء، ونفرّط بكلّ شيء! جاء بعد مدريد وأوسلو، جاء وحكامنا يركعون «حرفيًّا» على أبواب البيت الأبيض، وبالدّور تتمّ إهانتهم علنًا! بالدور وبحسب الأقدمية! وفي وقتٍ كانت فيه مقابلة كلينتون- مجرد مقابلته- نصرًا!
أتذكر المهانة في وجوه من عادوا إلى بلدانهم دون تحقيق نصر «مقابلة كلينتون»! فقط لأن كلينتون كان مشغولًا بمعابثة مونيكا مثلًا! ممارسة اليوجا أو تعاطي الماريجوانا!
إلا أن السيد حسن، وعلى مرّ السنوات، كان السّيد حسن! لا يطلق كلامه في الهواء! رجلٌ لا يقول إلا ويفعل، ويثبت لك في كلّ وقتٍ أنّه قادرٌ على الفعل، وأنّ حديثه ليس بالهزل!
كنت أراه ولا أرى أعداءه، إنهم أصغر من أن يراهم أحداً! سِفلة القوم وأراذلهم! وقد كان عداءً واضحًا بين النقائض كلها: الكرامة والذل! الحقيقة والزيف! الرجال وأشباه الرّجال! الفضيلة كلّها في مواجهة الرذيلة كلها!
وكما أنه لم يكن في أعداء السيّد حسن شيءٌ منه، فبالمثل لن تجد في السيّد حسن خصلةً واحدةً ممّا يحملها أعداؤه! إنه واقعٌ تجاوز الأسطورة، وقيمةٌ تُجسّد النقاء كلّه، والكرامة كلها، والشّرف كلّه!
أمّا أعداؤه عبر تاريخه فمحض طابورٍ من الساقطين، لقد كانوا يسقطون حتّى قبل بدء المنازلة! من سعد حداد وانطوان لحد إلى سمير جعجع! من بشير الجميّل إلى ابن سلمان وابن زايد! من المحيط إلى الخليج كان أعداؤه الدناءة كلها والقذارة كلها، وكان- هو- السمو كلّه والطهارة كلها!
تمدّدت المقاومة لكنّه كان الشرارة، وتوالت الانتصارات بفضل الله لكنه كان البشارة، تعوسج السّيد حسن وأثمر! وامتدّ في المحور كاملًا! والمستضعفون من فلسطين والعراق واليمن أصبحوا بفضل الله قوّة، وكان السّيد حسن هو السّيد حسن! أخًا لك وبقية إخوانك عليك! إلى جوارك وقد انصرف الناس عنك! معك وقد انقلب النّاس عليك!
وفي ٢٧ مارس ٢٠١٥م، في ذلك اليوم تحديدًا ونحن غرباء بلا أخٍ نصير، كان السّيد حسن وحده- من بين النّاس- نصيرًا! بكّت صنعاء كلها يومها! لا خوفًا من حربٍ ولا ضعفا!
لكن لأنّه يكفيها فخرًا أن تتحشّد الرذائل كلّها عليها،
ويقف معها النقاء كلّه، والشّرف كلٌه، والكرامة كلها!
في تموز ٢٠٠٦، كان والدي وأخوالي، إخوتي وأنا نتحلق جميعًا حول المنار، أتذكرها كالحلم بصوت الراحل عمر الفرّا وصورة النصر متداخلةٌ في الذاكرة، أتذكر «رجال الله في لبنان» وحدهم! والعالم العربي من أقصاه إلى أقصاه خانع ذليل، أو متواطئ عميل!
وكان الخانعون يصرخون: فليذهب المغامر إلى الموت وحده!
وبالفعل! ذهب المغامر إلى الحرب وحده، انتزع لقلوبنا نصرًا وعاد إلى عرينه وحده! وكان ضباع القرية يستكثرون عليه حتّى الدّعاء!
ثابتٌ في مخيّلتي لم تهتزّ له صورة، ثابتٌ لأنه يعرف كيف يقرأ الصورة كاملةً ثمّ يتحشّد إليها بكلّه، صوته رعدٌ وسمتُهُ جبل، وأعداؤه جرذان صغيرة!
رأيته قائدًا وجنديًّا، شيخًا جليلًا وشابًّا فتيّا! بيننا وفي مقدمة الصفوف، رأيته في كلّ ثغرٍ وموقعٍ وجبل، في كلّ موقفٍ شريفٍ وفي كلّ قلبٍ نبيل!
رأيته يصلّي في القدس رأي العين!
رأيته فردّا وآلافًا وملايين،
وهو يصلّي- جميعًا- في القدس المحرّرة!
صعيدًا واحدًا وصفوف كثيرة
في كلّ قلبٍ يحمل كرامةً وطهارةً وشرفاً، رأيته!
ورأيت أعداءه وهمًا وهوامًا وغبارًا وذبابًا!
نقطةً سوداء لا يأبه بها السّطر، وفراغاتٍ لا تلتفت إليها المقالة!
ثمّ أنني، أيّها الأعزاء، كنت قد أعددت للأربعاء هذا مقالًا مختلفًا،
وأرسلته بالفعل إلى الصحيفة، لكن عدوان البارحة على لبنان، والمجزرة بحق المدنيين، بهجومٍ قذر، يتحمل مسؤوليته عدوٌّ قذر!
هو ما دعاني لسحب المقال السابق في اللحظة الأخيرة، واثقًا دائمًا بالله، باقتراب الفتح ويكأنها مؤشراته، وما ذلك على الله بعزيز!
تقبل الله الشهداء، ومنّ على الجرحى بالشفاء، وعلى المؤمنين كافّةً بالبشارة، وبالفتح القريب.
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
10 سنوات حبسا لصاحب مجمع “إفرساي”
وقعت محكمة الجنح ببئر مراد رايس بالعاصمة، عقوبة 10سنوات حبسا نافذا ومليون دج غرامة مالية نافذة في حق أخطر نصاب خُصصت له جلسة استثنائية، قبل أسبوعين لمناقشة ملفه، الذي راح ضحيتها 1000 ضحية ويتعلق الأمر بالمتهم الموقوف المدعو “ب.عبد الله عبد القادر” القاطن المنحدر من ولاية تلمسان غرب الوطن البالغ من العمر 49 سنة، لمتابعته بجنحة النصب الموجه للجمهور وجنحة تبييض الأموال وجنحة ممارسة عمليات مصرفية بدون رخصة، جنحة ممارسة تجارة خارجة عن موضوع السجل التجاري، جنحة عدم الفوترة.
كما تم الحكم على المتهمة الفارة الزوجة السابقة للمتهم الرئيسي السالف ذكره بنفس العقوبة مع تأييد أمر بالقبض الجسدي الصادر ضدها عن قاضي التحقيق.
وشمل منطوق الحكم متهمين إثنين غير موقوفين ويتعلق الأمر ، ويتعلق الأمر بالمسمى ” ق.خالد” البالغ من العمر 23 سنة تنحدر أصوله من ولاية قالمة، والمدعو ” ز.محمد” البالغ من العمر 26 سنة، الذين تم إدانة كل واحد منهما بعامين حبسا نافذا، أما عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا فسلطتها المحكمة على المتهمة المسماة ” ح.ريمة” المنحدرة من ولاية تلمسان والبالغة من العمر 38 سنة.
مع إلزام جميع المتهمين بأداء تعويضات مالية متفاوتة للضحايا الذين تأسسوا كأطراف مدنية خلال مجريات التحقيق حيث حضر منهم 800 شخص للمطالبة بتعويضات مالية، جبرا بالاضرار التي لحقت بهم.
وتمكن المتهم الرئيسي من جمع ثروة قاربت 100 مليار سنتيم، باستعمال مجمع ” أفرساي” groupe evrssay Algérie الجزائر، التي تقوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالاشهار للخدمات التي تقدمها مدعية أنها شركة استثمار تمنح الحرية المالية لزبائنها، مقابل الاستفادة من أرباح متفاوتة.
وخلال استجواب المتهم الموقوف ”
استجواب المتهم الرئيسي”ب.عبد الله عبد القادر” تضاربت تصريحاته أمام القاضي بنية التملص من المسؤولية الجزائية، ولم يستطع تبرير سؤال واحد موجه اليه، مجسدا مقولة ” احفظ حرف الميم تُحفظ من البلية”
حيث كان في كل مرة يجيب المحكمة معلقا ” لست أدري لست على علم، ليس لدي أي علاقة..؟، ، وهو التصرف الذي استفز الحضور بالجلسة، الذين تجاوز عددهم ال500 شخص.
كما شمل الاستجواب أيضا المتهم غير الموقوف “ز.محمد” بصفته المكلف بتسيير معرض السيارات ” شوروم” يقع بالعاصمة كل من ” الشراقة، و” عين الله” الذي رمى بالمسؤولية الكاملة على المتهم ” ب.عبد الله” بصفته مسير المجمع محل الجريمة، باعتباره كان ينفذ تعليماته وفقا لاتفاقية العمل.
كما صرحت المتهمة غير الموقوفة ” ق.خلود” بصفتها رئيسة مصلحة تجارية، والمكلفة بالاشهار للمجمع ” الوهمي” “ايفرساي” على مواقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك ” ” استغرام ” ،”تيكتوك “،هي الاخرى رمت بسهام الاتهام اتجاه المتهم الموقوف ” ب.عبد الله ” باعتبارها كانت ملزمة بتنفيذ تعليماته، لتكشف أن المعني كان يتسلم أموال ضخمة بداخل أكياس ” القمامة” حيث قاربت اجمالا ال200 سنتيم في اليوم الواحد ، مصرحة المتهمة بأن المعني كان يقوم باخراج الاموال ليقوم بايداعها قي شقته في حي ” بارادو” بحيدرة بالعاصمة.
وقالت المتمهمة ” ق.خلود” أنها لم تكن تعلم وجهة تلك الأموال، وليست على علم إلى يومنا هذا، بحيث كانت تباشر عملها تحت التعليمات، وتسلم الأموال للمتهم يدا بيد وأحيانا يكلف شخص آخر بالعملية
وأكدت المتهمة للقاضي أنها كانت على دراية أن السجل التجاري مسجل باسم المسماة ” ح.ريمة” المتواجدة حاليا في حالة فرار، والتي تعد طليقة المتهم الموقوف ” ب.عبد الله، حسب ما توصل اليه المحققون، مضيفة المتهمة أن المسير الرئيسي هو المتهم الذي يقف أمامها، ناكرة علمها بأن نشاط الشركة غير قانوني، نكرانا قاطعا.
وكشفت الجلسة العلنية أن المتهم نصب على ضحاياه زبائن المجمع ” الوهمي”، ايفرساي” أزيد من 160 مليار سنتيم، بعد إيهاهم بجني فوائد بنسبة تصل إلى 15 بالمائة عن طريق صيغتي الصيغة الإسلامية والتي الذي تنص قاعدته التجارية أن الشريك هو من يتحمل الخسارة، أما الصيغة الكلاسيكية فتنص على ان الشركات هي من تتحمل الخسارة والربح معا.
وهكذا استطاع المتهم من جمع ثروة خيالية عجز تبرير مصدرها أمام جمهوره الضحية بعدما سأله القاضي أكثر من مرة معلقا أمامه بالقول ” من أين لك هذا..؟”
واعترف المتهم بأن مجمعه ” ايفرساي” الذي تحول من مؤسسة ذات المسؤولية المحدودة ، إلى مجمع ذي أسهم، ” groupe evrssay Algérie من خلال استحداث شركات وهمية منها خاصة بالاستيراد والتصدير ، نذكر منها ” شركة الترقية العقارية سيتي مارينا”، وشركة ” إيناد” للاستيراد والتصدير وغيرها.
وفي إطار التحقيق تمكنت مصالح الأمن التي أنجزت الملف، من حجز مبلغ مالي يقدر ب5 ملايير سنتيم قارب نزهة ” يخت” بقيمة 10 ملايير و700 مليون، بالاضافة الى 10 سيارات فخمة بشقته بحيدرة ، بمعوحجز سيارة أخرى فاخرة من نوع ” مازيراتي” بشقته بالحي الراقي ب ” كاستول” ولاية وهران التي استأجرها بقرابة مليار سنتيم لمدة 6 أشهر.
من جهته رئيس الجلسة باشر في استجواب عدد من الشهود، لتنوير المحكمة، كما استمع القاضي الى عدد من الضحايا الذين تأسسوا كأطراف مدنية، ودّون المبالغ المالية محل النصب من طرف المتهم، الذي في اعترف أمام الحضور بأنه لا يعلم أين ذهبت الأموال.