الجديد برس:

في هجوم سيبراني غير مسبوق، قُتل 9 أشخاص وأصيب نحو 3000 آخرين في لبنان يوم الثلاثاء، نتيجة انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي “البيجر” التي كانوا يستخدمونها.

ويُرجح أن “إسرائيل” تقف وراء هذا الهجوم، ورغم تضارب التفسيرات وعدم وضوح الآلية الدقيقة لتنفيذه حتى الآن. إليكم ما نعرفه عن هذ الأمر:

1- ما هي أجهزة البيجر؟

البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات، يعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لتنبيه المستخدم بأن شخصاً ما حاول الاتصال به.

يمكن أيضاً إرسال رسائل نصية قصيرة عبره. وقبل انتشار الهواتف المحمولة، كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل.

في اليمن، بدأ استخدامه في التسعينيات لفترة محدودة حتى ظهرت الهواتف المحمولة التي استبدلته.

2- لماذا يستخدمه عناصر حزب الله؟

رغم قدمه النسبي، يُعد البيجر آمناً من الاختراقات السيبرانية بسبب عدم اتصاله بالإنترنت. لهذا السبب، لا تزال هذه الأجهزة تُستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهو ما يفسر امتلاك عناصر حزب الله لها.

3- كيف انفجرت الأجهزة؟

لم يُحدد بعد السبب الدقيق للانفجارات، لكن أحد التفسيرات يشير إلى زرع شريحة داخل أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها، وتم تفعيلها عبر موجات راديو أُرسلت بواسطة طائرات مسيرة إسرائيلية. قد تكون هذه الموجات قد أدت إلى تفجير الشريحة أو زيادة سخونة بطارية الجهاز، مما تسبب في انفجارها.

ومما يعزز النظرية السابقة ما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر لبنانية تأكيدها أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت من أحدث الطرازات التي استوردها حزب الله مؤخراً.

4- أكثر المناطق المتضررة

تركزت الإصابات في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أن الأشخاص الذين تعرضوا للانفجارات كانوا يحملون أجهزة البيجر بغض النظر عن مواقعهم.

5- عدد الضحايا والمصابين

ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 2750 شخصاً في لبنان خلال وقت قصير من بدء الانفجارات. وأعلن وزير الصحة اللبناني أن 9 قتلى بينهم طفلة سقطوا جراء التفجيرات، مشيراً إلى أن المستشفيات في الجنوب تجاوزت طاقتها الاستيعابية ويتم نقل الجرحى إلى مناطق أخرى.

ومن بين المصابين، السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، جراء انفجار جهاز اتصال كان يحمله، وفقاً لوكالة “مهر” الإيرانية.

6- ردود الفعل اللبنانية

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن مسؤول لبناني أن هناك اعتقاداً بأن الهجوم نُفذ من قبل “إسرائيل”.

7- التصريحات الإسرائيلية

أكد مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) أن استهداف أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله هو اختراق أمني غير مسبوق.

كما نشر مستشار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تغريدة ألمح فيها إلى مسؤولية “إسرائيل” عن الهجوم، قبل أن يتراجع عنها سريعاً.

وطلب مكتب نتنياهو من وزراء حكومة الاحتلال عدم إجراء مقابلات أو التعليق على انفجار أجهزة الاتصال في لبنان، كما حظر حزب “الليكود” الحاكم على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.

8- ردود الفعل الدولية

علق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قائلاً: “هناك دائماً خطر تصعيد في لبنان”، محذراً من تداعيات هذا الهجوم السيبراني.

حزب الله يتوعد “إسرائيل” بالرد على “انفجارات البيجر”

وأصدر “حزب الله” اللبناني بياناً بهذا الشأن قال فيه: “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم، فإننا نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضاً، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.‏

وأضاف: “إن شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصاراً ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية وإسناداً ميدانياً متواصلاً، وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة”.‏

وتابع: “إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”.‏

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أجهزة الاتصال فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تحقيق الاحتلال عن هجوم 7 أكتوبر في نير عوز: فشل ذريع بكل المقاييس

ما زالت المؤسسة العسكرية والأمنية لدى الاحتلال تصدر نتائج تحقيقاتها تباعاً بشأن إخفاقها في التصدي لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وهذه المرة حول ما حصل في كيبوتس نير عوز في غلاف غزة، حين اقتحمه 500 مقاوم وأدخلوا جيش الاحتلال في الفوضى العارمة، ووصل أول الجنود بعد أربعين دقيقة فقط من مغادرة آخر مقاوم.

عيمانوئيل فابيان مراسل موقع زمن إسرائيل، كشف عن "أهم ما جاء في تحقيقات الجيش بشأن تفاصيل الهجوم على كيبوتس نير عوز"، وهو جزء من سلسلة تحقيقات مُفصّلة في أربعين معركة خاضها الجيش مع مقاتلي حماس خلال الهجوم.

سيناريو كابوس

وأضاف في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أن "نتائج التحقيقات شدّدت على فشل الجيش، الذي سمح لمئات المسلحين بالاستيلاء على الكيبوتس دون مواجهة جندي واحد على الأرض، وبالتالي فقد فشل بمهمته لحماية المستوطنين، ويعود ذلك أساسًا لعدم استعداده إطلاقًا لهذا السيناريو المتمثل بوقوع مستوطنة إسرائيلية في أيدي المقاومين، وفي الوقت نفسه هجوم واسع النطاق على العديد من المستوطنات والقواعد في جميع أنحاء الغلاف". 

وأوضح أنه "على عكس المستوطنات الأخرى التي تعرضت للهجوم في ذلك اليوم، فإن كيبوتس نير عوز الذي يبلغ عدد مستوطنيه 420 نسمة، كان منهم 386 موجودًا وقت الهجوم، لم يقاتل الجيش المسلحين على الإطلاق، وفي المجموع، قُتل 47 منهم، واختطفت حماس 76 آخرين، وحتى اليوم، لا يزال خمسة منهم على قيد الحياة، عقب نجاح المسلحين في اقتحام جميع منازل المستوطنة، متسبّبين بدمار هائل، وتخضع المستوطنة لعملية إعادة تأهيل طويلة".

وأشار أن "التحقيق فيما حدث في نير عوز، أجراه اللواء عيران نيف، الرئيس السابق لقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي كرّس وفريقه مئات الساعات للتحقيق، وفحص جميع مصادر المعلومات الممكنة، بما فيها الوثائق التي صوّرها المسلحون بكاميرات مثبتة على أجسادهم، ورسائل واتساب من المستوطنين، وتسجيلات كاميرات المراقبة، ومقابلات مع ناجين ومختطفين سابقين ومقاتلين حاولوا حماية الكيبوتس، وأجروا زيارات ميدانية، وكل ذلك بهدف استخلاص استنتاجات عملياتية محددة للجيش". 

انهيار القيادة

وكشف التحقيق أن "عددًا غير عادي من المسلحين قاموا بغزو نير عوز، مقارنة بباقي المستوطنات، وقد تفاقم الوضع فيه بسبب الغياب التام للجيش، مما أعطى المسلحين شعورًا بحرية العمل، وأدى لوصول مئات الفلسطينيين من بلدة خزاعة إلى نير عوز، ومن بين أكثر من 500 مسلح تسلّلوا للمستوطنة، فلم يتمكن فريق التحقيق من العثور على جثة واحد منهم، ويبدو أن مقاتلي حماس جمعوا جثث رفاقهم خارج الكيبوتس، وعلى الطريق المؤدي لغزة، تم العثور على جثث 64 منهم، حيث قُتلوا بنيران مروحيات ودبابة".

وخلص فريق التحقيق أن "القوات لم تستعد، ولم تتدرب على سيناريوهات بحجم ما حدث في السابع من أكتوبر، ولم يتلقوا أي تحذير في ذلك الصباح، ومع بداية القتال، أصيب العديد من القادة على مختلف المستويات في القطاع، وانهارت سلسلة القيادة والسيطرة، ولم يكوّن الجيش صورة دقيقة لما يحدث في المنطقة بأكملها، وفي نير عوز تحديدًا، ولم يتمكن من إجراء تقييم منظم للوضع، كما لم يكن هناك نشاط قتالي في أي وقت أثناء الهجوم، ولم يجرِ أي اتصال بين الجيش والمستوطنين لفهم مسار المعركة هناك".

 وأشار أن "الجنود لم يحموا قاعدة البحث والتطوير قرب نير عوز، الذي كان بإمكان وحداته حماية الكيبوتس لو لم تقع في أيدي المسلحين، كما أن تقدم القوات المدرعة نحو حدود غزة أثناء الهجوم كان خطأً، بدلاً من البقاء أقرب للتجمعات الاستيطانية لحمايتها، أما الفصيل المتأهّب، فقد عانى من نقص في عدد قواته أمام هذا العدد الكبير من المقاومين القادمين من غزة".

ووفقًا للتحقيق، فإن "الهجوم الواسع والمنسق الذي شنته حماس على عشرات المواقع والقواعد العسكرية جعل من الصعب للغاية على الجيش، على جميع المستويات تكوين صورة دقيقة للأحداث، خاصةً لخطورة الوضع في كل موقع، أما قوات التعزيزات التي وصلت لحدود غزة من الشمال، فقد انحصرت بالقتال داخل سديروت، أما الآخرون الذين تمكنوا من التقدم جنوباً فقد وقعوا في معارك أخرى، أو تعرضوا لكمين من قبل المسلحين عند تقاطعات رئيسية". 

وأكد أن "القوات القادمة من الجنوب هوجمت أثناء طريقها، مما أدى لتأخير وصولها، فلم يصل الجنود الأوائل إلى نير عوز إلا بعد الساعة الواحدة ظهرًا، ولم تتلقَّ سوى قوات قليلة أوامر صريحة بالوصول إليه، أما القوات التي تلقّتها فقد علق أفرادها في القتال على طول الطريق، وعندما نجحت قوة خاصة باقتحام مفترق ماعون قرب الكيبوتس الساعة 11:45 فقد كان الأوان فات بالفعل".

فشل منهجي

 وكشف التحقيق عن "وجود معلومات آنية كان من الممكن لقادة الجيش استخدامها لفهم خطورة الوضع في نير عوز، إلا أنها لم تُستغل، ومنها لقطات من كاميرا مراقبة تابعة للجيش تُظهر عشرات المسلحين يدخلون ويخرجون من نير عوز، وهي لقطات بُثت مباشرةً إلى مركز قيادة الجيش، إضافة لمعلومات من مروحيات سلاح الجو المحلّقة فوق المنطقة، وهذه المعلومات أكدت وجود مسلحين ينشطون في نير عوز، لكنها جاءت من أماكن أخرى عديدة، ولم يكن ممكنا فهم أن نير عوز في وضع أصعب من غيرها من المستوطنات". 

وأكد التحقيق أن "مستوطني نير عوز استغاثوا مرارًا وتكرارًا، لكن اتصالاتهم ضاعت وسط فوضى آلاف الرسائل والتقارير، ونفّذ المسلحون خطتهم في الكيبوتس دون انقطاع، مما يجعل فشل الجيش بحماية نير عوز منهجياً، وليس تكتيكيًا أو أخلاقيًا، لأنه لم يُعطِ أولوية خاصة لإرسال قوات إليه على حساب أماكن أخرى، مما يتطلب إنشاء موقع عسكري جديد بين نير عوز وغزة، وتعزيز الأمن المحلي، وإنشاء آلية جديدة لتكوين صورة استخباراتية للوضع حتى في حالات انهيار سلسلة القيادة أثناء القتال، وتغييرات تكتيكية في الجيش". 

مقالات مشابهة

  • خطة جهنمية: وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر ودور حزب الله وإيران
  • “السعودية للكهرباء” تبدأ تنفيذ إجراءات إيقاف الخدمات الإضافية تدريجيًا
  • “السعودية للكهرباء” تبدأ تنفيذ إجراءات إيقاف الخدمات الإضافية تدريجيًا قبل فصل الخدمة للعدادات غير الموثقة
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
  • "هجوم محتمل" من "أنصار الله" على إسرائيل
  • “جوجل” تؤكّد حذف تطبيقات لديها أكثر من 56 مليون عملية تنزيل من متجر “جوجل بلاي”.. ما القصة؟
  • فصائل فلسطينية تعليقا على الهجوم الأمريكي على اليمن : دعم وقح لـ “إسرائيل” 
  • تحقيق الاحتلال عن هجوم 7 أكتوبر في “نير عوز”: فشل ذريع بكل المقاييس
  • تحقيق الاحتلال عن هجوم 7 أكتوبر في نير عوز: فشل ذريع بكل المقاييس
  • يوم البيجر.. المخابرات السوريّة أرسلت برقيّة عاجلة وسريّةهذا كان مضمونها