حول رسالة السنوار للحوثي!
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
– بحسب معلومة خاصة، فإن السنوار قبل عام من الآن وقبل اندلاع طوفان الاقصى بأشهر، أجرى اتصالاً مع عبدالملك الحوثي، وهو أول قيادي رفيع من حماس يتصل بالحوثي حتى حينه، أبلغ السنوار الحوثي بأنه يتابع ما يرد في خطاباته حول فلسطين وأنه يراقب باهتمام قدرة الجماعة على مراكمة سلاح نوعي.. تحدث أنه يريد معرفة الى أي مدى يمكن لهم أن يستفيدوا مما لدى الحوثي فيما لو شنت اسرائيل حربا واسعة قادمة على غزة ووعده الحوثي بالإسناد، ولكن ضمن المحور.
– يظهر من خلال نص الرسالة أن السنوار وحماس والقسام يراهنون على خطوات عملية وفعالة لا تتقيد بما وصفه السنوار في رسالته ب”الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة” من قبل امريكا وإسرائيل. وهو أمر واضح من خلال انكفاء إيران مؤخراً ومراوحة حزب الله في صواريخ الكاتيوشا رغم الوعيد ورفع سقف الخطاب، ولذلك فهو يلتقط مناسبة صاروخ تل أبيب يوم (الأحد 15 سبتمبر/أيلول)، للبناء عليها، بحثا عن زخم يسند معركته حتى تتمكن من إنضاج تحول عسكري في الميدان، وهو أمر ممكن رغم التعقيد والحصار.
– من المحتمل أن إيران وحزب الله قد اتخذوا قرارهم تحت ضغط وتهور نتنياهو بإيكال المهمة التي ما تزال حماس تنتظرها، إلى الحوثي، كون الكلفة والمخاطر عليه أقل ويمكن استخدامه كهراوة عارية في دفع الحرج عن المحور، وهذا متوقع منذ بداية المعركة، كما أن الحوثي يمكنه التعذّر بالمسافة والامكانات والحواجز لكن يمكنه الاختراق بين زمن وآخر، ويأخذ الأمر منحى طويل الأجل، ولذلك نرى الحوثي يكرر في خطاباته الأخيرة بأنه يطور امكاناته وكل ما يتوصل إليه ويمكنه سيفعله، ولكن بتقديري، لو أن إسرائيل شنت حربا على حزب الله فسوف نرى الحوثي يُخرج -وفوراً- أسلحة أكثر تطوراً وفعالية، وهي اسلحة عهدت بها إيران إلى الحوثي منذ ٢٠٢١ تقريبا، تحسبا ليوم حزب الله المحتمل.
– واضح أن حركة حماس بعد الكُلفة الهائلة في المدنيين والدمار الكبير، وإصرار نتنياهو على مواصلة التوحش والإبادة أصبحت ترى في مسار الحرب الطويلة والمستمرة خيارا وحيدا، حتى تتغير الموازين والعمل على تطوير بعض الأسلحة والاستفادة من معرفة تكنولوجيا صاروخية نظرية قد يكونوا حصلوا عليها من إيران أو تركيا أو أي جهة اخرى، وبالتالي من الممكن أن يكرروا تجربة الحوثي في قدرة الصواريخ البالستية على تغيير موازين المعركة. وهذا أمر قد يحتاج بين ستة أشهر و18 شهراً، في حال تيسر إدخال وتهريب بعض القطع الصغيرة والمحركات إلى غزة. لكن من خلال إطلاق الحوثي لمسيرة يافا في يوليو/تموز وهذا الصاروخ الأخير فإن المحور يفضل ابقاء المعرفة التكنولوجية المتقدمة بيده ويتحكم هو في اطلاقها، عبر الحوثي غالبا؛ وحسب الظروف.
– بالنسبة للحوثي فهذا يعني اعتراف مهم بنجاح طموحه في دمج الجماعة بالقضية الفلسطينية، واعترافا بالدور بالشكل الذي يعزز شرعيته محليا أمام كل القوى، والغالبية التي تقاوم مشروعه منذ ٢٠١٤، وأيضا يمنحه شرعية ويرفع اسهمه إقليميا.
– دمج الحوثي لجماعته بالقضية الفلسطينية ينقذه مما يمكن وصفه بشبح “البطالة الجهادية” الذي كان يلوح أمام عبدالملك خلال العام الماضي قبل ٧ أكتوبر/تشرين الأول، خاصة عندما أبدت السعودية إصرارا على تجميد أي نزوع للحرب وإفساد كل مبررات الحوثي وتقديم تنازلات من أجل وقف الحرب.. حينها كان مقاتلي الحوثي قد عاد كثير منهم لمنازلهم بعد مرور أكثر من عام على الهدنة، واكتشفوا عبثية وضعهم طيلة ٩ سنوات عندما فتحوا أعينهم على ثراء الهاشميين، وتسلطهم وقرر كثير منهم التركيز على شؤونهم الشخصية، فيما جزء أخر انضم إلى الساخطين ضد الجماعة وقمعها وجباياتها القاسية. وبلغ السخط الشعبي ذروته في ذكرى ٢٦ سبتمبر/أيلول العام الماضي وشعر الحوثي بأنه في وضع صعب ومعقد، لكن ما إن جاءت طوفان الاقصى حتى وجد فيها قارباً مثاليا للنجاة ينقذه من بطالة الحرب ويمنحه اقترانا بقضية متجذرة في وجدان الناس وتصلح لرفعها شعارا في وجه أولويات الناس وسخطهم، وبالأساس يهمه منها ما يكسب داخليا، باستثناء اثبات فائدته للإيرانيين الذين استثمروا فيه بسخاء.
– ما لن يعجب الحوثي في رسالة السنوار هو حديثه بعمومية عن دور اليمنيين تاريخيا مع فلسطين، وكذلك إفراده تحية ل”قيادة اليمن” وأيضا “انصار الله”، ولذلك إرتاب إعلام الحوثي في تفسيرها، وتجنبوا ايرادها في ملخص وسائل اعلامهم ومسؤوليهم، فالحوثي يبني دعايته شعبيا على أن كل ما دونه عملاء إسرائيل أن قضية فلسطين يمنيا بدأت معه فقط.
– السنوار لم يذكر إيران في ختام رسالته بينما ذكر حزب الله والفصائل العراقية والحوثي وهذا يرجح أن إيران فعلا قررت الانكفاء، وتتراجع إلى الظل لضبط الإيقاع والتخلي عن الدور المباشر.
خلاصة القول إن السنوار يهدف الى تشجيع وإقحام الحوثي في دور أكبر، ويقول بوضوح إن الاسناد يجب أن يكون من هذا المستوى نحو قلب الكيان وأن ما دون هذا لا يؤثر كثيراً.
عدنان الجبرني17 سبتمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الجيش المصري يعلن إنقاذ ثلاث "سياح" بريطانيين في البحر الأحمر مقالات ذات صلة الجيش المصري يعلن إنقاذ ثلاث “سياح” بريطانيين في البحر الأحمر 17 سبتمبر، 2024 مقتل شرطي يمني بنيران الحوثيين جنوب البلاد 17 سبتمبر، 2024 بحضور البحسني.. الرئاسي اليمني يبحث تطورات الأوضاع في حضرموت 17 سبتمبر، 2024 تسع وفيات ونحو 3000 إصابة في تفجيرات البيجر بلبنان 17 سبتمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة انتفاضات منسية هزّت عرش بيت حميد الدين، ومهّدت لزوالهم 16 سبتمبر، 2024 الأخبار الرئيسية حول رسالة السنوار للحوثي! 17 سبتمبر، 2024 الجيش المصري يعلن إنقاذ ثلاث “سياح” بريطانيين في البحر الأحمر 17 سبتمبر، 2024 مقتل شرطي يمني بنيران الحوثيين جنوب البلاد 17 سبتمبر، 2024 بحضور البحسني.. الرئاسي اليمني يبحث تطورات الأوضاع في حضرموت 17 سبتمبر، 2024 تسع وفيات ونحو 3000 إصابة في تفجيرات البيجر بلبنان 17 سبتمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك انتفاضات منسية هزّت عرش بيت حميد الدين، ومهّدت لزوالهم 16 سبتمبر، 2024 المعتزلة أهم فرق الإسلام دفاعاً عن الدين 14 سبتمبر، 2024 هل يستغل الإصلاح مناسبة التأسيس لعقد المؤتمر الخامس؟ 13 سبتمبر، 2024 العيش في حالة إنمحاء 11 سبتمبر، 2024 الإمامة تطل برأسها 9 سبتمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 21 ℃ 26º - 19º 20% 4.23 كيلومتر/ساعة 26℃ الأربعاء 25℃ الخميس 25℃ الجمعة 26℃ السبت 25℃ الأحد تصفح إيضاً حول رسالة السنوار للحوثي! 17 سبتمبر، 2024 الجيش المصري يعلن إنقاذ ثلاث “سياح” بريطانيين في البحر الأحمر 17 سبتمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬884 غير مصنف 24٬182 الأخبار الرئيسية 14٬556 اخترنا لكم 6٬992 عربي ودولي 6٬817 غزة 6 رياضة 2٬312 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬225 كتابات خاصة 2٬063 منوعات 1٬982 مجتمع 1٬830 تراجم وتحليلات 1٬748 ترجمة خاصة 36 تحليل 10 تقارير 1٬588 آراء ومواقف 1٬511 صحافة 1٬476 ميديا 1٬383 حقوق وحريات 1٬302 فكر وثقافة 893 تفاعل 811 فنون 475 الأرصاد 298 بورتريه 63 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
.نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
issamعندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
عبدالجبارعلي عمر بالطيفأريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: بریطانیین فی البحر الأحمر رسالة السنوار الحوثی فی حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما الفرق بين الحوثيين واليمن؟ صحيفة إسرائيل تسأل وتجيب (ترجمة خاصة)
سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية الضوء على جماعة الحوثي في اليمن وتركيبة الجماعة في ظل الدعم الإيراني باعتبارها إحدى فصائل ما يسمى بـ"محور المقاومة".
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي في اليمن تختلف عن بقية الفصائل التي تدعمها طهران في المنطقة".
وأضافت أن الحوثيين في اليمن ليسوا منظمة داخل الدولة مثل الميليشيات الموالية لإيران في العراق، ولا حزباً داخل الحكومة مثل حزب الله.
وتابعت "الحوثيون هم الدولة؛ وهم يتحدثون نيابة عن جمهورية اليمن والشعب اليمني، ويطلقون على جيشهم اسم "القوات المسلحة اليمنية"، ويسنون القوانين، ويفرضون حكمهم القمعي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم - بما في ذلك صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية المهمة.
نص تقرير الصحيفة العبرية:
في وقت مبكر من صباح يوم السبت، سقط صاروخ باليستي أطلق من اليمن في وسط منطقة سكنية في يافا، مما أسفر عن إصابة 16 مدنياً، يهوداً وعرباً على حد سواء.
كما يتضح من لقطات ما بعد الهجوم، لو سقط الصاروخ على بعد أمتار قليلة فقط في أي اتجاه، لكان من الممكن أن يؤدي إلى وضع أكثر خطورة، وربما يقتل العشرات.
جاء هذا الهجوم بعد 48 ساعة فقط من إطلاق صاروخ باليستي آخر من اليمن على إسرائيل، مما أدى إلى تدمير جزئي لمدرسة في رامات جان، على الرغم من عدم وقوع إصابات.
على الرغم من عمليات الانتقام الناجحة من إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرين، والتي ورد أنها استهدفت الموانئ والقاطرات والمنشآت النفطية ومستودعات الصواريخ في الحديدة ورأس عيسى وصنعاء، فإن قضية التهديد من اليمن لا تزال قائمة.
تخضع العاصمة اليمنية صنعاء لسيطرة تنظيم أنصار الله، المعروف أيضًا باسم "الحوثيين" منذ أكثر من عقد من الزمان.
شعارهم - الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام - لا يترك مجالاً للشك في أيديولوجية الجماعة المعادية للسامية.
وحتى في سياق الحرب الحالية، ففي وقت مبكر من 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي بعد أقل من أسبوعين من مذبحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اتُخذ قرار في صنعاء (أو ربما بشكل أكثر دقة في طهران) بالانضمام إلى الحرب المتعددة المستويات ضد إسرائيل، ليس فقط بإطلاق الصواريخ بعيدة المدى ولكن أيضا بإرهاب التجارة الدولية في البحر الأحمر.
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، شن الحوثيون أكثر من 130 هجوماً في الممر المائي الدولي الحيوي.
اليوم، أصبح من المعروف أن الحوثيين هم طائفة شيعية تدعمها إيران، مثل العديد من المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط والتي تعمل فعلياً كـ "درع" للجمهورية الإسلامية.
الحوثيون مختلفون
ومع ذلك، في الوقت نفسه، من الضروري أيضاً التأكيد على الفرق بين الحوثيين والأذرع الأخرى لإيران في محيط إسرائيل.
في العراق ولبنان، هناك ميليشيات مسلحة، بعضها يشارك بنشاط في الحكومة المحلية ولكنها لا تمارس السيطرة على بلديهما ولم تتظاهر أو تطمح إلى القيام بذلك علناً.
وحتى لو لم تكن سيطرتهم مطلقة على كامل البلاد بسبب جيوب المقاومة، فإن هذا لا يختلف عن البلدان الأخرى المتورطة في صراعات مع الجماعات الانفصالية، مثل سوريا تحت حكم الزعيم السابق بشار الأسد أو حتى أوكرانيا مع القوات الموالية لبوتن التي تدفع الانفصاليين من الداخل.
إن هذه الرؤية الضمنية بسيطة: أنصار الله ليست منظمة إرهابية متطرفة تطلق صواريخ باليستية على بلد بعيد أو تعطل التجارة في البحر الأحمر بشكل خطير. إنها دولة مارقة تعلن الحرب على بلدان أخرى دون استفزاز وتفرض إرهابها على التجارة الدولية.
إن هذه الفكرة البسيطة ولكن غير المعلنة لها عواقب وخيمة، وقد يتعين على إسرائيل أن تتعلم قبولها ومعالجتها.
مسألة معقدة
الأمر أكثر تعقيدًا لأن هناك حكومة أخرى في اليمن مقرها في الجزء الجنوبي من البلاد، والتي تتمتع بشرعية دولية واسعة، على الرغم من أنها لا تسيطر على العاصمة ولا القوات المسلحة.
هناك أيضًا قوى انفصالية أخرى في عدن، والتي تطمح إلى إقامة دولتها الخاصة "جنوب الجزيرة العربية".
ولكن لا يوجد نقص في السوابق التاريخية لتغييرات الحكومات التي تكتسب الشرعية من المحافل الدولية.
أفغانستان، على سبيل المثال، يحكمها طالبان حاليًا بعد الانسحاب الأمريكي المتسرع من البلاد في عام 2021.
ورغم أن معظم البلدان لم تعترف بعد بالنظام الجديد، ورغم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت إلى عدم الاعتراف به، فإن المزيد والمزيد من البلدان تفعل ذلك ببطء، حتى لو كان ذلك بحكم الأمر الواقع، على سبيل المثال، من خلال قبول سفراء نيابة عن الإدارة الجديدة.
وقد يحدث هذا في أماكن غير متوقعة: في سبتمبر/أيلول، قررت المملكة المتحدة إغلاق السفارة الأفغانية التي كانت تعمل نيابة عن الحكومة السابقة المدعومة من الغرب، ويبدو أنه قريبًا بما فيه الكفاية، باسم البراجماتية، ستبدأ المزيد من البلدان في الاعتراف علنًا بطالبان.
وهناك مثال آخر على ذلك وهو تصويت الأمم المتحدة عام 1971 الذي أعلن في الأساس أن ممثل الصين في الأمم المتحدة لم يكن جمهورية الصين، التي تسيطر حاليا على تايوان فقط، بل جمهورية الصين الشعبية ــ وهو الوضع الذي يستمر حتى يومنا هذا والذي مهد الطريق لدمج الصين الشيوعية على الساحة الدولية.
إن كل موقف يختلف عن الآخر، ولا توجد نظائر مثالية في مثل هذا الموقف، ولكن ربما ينبغي لإسرائيل أن تفكر في قيادة خط خطاب يصر على أن الحوثيين ليسوا مجرد منظمة معادية للسامية وقمعية بل دولة منبوذة تشكل خطراً على استقرار المنطقة وتعرض الاقتصاد العالمي بأكمله للخطر.
لقد وضعت إيران بعناية استراتيجية حذرت فيها ميليشياتها الموالية من الامتناع عن التصرف كدول معترف بها على الساحة الدولية.
وقد تم ذلك كوسيلة لتجنب التدقيق والمساءلة وكوسيلة لجعل العدوان ضد إسرائيل أكثر تعقيداً، لأنها لا تواجه دولاً "منظمة" بالمعنى الغربي للكلمة بل أجزاء من البلدان المضمنة في السكان المحليين.
إن الخط الخطابي الذي يزعم أن الجمهورية اليمنية أعلنت الحرب على إسرائيل دون استفزاز ينطوي بالتأكيد على تداعيات من حيث القانون الدولي، وحق الدفاع عن النفس، وغيرها من التدابير التي ينبغي تركها لخبراء القانون للتدقيق فيها - ولكنها ستتحدى أيضًا استراتيجية إيران المتعمدة المتمثلة في حرب بالوكالة غير تابعة للدولة ضد إسرائيل.
لقد وصفت عدد لا يحصى من المقالات التحليلية والتفسيرية بالفعل كيف يجب أن يعتمد الردع ضد الحوثيين على تصور مختلف للواقع لأن هذه دولة نائية وفقيرة، وفي كل الأحوال، ليس لديها سوى ما تكسبه من إطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين.
ربما تساعد العقلية التي تخرج عن الصندوق، وترفض رؤية الحوثيين كمنظمة، وتبدأ في النظر إليهم كدولة، كما يزعمون أنفسهم - في تمهيد الطريق لمعالجة مشكلة الحوثيين من خلال القنوات الدولية المناسبة؟