تكريم مستحق.. لعطاء مستمر
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
مُنح الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الصويان جائزة{شخصية العام الثقافية}، تقديراً لإسهاماته العلمية والأدبية والثقافية الكبيرة، على مدى سنواتٍ طويلةٍ، أصدر خلالها مجموعةً من المؤلفات الأدبية والثقافية الثريّة في الأنثروبولوجيا، والشعر النبطي، والمأثورات الشفهية، وقد تُوِّجت هذه الجائزة، بقيام سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، بزيارة الدكتور الصويان في منزله، وتسليمه الجائزة، التي تم الاحتفال بها خلال الأسبوع الماضي، برعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث كرّم سمو وزير الثقافة، الفائزين في الدورة الرابعة من مبادرة (الجوائز الثقافية الوطنية)، بحضور جمع من كبار المسؤؤلين والأدباء، والفنانين، والإعلاميين.
ولاشك أن هذه التكريم الرائع، لعدد من فرسان الإبداع في شتّى المجالات العلمية والثقافية، هو تقدير عال لكل الذين يعملون من أجل إثراء الساحة الثقافية والعلمية بعطائهم الثرّ، وخلاصة جهودهم وعطائهم وانتاجهم المتنوع المثمر، وتشجيعاً لكافة المبدعين في مجالات التنمية الشاملة، التي تعني ببناء الإنسان، باعتباره صانع كل عوامل النمو والتشييد.
وكما عبر سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في كلمته، فإن «بلادنا تعيش نهضة ثقافية كبيرة تحت مظلة رؤية المملكة 2030، وقد حرصت وزارة الثقافة على أن تتبنّى استراتيجيةً لتنمية القدرات الثقافية، في رحلة ممتدة ومتكاملة مع الشركاء في مختلف القطاعات، وتأتي مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية لتكون مظلة داعمة ومشجعة للمواهب وإبداعاتها».
وُلد الدكتور سعد الصويان في مدينة عنيزة بالقصيم عام 1944، ونال في 1971 بكالوريوس في الاجتماع من جامعة شمال إلينوي، ثم ماجستير في الأنثروبولوجيا من الجامعة نفسها، ثم الدكتوراه في الأنثروبولوجيا والفلكلور والدراسات الشرقية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي 1982، وبعد عودته، عُيّن أستاذاً مساعداً في جامعة الملك سعود، ومشرفا على متحف التراث الشعبي في كلية الآداب، ورأس قسم الدراسات الاجتماعية، وتمت ترقيته إلى مرتبة أستاذ في عام 2003 م، وإلى جانب عمله الأكاديمي، ساهم الدكتور الصويان بفكره وقلمه في التعريف بالحياة الاجتماعية في الجزيرة العربية، ومايتعلق بها من تراث شعبي، فكان صاحب مبادرات تفصح عن علم واسع، ومعرفة واضحة، وانتماء لجذور هذه الأرض الطيبة، ترجمها من خلال ماكتبه على مدى سنوات طويلة حافلة بالعطاء والإنجاز وخدمة المجتمع.
ومن أعماله الجليلة خلال الأعوام 1983 – 1990، قيامه بمشروع جمع الشعر النبطي من مصادره الشفهية، ونجح في تسجيل مئات الساعات من المقابلات الشفهية مع المسنين من رواة البادية، وجمع كل ما يتعلق بحياة البادية من أشعار وقصص وأنساب ووسوم وديار وموارد وتاريخ شفهي.
وبين الأعوام 1991 – 2001، رأس الدكتور الصويان مشروعاً لتوثيق سيرة الملك عبد العزيز آل سعود في الوثائق الأجنبية، والتي صدرت في 20 مجلداً ضخماً، يقع كل منها في حدود 700 صفحة تحتوي على ملخصات عربية وافية لما لا يقل عن 50 ألف وثيقة، من الأرشيفات الأجنبية، كما تولى الأشراف على مشـروع توثيق الثقافة التقليدية في
المملكة العربية السعودية، وصدرت في 12 مجلداً يقع كل منها في حدود 500 صفحة، تستوعب كافة جوانب الثقافة التقليدية.
وقد أصدر الدكتور سعد الصويان، العديد المؤلفات في الأنثروبولوجيا ودراسة الشعر النبطي، ومن أبرزها كتابه «الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور: قراءة أنثروبولوجية»، وكتاب «ملحمة التطور البشري» الذي منح من خلاله جائزة الشيخ زايد آل نهيان للكتاب فرع التنمية وبناء الدولة في الدورة الثامنة عام 2014.م كما منح جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة عام 2017م/ 1438هـ مناصفة مع الدكتور عبد الرحمن الأنصاري.
وبعد، فإن اسم الدكتور سعيد الصويان، سيظل في حياتنا الثقافية، له وقع خاص، أنه مرادف للأمانة العلمية، والعمل الميداني الجاد، والمثابرة المستمرة.
وستظل كتبه، تثير الفكر، وتنير الطريق أمام الباحثين لمزيد من البحث والدراسة والتنقيب الميداني .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي فی الأنثروبولوجیا
إقرأ أيضاً:
العريش للموسيقى العربية تحيي احتفالات ليالي رمضان بشمال سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، فعاليات برنامج ليالي رمضان الثقافية والفنية بقصر ثقافة العريش، بمحافظة شمال سيناء، في إطار برامج وزارة الثقافة للاحتفال بالشهر الكريم.
تقام الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتضمنت عرضا فنيا لفرقة العريش للموسيقى العربية بقيادة المايسترو د. محمد عبد اللاه، تغنت خلاله بباقة من الأغاني الدينية منها: هلت ليالي، سبحة رمضان، لأجل النبي، سلام الله يا طه، الرضا والنور، أم النبي، وسط تفاعل جماهيري كبير.
كما شهدت الفعاليات ورشة مشغولات يدوية بالخرز، تدريب سماح ماهر، ضمن نشاط نادي المرأة، وفقرة قراءة حرة بمكتبة الطفل.
وضمن الأنشطة الرمضانية، المنفذة بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د. شعيب خلف، مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة شمال سيناء، برئاسة أشرف المشرحاني، أقام بيت ثقافة المساعيد، محاضرة بمعهد فتيات المساعيد الأزهري الثانوي، بعنوان "آداب رمضانية"، تناول خلالها أحمد صابر، مدير الموقع، أخلاقيات التعامل خلال الشهر الفضيل.
وأعدت المكتبة العامة بالعريش، لقاء بعنوان "الصحابة في رمضان"، تحدث خلاله الشيخ إبراهيم محمد، إمام وخطيب بالأوقاف، عن أخلاقيات الصحابة.
فيما شهدت مكتبتا الكرامة والعبور ورشا لتصميم لوحات عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان بألوان متنوعة، وذلك بهدف تنمية المهارات الفنية للنشء.
تأتي الفعاليات ضمن برنامج حافل أعدته هيئة قصور الثقافة، يتضمن أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، بالإضافة إلى أكثر من 3000 فعالية أخرى في مختلف المواقع الثقافية على مدار الشهر الفضيل.