حرائق الغابات في البرتغال تسبب بمقتل سبعة أشخاص وأصابة العشرات
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
سبتمبر 17, 2024آخر تحديث: سبتمبر 17, 2024
المستقلة/- قالت السلطات البرتغالية إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 50 آخرين في حرائق غابات اجتاحت وسط وشمال البرتغال، بعد وفاة ثلاثة رجال إطفاء يوم الثلاثاء عندما اشتعلت النيران في سيارتهم.
وقالت خدمة الحماية المدنية في البرتغال إن 54 حريقًا في جميع أنحاء البلاد، معظمها في الشمال، مع تعبئة 5300 رجل إطفاء.
وكافح أكثر من 1000 رجل إطفاء طوال ليلة الاثنين للسيطرة على أربعة حرائق منفصلة بالقرب من بلدتي نيلاس وأفييرو، جنوب بورتو، مع عرض لقطات تلفزيونية تظهر السكان وهم يسكبون دلاء من الماء بشكل محموم على ألسنة اللهب التي تتقدم بسرعة.
وفي أفيرو وحدها، التهمت الحرائق أكثر من 10 آلاف هكتار (24710 فدانًا) من الغابات والأراضي العشبية في اليومين الماضيين، حسبما ذكرت الوكالة.
وقال قائد الحماية المدنية الوطنية، أندريه فرنانديز، إن رجال الإطفاء الثلاثة – امرأتان ورجل – لقوا حتفهم بالقرب من نيلاس. وأفادت التقارير بمقتل أربعة أشخاص، من بينهم رجل كان يستعيد أدواته من سقيفة منزله، يوم الاثنين.
وقال فرنانديز في وقت متأخر من يوم الاثنين إن الحرائق، التي أجبرت على إغلاق خطين للسكك الحديدية والعديد من الطرق السريعة، بما في ذلك جزء من الطريق الرئيسي بين لشبونة وبورتو، يمكن أن تلتهم 20 ألف هكتار أخرى.
وقال خبراء إن الظروف الجوية يوم الاثنين جلبت أعلى خطر للحرائق في شمال البرتغال منذ عام 2001. وقال فرنانديز إن الوضع “معقد للغاية” وأن يوم الثلاثاء سيكون “صعبًا للغاية”.
وقال رئيس وزراء البرتغال لويس مونتينيغرو، الذي ألغى ارتباطاته يوم الثلاثاء استجابة للحرائق، إن البلاد تواجه “بعض الأوقات الصعبة للغاية على مدى الأيام القليلة المقبلة”. وتم تمديد تحذير الحرائق الشديد حتى ليلة الخميس.
بعد بداية ممطرة لهذا العام، سجلت البرتغال وإسبانيا عددًا أقل من حرائق الغابات مقارنة بالعام الماضي، لكن درجات الحرارة كانت أعلى من 30 درجة مئوية في جميع أنحاء البرتغال خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط رطوبة منخفضة بشكل استثنائي ورياح قوية، مما أدى إلى تأجيج النيران.
زادت الحكومة تمويل الوقاية من الحرائق بمقدار 10 أضعاف وضاعفت ميزانية مكافحة الحرائق بعد أن أودت الحرائق المميتة في عام 2017 بحياة 64 شخصًا.
قال العلماء إن الانهيار المناخي الناجم عن الإنسان يعمل على شحن الطقس المتطرف في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى كوارث أكثر تواترا وأكثر فتكًا، من الفيضانات – كما رأينا هذا الأسبوع في وسط أوروبا – إلى موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات.
إن التغير المناخي يجعل موجات الحر أكثر احتمالية وأكثر شدة، مع بعضها – مثل موجة الحر الشديدة في غرب كندا والولايات المتحدة في عام 2021 – مستحيلة تقريبًا بدون الانحباس الحراري العالمي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحلية
تعرف الأيكة الساحلية أو القرام أو المانغروف (Mangrove) بكونها نباتات تعيش في البيئات الشاطئية المالحة، التي لا تستطيع معظم الأشجار الصمود في مياهها، ورغم أهميتها البالغة للبيئة والمناخ، يزداد نسقها وإزالتها.
وتعد أشجار المانغروف من بين أكثر النظم البيئية التي يساء فهمها، إذ يُنظر إلى تلك الغابات الساحلية التي تشكلها، والتي تكون ضحلة غالبا- على أنها "مناطق "قذرة" أو "ميتة"، أو أراض مهدرة، ويمكن إزالتها لصالح الشواطئ الرملية وإنشاء المشاريع الساحلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غرينبيس" تستأنف حكما بغرامة ضخمة لشركة نفط أميركيةlist 2 of 2كيف تتعافى النظم البيئية بعد الحرائق؟end of listوتستند هذه النظرة لأشجار المانغروف المنتشرة خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، على طبيعة تلك الاشجار وكونها الوحيدة التي تزدهر في المياه المالحة، ويمكنها التنفس عبر جذور هوائية متخصصة ترتفع من الطين على الرغم من الرواسب الكثيفة المشبعة للمياه حيث تنمو. وتشكل حلقة وصل بين البيئات البحرية والبرية.
وتعد غابات المانغروف موائل حيوية، توفر حماية بالغة الأهمية للمجتمعات من خلال إضعاف طاقة الأمواج والعواصف، والتكيّف مع ارتفاع منسوب مياه البحر، وتثبيت الشواطئ من التآكل. كما تعتبر من أكثر النظم البيئية كفاءة في تخزين الكربون، بجانب فوائدها الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
إعلانوحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تتميز غابات المانغروف بأنها نظم بيئية نادرة وخصبة، وهي تعد إحدى أهم الثروات الطبيعية.
وتعمل على امتصاص الكربون من الجو وتخزينه في أعماق تربتها لعقود أو قرون أو حتى آلاف السنين، كذلك بإمكانها تخزين 10 أضعاف كمية الكربون مقارنة بالغابات الأخرى.
كما تعتبر غابات المانغروف الشاطئية مناطق حضانة للأسماك والقشريات والرخويات، وهي تعزز الثروة السمكية وتسهم في حماية الشواطئ من التآكل، وتحافظ على جودة المياه عن طريق تصفية المغذيات والرواسب. كما يمكنها أن تخفف من موجات التسونامي، حيث تقلل من ارتفاع الأمواج بنسبة تتراوح بين 5% و35%.
وتعد أيضا ملاذا ومأوى للعديد من الطيور المهاجرة، إضافة إلى دورها الاقتصادي المهم للمجتمعات المحلية، حيث إنها (أشجار عاسلة) تنتج عسلا ذا قيمة غذائية عالية، وتدخل في صناعة الصبغات والمستحضرات، وأيضًا تعتبر مناطق جذب بيئي وسياحي وعلمي.
وعلى عكس مظهرها ومكان نموها فهي أشجار تعج بالحياة، ويعتمد أكثر من 1500 نوع من النباتات والحيوانات على المانغروف. ويشمل ذلك الأسماك والطيور التي تستخدم المياه الضحلة تحتها كمحاضن لها. وتشير الدراسات إلى أن غابات المانغروف مهمة أيضا للثدييات الكبيرة، مثل القرود وحيوان الكسلان والنمور والضباع والكلاب البرية الأفريقية.
مخاطر الأنشطة البشرية
تشكل أشجار المانغروف أقل من 1%من جميع الغابات الاستوائية، وأقل من 4% من الغابات العالمية، وتوجد عمليا في 123 دولة حول العالم، بما فيها دول الخليج العربي، لكن المساحات التي تغطيها تتراجع بنسبة تفوق بمقدار 3 إلى 5 مرات نسبة التراجع العام لمساحات الغابات العالمية الأخرى، ويقترن هذا التراجع بحدوث أضرار كبرى من النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وتشير الدراسات إلى إن المحرك الرئيسي لفقدان أشجار المانغروف هو التنمية الساحلية، عندما يتم إزالة غابات المانغروف لإفساح المجال للمباني والمشاريع الساحلية والمنتجعات ومزارع الأسماك.
تؤكد الإحصاءات أيضا أن ما يقرب من 50% من أشجار المانغروف في العالم أزيلت منذ سبعينيات القرن الماضي بسبب النشاط البشري كما تشير تقديرات نشرها الصندوق العالمي للطبيعة إلى أن غطاء المانغروف سينتهي خلال 100 عام فقط، إذا لم يتم التحرك منذ الآن لحمايته. ويعمل الصندوق العالمي للطبيعة على استعادة 20% من أشجار المانغروف التي فقدت وذلك بحلول عام 2030.
ويتعاون الصندوق العالمي للطبيعة في هذا السياق مع التحالف العالمي للمانغروف لدعم المشاريع التي تُعوِّض عن الفقدان المستمر لهذا النوع المهم من الأشجار ذات الأهمية الحاسمة بيئيا ومناخيا واقتصاديا، عبر إصلاح السياسات والتقنيات الجديدة، وتحسين إدارة استخدام الأراضي، والاستثمار في الحفاظ على أشجار المانغروف واستعادتها واستخدامها المستدام.