جماعة مرتبطة بالقاعدة تتبنى هجوم مالي والجيش يؤكد سيطرته
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة تبنيها هجوما استهدف مركز تدريب لقوات الدرك في العاصمة المالية باماكو، صباح اليوم الثلاثاء، في حين قال الجيش إن الوضع تحت السيطرة.
وأوضح المتحدث باسم الجيش إن "عملية خاصة استهدفت المطار العسكري ومركز تدريب قوات الدرك المالي وسط باماكو فجر اليوم، تسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة وتدمير عدة طائرات عسكرية"، دون تفاصيل عن تلك الخسائر.
وقال رئيس أركان الجيوش الجنرال عمر ديارا للتلفزيون الرسمي إن "الوضع تحت السيطرة"، مؤكدا "تحييد" من وصفهم بالإرهابيين، وأن عمليات البحث مستمرة، مشيرا إلى "محاولات تسلل معقدة إلى حد ما" في مدرسة الدرك.
وفي حين دعا الجيش السكان إلى الهدوء، عرض التلفزيون صورا لنحو 20 سجينا معصوبي الأيدي والأعين، فيما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جثثا.
????????Mali????????
After 1 year of #AES partnership, now the terrorists are striking into the capital, #Bamako.
➡️@GoitaAssimi @CapitaineIb226 @GeneralTiani, thanks for your service????#Sahel pic.twitter.com/UhYCai5XLQ
— Eugene Djoko (@EugeneDjoko) September 17, 2024
وقال مسؤولون أمنيون وفي المطار إن القتال استمر حتى بعد الظهر مع تبادل كثيف لإطلاق النار في مركز الشرطة، الذي يتحكم في الوصول إلى صالة الركاب بالمطار.
وألمحت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن هناك روايات متباينة لحركة "نصرة الإسلام والمسلمين" والسلطات، ليظل الهجوم والخسائر البشرية غير واضح خلال النهار، مع التوتر والقيود الصارمة المفروضة على تداول المعلومات في ظل المجلس العسكري الحاكم منذ عام 2020.
وقد أعلنت وزارة النقل، في بيان، أن "قيودا فرضت على الدخول إلى المطار مؤقتا تفاديا لأي مخاطر"، وسط تأكيد شهود بأن المنطقة مطوقة، ولا يمكن الوصول إلى المطار عبر الطريق الوطني.
وفي حين أن مناطق في مالي لا تزال عرضة لهجمات شبه يومية، فإن عاصمتها في منأى عن العنف منذ هجوم مناهض للغرب في مارس/آذار 2016، استهدف فندقا يضم بعثة التدريب الأوروبية السابقة للجيش المالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تعليق عن الحرب علي الدولة والجيش
أدناه تعليق كتبته في منشور للصديق عثمانتو في سلسلة إضافات مهمة عن فقه الدولة والمرحلة التاريخية. طال التعليق قليليلا لذا أعيد نشره هنا لمن فات عليه في صفحة عثمان.
شكرا يا عثمان علي الكتابة المنيرة. علينا أن نميز بين التحليل الطبقي والاختزال الطبقي. وليس كل إختزال طبقي تحليل منير. الاختزال خطر وقد يقود إلي إستنتاجات عجول. في مجتمع اللا-مساواة الراسمالي كل المؤسسات منحازة طبقيا بما في ذلك القانون ولكن هذه الحقيقة لا تعني أن الحل هو إلغاء تلك المؤسسات، إن كانت الجيش أو القانون أو الجامعة – الحل العقلاني هو تحسينها وتوسيع إطارها الديمقراطي إلي يوم تتوفر فيه شروط تجاوزها التاريخي وليس الجزافي.
الاختزال الطبقي لا يري إزدواجية الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات، فنفس الجيش الذي يخدم مصالح البرجوازية، كاد أن يستولي عليه شيوعيو ١٩٧١ بهدف إستخدامه من أجل مصالح طبقات أخري. حينها كان الفهم أن الجيش – وكذلك الدولة – أداة يجب أن تمتلكها الجماهير لا أن تحرقها – ولا يعني هذا تاييد مني لذلك الإنقلاب منعا للسىفسطة. وهو نفس الجيش الذي يحمي الحدود من طمع الدول الأخري وهو نفس الجيش الذي يعزز وجوده سلامة المواطن في مناطق سيطرته – ووجود تجاوزات لا يغير هذه الحقيقة.
لذلك حينما نجحت الثورة الصينية لم يلغ الشيوعيون الجيش بل عززوه وسلحوه بالنووي ولولا هذا الجيش لكان مصير الصين مصير ليبيا والعراق وسوريا ولكان الصين أمة ذليلة تابعة إلي يومنا هذا وسوق للأفيون وماخور في سوق الراسمال العالمي. وجود الجيش الصيني هو الضامن الوحيد لحماية المكتبسات التنموية التي تم تحقيقها. وكان الأمر كذلك في روسيا. فحتي بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ورثت روسيا جيشا قويا أتاح وجوده النووي لها النهوض من جديد بعد أن إنهارت وتم نهبها. ولولا الجيش الموروث من لينين وتروتسكي لكانت روسيا اليوم دولة كرزايات .
حقيقة الإنحياز الطبقي للجيش – أو الدولة – لا تبرر الإستنتاج المتعجل بضرورة هدمه/ا هنا الآن. هذا إستنتاج يذهل عن ديالكتيكية الظاهرة التاريخية. ولو جاز في المنطق تدمير/مقاطعة أي مؤسسة لانها منحازة طبقيا، فعلينا أن ندعو الجميع لمغادرة وظائفهم في الشركات والقطاع الخاص والقطاع الحكومي لان كل هذه المؤسسات منحازة طبقيا. جلنا يعمل في شركة راسمالية أو يمولها رأسماليون أو يقبض مرتبه أو مساعداته من دولة منحازة طبقيا – والمجد لصاحب الدرداقة. ولكن لو قلنا علينا الإستقالة من هذه مصادر الكسب الملوثة هذه ستكون دعوة عبثية متزيدة، لان الناس يعملون لكسب العيش في مؤسسات ليست شريفة طبقيا لانها الحل الوحيد المتاح حاليا. وكذلك الدولة والجيش، هي مؤسسات ضرورية مرحليا يحتاجها الشعب السوداني مثل ما نحتاج كلنا لبيع قوة عملنا في مؤسسات مدنسة طبقيا.
وفي هذه اللحظة لا أعرف عن أي مد جماهيري داخل السودان يدعو لحل دولة أو جيش. لكن يبدو أن طريق التعلم بين المثقفين والجماهير بإتجاه واحد.
أما أطروحة الوعي الزائف فهي مقبولة ولكن السياق هو كل شيء وكذلك شرط الإستدعاء. لا جدال في قدرة الطبقات المهيمنة علي تزييف وعي الجماهير. هذا ممكن ويحدث. ولكن هذا لا يعني أن الشعب السوداني يعاني من حالة تزييف وعي ناجحة من جيش أو كيزان أو راسمال يعملون لخدمته ببساطة لان هذا الشعب رفض الحكم العسكري الكيزاني حد إسقاطه بالالاف من الشهداء والجرحي – فاين كانت هيمنة الوعي الزائف؟
أضف إلي ذلك أن الحرب ظرف حياة أو موت في أبسط ضرورات الوجود، وفي قضية حياة أو موت لا أعتقد أن أي جهة تستطيع تزييف وعي مواطن مهددا في وجوده البيولوجي والمادي والمعنوي. إنسان مواجه بظرف الموت لا يحتاج لدرس في الفلسفة السياسية ليفهم أين تكمن مصالحه في حفظ نفسه ونسله من الإنقراض.
أضف إلي ذلك أن تزييف الوعي ليس حكرا علي جهة. أسطورة الوعي الزائف والشعب المعلوف تنتقي من تدين ثم تذهل عن القوة الإعلامية الضاربة للحلف الجنجويدي الممول بسخاء من الخارج. ولو كان هناك وعيا زائفا فان التحالف الجنجويدي الإمبريالي يملك من أدوات التزييف أضعاف ما تملك أي جهة سودانية – بما في ذلك الكيزان والجيش والدولة – من أدوات تغبيش الوعي. بدون إختزال، توازن القوة والمال يشير إلي أن أكبر مصدر تزييف للوعي في الساحة هو حلف الغزاة المدجج بالمال والبودكستات والصحف ومحطات التلفزيون والناشطين علي السوشيال ميديا بمقابل. هذا هو تزييف الوعي الدائر حاليا وضحيته معظمهم مثقفين أما غمار الناس فلا يشترون ترهاته.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب