جهاز البيجر قصة طفرة تكنولوجية في التسعينيات
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
تسبب انفجار عدد كبير من أجهزة البيجر في مناطق مختلفة في لبنان في مقتل تسعة أشخاص وإصابة 2800 آخرين.
وبرز جهاز البيجر كوسيلة فعالة للتواصل السريع، وكان ثورة في عالم الاتصالات في تسعينيات القرن الماضي.
ولعب البيجر دوراً مهماً في تاريخ التكنولوجيا حيث كان بداية انطلاق في تحقيق التواصل السريع، خصوصًا في الأوساط المهنية مثل الطب، الأعمال والخدمات الطارئة.
نتناول في هذا التقرير بالتفصيل جهاز البيجر بدءًا من نشأته وتطوره مرورًا بكيفية عمله واستخداماته، وصولًا إلى الأثر الذي تركه على عالم الاتصالات، ونلقي نظرة معمقة على سبب اعتباره أحد أعمدة التكنولوجيا في وقته وكيف أحدث فرقًا في حياة الكثيرين
تاريخ جهاز البيجر
ظهر جهاز البيجر لأول مرة في منتصف القرن العشرين وتحديداً في الأربعينيات وكان هدفه الأساسي تسهيل التواصل في الظروف التي يصعب فيها إجراء المكالمات الهاتفية، إلا أن شعبيته لم تبدأ في الانتشار الواسع حتى الثمانينيات والتسعينيات.
وكان الاستخدام الأول للجهاز في الولايات المتحدة الأميركية وتم تصميمه في البداية للاستخدام داخل المستشفيات لمساعدة الأطباء على تلقي تنبيهات سريعة حول حالات الطوارئ، وحينها كان تصميم الجهاز بسيطًا جدًا ومحدودًا حيث لم يكن بإمكانه سوى استقبال إشارات أو رموز بسيطة مثل الأرقام.
بعدها بدأ بالانتشار التجاري في السبعينيات والثمانينيات حيث تطورت التكنولوجيا بشكل ملحوظ مما أدى إلى تحسين وظائف البيجر، وأطلقت شركات الاتصالات حينها خدمات أكثر تطورًا مثل القدرة على استقبال رسائل نصية قصيرة وليس فقط تنبيهات صوتية أو رقمية، وهو ما أدى هذا التطور إلى زيادة استخدام البيجر في الأوساط المهنية.
بحلول التسعينيات وصل البيجر إلى ذروة شعبيته فقد شهد إقبالاً كبيراً وكان يستخدم من قبل الملايين حول العالم، وكانت خدمات البيجر متاحة بشكل واسع من خلال شركات الاتصالات الكبرى وقد تمكن المستخدمون من تلقي رسائل نصية قصيرة تتضمن معلومات هامة أو أرقام هواتف ليقوموا بالاتصال بها لاحقًا.
في هذا الوقت تحول البيجر إلى وسيلة أساسية للتواصل السريع، ليس فقط بين المهنيين ولكن أيضًا بين الأفراد العاديين الذين كانوا يبحثون عن وسيلة موثوقة وسريعة لتلقي الرسائل.
أنواع أجهزة البيجر
تطورت أجهزة بيجر بمرور السنوات وتم تطوير عدة أنواع منها تختلف في وظائفها وتصميمها، أولها البيجر أحادي الاتجاه وهو النوع الأكثر شيوعًا ويُمكن للمستخدم من خلاله تلقي الرسائل فقط دون القدرة على الرد، وكانت هذه الأجهزة رخيصة نسبيًا وتعمل بشكل جيد في البيئات التي تتطلب تنبيهات سريعة.
ويأتي البيجر ثنائي الاتجاه كتطوير لما سبقه ويسمح لمستخدمه بتلقي الرسائل والرد عليها أيضا، وجاء هذا التطور مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يحتاجون إلى التواصل المتبادل أثناء التنقل مثل رجال الأعمال والأطباء.
وقدمت بعض الشركات أجهزة بيجر مصممة لأغراض معينة، مثل تلك المخصصة للأطباء فقط وتتميز بخصائص مثل إرسال التنبيهات الطبية المشفرة لضمان خصوصية المريض.
ويأتي تصميم الجهاز متشابهاً فهو صغير الحجم وسهل الحمل وغالبًا ما يتم ربطه بالملابس من خلال مشبك، ويحتوى على شاشة صغيرة لعرض الرسائل وذو بطارية تدوم لفترات طويلة، مما جعله جهازًا عمليًا للاستخدام اليومي.
بالإضافة إلى ذلك كانت البطاريات المستخدمة في البيجر من النوع الذي يمكن استبداله بسهولة ما يعني أنه لم يكن يتطلب شحنًا متكررًا كما هو الحال مع الهواتف الذكية اليوم.
كيف يعمل؟
التقنية التي يعتمد عليها جهاز البيجر بسيطة ولكن فعالة فهي تقنية جهاز استقبال راديوي صغير يقوم بتلقي إشارات من محطات إرسال مركزية تغطي مناطق جغرافية واسعة، يقوم المُرسل بإرسالها من خلال مركز خدمة البيجر الذي يبث الإشارة إلى الجهاز المستقبل.
وبمجرد تلقي الإشارة يظهر على شاشة البيجر رسالة وهي إما رقم يمكن الاتصال به أو رسالة نصية قصيرة وكانت النسخ المبكرة من البيجر تعتمد على الرسائل الرقمية فقط، ولاحقًا أصبح بإمكانه استقبال رسائل نصية قصيرة (SMS) تتراوح ما بين 100 إلى 200 حرف، وهو ما عزز من فعاليته في نقل المعلومات بسرعة وبدقة.
استخدامات البيجر
كان جهاز البيجر ذا استخدامات متعددة وتنوعت أهميته بناءً على الفئات التي استخدمته في ذروة شعبيته فقد كان وسيلة اتصال أساسية للعديد من المهن والصناعات، في مقدمتها المجال الطبي.
وبرزت أهميته في المجال الطبي في وقت لم يكن هناك جهاز آخر يمكن أن ينافسه خلال الثمانينيات والتسعينيات، واعتمد عليه الأطباء والممرضون بشكل أساسي خاصة في المستشفيات الكبرى والمراكز الطبية.
واستخدمته المستشفيات في تنبيهات الطوارئ حيث كان يسمح للمستشفيات والأطباء بإرسال تنبيهات سريعة حول حالات المرضى أو الأحداث الطارئة، وكان هذا النوع من التواصل السريع حاسمًا لإنقاذ حياة المرضى، حيث يتلقى الطبيب تنبيهًا على الفور، ويعرف أنه بحاجة إلى العودة إلى المستشفى أو الرد على مكالمة معينة.
إضافة إلى ذلك فقد كان وسيلة سهلة للتواصل في الأماكن الكبيرة بين الطاقم الطبي بدلاً من البحث عن الطبيب في أرجاء المستشفى يمكن ببساطة إرسال رسالة عبر البيجر لتنبيه الطبيب بالحضور إلى مكان معين.
وفي قطاع الأعمال، كان البيجر يُعتبر أداة أساسية للتواصل بين المديرين والموظفين أثناء التنقل، ونقل المعلومات والاتفاق على الاجتماعات، كذلك مفيداً بشكل خاص في الأوقات التي لا تكون فيها الهواتف المحمولة متاحة على نطاق واسع أو كانت تغطية الشبكات ضعيفة
واستخدم الجهاز أيضا في مجال الأمن والخدمات الطارئة مثل الشرطة وخدمات الإطفاء والإسعاف، سواء كان ذلك حادثًا مروريًا أو كارثة طبيعية كانت خدمات الطوارئ تعتمد على البيجر لتنبيه الفرق بسرعة وبكفاءة.
وأخيرا الاستخدام الشخصي في فترة التسعينيات كان بعض الأشخاص يعتمدون على البيجر كوسيلة لتلقي الرسائل من أفراد العائلة أو الأصدقاء، خصوصًا في الحالات التي يحتاجون فيها إلى البقاء على اتصال مستمر ولكن دون الحاجة إلى هاتف محمول.
البيجر كان يُعتبر وسيلة اقتصادية أكثر من الهواتف المحمولة في ذلك الوقت، حيث كانت تكاليف استخدامه أقل بكثير من تكلفة المكالمات الهاتفية وكانت البطارية تدوم لفترات طويلة، مما جعله خيارًا موثوقًا للتواصل على مدار اليوم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاتصالات الاتصالات اللاسلكية الهواتف الذكية جهاز البیجر من خلال جهاز ا
إقرأ أيضاً:
حسام هيبة: سنشهد طفرة في تدفقات الاستثمار مع تنفيذ توجيه الرئيس باستبدال الرسوم الحكومية بضريبة إضافية موحدة
شارك حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في الاجتماع المشترك لمجلس التعاون المصري الكويتي، بحضور المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، و محمد جبران، وزير العمل، و أحمد الشيخ، رئيس البورصة، والسفير إيهاب فهمي، مساعد وزير الخارجية لشئون العربية، و محمد جاسم الصقر، رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي، والدكتور ممدوح العربي، نيابةً عن المهندس محمود العربي، رئيس الجانب المصري في المجلس، بالإضافة إلى ١٥٠ رجل أعمال مصري وكويتي.
وأعلن حسام هيبة، خلال الاجتماع، أن الحكومة المصرية تعكف حالياً على تنفيذ توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلغاء الرسوم المتعددة التي تفرضها الجهات والهيئات الحكومية على الشركات، واستبدالها بضريبة إضافية موحدة تُحتسب على صافي الأرباح، على أن يتم إطلاق المنظومة الجديدة خلال أشهر قليلة، والتي ستساهم في تحقيق طفرة في بيئة الأعمال وتدفقات الاستثمار إلى مصر.
وقال حسام هيبة إن الاقتصاد المصري يجني حالياً ثمار الإصلاح المالي والنقدي والاستثماري، حيث نجحت مصر في تحقيق صافي تدفقات استثمارية هي الأعلى على الإطلاق، بقيمة 46.1 مليار دولار في العام المالي 2023/ 2024، نتيجة طفرة البنية التحتية واستقرار سعر الصرف وتوفر النقد الأجنبي وتسهيل الإجراءات الضريبية ورقمنة الإجراءات الاستثمارية وتسهيل الحصول على التراخيص اللازمة لإنشاء وتشغيل المشروعات.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة على استمرار العمل وفق خطة محددة قطاعياً وجغرافياً لجذب استثمارات قادرة على تصدير السلع والخدمات إلى الخارج، وفق "رؤية مصر 2030"، التي تستهدف أن تبلغ حصة القطاع الخاص ٧٠% من إجمالي الاستثمار بحلول 2030، وأن تبلغ قيمة الصادرات المصرية 145 مليار دولار.
وقال حسام هيبة إن الحكومة المصرية تستهدف مضاعفة حجم الاستثمارات الكويتية في مصر، عن طريق تسليط الضوء على قصص نجاح الشركات الكويتية في مصر، والتي استمرت في التطور والنمو وتحقيق عوائد مرتفعة استفادةً من استدامة نمو الاقتصاد المصري خلال السنوات الماضية رغم جائحة كوفيد- 19، والاضطرابات الإقليمية، وتقلبات الاقتصاد العالمي.
وبلغ صافي تدفقات الاستثمار الكويتي المباشر إلى مصر في سنوات ما بعد الجائحة (من 2021/ 2022 إلى 2023/ 2024) 6.2 مليار دولار، وتحتل الكويت حالياً المرتبة الخامسة بين الدول المستثمرة في مصر، وتتوزع استثماراتها بين حوالي 1500 شركة تتركز في القطاعات المالية والصناعية والعقارية والسياحية والخدمية.
ودعا حسام هيبة مجتمع الأعمال الكويتي للتعرف على فرص الاستثمار على خريطة مصر الاستثمارية، والمتاحة وفق أنظمة استثمارية مختلفة تتلاءم مع توجهات المشروعات المختلفة (مناطق حرة، ومناطق استثمارية وتكنولوجية، وشركات استثمار داخلي، والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس)، والتقدم للحصول على الرخصة الذهبية لمشروعاتهم التي تتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للدولة، مع التركيز على القطاعات التصديرية للمساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية المصرية، والاستفادة من الاتفاقيات التجارية التي أقرتها الحكومة المصرية على مدار العقود الماضية، والتي تربطها حالياً بحوالي 70 دولة.