الفجيرة: «الخليج»
مواكبة الحداثة، والحفاظ على الأصالة، لم تكن مهمة سهلة لدى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حينما اختار بناء الإنسان شراعاً للإبحار، وبقدر ما ركّز على العلم في تبنّي الخطط والمشاريع، راهن على الأخلاق، والقيم، والحفاظ على العادات والتقاليد كضمانات لديمومة التنمية.
وشهد تطور التعليم في إمارة الفجيرة، مراحل متعددة من التحسين والتطوير، وقد أولى سموّه التعليم اهتماماً كبيراً منذ توليه الحكم، فعمل على تعزيز وتطوير قطاع التعليم في الإمارة، مؤكداً أهميته في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار.
وتحت قيادته تم التركيز على تحسين جودة التعليم من خلال توفير التدريب المستمر، للمعلمين والأكاديميين، وإنشاء جامعات تقدم برامج تعليمية متنوعة، وتحتوي على مختبرات علمية متطورة، حيث تضم الفجيرة اليوم عدداً من الكليات والجامعات، منها كلية التقنية العليا، وجامعة العلوم والتقنية، وجامعة الفجيرة، وأكاديمية الفجيرة للطيران، وكلية «بي اي إم إس»، وكلية لندن أمريكن سيتيز.
وطيلة خمسين عاماً، حرص سموه على التواجد في الميدان ومتابعة أوضاع التعليم خطوة بخطوة، من خلال زيارة الجامعات والمدارس في الإمارة، وحضور احتفاليات التخرج من الجامعات، وتشجيع أبنائه الطلبة على البحث العلمي، وإيفاد المتفوقين منهم للخارج.
كما دعم سموه المبادرات التعليمية الهادفة لتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، في ما يخص تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم. كما اهتمّ سموّه بالتعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل، ولأجل هذا، أنشأ معهد التكنولوجيا التطبيقية لطلبة الثانوية في الفجيرة.
وآمن سموّه بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل. ولهذا نجد الفجيرة تضم اليوم 67 مدرسة، حكومية وخاصة، فالتعليم جزء مهم من رؤية سموه للتنمية المستدامة، وقد حقق ذلك عبر توفير مستوى عالٍ من التعليم لجميع المواطنين، والمقيمين.
ويحرص سموه دائماً، على دعم الموهوبين وتشجيع القدرات الوطنية في إنتاج الأفكار الإبداعية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتمكينهم من تنمية قدراتهم ومواهبهم في مجال الابتكار والإبداع.
الإنسان أولاً
كانت استراتيجية سموه الدائمة، تتركز على أن العنصر البشري هو الأساس في النهوض بالوطن وتنميته. وبرزت هذه الفكرة عند الإعلان عن خطة الفجيرة الاستراتيجية الشمولية 2040 بتوجيهات سموه الكريمة، لتحسين جودة حياة المواطنين، والمقيمين، ومسايرة النمو المتسارع للإمارة لمواكبة التطور والتنوع الاقتصادي والسياحي والجغرافي والسياحي. واشتملت الخطة، على حزمة من المشاريع الحيوية ذات الأبعاد الاقتصادية بعيدة المدى، وتوجيه الاستثمار نحو إنشاء الطرق وتطوير الخدمات الحضرية على المدى الطويل، وتعزيز قطاعات الإسكان ومرافق البنية التحتية، وبناء الحواجز المائية والموانئ، وتوسيع مرافق الرعاية الصحية.
وشهدت الفجيرة في عهد سموّه، الكثير من مشاريع البنية التحتية الهادفة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاقتصاد، ومنها تطوير شبكة الطرق الرئيسية والفرعية، لتسهيل حركة المرور وتعزيز الاتصالات بين الإمارات المختلفة، كما تم إطلاق عدة مشاريع سكنية تهدف إلى توفير وحدات سكنية مريحة ومتنوعة للمواطنين، منها مشروع مدينة الشيخ محمد بن زايد، حيث أسهمت هذه المشاريع في تعزيز البنية التحتية للفجيرة، كما ساعدت على تلبية احتياجات السكان والزوار.
وآمن سموّه بضرورة بناء الإنسان ودوره الفاعل في تحقيق النهضة التنموية الشاملة في الدولة. فقد أصدر سموّه القانون رقم 2 لعام 2018، القاضي بتأسيس مؤسسة حمد بن محمد الشرقي للأعمال الإنسانية، للمساهمة في تحقيق المبادئ الإنسانية السامية، من خلال توفير الدعم والمساعدات المالية والعينية للشرائح المحتاجة في المجتمع، وتأمين الحياة الكريمة لهم. وقبلها كانت جمعية الفجيرة الخيرية التي حققت بدعم سموه إنجازات كبيرة وصل صداها للآفاق لكل المحتاجين.
تطور القطاع الصحي
في ظل جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم بأسره، كان سموّه الداعم الأكبر لقطاع العاملين في الصحة، فقد ثمّن دورهم الكبير من خلال توفير كل الاحتياجات، وتسخير الإمكانات لرصد وفحص وعلاج الحالات المصابة في الإمارة. كما أصدر سموّه التوجيهات لتوفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين، من حيث تطوير المستشفيات، وزيادة الطاقم الطبي وتوفير كل أشكال الدعم وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة لكل المستشفيات، واستقطاب الأطباء المختصين إلى الإمارة.
قفزت الفجيرة في عهد سموه، قفزات مميزة في جانب الرعاية الصحية. وهذا يظهر جلياً من خلال الإحصاءات، حيث تتميز الإمارة بثلاثة مستشفيات حكومية، منها مستشفى الفجيرة، ومستشفى مسافي، ومستشفى دبا، فيما يعد مستشفى الشرق، وثومبي، من مستشفيات القطاع الخاص، إلى جانب عدد كبير من العيادات والمراكز الصحية يصل إلى 117 ما بين عيادة، ومركز صحي، وعيادة أسنان. كما ارتفع عدد الأطباء والممرضين المشتغلين في القطاع الحكومي إلى 1211، والقطاع الخاص إلى 868 طبيباً، وممرضاً، حسب آخر إحصاءات مركز الفجيرة للإحصاء، حتى يتم توفير كل أشكال الدعم والرعاية الصحية لأفراد المجتمع بكل مرونة وسلاسة.
عاصمة ثقافية عالمية
في المشهد الثقافي، باتت الفجيرة في عهد سموه، معلماً ثقافياً وإبداعياً بارزاً في المحافل العربية، والدولية، ففيها عدد من المسارح التي تقدم العروض العالمية، وتشكل فضاء تفاعل بين الفنانين، والمسرحيين، والرواة، والمؤلفين من جميع الثقافات.
الرياضة للجميع
تعد الفجيرة من أبرز الأسماء التي تُذكر في عالم الرياضة. ويعود ذلك لتوجيهات سموه الكريمة بضرورة الاهتمام بالرياضات المختلفة، ونتيجة دعمه لكل الفرق والمنتخبات للمشاركة في المحافل الرياضية داخل، وخارج الإمارات.
التاريخ مرّ من هنا
تمتاز إمارة الفجيرة بتاريخ متجدد من الأصالة والتراث، فقلعة حصن الفجيرة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وتعد من أقدم وأكبر القلاع في البلاد. تحكي بين ثناياها بسالة شعب دافع عن وطنه ضد العدوان، جنباً إلى جنب، مع باقي قلاع الإمار، ة مثل قلعة أوحلة، ومسافي، ودبا. كما يعد مسجد البدية من أقدم المساجد التاريخية والأثرية في الفجيرة، ويعود تاريخه إلى أكثر من 500 سنة. لذا كان الحفاظ على المناطق الأثرية والتاريخية ضمن رؤية واضحة وشاملة لسموّه، وغرساً لقيم العراقة والأصالة في نفوس شباب الوطن، وإبرازاً للموروث الإماراتي للسياح والزوار. وقد أكد سموّه مراراً، أهمية تعريف الأجيال بإرث أجدادهم، وثقافتهم، لما له من أثر إيجابي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعد الجانب الأثري في الإمارة، رافداً أساسياً لجذب الزوار والسياح، وتنشيط القطاع السياحي للاستمتاع بأفضل تجربة سياحية تراثية، ترافقها الفعاليات الثقافية، والتراثية، والترفيهية، في تاريخ الإمارة، حيث بلغ عدد زوار الأماكن الأثرية من قلاع ومتاحف وقرى تراثية نحو 114,305 زائراً، في آخر إحصائية عام 2023م.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة فی الإمارة فی تحقیق من خلال
إقرأ أيضاً:
اقتراح برلماني لـ"وزير التعليم" بشأن التسرب من التعليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم النائب حسانين توفيق، عضو مجلس الشيوخ، باقتراح برغبة إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، موجه إلى وزير التربية والتعليم بشأن التسرب من التعليم.
وقال النائب، في المذكرة الإيضاحية للاقتراح، إن الفترة الأخيرة، شهدت نشر عدد من المنصات الإعلامية تقارير حول زيادة نسبة التسرب من التعليم الأساسي، وانخفاض عدد الطلاب الملتحقين بالمرحلة الابتدائية.
وأضاف: جاء من بين التقارير المنشورة، تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، الصادر مؤخرا، حيث رصد زيادة نسبة التسرب في المرحلة الابتدائية لتصل إلي 0.3 % عام 2023 /2024 مقابل 0.2% عام (2022 /2023).
وتابع: كما جاء من بين تلك التقارير المنشورة، تحليل لأعداد الطلاب الملتحقين بالمرحلة الابتدائية خلال الخمس سنوات الأخيرة، وفقا لبيانات الكتب الإحصائية السنوية لوزارة التربية والتعليم والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، والتى أوضحت وجود انخفاض في معدلات التحاق الطلاب الجدد بنسبة 85% خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وأضاف: التسرب من التعليم له تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع المصري، حيث يؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، من خلال زيادة الفقر والبطالة وزيادة معدل الجريمة، وانخفاض الوعي الصحي، وانخفاض الإنتاجية.
وتابع: الأمر الذى يتطلب اتخاذ إجراءات شاملة لمواجهة تلك الظاهرة، تشمل تحسين جودة التعليم، وتوفير الدعم المالي والاجتماعي، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم.
واقترح النائب حسانين توفيق: ربط التحاق الطلاب وحضورهم بالمدارس بأى حوافز ومميزات جديدة بمختلف برامج الحماية الاجتماعية، إلي جانب تقديم مكافآت مالية صغيرة للطلاب الذين يحققون نتائج جيدة في الاختبارات أو يحضرون بانتظام، وكذلك توفير منح دراسية إضافية للطلاب المتفوقين من أسر تكافل وكرامة.
كما دعا إلي المتابعة الدقيقة لحضور الطلاب، من خلال إنشاء نظام إلكتروني لمتابعة حضور الطلاب وإبلاغ البرنامج بأي تغيبات متكررة.
واقترح حسانين، توفير دروس تقوية مجانية، لطلاب الأسر المستفيدة لمساعدتهم على تحسين مستواهم التعليمي، وتعزيز الوعي بأهمية التعليم، من خلال تنظيم حملات توعية لأولياء أمور الأطفال المستفيدين من البرنامج حول أهمية التعليم ودوره في تحسين المستقبل، بالإضافة إلى عقد ورش عمل لأولياء الأمور لشرح كيفية دعم أطفالهم في العملية التعليمية.
وأكد أهمية تشكيل مجالس لأولياء الأمور في المدارس التي يدرس فيها أطفال الأسر المستفيدة.
وتابع: كما أرى أهمية توفير مرشدين نفسيين في المدارس لمساعدة الطلاب على التغلب على الصعوبات النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى التسرب.