“إسرائيل” تواجه تساؤلات صعبة بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ اليمني
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
الجديد برس:
عبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مخاوف كبيرة صنعتها الضربة الصاروخية التي نفذتها قوات صنعاء، يوم الأحد، على “تل أبيب”، سواء فيما يتعلق بتطور قدرات قوات صنعاء أو إخفاق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والمحيطة بـ”إسرائيل” في المنطقة، وهي مخاوف لم تنجح رواية الجيش الإسرائيلي المرتبكة بشأن الهجوم في تقديم أي إجابات لتهدئتها.
وضمن تصريحاته بشأن الضربة الصاروخية غير المسبوقة، ركز الجيش الإسرائيلي بشكل ملحوظ على نفي امتلاك قوات صنعاء صواريخ فرط صوتية، وقال إن الصاروخ المستخدم كان باليستياً عادياً، لكنه لم يستطع تفسير الفشل في اكتشاف الصاروخ واعتراضه، واكتفى بالإعلان عن إجراء تحقيق في الحادثة، وهو ما جعل روايته بلا فائدة فيما يتعلق بالمخاوف التي أحدثتها الضربة.
ونشرت صحيفة “كالكاليست” العبرية، تقريراً جاء فيه “أن مصدراً عسكرياً رفيعاً أثار احتمال أن يكون الصاروخ المعني تفوق سرعته سرعة الصوت”.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله: “إذا كان هذا هو الحال، فإنه سيمثل تغييراً جوهرياً في المنطقة، وإذا تبين أن مثل هذا الصاروخ استخدم بالفعل، فهذا يشير إلى فشل استخباراتي كبير من جانب الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع”.
وناقشت الصحيفة ما ذكره الجيش الإسرائيلي بخصوص نوعية الصاروخ، وقالت “إن للصاروخ الباليستي مسار طيران ثابتاً، من المفترض أن تكتشفه أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في مرحلة مبكرة نسبياً، وأنظمة الدفاع ذات الصلة بهذا النوع من التهديد هي (آرو2) و (آرو3)، والتي من المفترض أن تعترضها على مسافة كبيرة من منطقة إسرائيل وعلى ارتفاعات عالية”، مضيفةً أن “هذه القدرات، خصوصاً خلال الحرب المستمرة التي تكون فيها جميع أنظمة سلاح الجو في حالة تأهب قصوى بسبب التهديدات العديدة الموجهة إلى إسرائيل من عدة ساحات، كان ينبغي أن توفر مؤشرات كافية لتمكين تحذير أفضل من وجود صاروخ في طريقه إلى وسط البلاد، وإعطاء نظام الدفاع الجوي عدة فرص لاعتراضه بعيداً عن الأراضي الإسرائيلية”.
وأضافت أن “إسرائيل ليست وحدها التي تراقب ما يتم إطلاقه من اليمن، حيث تشمل هذه الجهود قوات التحالف في البحر الأحمر، التي تعمل بالتنسيق الوثيق مع القيادة المركزية للجيش الأمريكي، بقيادة الجنرال مايكل كوريلا، أحد الأسئلة التي يحاول سلاح الجو الإجابة عليها هو لماذا لم تتلقَ إسرائيل مثل هذا التحذير الضروري من قبل هذه القوات”.
وتابعت: “على حد علمنا، فقد فشلت محاولة اعتراض الصاروخ من اليمن صباح الأحد بمنظومة (أرو) ومن ثم تم إطلاق صاروخ اعتراضي من طراز القبة الحديدية، على الرغم من أن هذه المنظومة تهدف إلى اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ولم تكن ناجحة تماماً، حيث لا زال سلاح الجو الإسرائيلي يجهل ما إذا كان الصاروخ القادم من اليمن قد تم اعتراضه جزئياً أو تحطم في الهواء عندما دخل الغلاف الجوي”.
وتشير هذه المناقشة بوضوح إلى أن الفشل في اعتراض الصاروخ لا يستقيم مع اعتباره صاروخاً بالستياً عادياً، لأن الدفاعات الإسرائيلية مجهزة للتصدي لهذه الصواريخ وقد حاولت فعل ذلك وفشلت.
ونقلت الصحيفة عن “مصدر أمني مطلع” قوله إن “الحدث غير عادي وسيئ وغريب ويتطلب تحقيقاً شاملاً”.
وأضافت: “أياً كانت نتيجة تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي، فإن إطلاق الصاروخ من اليمن يفاجئه مرة أخرى بعد أن نجح الحوثيون في إدخال طائرة مسيّرة في يوليو الماضي انفجرت في منتصف الليل وسط تل أبيب”.
وقالت إنه “لا ينبغي تجاهل أن شظايا الصاروخ كانت متناثرة على بعد بضعة كيلومترات من أحد أكبر المواقع الاستراتيجية في إسرائيل وهو مطار بن غوريون”.
وبالرغم من تماهي وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى مع ادعاء الجيش بأن الصاروخ لم يكن فرط صوتياً فإنها لم تتردد في التعبير عن المخاوف إزاء فاعلية أنظمة الرصد والدفاع الجوي، والتي لم يقدم الجيش الإسرائيلي أي تفسير مطمئن لفشلها في اعتراض صاروخ قال إنه كان “عادياً”.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريراً جاء فيه أنه “بعد فشل محاولة الاعتراض الأولى واستمرار الصاروخ في التحليق، لم يكن هناك مفر من تفعيل التحذير لمنطقة كبيرة نسبياً في وسط البلاد، ومواصلة محاولة اعتراض التهديد في مرات إضافية”.
واعتبرت أن “الحادثة الصاروخية من اليمن توضح تعدد الساحات وضرورة التنبه والجاهزية والقدرة على الرد في وقت قصير على كافة الساحات والمساحات، لكنها توضح أيضاً حقيقة أنه لا توجد حماية كاملة ولا توجد استجابة محكمة، حتى لو كان تهديداً واحداً واستخدمت ضده مجموعة أدوات تحتوي على أكثر من حل واحد”.
وسلطت صحيفة “هآرتس” الضوء على الموضوع نفسه من زاوية أخرى، حيث قالت في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” إن “إطلاق الصاروخ الباليستي من اليمن إلى إسرائيل يوم الأحد متوقع، حتى أن وزير دفاع الحوثيين كان قد أصدر تحذيراً مبكراً قبل يوم واحد، ومع ذلك فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية”، معتبرة أن “هذا يشير إلى عيوب في أنظمة الدفاع الإسرائيلية ويثير المخاوف”.
وفي السياق نفسه نشرت صحيفة “غلوبس” العبرية تقريراً جاء فيه أن “إسرائيل تمتلك أنظمة دفاعية متعددة الطبقات، وقد نجح نظام (آرو3)، المصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية عندما تكون خارج الغلاف الجوي، كما نجح نظام (آرو2)، في التعامل مع تهديدات مماثلة في الماضي، ومع ذلك، يبدو أن المحاولات فشلت هذه المرة”.
وأضافت: “على الرغم من أن وقت الاستجابة البالغ 11 دقيقة يعتبر طويلاً نسبياً، وفي حين أنه لم يتضح بعد سبب عدم اعتراض الصاروخ بنجاح، إلا أنه يمكن القول إنه أوضح للنظام الأمني الإسرائيلي أنه حتى أنظمته الدفاعية المتقدمة ليست بالضرورة محكمة”.
أما مجلة “إيبوك” العبرية فقد اعتبرت، في تقرير يوم الإثنين، أن “الحوثيين حققوا إنجازاً معرفياً بالأمس من خلال إطلاق الصاروخ على إسرائيل، كما فعلوا عند إطلاق الطائرة المسيرة على تل أبيب، التي نجحت في قتل مدني إسرائيلي”.
ونقلت المجلة عن مصدر أمني رفيع قوله إن قوات صنعاء “خطيرة وعنيدة وانتقامية خاضت صراعاً عسكرياً مستمراً لسنوات ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بل ونجحت في شل جزء كبير من صناعة النفط في المملكة العربية السعودية والتسبب في أضرار اقتصادية جسيمة من خلال الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار”.
وتشير هذه التقارير بوضوح إلى أن محاولة الجيش الاسرائيلي طمأنة الإسرائيليين من خلال إنكار المواصفات المتطورة للصاروخ، لم تفلح في التخفيف من وقع الضربة، إذ ما زالت قضية الفشل في اعتراض الصاروخ برغم المحاولات المتعددة تطرح أسئلة كبيرة تضع الجيش بين خيارين: إما الإقرار بنوعية الصاروخ، أو الإقرار بفشل الإجراءات الدفاعية التي لا تقتصر على منظومات (السهم، والقبة الحديدية، ومقلاع داوود) الإسرائيلية بل تمتد إلى القوات البحرية الأمريكية والفرنسية في البحر الأحمر وشبكات الرصد والاعتراض المتواجدة على طول المسافة في السعودية والأردن.
المصدر: يمن إيكو
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی اعتراض الصاروخ الدفاع الجوی قوات صنعاء فی اعتراض سلاح الجو من الیمن
إقرأ أيضاً:
عاجل| “الحوثيون” يستبقون الضربة العسكرية الإسرائيلية الكبرى على صنعاء بهذا الأمر..
عاجل| “الحوثيون” يستبقون الضربة العسكرية الإسرائيلية الكبرى على صنعاء بهذا الأمر..عاجل| “الحوثيون” يستبقون الضربة العسكرية الإسرائيلية الكبرى على صنعاء بهذا الأمر..|
الجديد برس|
شنت القوات اليمنية، الإثنين، هجومًا جويًا واسعًا استهدف الاحتلال الإسرائيلي، في عملية تُعد الأبرز والأكبر في تاريخ المواجهة بين الطرفين. الاحتلال الإسرائيلي اعترف بتعرضه لهجوم مكثف، حيث أُطلقت ٣ صواريخ باليستية وطائرة مسيرة من اليمن، في وقت تحدث فيه القيادي اليمني محمد الحوثي عن “زخة صواريخ وطائرات مسيرة”.
رغم تكرار العمليات اليمنية منذ نوفمبر الماضي، تُعتبر هذه العملية النوعية الأولى التي تجمع بين الهجوم المكثف بالصواريخ والمسيرات بشكل متزامن، لتؤكد رسائل عدة:
الردع الاستباقي: جاء الهجوم بالتزامن مع تقارير إسرائيلية عن نية الاحتلال تنفيذ “عملية كبرى” تستهدف اليمن. وسائل إعلام الاحتلال، ومنها صحيفة هآرتس، نقلت عن قادة عسكريين بأن “العملية قد تمّت” دون توضيح أبعادها، في إطار محاولات لتسويق “انتصارات وهمية” لنتنياهو الذي يتحدث عن خوض المعارك على سبع جبهات دون تحقيق أي أهداف في غزة. القدرات المتطورة: العملية اليمنية أظهرت تطورًا ملحوظًا في القدرة على توجيه ضربات مكثفة على مدى ٢٥٠٠ كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود، أو لفترات تحليق طويلة. فرض المعادلة الجديدة: رسالة واضحة بأن اليمن قادرة على قلب الطاولة وتحويل أيام الاحتلال إلى كابوس مستمر بهجمات نهارية وليلية لا تتوقف.وجاء الهجوم في ظل تعزيزات عسكرية أمريكية وإسرائيلية في المنطقة، إذ أعلنت واشنطن إعادة انتشار حاملة الطائرات “ترومان” إلى البحر الأحمر، وسط تهديدات ضمنية بتوسيع رقعة العدوان على اليمن. ومع ذلك، يظل تأثير هذه التحركات محدودًا؛ فاليمن تتعرض لعدوان شبه يومي منذ يناير الماضي، بعمليات شملت مشاركة غواصات نووية وقاذفات استراتيجية، ومع ذلك لا تزال المبادرة بيد صنعاء.
ومع هذا وذاك، فإن الهجوم اليمني المكثف يضع الاحتلال الإسرائيلي أمام واقع جديد، مفاده أن أي مغامرة عسكرية تجاه اليمن ستُقابل بردود نوعية تضاعف من مأزق الاحتلال، سياسيًا وعسكريًا، خاصة في ظل إخفاقه في غزة وفشله في تحقيق أهداف على أي جبهة أخرى.