البوابة نيوز:
2025-01-30@07:37:27 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "تربة الهلاك"

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التعميم يفيد العقل المُعَلَّب، ويريح معدة التفكير بسهولته المَرَضِيَّة. فما أسهل أن نطلق تعميمات ومسلمات واعتبارها حقائق ونتائج لقضايا مجتمعية وحلًا لمشاكل مستعصية. فقد عشنا سنوات نردد أن الفقر سبب رئيسي للإرهاب، وأن الجهل أحد أعمدته المحورية، في حين أن الوقائع حدَّثتنا عن أثرياء ومليارديرات أعضاء كبار في جماعة الإخوان الإرهابية، وعن خريجي كلية الطب من مؤسسي تنظيم القاعدة، وخريجي الهندسة من قيادات تنظيم داعش، وعن الأجانب الذين انضموا لتلك التنظيمات.

بل وقد يندر أن تجد فلاحًا عضوًا في جماعة إرهابية أو قام بأعمال انتحارية. لذلك، فالتعميم بالفعل من آفات الفكر، خاصة في القضايا الإنسانية التي تتميز بالفردانية.

من هنا نريد أن نناقش إحدى التعميمات الشهيرة التي تقول إن حالة التشدد والتطرف الديني في مجتمعنا مصدرها الرئيسي فترة الصحوة الدينية في السبعينيات من القرن الماضي والغزو الوهابي الذي جلبه العمال معهم من بعض الدول. وليس معنى أننا نطرحها للفحص أنها لا تحمل بعض الصحة ولها أصول وثمار وجولات في ذلك. ولكن لا يعني هذا أبدًا أن أرضنا والبيئة الحاضنة خالية من هذا التشدد، وأن خط التسامح والليبرالية هو السائد طوال تاريخنا العريض الممتد.

فإذا عدنا للتاريخ المصري القديم، نجد أن أخناتون، المعروف بأنه سباق في التوحيد، كان سباقًا أيضًا في التعصب والتشدد ونفي الآخر، وهو الذي أشعل الصراع والقتال بين أتباع "آتون" وأتباع "آمون". وإذا قذفنا إلى فترات لاحقة في التاريخ المصري، نجد آثارًا مدمرة للكراهية والتشدد في عصور حكم الدولة العثمانية والمملوكية، وأن الفكرة الأولى التي طرحت لمواجهة الحملة الفرنسية على مصر كما يذكر الجبرتي هي قتل الأقباط الذين ينتمون لنفس ديانة الغزاة. ولولا وجود شيوخ أجلاء تصدوا لها، لقتل العامة جميع الأقباط في القاهرة.

وهذه النظرة ظلت تحكم قطاعًا كبيرًا من المصريين أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر. والمطلع على جريدة "اللواء"، التي كانت لسان حال الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل، سوف يجد الكثير من المقالات المشبعة بهذه الكراهية وصدى لها. كذلك، عندما أصدر قاسم أمين كتابه "تحرير المرأة" عام 1899، تصدى له قطاع كبير من المتشددين. ونفس الأمر مع كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" عام 1926 - أي قبل غزو السبعينيات بكثير.

وهذه نماذج مقتطفة دون ترتيب أو منهج من تاريخنا، لكنها تؤكد أن حجة الإحياء الديني والغزو الوهابي تعميم مريح يجعلنا نهرب من حقيقة موجعة ومواجهة لا مفر منها، وهي امتلاكنا أرضية متشددة وبيئة حاضنة مدعومة من كتب تراثية صفراء ومن التعليم والإعلام، ومن مؤسسات عمرها آلاف السنين. وهي أرضية تتصارع دائمًا مع قطاع صغير متسامح.

فليس الأمر إذن غزوًا حدث وتمكن دون أن يجد "تربة هلاك" ملائمة وهوًى سلفيًا وماء يروي وخطب تنمي ووعظًا يحرس ويحصد هذا التجمد. وياللعجب، فإن صورة هذا التشدد موجودة حتى عند الأقباط الذين منهم من يرفضون ويكرهون الطوائف المنتمية لنفس ديانتهم، ويرون أنهم صنيعة الاحتلال، ومصيرهم مصير الهراطقة. فهل هم أيضًا أصيبوا بالوهابية؟

نكتة قبل الوداع

"الدقن دي تجارة أكل عيش، واحد مايعرفكش يشوفك وأنت بالدقن دي يبقى في ثقة كده في المعاملة والبيع والشراء!"

"ثانيًا، قالك إيه بقى! للدقن سبع فوائد."
(من فيلم "كلمني شكرًا")

"الدقن في عقل الراس، ولجذورها تاريخ وأجراس."

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العقل إفيه يكتبه روبير الفارس

إقرأ أيضاً:

أحمد بهي الدين: التحديات التي يشهدها قطاع النشر تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع المعنيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استضافت قاعة الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم، ثاني مؤتمرات الدورة الـ56 للمعرض، تحت عنوان "مستقبل الملكية الفكرية.. التشريعات.. التحديات.. الفرص"، وأدارت الجلسة الافتتاحية الإعلامية هدى عبد العزيز.

وفي بداية الجلسة، تحدث الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، مشيراً إلى أن معرض الكتاب يحتفي بالملكية الفكرية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين وبالشراكة مع الدكتور هشام عزمي، رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية.

وأوضح بهي الدين أن هذا المؤتمر يهدف إلى التعرف على مستقبل الملكية الفكرية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، ودراسة كيفية تأثير هذا المستقبل على صناعة النشر، مؤكدًا أن التحديات التي يشهدها القطاع تتطلب جهداً مشتركاً من جميع المعنيين بمجال النشر لتقديم حلول فعّالة.

وأضاف رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن المعرض يسعى لأن يكون منبرًا لقراءة المستقبل، مؤكداً على أهمية التعاون مع كافة المؤسسات المعنية بالنشر ودعوة جميع الناشرين للمشاركة في صنع المستقبل.

كما عبّر عن أمله أن تثمر مداولات المؤتمر عن نتائج تسهم في تعزيز صناعة النشر على مستوى العالم.

من جانبه، أعرب خوسيه بورغينيو، أمين عام الاتحاد الدولي للناشرين، عن شكره للدكتور أحمد بهي الدين على دعوته لحضور هذا المؤتمر الهام الذي يعد جزءاً من معرض القاهرة الدولي للكتاب. 

وأوضح بورغينيو أن الاتحاد الدولي للناشرين تأسس في عام 1996 في جنيف، ويضم اتحادات الناشرين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اتحاد الناشرين المصريين والعرب، بالإضافة إلى 11 اتحاداً آخر من دول عربية.

وتابع “بورغينيو”: “أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد هو حماية حقوق الملكية الفكرية وحرية النشر. ويعمل الاتحاد على تمثيل جميع اتحادات الناشرين في المحافل الدولية، خاصة فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية”.

كما أشار إلى التعاون القوي مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، والتي تضم 193 دولة معنية بحقوق الملكية الفكرية، مؤكداً أن هناك العديد من الاتفاقيات الموقعة مع مؤسسات النشر و"الويبو" لحماية حقوق الملكية الفكرية.

وفي حديثه عن التحديات في المنطقة، أشار بورغينيو إلى أن دول أفريقيا وآسيا تواجه مشاكل في تطبيق قوانين الملكية الفكرية بشكل كافٍ بسبب قضايا تعليمية واستثناءات قانونية في هذه المناطق. 
وأكد أن الاتحاد الدولي للناشرين يعمل مع الحكومات والسياسيين لحماية حقوق الناشرين وضمان احترام قوانين الملكية الفكرية، مشدداً على أن هناك صراعًا مستمرًا في هذا المجال.

كما أضاف أن هناك اهتمامًا خاصًا بالقوانين الخاصة بالملكية الفكرية في الدول النامية، موضحاً أهمية حماية المكتبات والمراكز البحثية. 

وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الناشرين حالياً هو مشكلة القرصنة سواء الورقية أو الإلكترونية، وأن الاتحاد الدولي للناشرين يعمل على التعاون مع اتحاد الناشرين العرب لمناقشة التحديات المتعلقة بهذه القوانين.

وتابع بورغينيو: "في مصر، هناك اهتمام كبير بقوانين الملكية الفكرية، ونحن نعمل على التشاور مع المسؤولين في هذا المجال لضمان حماية هذه الحقوق."

مقالات مشابهة

  • مبروكة: لابد من مواكبة التحديثات التي يشهدها قطاع الطباعة
  • صحف عالمية: نتنياهو يستسلم للمتطرفين الذين يخططون لإفراغ غزة
  • مقابر في تربة العبودية
  • الخارجية الفلسطينية جرائم الهدم في الضفة نسخة متدحرجة من صورة الدمار الذي ارتكبه العدو في قطاع غزة
  • الإمارات تغيث العائلات العائدة إلى شمال غزة
  • إفيه كتبه روبير الفارس: سلفي الجثة
  • ماذا تعرف عن شركات الأمن التي تفتش مركبات العائدين لشمال غزة؟
  • أحزاب المشترك تدين التصريحات التي تدعو إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
  • أحمد بهي الدين: التحديات التي يشهدها قطاع النشر تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع المعنيين
  • رئيس النواب: لا نغفل الخطر الكبير الذي تمثله أطروحات تهجير الفلسطينيين