أمن تبسة يحبط تهريب كميات معتبرة من المفرقعات والتبغ
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
كثّفت مصالح أمن ولاية تبسة نشاطاتها الأمنية بالتزامن مع احتفالات عيد المولد النبوي، وأسفرت العمليات عن حجز كميات كبيرة من السلع المهرّبة.
وحسب ذات المصالح في القضية الأولى، تمكنت فرقة مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية من توقيف مركبة كانت تحمل شحنة من المفرقعات المهربة. بعد التحقيقات، تم حجز 153600 وحدة مفرقعات و17980 علبة تبغ أجنبي، بالإضافة إلى توقيف ثلاثة أشخاص متورطين.
أما القضية الثانية، فقد تولتها الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بعين زروق. بناءً على معلومات دقيقة، تم توقيف شخص متورط في تخزين المفرقعات. تم حجز 30350 وحدة مفرقعات و3000 علبة تبغ (معسل الشيشة).
تم تقديم جميع المشتبه فيهم أمام النيابة المحلية بعد استكمال التحقيقات والإجراءات القانونية اللازمة.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
من باع القضية؟ ومن قبض الثمن؟
علي بن سالم كفيتان
لأكون صادقًا معكم قرائي، لا أدري من باع القضية الفلسطينية، لكنني أعرف من قبض الثمن! ما هو مؤكد أنَّ المزاد تم في قبو مُظلم تحت الأرض، دُعي إليه سماسرة محترفون في الشرق الأوسط، لديهم القدرة على بيع كل شيء، مقابل تقديم صكوك الولاء للأسياد في الغرب، معتقدين أن ذلك يقربهم أكثر ويمنحهم المنعة والقوة، فلا يمكن أن يحدث في فلسطين كل هذا الدمار والقتل والتهجير إلّا باتفاق مع سماسرة ما يُعرف بالسلام مع إسرائيل.
هنا المفارقة؛ فالبائع ليس هو المالك، والمشتري لا يملك حق التملك، ولهذا فالبيع باطل شرعًا، ولن تهدأ المنطقة ولن تهنأ إسرائيل بالسلام، ولن تتحقق أحلام السماسرة بالرخاء الاقتصادي والانفتاح العالمي، وخلق ما ينادون به حول نظريات الإنسان الكوني الذي يحق له الاستيطان حيث شاء، والزواج ممن يشاء، واتباع الدين الذي يشاء، واختيار الجنس الذي يشاء!!
اليوم.. ومع ميلاد عام جديد 2025، مضت سنة و3 أشهر على حدث مفصلي في الشرق الأوسط إنه "طوفان الأقصى" الذي لم تَعِه الأنظمة ولم تستوعبه الشعوب، لكنه غيَّر وجه الشرق الأوسط، وخلق واقعًا جديدًا في العالم لا يُمكن تجاهله، وأهم دروسه هو أن فلسطين ليست للمساومة، وأن لها شعباً يطالب بالاستقلال والحرية والعدالة ونيل الكرامة، وأن السنوار ورفاقه عندما اندفعوا إلى تخوم عسقلان، لم يكونوا غُزاة ولا مستعمرين؛ بل ثُوَّاراً يستعيدون أرضهم التي نهبها الكيان الصهيوني عام 1948. كل الشرائع والأعراف الإنسانية تُجيز الدفاع عن النفس في وجه المستعمر، لذا لم تكن المعركة مغامرة غير محسوبة، كما يقول البعض؛ بل كانت محسوبة وبدقة، إلّا فيما يتعلق بالخذلان العربي؛ فلم يتوقع السنوار أن يتم ضرب الحصار على غزة وتجويعها، والسماح باختراق إسرائيل لاتفاقياتها التي قطعتها في "كامب ديفيد"، لكن من المؤكد أن "طوفان الأقصى" أبعد صفقة القرن التي كانت وشيكة، بعد أن تم دفع الثمن، وبدأ التفاوض على التفاصيل الدقيقة قبل السابع من أكتوبر 2023.
من المعيب اليوم أن نلهو في متابعة مباريات كرة القدم ومهرجانات الغناء وسباقات الهجن، بينما يحتضر في غزة أكثر من مليوني إنسان عربي، لا ذنب لهم سوى أنهم قالوا "ربنا الله"، ويريدون وطنًا حُرًا يحتويهم، فتكون النتيجة أن تأكلهم الآلة الإسرائيلية التي لا ترحم يوميًا من جانب، ويلتهمهم الشتاء والبرد والمطر والجوع والفقد من جانب آخر.
لم تعد قضية غزة تتصدر أخبار العرب ولا صُحفهم، ولم تعد حتى المظاهرات الخجولة في كل جمعة موجودة، ولماذا لم يعد بعض الخطباء يدعون لنصرة أهل فلسطين؟ ولماذا لم نعد نُصلي عليهم صلاة الغائب بعد كل جمعة؟ رغم أنَّ القتل مستمر، والدمار في تزايد، والناس هناك اليوم في حال أسوأ بكثير عمّا كان في بداية الحرب، عندما كانت لا تزال لديهم بعض المؤن والضغط الدولي قائم. يجب أن تعلو أصواتنا اليوم أكثر من الأمس، وأن نرفع مستوى الضغط بشكل مضاعف؛ فالناس باتت في حال يرثى لها؛ لدرجة أنهم أصبحوا يأكلون الجيف، بينما نحن لاهين في الملاعب والمسارح ودور الأوبرا.. اللعنة ستصلكم إذا لم تصحوا ضمائركم يا عرب، هذا مؤكد.
لا زالت الجبهة اليمنية تُناوش وحيدة، بعد أن تم إسكات جيوب المقاومة في لبنان والعراق وسوريا، وبات يلوح في الأفق مشروع الشام الجديد بنكهة عثمانية واعدة، وانسحاب فارسي مُخزٍ، ومباركة دولية؛ لتعويض تجربة العراق الفاشلة، كل هذا لتدجين كل من لا يعترف بإسرائيل، أو يُشكِّل خطرًا عليها، وخلق نصرٍ وهميٍّ لنتنياهو الذي يواجه المحاكمة والإقصاء من الداخل الإسرائيلي. كُل البنادق صمتت، إلّا بندقية صنعاء، لا زالت تقض مضجع نتنياهو وزبانيته، على جرائمهم الفظيعة في قطاع غزة والضفة الغربية، وكل التسهيلات لا زالت تقدم للكيان لقصف اليمن؛ فلهم كل الحق في التحليق عبر الأجواء والمياه الإقليمية العربية لتدمير آخر معاقل المقاومة في العالم العربي، وسحل الفلسطينيين في الداخل، لمنح إسرائيل الكعب العالي في المنطقة، ولنصبح جميعًا زبائن دكة السلام الخانع للغرب، بعد انتهاك عقيدتنا الإسلامية، وهويتنا العربية، واستباحة مواردنا الطبيعية، وتقديمها في طبقٍ من ذهب لإسرائيل.