نتنياهو متردد في إقالة غالانت وتعيين ساعر.. بين رفض زوجته وضغوط الحرب في الشمال
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
الجديد برس:
فجّر الخلاف الداخلي الإسرائيلي بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا وتبادل الأسرى مع حركة حماس وتوسيع الحرب في الشمال من أجل عودة المستوطنين المهجرين إلى مستوطناتهم، الأزمة السياسية في كابينت الحرب، وأدت إلى تفاقم المخاوف بشأن إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
إذ نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤول كبير في الائتلاف الحاكم أن المحادثات لاستبدال غالانت بجدعون ساعر جارية، “عندما يقرر نتنياهو إقالة غالانت، سيحدث ذلك”.
من جهته، نفى مكتب ساعر وجود “مفاوضات حول محتوى قانون التجنيد بين ساعر أو أي شخص عن أحزاب الحريديم أو أي طرف آخر”، وأضاف أنه “لى المستوى الموضوعي – موقف عضو الكنيست ساعر كان ولا يزال بأن أي تشريع يجب أن يرتكز على احتياجات الجيش الإسرائيلي وبالتنسيق مع المؤسسة الأمنية”.
كذلك، نفى ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التقارير التي تفيد بوجود اتفاق لضم عضو الكنيست جدعون ساعر إلى الحكومة، قائلاً “إن التقارير المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة”، بينما قال مسؤول في حزب شاس لـ”إسرائيل24” أنه “لا علم لنا بأي حديث جدي عن قضايا تخصنا”.
الجبهة الشمالية ومخاطر توسيع الحرب
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن “القضية التي تقف في المركز الآن هي هجوم في لبنان قد يؤدي إلى حرب ضد حزب الله، وهو ما يهم ساعر الآن القيام به”.
وأشارت إلى أن “وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يقول في المحادثات إن توسيع القتال الحالي إلى الجبهة الشمالية، قبل استنفاد التحركات في غزة، هو خطأ، ويجب التوصل إلى اتفاق. وفي الوقت نفسه يقول إنه قريباً لن يكون هناك مفر من الاهتمام بلبنان عسكرياً”، بينما نشرت مواقع مقربة من نتنياهو أنه “وغالانت يتفقان في معظم الحالات، لكن الأمور تقال بشكل مختلف”.
ساعر إلى الكابينت؟
وفي الوقت نفسه، يؤكد إعلام إسرائيلي أن ساعر مهتم بدخول الحكومة، حيث أن هناك من المحيطين في نتنياهو يرون أنه من الصواب الانضمام للحكومة على حساب غالانت، لأنه يعتبر أكثر عدوانية، وأكثر اتفاقاً مع توجهات نتنياهو الحالية.
ومع ذلك، أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن غالانت “كان أول من طلب شن الهجوم في الشمال بصورة قوية وتراجع عنها نتنياهو – والآن يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بتحويل الرواية حول من هو أكثر عدوانية ومن هو أقل”.
كذلك، تطرق الوزيران الإسرائيليان ميكي زوهار وشلومو كرعي خلال مقابلتين إلى إمكانية الإقالة المحتملة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وقال زوهار (وزير الثقافة والرياضة) إنه “لم يُتخذ بعد قرار حول الموضوع”، لكنه “يأمل أن يجدوا طريقة لضم ساعر من دون إجراء تغييرات جذرية للغاية”، كما أوضح “أن نتنياهو يعين الوزراء ويمكنه إقالتهم”.
وذلك، في حين هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي غالانت بشدة خلال مقابلة أخرى، وقال: “نحن بحاجة هنا إلى وزير أمن وليس لدينا هنا وزير كهذا.. كان يجب على يوآف غالانت أن يعود إلى منزله منذ فترة طويلة”.
وأضاف كرعي: “وزير الأمن يمسك بالأشرعة ولا يسمح بالهجوم.. غالانت يخنق روح القتال في إسرائيل”.
“القناة 13”: ساعر لا يميز بين دبابة ومدرعة.. وسارة نتنياهو لا تريده
ولفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن تعيين ساعر يأتي في ذروة حرب متعددة الساحات، وأن ساعر لم يتولَّ مناصب كبيرة في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وعلق ألون بن ديفيد، معلق الشؤون العسكرية، بأن “استبدال وزير الدفاع في ذروة الحرب مقلق جداً، بلسان حال قيادة الجيش الإسرائيلي، فنحن لسنا في أيام عادية.. مع كل الاحترام للوزير ساعر في الكابينت لكنه غير ضليع بالمؤسسة الأمنية والعسكرية هذه”.
وأضاف: “في منتصف الحرب تعيين وزير دفاع لا يميز بين كتيبة وفرقة، بين دبابة ومدرعة، كيف يمكنه اتخاذ قرارات، إذا دخل قائد شلداغ مع عملية لإنقاذ المخطوفين، ماذا ستكون مساهمته بهذا الحدث. إذا أيقظوه في الساعة الرابعة صباحاً وقالوا له، أنصت هناك 200 صاروخ إيراني في الطريق نحونا، فهل نستخدم هذه المنظومة الدفاعية أم تلك المنظومة، وهو يجيب أوضحوا لي أي منظومة ماذا تفعل.. ليس لدينا وقت للتعليم، نحن لا نتحمل وزير دفاع مع شعار يتعلم على ظهره، هذا غير معقول”.
وتابع: “لقد رأيت وزراء دفاع مدنيين مؤهلين جداً، ليس لديهم تجربة عسكرية، استغرقوا حوالي سنة لفهم هذه المنظومة الضخمة والهائلة التي دخلوا إليها.. الأمر يتعلق بحياة الناس، وتعيين شخص تنقصه التجربة الأمنية في وسط الحرب، هو تجارة قاتلة ثمنها بالدم، دم أبنائنا وهذا سيكون الثمن”.
كذلك أشارت معلقة في القناة 13 إلى أن الذي يؤخر إقالة غالانت هو “الخشية من رد فعل الولايات المتحدة، وأن يؤدي ذلك الى انتقادات، في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى الولايات المتحدة خاصة إذا حصلت حرب في الشمال، وبالطبع هي بحاجة الى دعمها بخصوص أوامر الاعتقال التي على جدول الأعمال في لاهاي”.
وأضافت أن “رئيس الحكومة نتنياهو قال في حديث مغلق إنه يخشى أن يبث ذلك رسالة ضعف لأعدائنا، خاصة إذا اندلعت احتجاجات ضخمة وسبق أن سمعنا أن هذا يوحي بالضعف والانقسام”، مرجحة أنه “في خلاصة الأمر، وربما هو الأهم، أن زوجة رئيس الحكومة سارة متحفظة ولا تدعم تعيين ساعر”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: رئیس الحکومة وزیر الدفاع یوآف غالانت فی الشمال إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاء
بعد آلاف السنين من انهيارها، عادت مدينة إسبرطة اليونانية القديمة إلى عناوين الأخبار، كنموذج صالح للمقارنة مع إسرائيل 2024، من حيث هي مثال يحتذى أو يخشى منه، بما تجسده من عسكرة وتمجيد للدم مهما كلف الثمن، وكذلك بتعريفها للتماسك الوطني والسلطة بأنها معاداة للإنسانية لا تتحقق إلا بحرب لا نهاية لها.
بهذه المقدمة انطلق الكاتب يوآف رينون في تقريره بصحيفة هآرتس في مقارنة بين إسرائيل واليونان القديمة، معتبرا أن مثال إسبرطة بما تجسده من نزعة عسكرية جامحة، لا ينطبق تماما على إسرائيل، بل إن المثال الأقرب إليها هو أثينا بنزعتها الإمبراطورية التي أعلنت عنها صراحة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"شلت يداي من التعذيب".. غزيون يكشفون أهوال معتقل عوفر الإسرائيليlist 2 of 2تلغراف: تعامل أوروبا مع ترامب ساذج ويحتاج لتغيير جذريend of listومن السمات البارزة لأثينا أثناء فترة الحرب أزمة الزعامة، حيث كان الزعيم الأثيني بريكليس يعمل على أساس رؤية سياسية محددة، ويميز بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة، إلى أن اغتصب مكانته الديماغوجيون الذين حوّلوا رؤيتهم الخاصة لنجاحهم الشخصي إلى رؤية عامة، وإن لم يعلنوا "أنا الدولة" لأن دولتهم كانت تقوم على الديمقراطية، ولكنهم تصرفوا على ضوء هذا المبدأ التوجيهي، يوضح الكاتب.
كاريزما نرجسية جوفاءوكان ألكيبياديس من ديماغوجيا بارزا -يضيف رينون- يشترك في العديد من السمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هناك فرقا كبيرا بين الرجلين، إذ كان ألكيبياديس واحدا من أكثر القادة والعسكريين موهبة في عصره، وهو ما لا يمكن أن يقال عن نتنياهو.
إعلانورغم أن نتنياهو يتمتع بالكاريزما مثل ألكيبياديس، فإن جاذبيته لا تستند إلى أي محتوى جوهري خلافا للأثيني، بل هي كاريزما نرجسية جوفاء، لا يوجد خلفها سوى فراغ -كما يقول الكاتب- فلا إيمان بالسلام ولا أمن ولا اقتصاد ولا شيء.
بل كل ما هو موجود هو نتنياهو نفسه، وقد وُصِف بأنه "ساحر"، وهو كذلك بالفعل، ولكنه يذكرنا بساحر أوز الزائف الذي نجح في تسويق نفسه على أنه ساحر، ولكن هذا الرجل يشبه عناوين الصحف الشعبية التي لا شيء وراءها.
وكان ألكيبياديس هو الذي دفع أثينا، في خضم الحرب مع إسبرطة، إلى فتح جبهة إضافية خارج اليونان في صقلية، وكانت النتيجة تشكيل اتحاد غير عادي بين دول المدن في صقلية وإسبرطة، وانتهت الحملة بهزيمة أثينا في الحرب وخسارة الإمبراطورية التي كانت تمتلكها ذات يوم.
ويضيف الكاتب أنه بعد أن كانت أثينا تعتبر المحرر لكل اليونان من التهديد الفارسي، أصبح ينظر إليها بسبب بحروبها الداخلية باعتبارها وكيلا للطغيان يهدف إلى إخضاع اليونان كلها، وبدأت إسبرطة تدريجيا في تولي دور ممثل الحرية، كمحرر مستقبلي لليونان من نير أثينا.
فرق رئيسيوعلى الرغم من بعض أوجه التشابه بين هذا الوضع وإسرائيل اليوم -كما يقول الكاتب- فهناك أيضا فرق رئيسي، وهو أن القرن الخامس قبل الميلاد كان قرن السفسطائيين، وهم خبراء فن الإقناع، ومن مبادئهم الأساسية "المعقولية"، وكان على المرء، لإقناع الجمعية العامة المسؤولة عن اتخاذ القرارات السياسية، عرض قضيته بحجج عقلانية تستند إلى تقييم واقعي للموقف.
وتابع رينون أنه عندما أقنع ألكيبياديس الأثينيين بالذهاب إلى الحرب مع صقلية تقدم بحجج عقلانية واستند إلى الحقائق ومسار الأحداث الفعلي، أما إسرائيل اليوم، تحت قيادة نتنياهو، فلا تقودها الحقائق بل الأكاذيب، والمبدأ التوجيهي المركزي الأساسي هو الاعتبارات المسيحانية، وبالتالي غير العقلانية، فالمسيحانية لها عقلانية ومنطق غير عقلاني على الإطلاق، إنه منطق مجنون.
إعلانوإذا تكرر التاريخ، كما تنبأ ثوسيديدس، فإن مصير أثينا واليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا، وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح العديد من مواطني أثينا الديمقراطيين، ودفع أكبر عدد منهم إلى ارتكاب أعمال إجرامية.