قال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولى، عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولى، إن مشروع القرار الفلسطينى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الداعى إلى انسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية خلال 6 أشهر، يعد خطوة دبلوماسية مهمة تعكس الجهود الفلسطينية المستمرة فى تدويل القضية وحشد الدعم الدولى.

وأكد «مهران»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن هذا المشروع يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، الذى يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية المحتلة، والرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية للاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، الذى أكد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلى، وضرورة الانسحاب من الأراضى الفلسطينية المحتلة والتزام المجتمع الدولى بالعمل على ذلك.

وأوضح «مهران» أن قرارات الجمعية العامة تعتبر توصيات غير ملزمة قانوناً، إلا أنها تحمل وزناً سياسياً وأخلاقياً كبيراً، معتبراً أن نجاح المشروع فى الحصول على أغلبية الأصوات سيشكل ضغطاً دبلوماسياً وأخلاقياً على إسرائيل والمجتمع الدولى، مضيفاً أن قوة هذا القرار ستعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية للدول الأعضاء فى تنفيذه، مشيراً إلى أن التحدى الحقيقى يكمن فى ترجمة هذا الدعم الدبلوماسى إلى إجراءات ملموسة على الأرض.

وقال الخبير القانونى إنه فى حال تم التصويت على المشروع بأغلبية سيكون ذلك إدانة دولية واسعة النطاق للاحتلال الإسرائيلى، وسيفتح الباب أمام المزيد من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على إسرائيل.

وتوقع أن ترفض إسرائيل الالتزام بهذا القرار كما فعلت مع العديد من القرارات السابقة، مشيراً إلى أن ذلك يستوجب تدخل المجتمع الدولى بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، سواء بشكل فردى أو جماعى؛ لتحفيز إسرائيل على الامتثال.

ونوه «مهران» بأن أغلب الدول ستوافق على القرار، نظراً للدعم الدولى المتزايد للقضية الفلسطينية، لكن التحدى الأكبر يكمن فى التنفيذ الفعلى، والأمر يتطلب إرادة سياسية قوية من الدول الأعضاء لترجمة هذا القرار إلى واقع ملموس.

واستبعد «مهران» أن يتم رفض المشروع من الأغلبية، ويمكن لفلسطين تقديم مشروع جديد فى المستقبل، ويجب أن تستمر الدبلوماسية الفلسطينية فى العمل على كسب المزيد من الدعم الدولى فى هذه الحالة وتعديل المشروع بما يتناسب مع المتغيرات السياسية.

وأشار إلى أنه رغم توقع الموافقة على المشروع، فإنه يرى أن تطبيقه سيكون هو الإشكالية الكبرى، لأنه رغم أنه يعكس رغبة المجتمع الدولى فى إرسال رسالة سياسية لإسرائيل، لكنه يفتقر إلى الآليات الفعالة للتنفيذ.

وشدد أستاذ القانون الدولى على أن نجاح هذا المشروع يعتمد على عدة عوامل، وفى المقابل سوف يواجه عدة تحديات تتمثل فى قدرة الدبلوماسية الفلسطينية على حشد الدعم الدولى، وموقف الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى الضغط الشعبى العالمى على الحكومات لدعم القضية الفلسطينية، واستعداد المجتمع الدولى لاتخاذ إجراءات ملموسة لتنفيذ القرار.

ودعا «مهران» المجتمع الدولى للتحرك الجاد لتنفيذ هذا القرار إذا تم قبوله نظراً لأن استمرار الوضع الراهن فى الأراضى الفلسطينية يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، معتبراً أن ذلك ضرورة أخلاقية واستراتيجية لتحقيق الاستقرار فى المنطقة.من المفترض أن نرى عقوبات دولية، ولكن العقوبات يجب أن تُتخذ من جانب المنظمة الدولية ومن جانب مجلس الأمن، وأى قرار فى مجلس الأمن لا يحقق المصلحة لإسرائيل لا يتم إصداره، ويتم استخدام حق الفيتو داخل مجلس الأمن من جانب الولايات المتحدة، وهذا الأمر تكرر فى الفترة السابقة نحو 4 مرات منذ بدء العدوان على غزة، نتيجة التأييد الأمريكى على طول الخط، ولكن يمكن أن يُتخذ العقاب بطريقة فردية بأن تبدأ بعض الدول فرض عقوبات على إسرائيل قد تكون سياسية أو اقتصادية أو تجارية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الاحتلال إسرائيل فلسطين الأراضى الفلسطینیة المجتمع الدولى مجلس الأمن هذا القرار

إقرأ أيضاً:

الصين تدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية 

 

حيروت – متابعات

قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ، إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية أهم عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط، داعيا تل أبيب إلى إنهاء وجودها غير القانوني.

 

 

 

جاء ذلك في كلمته الأربعاء، خلال جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار قدمته فلسطين يطالب إسرائيل بإنهاء وجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

 

 

وقال فو: “ندعو إسرائيل إلى الإنصات لهذا الصوت القوي المتصاعد من المجتمع الدولي، وإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

 

 

 

وأضاف: “إن إنهاء الاحتلال ليس خيارا بالنسبة لإسرائيل، بل هو التزام قانوني”.

 

 

 

ووصف تقديم فلسطين لمشروع القرار بأنه “لحظة تاريخية”، مؤكدا أن الصين ستصوت لصالح القرار.

 

 

 

وذكر المندوب الصيني أن إنهاء الاحتلال من شأنه أن يضع حدا للظلم التاريخي تجاه فلسطين ويضع الأساس للسلام.

 

 

 

وتابع: “الإنهاء الكامل للاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحده الكفيل بتمكين وجود إسرائيل وفلسطين في أجواء يسودها السلام والتعايش السلمي بين الشعبين، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط”.

 

 

 

وأشار إلى أن استمرار الاحتلال غير القانوني يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره، ويمنح إسرائيل نقض (فيتو) إقصائي على فلسطين، وهو أمر “لا يمكن القبول به”.

 

 

 

وأوضح أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد الصالح لحل القضية الفلسطينية، ودعا المجتمع الدولي إلى مطالبة إسرائيل بتنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة، ووقف هجماتها في غزة، وإنهاء أنشطتها الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الصين تدعو "إسرائيل" لإنهاء احتلالها على الأراضي الفلسطينية
  • أستاذ قانون دولي: قرار الجمعية العامة بانسحاب إسرائيل خطوة تاريخية
  • أستاذ قانون دولي: الـ 12 شهراً القادمة ستحدد مصداقية النظام العالمي في مواجهة الاحتلال
  • الأمم المتحدة تدعو لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية خلال عام
  • أستاذ قانون دولي: على المجتمع الدولي تحويل قرار الانسحاب إلى واقع على الأرض
  • الصين تدعو إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية 
  • الأمم المتحدة تبتّ بشأن الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية  
  • خبراء: ضرورة وضع خطة مُحكمة لاعتماد مشروع القرار الأممي لإنهاء الاحتلال.. وإحراج «تل أبيب»
  • فلسطين.. مشروع قرار أممي لإنهاء الاحتلال والعدوان