لجريدة عمان:
2024-09-19@08:55:38 GMT

نتنياهو يتلبس عقدة نيرون.. وسيشعل المنطقة

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

نتنياهو يتلبس عقدة نيرون.. وسيشعل المنطقة

لا يحتاج العالم إلى دليل أقوى مما حدث في لبنان ليتأكد أن الرئيس الإسرائيلي نتنياهو لا يؤمن بأي نوع أو مستوى من مستويات السلام، إنه رئيس لا يعيش إلا في الحرب وفي مشهد النيران والموت.. إنه أقرب شبها وتطابقا من نيرون، الإمبراطور الروماني الذي كان يعزف فيما كانت روما تحترق!

ويبدو واضحا أن نتنياهو أكثر جرما من نيرون فهو لا يحرق مدينته فقط إنه يشعل النار في المنطقة بأسرها لا لشيء إلا ليبقى مدة أطول في السلطة أو أنه يسعى دون أن يشعر إلى دفع «إسرائيل» إلى مصيرها المحتوم الذي لا فرار منه.

ويمثل الاختراق الأمني في وسائل الاتصال لدى حزب الله وتفجيرها ما تسبب في وفيات وإصابات بالغة بين المدنيين والأطفال، محاولة جديدة من نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة للدفع بحزب الله نحو المواجهة المفتوحة، وهذا أمر غريب خاصة أن إسرائيل وأمريكا نفسها تعلم يقينا أن حزب الله يملك أسلحة متطورة وصواريخ بإمكانها أن تكبد إسرائيل خسائر كبيرة.. ولكن في ذلك ما يبرر إطالة أمد الحرب وبالتالي بقاء نتنياهو في السلطة. هذا هو الطموح الأبرز لنتنياهو، أما خطاب تأمين إسرائيل من كل الجهات أو عودة الأسرى فإنه خطاب لم يعد له قيمة حتى في داخل إسرائيل نفسها التي تؤمن أن مستقبل «إسرائيل» ليس ضمن أولويات نتنياهو: إنه يبحث فقط عن تأجيج الجحيم الذي سيبتلع المنطقة بأسرها.

وخلال الأشهر الماضية تحدث محللون ومعلقون غربيون منصفون عن تناقضات في سياسة نتنياهو وفي سياسة الدول الغربية التي تدعمه بقوة وتحمي موقفه السياسي والأمني. فمن ناحية، يزعم أن الإبادة الجماعية التي دأب عليها منذ عام كامل في غزة تهدف إلى ضمان الأمن، ومن ناحية أخرى، يراوغ عن الوصول إلى وقف إطلاق النار أو الدخول بشكل جدي في مفاوضات الأسرى. هذه «استراتيجية» إن صحت تسميتها تعكس ما يمكن تسميته بالتصعيد المصمم لإدامة الحرب واستمرار الإبادة؛ لأنها لم ينتج عنها حتى الآن حتى مجرد فتح ممرات آمنة لعبور المواد الغذائية أو الدوائية التي يستهدفها نظام نتنياهو بشكل مبرمج كل يوم.

والملاحظ أن نتنياهو كان يتنكر حتى للمقترحات التي مررتها حكومته عبر الولايات المتحدة بعد أن يشعر أن حماس وافقت عليها.. وهذا يشير بشكل واضح إلى الهدف الأساسي لنتنياهو ليس إعادة الإسرائيليين إلى أهلهم كما يدعي بل استمرار الصراع لتحقيق مكاسب سياسية. ويشير المعلق الإسرائيلي جدعون ليفي إلى أن «نتنياهو يعرف أنه طالما أن غزة تحترق، فإنه يظل لا غنى عنه بالنسبة للعديد من الإسرائيليين الذين لا يرون بديلاً لموقفه المتشدد». وهذا يسلط الضوء على حقيقة أن نتنياهو أكثر اهتمامًا بالحفاظ على قبضته على السلطة من حل أحد أطول الصراعات في التاريخ الحديث.

على العالم أن يعلم في هذه اللحظة أن مسار نتنياهو وحكومته لا يقدم إلا القليل من الأمل في الهدوء في قطاع غزة أو الاستقرار الإقليمي الأوسع. ومع انتشار نيران الصراع، وعودة التوتر من حرب إقليمية أوسع وغياب الجديدة الغربية لوقف العدوان الإسرائيلي فإن على الجميع أن يجلسوا لمشاهدة نتنياهو وهو يحرق الشرق الأوسط.. والمسار الذي اختاره واضح وضوح الشمس في رابعة النهار: الحرب، وليس السلام، هو الإرث الذي سيتركه في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«برلمانية الوفد»: إسرائيل تستهدف إطالة أمد الحرب من أجل تصفية القضية الفلسطينية

أدان الدكتور ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، التصعيد الإسرائيلي في لبنان والذي يساهم في توسيع دائرة الصراع العسكري في المنطقة، داعيا مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة والمتهورة والتي تهدد الأمن والسلم في المنطقة، والتي في حال استمرارها سيكون لها تأثير بالغ الخطورة على الأمن والسلم الدوليين.

وقال «الهضيبي»، في بيان، اليوم الأربعاء، إن مفتاح استقرار الشرق الأوسط يبدأ من قطاع غزة، محذرا من خطورة استمرار الحرب في غزة، واتساع نطاق الانتهاكات التي تشهدها الضفة الغربية، بما يدفع نحو توسع الصراع بالمنطقة، ويؤدي لتداعيات سلبية على شعوب المنطقة كافة، داعيا القوى الإقليمية والدولية للدفع نحو وقف هذه الحرب الغاشمة، التي نالت من المدنيين الفلسطينيين قرابة العام وسط صمت دولي خطير.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن إسرائيل تستهدف إطالة أمد الحرب من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق غير قابلة للحياة بهدف تهجير الفلسطينيين، وهو ما يتطلب تدخل دولي لوقف الحرب بشكل فوري لإنقاذ قطاع غزة من المأساة الإنسانية التي يواجهها، مثمنا الدور الذي تقوم به مصر من أجل وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

وشدد النائب ياسر الهضيبي، على ضرورة بدء مسار سياسي لإيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية، واحترام حق الشعب الفلسطيني في تحديد مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لما نصت عليه مقررات الأمم المتحدة، داعيا دول العالم لاتخاذ خطوات جادة نحو حماية قواعد القانون الدولي والإنساني الذي كافح العالم من أجله عقود.

مقالات مشابهة

  • عزلة نتنياهو وخيار الحرب الإقليمية
  • «برلمانية الوفد»: إسرائيل تستهدف إطالة أمد الحرب من أجل تصفية القضية الفلسطينية
  • كابوس نتنياهو.. هل تُدان إسرائيل بجرائم الحرب والإبادة؟
  • تصريحات لـ "البنتاغون" بشأن نوعية الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل وتتهم إيران بتزويدهم
  • غانتس: نتنياهو يعرض أمن إسرائيل للخطر.. ويحذر من حرب إقليمية
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو
  • “بلومبرغ”: الصراع بشأن الميزانية في حكومة نتنياهو يكشف كيف مزقت الحرب “إسرائيل”
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو