نتنياهو يتلبس عقدة نيرون.. وسيشعل المنطقة
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
لا يحتاج العالم إلى دليل أقوى مما حدث في لبنان ليتأكد أن الرئيس الإسرائيلي نتنياهو لا يؤمن بأي نوع أو مستوى من مستويات السلام، إنه رئيس لا يعيش إلا في الحرب وفي مشهد النيران والموت.. إنه أقرب شبها وتطابقا من نيرون، الإمبراطور الروماني الذي كان يعزف فيما كانت روما تحترق!
ويبدو واضحا أن نتنياهو أكثر جرما من نيرون فهو لا يحرق مدينته فقط إنه يشعل النار في المنطقة بأسرها لا لشيء إلا ليبقى مدة أطول في السلطة أو أنه يسعى دون أن يشعر إلى دفع «إسرائيل» إلى مصيرها المحتوم الذي لا فرار منه.
ويمثل الاختراق الأمني في وسائل الاتصال لدى حزب الله وتفجيرها ما تسبب في وفيات وإصابات بالغة بين المدنيين والأطفال، محاولة جديدة من نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة للدفع بحزب الله نحو المواجهة المفتوحة، وهذا أمر غريب خاصة أن إسرائيل وأمريكا نفسها تعلم يقينا أن حزب الله يملك أسلحة متطورة وصواريخ بإمكانها أن تكبد إسرائيل خسائر كبيرة.. ولكن في ذلك ما يبرر إطالة أمد الحرب وبالتالي بقاء نتنياهو في السلطة. هذا هو الطموح الأبرز لنتنياهو، أما خطاب تأمين إسرائيل من كل الجهات أو عودة الأسرى فإنه خطاب لم يعد له قيمة حتى في داخل إسرائيل نفسها التي تؤمن أن مستقبل «إسرائيل» ليس ضمن أولويات نتنياهو: إنه يبحث فقط عن تأجيج الجحيم الذي سيبتلع المنطقة بأسرها.
وخلال الأشهر الماضية تحدث محللون ومعلقون غربيون منصفون عن تناقضات في سياسة نتنياهو وفي سياسة الدول الغربية التي تدعمه بقوة وتحمي موقفه السياسي والأمني. فمن ناحية، يزعم أن الإبادة الجماعية التي دأب عليها منذ عام كامل في غزة تهدف إلى ضمان الأمن، ومن ناحية أخرى، يراوغ عن الوصول إلى وقف إطلاق النار أو الدخول بشكل جدي في مفاوضات الأسرى. هذه «استراتيجية» إن صحت تسميتها تعكس ما يمكن تسميته بالتصعيد المصمم لإدامة الحرب واستمرار الإبادة؛ لأنها لم ينتج عنها حتى الآن حتى مجرد فتح ممرات آمنة لعبور المواد الغذائية أو الدوائية التي يستهدفها نظام نتنياهو بشكل مبرمج كل يوم.
والملاحظ أن نتنياهو كان يتنكر حتى للمقترحات التي مررتها حكومته عبر الولايات المتحدة بعد أن يشعر أن حماس وافقت عليها.. وهذا يشير بشكل واضح إلى الهدف الأساسي لنتنياهو ليس إعادة الإسرائيليين إلى أهلهم كما يدعي بل استمرار الصراع لتحقيق مكاسب سياسية. ويشير المعلق الإسرائيلي جدعون ليفي إلى أن «نتنياهو يعرف أنه طالما أن غزة تحترق، فإنه يظل لا غنى عنه بالنسبة للعديد من الإسرائيليين الذين لا يرون بديلاً لموقفه المتشدد». وهذا يسلط الضوء على حقيقة أن نتنياهو أكثر اهتمامًا بالحفاظ على قبضته على السلطة من حل أحد أطول الصراعات في التاريخ الحديث.
على العالم أن يعلم في هذه اللحظة أن مسار نتنياهو وحكومته لا يقدم إلا القليل من الأمل في الهدوء في قطاع غزة أو الاستقرار الإقليمي الأوسع. ومع انتشار نيران الصراع، وعودة التوتر من حرب إقليمية أوسع وغياب الجديدة الغربية لوقف العدوان الإسرائيلي فإن على الجميع أن يجلسوا لمشاهدة نتنياهو وهو يحرق الشرق الأوسط.. والمسار الذي اختاره واضح وضوح الشمس في رابعة النهار: الحرب، وليس السلام، هو الإرث الذي سيتركه في المنطقة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فقدت أوكرانيا أكثر من 40٪ من الأراضي التي استولت عليها في منطقة كورسك الروسية، بحسب ما أفاد مصدر عسكري أوكراني كبير في تصريحات نشرتها "فرانس 24".
وأوضح المصدر، وهو عضو في هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن ذلك بسبب شن القوات الروسية موجات من الهجمات المضادة.
وأضاف المصدر إن روسيا نشرت 59000 جندي في منطقة كورسك منذ أن اجتاحت قوات كييف المنطقة في أغسطس الماضي.
وقال المصدر: "سيطرنا على حوالي 1376 كيلومترا مربعا، والآن بالطبع هذه المنطقة أصغر. العدو يزيد هجماته المضادة."
وتابع: "الآن نسيطر على ما يقرب من 800 كيلومتر مربع. وسنحتفظ بهذه المنطقة طالما نستطيع ذلك."