3 دول أوروبية ترفض طلبات فيزا شنغن المقدمة من الجزائريين
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
قدم المواطنون الجزائريون 239,927 طلب تأشيرة شنغن إلى القنصليات الفرنسية في عام 2022، حيث رُفض منها 64.5٪.
هذه النتائج تجعل فرنسا الدولة التي رفضت أكبر عدد من طلبات التأشيرة لهذه الجنسية لهذا العام.
وتظهر إحصاءات شنغن أيضًا أن فرنسا هي الدولة المتلقية الرئيسية لطلبات التأشيرات الجزائرية. حيث وافقت على ما مجموعه 110,090 ، وهو ما يمثل 57.
وفقًا لتأشيرات الدخول المتعددة الصادرة (MEVs) ، وصلت تلك التأشيرات إلى رقم قياسي قدره 33689. أو ما يعادل 45.9 في المائة من معدل الإصدار. تليها 26103 تأشيرة إلكترونية صادرة لمقدمي الطلبات الجزائريين من قبل السلطات الإسبانية و 8023 تأشيرة صادرة عن القنصليات الإيطالية. بنسبة 55.8 في المائة.
بشكل عام ، فإن البلدان الثلاثة الأولى التي تلقت أكبر عدد من الطلبات من الجزائريين. وبالتالي وافقت ورفضت معظم طلبات التأشيرة لعام 2022 هي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
وتمثل هذه البلدان الثلاثة 91.9 في المائة من مجموع الطلبات المقدمة من الجزائريين، بإجمالي 360407 من أصل 392.053.
وبشكل أكثر تحديدًا ، قدم الجزائريون 293927 طلبًا إلى السفارات الفرنسية. تلاهم 102656 في السفارات الإسبانية و 17824 قدمًا إلى السفارات المعنية للحصول على تأشيرة إيطالية.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل البلدان نفسها معظم الطلبات الإيجابية الصادرة للجزائريين – 176.512 أو 92.3 في المائة. من جميع التأشيرات الصادرة. في حين أن 91.1 في المائة من جميع الطلبات المرفوضة قدمتها هذه البلدان الثلاثة.
بالتفصيل، تلقى 110 ألف و90 جزائريًا ردًا إيجابيًا على طلب التأشيرة من قبل السلطات الفرنسية. من أصل 239،927 قدم طلبًا – يمثل معدل رفض 64.5 في المائة.
وبالنسية لتأشيرة إسبانيا 55 في المائة من الطلبات تمت الموافقة عليها، وتلقى 38 في المائة من الطلبات ردًا سلبيًا.
وكان معدل رفض طالبي التأشيرات الجزائريين من القنصليات الإيطالية 43.4 في المائة. مع وجود معدل إصدار بلغ 55.8 في المائة.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: فی المائة من
إقرأ أيضاً:
في مديح «البلدان» و«رعاة البلاد»
«سايرين البلاد» هو تعبير تعوّده سكان العاصمة ممن أتوا من ولايات بعيدة عنها، متصلين ببلدة أو قرية بعيدة يعودون إليها صلة للأرحام بين الحين والحين، وهكذا يميل الناس إلى سكنى العواصم لما في العواصم من فرص متاحة، وإمكانيات متعددة، ما تتضمن من تنوع عمراني وكثافة تواصلية وتلوّن سكاني وفقا لاختلاف ثقافة مقيمي العواصم المكونة تشكيلا من كل لون وكل نوع بخلفيات ثقافية اجتماعية متباينة وطبائع مختلفة، يريد الأغلبية سكنى العواصم -بلاشك- سعيًا للتنافس وإثبات الذات على مسرح مدني رحب، لا يضيق بالأفراد ولا تنقصه المؤسسات والخدمات، هنالك حيث ارتفاع الأجور والتعارف والشهرة ومُمَكِّنَاتِ الظهور، لكن للعواصم سلبياتها كذلك متمثلة في صخب الحياة وتهافتها، الروتين اليومي المتسارع بين ضجيج المركبات الكثيرة وازدحام الطرق المتشعبة، المهمات اليومية التي تأكل الوقت تماما كما تأكل العمر، وما لم يكن المرء ذكيا قادرا على صنع التوازن بين الضرورات الحتمية والكماليات اليومية، التكامل بين مستلزمات العقل وحاجات الروح واستراحات القلب المتوالية فهو واقع لا محالة فريسة سهلة للأمراض النفسية العصبية من أرقٍ واكتئابٍ وقلقٍ وتوترٍ وعُصَاب. قد ينجو من كل ذلك إن كان «راعي بلاد» متمرّس أمسك العصا من الوسط موفقا بين إيجابيات العواصم ومتنفس «البلدان» مراوحا بين طموحه في تحقق أحلامه الوظيفية في العاصمة وتحقق راحته النفسية في «البلدان» حيث الطبيعة والفضاء المفتوح، حيث الأهل هم المجتمع والألفة هي أمان المكان والزمان. لا يعني ذلك بالضرورة الحكم بعدم إمكانية ذلك في العاصمة، لكنه السعي الصحي للتغيير والتبدل، ومن استطاع تحقيق تلك المعادلات في العاصمة فليُقدِم دون تردد، سيّما إن لم يكن «راعي بلاد» وبلاده هي ذاتها العاصمة.
يتساءل المرء مع كل تغيرات الحياة وتبدلات الواقع اليومي: هل ما زالت مقارنات العواصم والقرى أو الأرياف قائمة؟ وهل يمكن تفعيل دور العواصم خدمة للأطراف بعيدا عن الفكرة التقليدية التي تقضي بتوحش المركزية في التهام الفرص والكفاءات مع معاناة الأطراف والهوامش في القرى والمدن الصغيرة من التهميش والإهمال؟
مقالتي اليوم بعيدا عن الإطراء على العواصم وتمجيد المركزية تحاول تأمل الأطراف حيث القرى والأرياف، حيث «رعاة البلدان» -وفقا للتعبير الشعبي- مستشعرون مسؤولياتهم تجاه «بلدانهم» ملتزمون بتطويرها والنهوض بالممكن من قدراتهم ومهاراتهم وحتى ثرواتهم لتنميتها وعيا وإنسانا ومكانا، أما أولئك الذين لم يقوا شح أنفسهم، فاستأثروا بفرديتهم عن المواطنة الحقة، وبعزلتهم الأنانية عن مجتمعاتهم الفخورة بهم المتباهية بنجاحاتهم وبلوغ طموحاتهم رغم ابتعادهم وتنكرهم، وقد يعودون إليها بعد أمد طويل سعيا لمجد مجتمعي أخير حيث لن يعرفهم مكان أكثر من المكان الذي تَعَهدهم طفولةً وشبابا، واحتفى بأسمائهم وأحلامهم حضورا وغيابا، وقد يجدون مبتغاهم حينها رغم كل شيء أو أنهم يعودون بما قدموا من نكرانٍ وبُعْدٍ عتابا من «بلاد» أرهقتها حسرة عقوق الأبناء، وتعاقب الأنواء. أزور «البلدان» في عماننا السخيّة دوما فيسرني بِرّ وإخلاص بنيها المؤمنين بأنهم أجمل وأنبل مخلصين لقراهم و«بلدانهم»، وبأنها أجمل بهم ومعهم بنيانا وإنسانا، أولئك المبادرون بمشروعات ترفيهية وأخرى تنموية، مبادرات تطوعية، جمعيات خيرية وفرق أهلية تنهض بهمتهم لتوثيق بصمة قبليّة ريفيّة رائعة لمكان أجمل بإنسان أنبل.
مجلس «البلاد» العام أو «السبلة» مستقبلا أهله في مناسباتهم فرحا أو ترحا، كما يستقبل فعالياتهم الثقافية والاجتماعية بتناغم في كل وقت، وبعد أن اقتصر على الرجال ردحا من الزمن اتسع بوعي وإيجابية أهله ليستقبل الفعاليات الثقافية والتربوية النسائية كذلك، فِرَقُ «البلاد» الأهليّة التي أسسها بعض الأهل تعهد بعضهم الآخر بتوفير مقرها مجانا وآخر لتمويل أنشطتها ترويجا ودعما، التاجر المتعثر في بداياته ستقيل عثرته يد من أهالي «البلاد» حبا وكرما إذ لا ترضى الجماعة بخسارة أفرادها الساعين لخيرها، وتكبر «البلاد» وتتسع لشراكات أروع مع «البلدان» المجاورة لأن «البلاد بلادنا والكل أهل» وتقوى هذه لتقوى تلك بشراكة رائعة لاتحاد اجتماعي اقتصادي جغرافي نحبه.
ختاما: أتمنى من المراكز الرئيسة دعم «البلدان» السخية الطيبة بكل الممكن من أسباب التنمية والتطوير اقتصاديا واجتماعيا، والتسهيل بعيدا عن التعجيز، وتذليل كل العقبات لتجاوز كافة التحديات وصولا لتفعيل حقيقي لمسارات اللامركزية الإيجابية، على كل منا احترام وتقدير الجهد المُضاعف المبذول إخلاصا وحبا لهذه الأرض وهذه البلاد، خصوصا في الولايات البعيدة عن العاصمة، ولن يتأتى ذلك التقدير دون الحرص على تكامل مجتمعي يؤمن بأن الوطن لوحة واحدة نرسمها جميعا ولا تجمل دون حرص الجميع على كل تفاصيلها، من كل زواياها بكل ألوانها، ولا ننسى أننا نتكامل بتناغم اختلافنا الإيجابي الرائع بين أرياف وحواضر، سهول وجبال، شواطئ ورمال، نساء ورجال كلنا لعمان وعمان لنا.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية