ترامب يتاجر بـ «الطلقة الثانية»
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
على الرغم من إعلان البيت الأبيض عن محادثة بين الرئيس الحالى جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب عقب واقعة محاولة اغتياله الثانية وترحيبه بذلك، فضلا عن إدانة واسعه من جانب نائبة الرئيس وغيرها من كافة الأطرف السياسية إلا أن مع أول ظهور لترامب هاجم خطاب الديمقراطيين متهما إياهم بتعرض حياته للخطر داعيًا إلى الوحدة.
وفى المقابلات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى ورسائل الحملة فى أول 24 ساعة بعد أن فتحت الخدمة السرية النار على مسلح مشتبه به يختبئ فى الشجيرات حول نادى ترامب للجولف فى فلوريدا، اتهم الرئيس السابق وحلفائه الديمقراطيين بقضاء سنوات فى تأجيج التهديدات والعنف ضد المرشح الجمهورى من خلال وصفه بأنه تهديد للديمقراطية.
ويرى مستشارو ترامب أن هذه الاستراتيجية هى وسيلة لمحاسبة الديمقراطيين على الخطاب الذى يزعمون -دون دليل- أنه عرض الرئيس السابق للخطر، ومع ذلك أوضح مساعدو ترامب أنهم سيمضون قدما فى الأحداث كما هو مقرر قبل أن يصبح الحادث بمثابة إلهاء طويل الأمد لمرشح يكافح من أجل البقاء على الرسالة قبل 49 يومًا من الانتخابات.
واعتبر محللون الإدانات الفورية التى وجهها ترامب للديمقراطيين تمثل انحرافًا واضحًا عن رد فعله بعد أن أطلق مسلح النار فى يوليو فى تجمع انتخابى له فى بتلر بولاية بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابة الرئيس السابق واثنين آخرين ومقتل أحد الحاضرين، وفى ظل حالة من الذهول التى أصابت الجميع وتوقف الحملة تقريبًا، وصف حلفائه ترامب بأنه «لين» و«متأمل» عندما دعا البلاد إلى التوحد.
ولكن سرعان ما عاد ترامب إلى عادته، ففى الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطنى للحزب الجمهوري، تحولت دعوات المرشح إلى الوحدة إلى خطوط هجومية مألوفة فى حملته الانتخابية، حيث انحرف ترامب عن السيناريو الذى أعاد فريقه صياغته فى أعقاب إطلاق النار، وفى الأسابيع التى تلت ذلك، بدأ فى إلقاء اللوم على خصومه وتضخيم نظريات المؤامرة التى نشأت عن إطلاق النار.
و بعد محاولة اغتيال ثانية محتملة، يبدو أن ترامب ملتزم تمامًا بمعاقبة خصومه السياسيين، وبعد بضع رسائل حث فيها على «الوحدة» و«السلام»، انتقل الرئيس السابق إلى إلقاء اللوم على منافسته، نائبة الرئيس، كامالا هاريس، وخصمه السابق، الرئيس جو بايدن، لإلهام مطلق النار المزعوم، ريان روث، على الرغم من أن الدافع وراء الحادث لا يزال غير واضح.
وقال ترامب فى مقابلة أجريت معه أمس مع قناة فوكس نيوز ديجيتال: «لقد صدق خطاب بايدن وهاريس، وتصرف بناءً عليه، خطابهم يتسبب فى إطلاق النار على، بينما أنا الشخص الذى سينقذ البلاد، وهم من يدمرون البلاد، من الداخل والخارج».
و سارت حملته على نفس النهج، فقامت بتوزيع قائمة طويلة من التصريحات «المثيرة للفتنة» التى أطلقها الديمقراطيون ضد ترامب ونشرت مقطع فيديو على الإنترنت يحتوى على مقاطع من كبار الديمقراطيين يصفون الرئيس السابق بأنه «تهديد».
كما أكد نائب ترامب، جى دى فانس، هذه الرسالة خلال خطاب ألقاه فى فعالية ائتلاف الإيمان والحرية فى جورجيا، وأضاف «فانس» : «الفارق الكبير بين المحافظين والليبراليين هو أن أحدًا لم يحاول قتل كامالا هاريس فى الشهرين الماضيين، والآن حاول شخصان قتل دونالد ترامب فى الشهرين الماضيين، أعتقد أن هذا دليل قوى على أن اليسار يحتاج إلى تخفيف حدة الخطاب والتوقف عن هذا الهراء».
كما ردد حلفاء ترامب نفس الحديث على الإنترنت وعلى شاشات التلفزيون، وكتب مستشار ترامب السياسى، ستيفن ميلر، على موقع X : «متى ستتحمل هاريس المسئولية عن خطابها وخطاب حزبها التحريضي؟».
ولم تستجب حملة هاريس لمزاعم الجمهوريين، ولكن فى الساعات التى أعقبت الحادث، أشاد نائب الرئيس بإنفاذ القانون وأدان العنف السياسى، وهى رسالة رددها الديمقراطيون فى جميع أنحاء الحزب إلى حد كبير، حتى مع ملاحظة البعض أن ترامب استخدم لفترة طويلة لغة تحريضية ومزاعم كاذبة لتحفيز قاعدته وهدد فى الأيام الأخيرة بمقاضاة وسجن الخصوم الذين يرى أنهم منخرطون فى «سلوك عديم الضمير» فى الانتخابات.
من جانبه قال، بات دينيس، رئيس لجنة العمل السياسى الديمقراطي، «إن هذا موقف مأساوى لم يكن ينبغى أن يحدث أبدًا، لكن أعتقد أن دونالد ترامب يريد فى كثير من النواحى معرفة كيفية الحصول على ميزة انتخابية من هذا»، وتابع : «هناك أدلة قوية على أن حجته ليست حسنة النية، لقد أثار دونالد ترامب تاريخيًا تهديدًا حقيقيًا بالعنف ضد أعدائه السياسيين».
والجدير بالذكر أن نهج حملة ترامب يعكس الظروف السياسية المختلفة التى يواجهها الرئيس السابق الآن مقارنة بالظروف التى كانت عليه عندما أصابته رصاصة فى أذنه قبل شهرين فقط، ففى ذلك الوقت، كان ترامب يواجه خصمًا ضعيفًا خرجت حملته عن مسارها بسبب أدائه الكارثى فى المناظرة، مما أدى فى النهاية إلى سقوطه، لقد وحد وجه ترامب الملطخ بالدماء وقبضته المرفوعة الحزب الجمهورى المنقسم قبل المؤتمر الوطنى للحزب.
والآن يدخل ترامب الأسابيع الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، حيث يخوض سباقا محتدما ضد خصم جديد كان يكافح من أجل تقويضه لذلك يحاول المتاجرة بتلك الواقعة لنيل أسهم ترفع من فرصته وخاصة بعد مناظرته الفاشلة مع هاريس فضلا عن تراجعه لاستطلاعات الرأى الأخيرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ترامب وسائل التواصل الاجتماعي المرشح الجمهوري الانتخابات الرئاسية الرئیس السابق دونالد ترامب ترامب ا
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من ترامب.. يخطط لإنهاء الحروب في المنطقة
حذر وزير إسرائيلي سابق، من الإفراط في التفاؤل بشأن انعكاس تولي دونالد ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة على تحقيق الرغبات والتطلعات الإسرائيلية.
وقال السياسي والوزير السابق، يوسي بيلين، في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن لم يستبعد حل الدولتين من أي خطاب له عن النزاع، لكن لم تكن له أي خطة ملموسة، أما ترامب، فهو رجل مع خطة، مشيرا إلى أن "الهدف الغريب" الذي حدده لنفسه لفترة ولايته الثانية هو إنهاء الحروب.
ولفت بيلين إلى أن إحدى أول الزيارات التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي التالي دونالد ترامب ستكون إلى "إسرائيل"، متوقعا أن "تكون زيارة ناجحة جدا".
وأضاف: "ترامب سيضع مرة أخرى ورقة في حائط المبكى (البراق)، في ضوء نجاح الورقة القديمة، يحتمل أن يجري أيضا زيارة الى رمات ترامب، وهي البلدة (المستوطنة) الوحيدة في العالم التي تسمى على اسمه، أما اليمين من جهته، فسيبتهج على أن هذا الرئيس لا يتحدث عن الضفة الغربية بل عن يهودا والسامرة". وفق قوله.
وتوقع بيلين أن يسأل ترامب نتنياهو عما يفكر به في إمكانية تنفيذ خطته للسلام، والتي عرضت رسميا في البيت الأبيض في 28 كانون الثاني/ يناير 2020، وسيذكره بما حصل في تلك الأيام.
وتضمنت الخطة ضمن أمور أخرى إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح على 70 في المئة من الضفة الغربية، و14 في المئة أخرى تنقل من السيادة الإسرائيلية إلى السيادة الفلسطينية في إطار تبادل الأراضي، على أن تقام العاصمة الفلسطينية في أبو ديس شرق القدس.
وسيتأكد ترامب من مدى استعداد نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل"، لكن الرئيس الأمريكي الجديد ليس ساذجا وليس جديدا في القضية، وهو يعلم موقف نتنياهو، وهل سيغير رأيه عندما لا يكون سموتريتش وبن غفير في الحكومة، وعندها، سيمتليء نتنياهو شوقا لبايدن. وفق بيلين.