أكد معالي فؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي أن مباحثاته مع المسؤولين العمانيين كانت مثمرة وناجحة وتناولت مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية. وقال في حوار خاص مع «عمان»: إن الجانبين اتفقا على تفعيل اللجنة العمانية العراقية المشتركة والتي من المنتظر أن تعقد اجتماعا مهما قبل نهاية هذا العام.

وأشار الوزير في حواره إلى أن العراق يعيش حالة من الاستقرار الأمني، الأمر الذي يحفز تحريك عجلة الاقتصاد وفتح الباب أمام رؤوس الأموال الأجنبية، مشيرا إلى أن العراق يدرس آليات إعادة العقول العراقية المهاجرة لتساهم في مسيرة البناء. ونفى الوزير العراقي أن تكون الأخبار التي نشرت عن أن الاتفاق مع الجانب الأمريكي لمغادرة قوات الحلفاء جاءت ضمن صفقة للتهدئة مع الجانب الإيراني لعدم الرد على حادث اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن اتفاق مكتوب مع أمريكا إنما هناك مفاوضات ووجهات نظر ما زالت على طاولة النقاش، وشدد أن العراق ليس الدولة الوحيدة في المنطقة التي بها قوات أمريكية.. إلا أن الوزير قال: إن التواصل مفتوح بين العراق وإيران وبين العراق وأمريكا لتهدئة التوترات التي لا تصب لا في مصلحة العراق ولا في مصلحة الإقليم. مشيرا في الوقت نفسه إلى إن العراق لا يتفق مع كل السياسات الأمريكية في المنطقة. وإلى تفاصيل الحوار:

*****************************************************************

معالي الوزير.. في البداية لو تحدثنا عن نتائج مباحثاتك السياسية التي أجريتها في سلطنة عمان خلال اليومين الماضيين ومسارات العمل التي اتفق عليها الجانبان؟

أولا، كان الهدف من الزيارة هو تعمير وتوسيع أواصر العلاقات القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وكان لدي خلال الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين في سلطنة عمان الشقيقة، وركزت المباحثات على العلاقات الثنائية، وآليات تطويرها، وقد دخلنا في الحديث عن العلاقات الأمنية والعسكرية وكذلك موضوع مكافحة الإرهاب. كما ركزت المباحثات على الجوانب الاقتصادية والمصرفية والنفطية، ثم العلاقات الثقافية والتعليمية.. في الواقع تحدثنا في الكثير من أوجه العلاقات بين البلدين وآليات تطويرها وتعزيزها، ووصلنا إلى اتفاق بين الطرفين لتفعيل اجتماعات اللجنة المشتركة العمانية العراقية، التي تأخرت اجتماعاتها في الواقع ونأمل أن تعقد اجتماعا لها قبل نهاية هذا العام في العراق. وكان رأي الإخوة في سلطنة عمان أن تتم تهيئة ملفات جميع القضايا وطرحها للنقاش في الاجتماع على أمل أن نصل فيها إلى توقيع مذكرات تفاهم. ولا أخفيك أنني سعيد جدا بنتائج هذه الزيارة وما سمعته من الإخوة في سلطنة عمان.

*****************************************************************

إذن يمكن الآن أن نتحدث عن الشأن العراقي الداخلي، وكيف يواجه العراق اليوم التحديات الكبيرة المتمثلة في الجوانب الأمنية وكذلك الجوانب الاقتصادية وكذلك بسط الاستقرار الداخلي بعد سنوات من الحرب مع الإرهاب؟

نحن بُلينا بالإرهاب، وفي الحقيقة المنطقة كلها بُليت بالإرهاب، والإرهاب الداعشي نوع من الإرهاب التدميري.. وهو متفرع إلى فرعين: الأول إرهاب بالسلاح والثاني إرهاب فكري أيديولوجي. وفي وقت من الأوقات، كما هو معلوم، استطاع هذا الإرهاب أن يسيطر على ثلث أراضي العراق! وشكلوا ما كان يسمى بـ «دولة داعش». وانتفض الشعب العراقي بكل مكوناته ضد هذا الإرهاب، وبدعم دولي، وتم تدمير هذه الدول «الداعشية»؛ لكن ما زال هناك بعض الخلايا هنا وهناك. وكما أدت التجربة العراقية في تدمير داعش، أدت، أيضا، إلى بناء معرفة تراكمية حول هذه العناصر الإرهابية وكيفية محاربتها، وهذا بدوره يسهل علينا الآن تتبع ومحاربة الخلايا الباقية. لكن داعش كما أسلفت هي فكر أيضا، ومحاربة الفكر الداعشي يحتاج إلى فكر آخر ليتغلب عليه، وبناء هذا الفكر يحتاج إلى جهد جماعي على مستوى العالم العربي وكذلك على مستوى العالم الإسلامي.. والفكر الداعشي يطرح نفسه باعتباره فكرا إسلاميا؛ ولذلك نحتاج إلى هذا الفكر المقابل للفكر الداعشي.

*****************************************************************

هل بدأ يتشكل في العراق فكر جديد قادر على مواجهة الفكر الداعشي التكفيري، وهل هناك جهود عراقية في هذا المجال على مستوى العالم الإسلامي لبناء خطاب فكري معتدل قادر على دحض الخطاب الداعشي؟

نعم. العراق فهم آلية التعامل العسكري مع تنظيم داعش، ومع تحركاته. وتجربة أبناء الشعب العراقي مهمة في هذا الجانب، وقد أدت إلى تراكم معرفي وبنت ما يمكن أن نسميه يقينا لدى الشعب العراقي أن هذا الفكر هو فكر ضد الإنسانية وضد الثقافة وضد الحضارة.. وكان الدواعش عندما يسيطرون على مدينة من مدن العراق كانوا يسرقون آثارها أو يدمرونها بشكل كامل.. وفي الحالتين: حالة السرق أو حالة التدمير كانوا ضد الحضارة، وضد التاريخ وضد الإنسانية، ضد الماضي وضد المستقبل أيضا، وهذا ما بات مفهوما بشكل واضح لدى العراقيين.. كل العراقيين أصبحت لديهم حصانة فكرية. لكن علينا أن نقول أيضا إن هذا لا يعني أن الفكر الداعشي قد انتهى تماما؛ فما زالت هناك بعض الزوايا التي يتوارى خلفها هذا الفكر أو بقاياه. ومشكلة الفكر الداعشي أنه فكر قادر على العبور فوق الحدود ولذلك انتشر في مرحلة من المراحل في أماكن كثيرة من العالم، ما يعني أن هذا الفكر ليس له علاقة بالمجتمع العراقي، بل بالكثير من المجتمعات التي أوجدت بيئة ليتحرك فيها هذا الفكر.

*****************************************************************

هل أفهم من سياق حديثك أن المجتمع العراقي خرج من تجربة داعش أكثر تماسكا سواء في مواجهة العدو، عسكريا وفكريا، أو حتى في عودة بناء النسيج الاجتماعي الذي هو أداة من أدوات قوة المجتمع/ الدولة؟

هذا صحيح. كان إرهاب داعش موجها إلى كل مكونات المجتمع العراقي، وآذى الجميع.. لأن مقاييس الإنسانية لدى داعش محددة وكذلك المفاهيم الإسلامية وكل من خالف تلك المقاييس والمفاهيم كان في محل عداء واضح لداعش. وقد أدت هذه المعرفة

بمفاهيم العدو الداعشي إلى توحد المجتمع العراقي بكل مكوناته. ولذلك كان الجميع في صفوف قتال داعش: المقاتل الكردي الذي نسميه «البشمركة»، والحشد الشعبي الذي تأسس بفتوى من مرجعية السستاني، والتركمان، والمسيحيون والأيزيديون الذين كانوا إحدى ضحايا داعش. وقد كان قتال داعش من جميع هؤلاء ينطلق من منطلق وطني، وإنساني وديني أيضا.

*****************************************************************

أفهم أن العراق عندما بدأ في القتال مع داعش كان أيضا عائدا من حروب طويلة، مع الأمريكان، وعائدا من حصار طويل، وكل هذا كان له أثره على مسيرة البناء التنموي في العراق. كيف ترى اليوم مسيرة التنمية في العراق وجهود تجاوز التحديات لينهض العراق من جديد ويعود إلى مكانته الإقليمية والدولية؟

العراق كان في حالة قتال داخلي، وحروب خارجية منذ 50 سنة في الواقع. هناك قرابة ثلاثة أجيال ولدت وتربت وكبرت خلال حروب كبرى، لذلك ثقافة الحرب سيطرت على الوضع العراقي لمدة طويلة. والحرب كما هو معلوم تؤدي إلى دمار، دمار كامل وشامل للبنى التحتية.

وبسبب السياسات الخاطئة في تاريخ العراق الحديث كان معزولا عن العالم، وكان يعيش في حصار. ولم يكن هذا الحصار اقتصاديا وماليا فقط ولكنه كان حصارا سياسيا وثقافيا ونفطيا، منع العراق من التفاعل مع العالم والاستفادة من تجربته. وقد أدى كل ذلك إلى كوارث كبرى في العراق وهذا أثر على المجتمع. وقد انتهى القتال مع داعش تقريبا في عام 2017 ومنذ ذلك الوقت تحسنت الحالة الأمنية بشكل كبير جدا. والحكومة الحالية في العراق رفعت شعارات لتقديم الخدمات والتنمية الاقتصادية، وقد بدأنا بالكثير من المشاريع، وساعدتنا حالة الاستقرار للبدء بمشاريع تنموية ونحن نسعى الآن لتنويع مصادر الدخل، فقد استمر الاقتصاد العراقي طويلا معتمدا فقط على دخل النفط.. لكن نطرح الآن أفكارا جادة لتنويع المصادر وإعادة بناء الاقتصاد الزراعي وبناء القطاع السياحي. كما بدأنا أيضا، نستثمر في مجال الغاز وسوف يصبح العراق دولة غازيّة إضافة إلى كونه دولة نفطية.. وهناك إصلاحات في المجال المالي والخدمي والمصرفي. وسياستنا طموحة وتؤكد على النمو الاقتصادي.

لكن أيضا نحن نسعى لتطوير القطاعات التربوية والتعليمية والصحية لتكون موازية مع نمو القطاعات الاقتصادية الأخرى.

*****************************************************************

لو تحدثنا عن تقييمكم/ تقييم الحكومة العراقية، لعلاقاتها بدول الجوار: علاقاتها مع إيران ومع تركيا ومع دول مجلس التعاون الخليجي؟ كيف تنظرون لعلاقاتكم مع كل هؤلاء؟

السياسة الخارجية العراقية تؤكد على عدة حلقات. الحلقة الأولى والأساسية بالنسبة لنا هي حلقة الجوار الجغرافي، ودول الجوار الجغرافي هي تركيا وإيران وسوريا والأردن والسعودية والكويت.. لكن مفهومنا للجوار الجغرافي يأخذ بعدا أوسع من ذلك، فنحن نعتبر كل دول الخليج العربي هي دول جوار ونتعامل معها بنفس مفهوم الجوار الجغرافي المباشر، ولذلك كل دول الخليج تقع ضمن دول الحلقة الأولى.. إضافة إلى مصر. وعلاقتنا بهذه الدول علاقة طيبة، لكن هذا، أيضا، لا يعني أنه ليس لدينا مشاكل، والمهم أننا نؤكد على أن جميع هذه المشاكل لا بد أن تحل بالحوار فقط.. وهو وسيلتنا الوحيدة لحل جميع المشاكل مع دول الجوار متى ما وجدت تلك المشاكل. والعلاقات مع دول الخليج ممتازة وهي جيدة جدا مع إيران.. ولدينا معها علاقات تستند إلى الجغرافيا وإلى التاريخ والثقافة المشتركة، لكنها مع كل ذلك تستند إلى المصالح المشتركة والأمر نفسه مع تركيا.

وبدأ العراق يقوم بدور أساسي في حل العديد من المشاكل التي كانت موجودة في الساحة الإقليمية مثل التوترات التي كانت في العلاقات السعودية الإيرانية والمصرية الإيرانية والأردنية الإيرانية.. ترميم هذه العلاقات كان للعراق دور أساسي بها. ونحن نرى أن هذا واجبنا؛ لأن أمن العراق مرتبط بأمن المنطقة وأمن المنطقة مرتبط بأمن العراق.

*****************************************************************

ماذا عن مستقبل علاقتكم مع أمريكا في ظل كل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، خاصة أن هناك قوات أمريكية وقوات الحلفاء ما زالت موجودة في العراق، وقرأنا قبل أياما أن هناك اتفاقا لخروجها العام القادم؟

في الواقع الوجود الأمريكي موجود في المنطقة كلها وليس في العراق فقط.. وإذا كنا نتحدث عن العراق فإن الوجود الأمريكي فيه قليل مقارنة بدول أخرى. لدينا في العراق في حدود 2500 مستشار وخبير في المجالات الأمنية والعسكرية. والعلاقات العراقية الأمريكية علاقات جيدة. ولدينا اتفاق بين الطرفين وفي ضوء هذا الاتفاق نتحرك ولكن نتحرك في ضوء المصالح العراقية. والمصالح العراقية تفرض علينا أن تكون بيننا وبين الأمريكان علاقات جيدة، وهذا لا يعني أننا نتفق مع كل الجزئيات في السياسة الأمريكية في المنطقة.. وهذا شيء آخر. نحن ننطلق في علاقتنا مع زاوية المصلحة العراقية وكذلك مصلحة المنطقة.

لكن أيضا عندما نتحدث عن علاقاتنا مع أمريكا فنحن لا نتحدث فقط عن العلاقات الأمنية، بل عن علاقات واسعة كما هي علاقاتنا مع العديد من الدول والتي تتعلق بالجانب الاقتصادي، والجانب النفطي، والجانب التعليمي، والجانب الصحي والثقافي.. وأمريكا دولة كبرى، ولذلك علينا أن نكون واقعيين.

*****************************************************************

لكن كيف توازنون بين هذه العلاقة القوية والواسعة مع أمريكا وعلاقتكم المشابهة مع إيران.. خاصة في الوقت الحالي الذي تبدو فيه الأمور، أحيانا، أقرب إلى المواجهة والاستنفار؟

بعد التغيير الذي حدث في العراق أصبح المجتمع العراقي مجتمعا مفتوحا، مجتمعا بدأ بالمسير الديمقراطي.. فالمجتمع العراقي، وأحزاب المجتمع العراقي، يتفاعلون جميعا مع الأحداث الإقليمية، وكذلك مع الأحداث الدولية، وأي توتر بين إيران والأمريكان يؤثر علينا. الأمريكان كانوا في العراق، صحيح، ولكنهم قادوا «التغيير» في عام 2003، والإيرانيون أيضا، وهم جيراننا وموجودون في المنطقة وعلاقتنا بهم قوية. ونستطيع حتى الآن أن نحافظ على هذا التوازن وأن نتحدث مع الجانبين بكل صراحة من منطلق المصلحة العراقية.

والجغرافيا والتاريخ، والثقافة والمصالح الاقتصادية تفرض علينا أن تكون علاقاتنا جيدة مع إيران.. وكون أمريكا دولة عظمى فهذا يفرض علينا أن تكون علاقتنا معها أيضا علاقة جيدة على أن لا نكون جزءا من الصراع بين أمريكا وإيران.

*****************************************************************

ألا يمكن أن تكونوا جزءا من الحل؟

نعم. صحيح أننا لسنا جزءا من الصراع ولكننا جزء من الحل في العديد من المحطات، وما زلنا إلى الآن جزءا من الحل، ونتواصل مع الطرفين من أجل تخفيف التوتر.

*****************************************************************

تحدث البعض أن الاتفاق الأخير بين العراق وأمريكا لخروج قوات التحالف «تحالف محاربة داعش» كان ضمن صفقة التهدئة مع إيران لعدم الرد على اغتيال القائد إسماعيل هنية؟

مع الأسف هذا الكلام غير دقيق. أولا، لم نصل مع أمريكا إلى اتفاق، ما زالت المباحثات مستمرة، ولدينا مع الأمريكيين أطروحات، وأفكار مطروحة للنقاش ونتمنى الوصول إلى اتفاق، ولكن حتى الآن لا يوجد اتفاق مكتوب. وهذه الأطروحات موجودة ولكن هي بعيدة كل البعد عن الصفقات مع الجانب الإيراني في الواقع. والمسار الموجود بين الجانب الأمريكي والجانب الإيراني مسار آخر تماما.

*****************************************************************

نعود إلى الحديث عن الجانب الاقتصادي.. هل هناك حراك فعّال داخل العراق من أجل جلب استثمارات دولية خاصة وأنت تتحدث عن الأمن المستتب داخل العراق؟

يؤدي الاستقرار الأمني إلى الازدهار الاقتصادي، والاستقرار الأمني الآن موجود، وفي السنوات الماضية كان التركيز على الاستثمار الداخلي وقد بدأت فاعليته. لكن العراق يحتاج فعلا إلى مستثمرين، إلى رأس مال من الخارج، ونحتاج إلى المعرفة وإلى التكنولوجيا. طبعا الاستقرار الأمني أولا وهذا سيساهم في تشجيع رأس المال الأجنبي للقدوم للعراق، والفرص كثيرة جدا وفي جميع المجالات. البنية الأساسية مدمرة في العراق بسبب الحروب الطويلة التي تحدثنا عنها والتي جعلت العراق بعيدا كل البعد عن أي شكل من أشكال النمو الاقتصادي، وذلك التدمير خلق فرصا كثيرة للمستثمرين.. والفرص متاحة بشكل كبير في المجال الصحي وفي المجال التربوي وفي الجامعات.. إلخ.. وكذلك في بناء المدن الجديدة، والشوارع والطرق والسكك الحديدية وفي الصناعات البتروكيماوية.

*****************************************************************

والعقول العراقية موجودة ومبدعة؟

نعم، ولكنها مهاجرة وعلينا أن نخطط لكيفية إعادتها. وبشكل عام وأساسي نحن نحتاج إلى رؤوس أموال لتستثمر في البنى التحتية التي تم تدميرها بشكل كامل. ومن بين أهم مجالات الاستثمار في العراق الآن موضوع أنابيب النفط.

*****************************************************************

معالي الوزير.. هل هناك جهود عراقية الآن لاحتواء التصعيد في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة وأن الكثير من النذر تشير إلى تمدد هذه الحرب لتتحول إلى حرب إقليمية.. والعراق في مشهد هذه الحرب؟

أولا الموقف العراقي من القضية الفلسطينية معروف في سياقه التاريخي، وثابت وواضح في سياقه المستقبلي، ونحن داعمون للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية، ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة لدينا الكثير من الاتصالات مع الإخوة في الدول العربية والإسلامية، لكن أيضا مع أصدقائنا في الدول الغربية. وكنا نطلب المزيد من الضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار، وفتح المجال لإرسال المساعدات إلى غزة؛ لأن هذه الخطوة الأولى في الواقع، لكن لم يحدث هذا مع الأسف. لم ننجح ولم ينجح الآخرون في الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف التدمير والتهجير والإبادة.. وما زلنا نحاول مع الآخرين.

*****************************************************************

معالي الوزير.. نجحتم مع آخرين في تقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وإيران، فهل هناك جهود مماثلة لتقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والغرب لعودة الاتفاق النووي الذي أجهضته إدارة ترامب؟

نحن في تواصل مستمر مع طهران ومع واشنطن، ومن مصلحتنا الأساسية أن لا يكون هناك توتر بين إيران وأمريكا.. وفي الحقيقة أيضا هذا من مصلحة المنطقة ككل.

وسمعت الرئيس الإيراني يقول إنه منفتح على الحوار مع أمريكا وهذا مهم، وأتصور أن الجانب الأمريكي لا يرفض الحوار أيضا.

*****************************************************************

السؤال الأخير الذي يمكن أن نختم به هذا الحوار هو عن الآثار العراقية التي سرقت ونهبت خلال سنوات الحرب الطويلة الماضية.. هل هناك خطط وجهود لإعادتها إلى العراق باعتبارها جزءا ليس من تاريخ العراق وحده ولكن من تاريخ المنطقة؟

في الواقع نحن بدأنا في هذه الجهود، وفي السياسة الخارجية العراقية لدينا عدة عناوين، فإضافة إلى الدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية الثقافية لدينا دبلوماسية «الاسترداد»، وقد بدأنا بالفعل في استرداد آلاف القطع من أمريكا ومن بريطانيا، وكنت قبل شهرين في سويسرا وفي حينها تم استرداد آلاف القطع وتسليمها للسفارة العراقية، وهي قطع مهمة جدا ومن الآثار النادرة. وقبل فترة استلمت السفارة العراقية في لندن مجموعة من الآثار المسروقة من قبل الدواعش ومن قبل آخرين. وهذه الآثار كما قلتَ ليست آثار العراق وحده، وأنا أقول ليست آثار المنطقة وحدها، أيضا، إنما آثار الإنسانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستقرار الأمنی الخارجیة العراقی المجتمع العراقی فی سلطنة عمان فی المنطقة هذا الفکر مع أمریکا فی المجال أن العراق مع الجانب فی الواقع فی العراق مع إیران علینا أن یعنی أن ما زالت جزءا من أن تکون هل هناک

إقرأ أيضاً:

ننشر كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية في احتفالية "بداية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، كلمة، خلال الاحتفالية التي أقيمت بساحة الشعب بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ بمناسبة إطلاق المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والسفراء، وكبار الصحفيين، والإعلاميين ومسئولي عدد من الجهات المعنية.

وخلال كلمته، حرص نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، على توجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه الكبير وغير المحدود للمشروع  القومي للتنمية البشرية، ومبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي تعد أحد محاور المشروع، مما يعكس رؤية القيادة السياسية في مصر نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار أن المشروع القومي للتنمية للبشرية، الذي يتم إطلاقه اليوم بتوجيه من الرئيس وبرعاية وبمتابعة منه، يستهدف تكثيف عمل الجهات الحكومية، والجهات الشريكة؛ من أجل تحسين مؤشرات التنمية البشرية واستعادة الشخصية المصرية الحقيقية.

وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، الحرص على أن يشعر المواطن بالمردود الإيجابي في فترة وجيزة، وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين جميع أعضاء المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والأمانة الفنية للمجموعة الوزارية والمعنية بالرقابة على تنفيذ أهداف المبادرة وفقاً للمستهدفات المحددة، والتي شاركت في رسم خارطة طريق للمواطن المصري، نحو التنمية الذاتية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والسلوكية، لنقدم للمجتمع مواطن صحيح، متعلم، ومتمكن، وقادر، وواعٍ، ومثقف، وخلوق، على أن يتم كل ذلك دون تحميل المواطن أي أعباء.

كما أوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن المشروع يتضمن إطلاق ثلاثة برامج فرعية موجهة لكل فئة عمرية طبقاً لاحتياجاتها؛ بدءًا من برامج الأطفال حديثي الولادة إلى عمر 6 سنوات، والتي تشمل الاهتمام بالطفولة المبكرة من حيث التنشئة البدنية والعقلية والنفسية والصحية، فضلاً عن إنشاء الحضانات ورياض الأطفال وبناء كوادر العاملين بها، يليها برامج للفئات العمرية من سن 6 سنوات إلى 18 سنة، وتتضمن برامج رياضية وصحية وتعليمية وتدريبية لتحسين مهاراتهم وضمان تجهيزهم لسوق العمل، وصولاً لبرامج الكبار من سن 18 إلى 65 عاما وما فوق، وتشمل برامج تدريبية ورفع القدرات لتأهيل الأفراد.

وخلال كلمته، استعرض نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، المحاور والمرجعيات التي تم الاعتماد عليها في المشروع القومي للتنمية البشرية، كما تطرق لمحاور التنمية البشرية الرئيسية التي تتضمن نظاما صحيا يشمل الجميع، وتعليما أفضل يسهم في توفير وظائف مستقبلية، بالإضافة إلى توفير العمل اللائق للجميع، علاوة على تنفيذ تنمية عمرانية متكاملة ومستدامة، وضمان حياة كريمة لجميع المصريين، فضلا عن محور يركز على أن الشباب هم شركاء اليوم وقادة الغد، بالإضافة إلى محور تمكين المرأة وتعزيز تكافؤ الفرص في جميع المجالات.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار ضرورة العمل على تحسين عدد من المعايير وفقاً لما جاء في تقرير التنمية البشرية ورأس المال البشري، التي تضمنت (الحياة الطويلة والصحية، والتعليم، والمعرفة، ومستوى المعيشة اللائق)، لافتاً إلى أن هناك تحسنا كبيرا في معدلات التنمية البشرية بمصر خلال السنوات الماضية.

كما لفت نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان إلى أن المشروع القومي للتنمية البشرية يستهدف رفع مؤشرات التنمية البشرية، وتطوير الخدمات الحكومية، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، موضحاً أن برامج المشروع القومي للتنمية البشرية تتضمن: (الأم والجنين، والأطفال، والشباب، والكبار، وكبار السن ما فوق ٦٥ عاما، وتحسين جميع مؤشرات الصحة العامة للمواطنين بمختلف أعمارهم).
 

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل يبحث مع وزير الخارجية والتجارة المجري سبل التعاون المشترك في مجالي الصناعة والنقل
  • ننشر كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية في احتفالية "بداية"
  • وزير الخارجية يجري اتصالاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية فيتنام
  • السوداني: القوات الأميركية في العراق لم تعد ضرورية
  • رئيس الوزراء العراقي: الإعلان عن موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي سيكون قريبا
  • عاجل | بلومبيرغ عن رئيس الوزراء العراقي: القوات الأميركية لم تعد ضرورية في العراق لأنها نجحت في هزيمة تنظيم الدولة
  • رئيس الوزراء العراقي يؤكد ضرورة استمرار عمل صندوق العراق للتنمية وفق الرؤية المخطط لها
  • رئيس الوزراء العراقي يدعو إلى ضرورة استمرار عمل صندوق التنمية
  • السيد شهاب يستعرض مع وزير الخارجية العراقي العلاقات الأخوية الوطيدة