31 اغسطس من كل عام، تاريخ فرض نفسه على العالم أجمع لكى يؤخذ للتذكرة بالأمر وخطورته، وللذكرى أيضا للأحباء ممن كانوا فى دنيا الحياة لدينا، والأشخاص أو الأصدقاء أو أفراد الأسرة الذين ماتوا بسبب هذا الوباء المنتشر، والتعاطف مع عائلاتهم وآلامهم بسبب فقدان أحد أفراد أسرتهم، وللتوعية بأن بداية الطريق لها سيجارة وربما ومن النادر بدون سيجارة، وللتبصرة بأن نهاية الطريق لها لا تخرج عن ثلاث كل واحدة منها من دواهى الدنيا وأمر وهى إما السجن أو الموت وأقلها تدمير صحة وحياة وتشريد البيت.
هذا اليوم هو مبادرة عالمية للتوعية ليس بخطورة المخدرات فحسب، لكن أو تخيل هو يوم مخصص للتوعية بخطورة الجرعات الزائدة من بعض المخدرات القاتلة وطبعًا أكثرها المخلقة وما استجد فى عالم المخدرات، حتى أننا كل يوم نرى ونسمع عن أنواع يتم تخليقها وصنعها ربما من بعض متعاطى ومدمنى المخدرات أنفسهم، وأصبح معتادًا قراءة جملة أصبحت الأشهر فى الجرائد (لقى شاب مصرعه، متأثرًا بإصابته بهبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية، نتيجة تناوله جرعة زائد من المواد المخدرة)..فلا عجب فالتكنولوجيا فتحت الباب على مصراعيه، ومن أسف أن يؤخذ منها الحد أو الجانب السلبى، ناهيك عن عديمى الضمير ممن يرون فى صناعتها وتجارتها ضالتهم من الثراء السريع وغيره.
فهل لنا أن نتخيل أنه فى إحدى الاحصائيات الجرعات الزائدة من المخدرات قتلت أكثر من 100 ألف شخص فى جميع أنحاء امريكا فى عام واحد فقط، وأن مخدر مثل الفنتانيل، وهو مادة أفيونية اصطناعية أقوى 50 مرة من الهيروين أودى بحياة أكثر من 66 فى المئة من بين تلك الوفيات؟
أترك أمريكا وأهبط على أرضنا مصرنا الغالية مجتمعنا، أهلنا وشبابنا، وأنظر إليه بأسى مما أجد وأرى.. بل وأسمع من زميل عن جارٍ له فى عمر الزهور مات بجرعة زائدة، وآخر يحكى لنا عن مأساة شاب مدمن متزوج وله بلابل من الأطفال تركهم لمفرمة الحياة، بعد توغله فى الإدمان وسرق محتويات بيته ولم تكفه فبسبب طلب الجرعة تجرأ على سرقة جاره فضبط متلبسًا، فأصبح حبيس جدران السجون وأطفاله فى متاهات الحياة مشردين.. ويحكى آخر عن حكاية أخ لهم لا تبعد نهايتها ومصيرها عن أربع جدران أيضًا كانت مصيره بسبب المتاجرة فى المخدرات لتوفير جرعة له، وتشريد أبنائه.
هذه ليست مبالغات، بل أمر واقع لا ينكره إلا من أراد لشبابنا الضياع، ولبلدنا تعطل مسيرة البناء.. المخدرات بيد الشباب، بيعًا وإدمانًا..على النواصى.. في المقابر والطرقات.. آلاف الضحايا سنويًا بسبب مخدرات قائد السيارة.
المخدرات أصبحت آفة البيوت، وسلاح الأعداء المسلط على أولادنا وشبابنا.
عيون حدودنا وشرطتنا الساهرة كل يوم تضبط أطنانًا من هذه الموبقات..أبنائى.. مصر مرمى أعدائنا، وشبابنا هو الهدف، وخير وسيلة للدفاع أيها الشباب هو الهجوم، وخير هجوم هو العلم والعمل.. فأعلوا مصركم، ورابطوا بوعيكم، بل صدروا علمكم وإنتاجكم ليكون عابرًا للقارات، فهذه المرتدة ضد أعدئنا الهادفة لمصرنا.
محافظ القاهرة
كل عام وانتم بخير بمناسبة العام الدراسى الجديد
معهد حلوان الكويتى الأزهرى النموذجى الابتدائى بجوار الحديقة اليابانية يشكو من إغلاق بوابته بسبب إلقاء بعض عديمى الضمير الردش فى الطريق المؤدى إليه فصعب السير على أطفال فى سن الكي جى والابتدائية ودخول وتوريد الكتب المدرسية، كما أن المعهد به أشجار يراد تهذيبها.
اللهم احفظ مصر وأهلها وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظ القاهرة
إقرأ أيضاً:
على مشارق .. الطريق !
بقلم : حسين الذكر ..
في خطى واثقة تنّقل قلمي يبحث عن وريقات يضخ فيها بعض حبره المتجمد من عصر الذات وعصف البيئة . فقد أردت كسر صنمية الحضور ، فتوالت خطاي بدرجات متصاعدة ولهة ، تفرش مرحلة العشق بورود الأحرف التي اخترتها تعبيراً عن حلم جميل رسمته في أوردتي برغم وجع عاشورية المضطهدين .
سألت نفسي أو بالأحرى بحتُ بين ملائكتي المبعثرة منذ زمن وأجيال لم تذق طعم ملامح الانتصار الابدي مرة واحدة ..
لو قُدِر لي العيش يوماً آخر سأكتب على ذات المنوال وبنفس طريقة الأمنيات التي ظلت معطلة منذ المهد وها هي تباشير اللحدّ تدمع بوسع حداثتها الحزينة . ولو منحت شرف الصمت ، ما نطقت إلا بها .. سأتعرى من كل الظروف والقيود الإجتماعية لأصدح بصرخات ثائر عابرَ كل الخطوط الحمراء ممزق شرنقة التقليد الاعمى يحلف بيمين لا يخشى التوبة من خطاياه .. متمسك باخر خيط من شرنقة الوعي الممكن .. وإن حُمِل نعشه على أكتاف ملايين المنافقين .
مذ كتب أفلاطون في معبد الفلسفة : ( إن كنت لا تجيد فن الفلسفة فعليك أن لا تدخل وتتدخل بمعمعة البحث عن الحقيقة ) . حلفت أن لا أضع نفسي تحت يافطة شعرية ، لا أجيد منها إلا ما تحبه نفسي ، حتى جلدت ب( بحلم الحرية ) وتنقلات موسيقى عازفة من آهات الليل بمواجعها المسربلة باعماق فجر المشانق بوجعية مواويل النائحين بين الأهوار أو على سفوج الجبال وكذا بتموجات رمال الصحراء .. وذاك ما تلمسته على طريق خارطة الدمع الممتدة من قصائد أحمد مطر باذخة الحزن حتى تشائمية محمد الماغوط الصريحة بعمق حلم الرومانسية العربية الزاحفة كموجات نهر صالح لم تقطع دفقاته اجندات المطالح ..
كتبت مرات ونسيت مرات .. أن أترجم عن ذات دامعة وجلة خفت على مشاعرها وأحاسيسها ، الحريصة على الشدو ولو بحادي بعيد وحيد منعزل حتى عن نفسه المتعالية على الغرور ، المتواضعة بابتسامات وضجيج صفقات ، وإن كانت تحت عنوان مطلبي .
عند ذاك كسرت القاعدة الأفلاطونية ، محتفظاً لنفسي بحق التعبير والتحليق بنصوص كتبتها بروح مستمع ، فأحسست بنشوة ، الوعي تنساب من عبير الضفاف المتلألأ على الشواطىء والخلجان كأنه خطاب متعالي يعلم الآخر أبجدية الحب في زمن شح الحب فيه حتى لو أسدل الستار على آخر نظرة .
هكذا كانت حروفي تبوح على وجل ذاتي بعِشقيّتها المنسابة بلا وجل ولا خجل .
فلن يكون غير القلم مترجم والصوت مدّوٍ في الأحشاء .. ولو بمساحة ضمير قد مات مذ خنقت الروح بعنوان انعاش ماديتها في مأسوية التصحر .
فلو خيرت بالموت رمياً بالشوق .. لم اختر إلا الغيوم وسحاب الافق المتقد مع استخدام جميل لحتمية الانبعاث في واحة شاعرية لا تشعر الآخرين برجفة الهول من ذكر القبور .
ثم أحلق عالياً بوصف أناشيد كانت تردد مع طبول حرب وعذابات فكر تعلق بمعابد أثينا وشوارعها اليانعة .
ولو كانت بلون لا لون له . تفلسفت دون أن يدري حبري أنه ترجل عن فرسان الكلمة ليجازف بكيانه كله واضعا اياه في مأتم الفيلسوف الذي ما زال عزائه منصوباً حافلاً حتى يبعثون . فلن ترضى الأنفس التواقة إلا بلون الأفق وزقزقة العصافير التي لا يجدب من ضجيجها الصباح .
فلو قدر لي الخلق من جديد لما سألت السماء إلا أن يلتئم طيني وصلصالي . أتعرى فيه على طريقة روميو بجوف جوليت .
سانظر نحو السماء تضرعا لحلم منتظر ما زال مكتنزا متوجا بأعماق جوف أحشائي .. فأمنياتي لا تخجل من التعبير عن مذاقاتها فضلاً عن مقاساتها ولو كانت فضفاضة لا تتطابق مع مقايسس الآخرين ولا تصلح لستر عورات البيئة الفاضحة .
لكني سأسترسل بتراتيلي لعلها تسمع اهل القبور في حكاية بوح ألف الف دمعة بقاموس نفوس تائهة الوجع من حين حتى حين آخر غير معلوم حينه .. كاني مجنون او معتوه وربما كائن بدوي حط في عصر العولمة مرتديا زي الناسكين في ليلة حفل زفاف زمن ما زال تائها وإن تزخرف وتعجرف ببلاط خارطة العولمة .