على الرغم من قرار منظمة الصحة العالمية بإنهاء حالة الطوارئ الصحية المتعلقة بوباء كورونا الذي اجتاح العالم منذ 3 سنوات، إلا أن الخبراء في مجال الصحة يعتقدون، أنه رغم إنهاء حالة الطوارئ العالمية فإن كورونا ومتحوراته لم تنته إلى الآن.

متحور إيريس80 % من الاصابات في شهر

أثار الإعلان عن المتحور الفرعي الجديد لفيروس كورونا الذي يُعرف باسم "EG.

5"، مخاوف من انتشاره بشكل أوسع خلال الأسابيع المقبلة، بعدما بات الأكثر انتشارا في عدة دول، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا.

ففي 19 يوليو الماضي، أضافت منظمة الصحة العالمية المتحور "EG.5"، إلى قائمتها للسلالات المتداولة حاليًا والتي يتم مراقبتها عن كثب.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إنه على الصعيد العالمي تم الإبلاغ عن ما يقرب من 1.5 مليون إصابة جديدة بفيروس "كورونا" وأكثر من 2500 حالة وفاة، وذلك في آخر 28 يوما في الفترة من 10 يوليو الماضي وحتى 6 أغسطس الجاري، بزيادة قدرها 80% في معدل الإصابات مقارنة بالـ 28 يوما السابقة لها.

وأوضحت المنظمة - في تحديث جديد حول تطورات انتشار فيروس "كورونا" أصدرته اليوم الجمعة في جنيف - أنه في حين أبلغت خمسة أقاليم تابعة لها عن انخفاض في عدد حالات الإصابة والوفيات على حد سواء، فإن إقليم غرب المحيط الهادئ أبلغ عن زيادة في حالات الإصابة وانخفاض في معدل الوفيات. الأخبار المتعلقة

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 769 مليون إصابة مؤكدة وأكثر من 6.9 مليون حالة وفاة على مستوى العالم، وذلك منذ بداية الوباء وحتى 6 أغسطس الجاري، وأن الحالات المبلغ عنها لا تمثل بدقة معدلات الإصابة، وذلك بسبب انخفاض الاختبار والإبلاغ على مستوى العالم.​

متحور إيريسأسرع السلالات نمواً في العالم

وفق أحدث تقديرات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، فإن المتحور الجديد يتسبب في نحو 17 % من حالات "كوفيد-19" الجديدة المسجلة بالبلاد.

وقالت شبكة "سي إن إن"، إن المتحور "EG.5" يبدو كأنه نسخة جديدة تمامًا للفيروس، لكنه ليس كذلك؛ إنه جزء من سلالة XBB المنحدرة من عائلة المتحور "أوميكرون".

ونقلت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، عن عدد من خبراء الصحة قولهم إن المتحور الجديد واحد من أسرع السلالات نموا في جميع أنحاء العالم، مرجعين ذلك إلى "طفرة" تساعده على الانتشار على غيره من المتحورات.

وقال أخصائي المناعة والفيروسات في جامعة هارفارد في بوسطن، الدكتور دان باروش، لـ"سي إن إن" إنه "يتوقع أن تكون هناك عدوى على نطاق واسع، وأتوقع أن تكون هذه العدوى المنتشرة خفيفة بشكل عام".

وأضاف: "يجب أن يستمر الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة في اتخاذ احتياطاتهم".

وقالت كريستينا باجل، أستاذة البحث التشغيلي في جامعة كوليدج لندن، إنه بينما كان المتغير يتزايد في الانتشار ويبدو أنه أفضل في التهرب من جهاز المناعة، مما يسمح له بالتغلب على المتغيرات الأخرى، لم يكن هناك دليل على أنه تسبب في مرض أكثر خطورة.

كما نشرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) تحديثًا اقترح أن EG.5 ، أو بشكل أكثر تحديدًا البديل EG5.1 ، تمثل 15 ٪ من حالات كورونا المتسلسلة في إنجلترا.

و قالت الدكتورة ميرا تشاند، نائبة مدير UKHSA ، "يظل التطعيم أفضل دفاع لنا ضد موجات كورونا المستقبلية، لذلك لا يزال من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يأخذ الأشخاص جميع الجرعات التي هم مؤهلون للحصول عليها في أقرب وقت ممكن.

وأوضح موقع "يو أس أيه توداي" أنه تم تحديد هذه السلالة من متحور "أوميكرون" لأول مرة في 31 يوليو الماضي، وأصبح آيريس ثاني أكثر المتحورات التي تصيب الأشخاص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، شيوعا.

وذكرت صحيفة "إندبندنت" أنه اعتبارًا من 20 يوليو، أصبح آيريس يمثل ما يقرب من 14.55 في المئة من الحالات، وينمو بمعدل 20.51 في المئة أسبوعيا، وفقا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن الزيادة في حالات كوفيد في بريطانيا تأتي في الوقت الذي قفزت فيه الأرقام التقديرية بما يقرب من 200 ألف في يوليو الماضي، أي من 607 حالة متوقعة في 4 يوليو إلى 786 في 27 يوليو، وفقا لدراسة "زوي هيلث"، التي تقدر أرقام إصابات كوفيد في المملكة المتحدة.

وأوضحت "إندبندنت" أن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة وضعت آيريس على قوائم المراقبة، في 3 يوليو الماضي، بسبب زيادة التقارير عن الإصابات على المستوى الدولي، لا سيما في آسيا.

وفي الأسبوع الذي بدأ في 10 يوليو، تم تصنيف 11.8 في المئة من الإصابات بكوفيد في المملكة المتحدة على أنها آيريس. وتشير أحدث البيانات إلى أنها تمثل الآن 14.6 في المئة من الحالات.

وأضافت منظمة الصحة العالمية المتحور على قوائم المراقبة منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفقا لـ"يو أس أيه توداي".

متحور إيريسما هو متحور إيريس؟

يرتبط إيريس بمتحور أوميكرون الفرعي الذى يسمى XBB.1.9.2، ويختلف تكوين إيريس قليلاً عن المتغيرات الفرعية السابقة، هذا قد يجعل إيريس أفضل قليلاً في إصابة الناس والتهرب من المناعة، وهو ما قد يكون السبب في أنه أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات الأخرى في الوقت الحالي.
معظم المصابين يعانون من أعراض خفيفة مثل؛

السعال الجافالصداعسيلان الأنفالعطسالتهاب الحلقالتعبقد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من صعوبة في التنفس

غالبًا ما تكون هذه الأعراض خفيفة نظرًا لوجود مناعة أكبر بين السكان ، مما يجعل العدوى تبدو أقل حدة.

و اقترح مركز السيطرة على الأمراض عدة طرق لعلاج الأعراض ووقف الانتشار، بحسب "يو أس أيه توداي".

ابق في المنزل وانفصل عن الآخرين.حسِّن التهوية في منزلك.استخدم قناع N-95 أو أي قناع آخر عالي الجودة عند وجود أشخاص آخرين.ابق على اطلاع على لقاحات ومعززات كوفيد.راقب الأعراض وابق على اتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك.تناول الأدوية والعلاجات على النحو الموصوف.استرح واستخدم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للتغلب على الأعراض مثل الصداع.اهتم بالنظافة مثل غسل اليدين كثيرا وتنظيف الأسطح المشتركة.

وقالت خبيرة لـ"إندبندنت" إنه يُعتقد أن سوء الأحوال الجوية والرطوبة وضعف المناعة كانت من أسباب انتشار هذا المتحور الجديد.

ومع ذلك توقعت الخبيرة أن هناك احتمال أن يتباطأ انتشار المتغير خلال العطلة الصيفية مع إغلاق المدارس والسفر إلى الخارج. لكنها أوضحت أن من المرجح أن يعود آيريس في الانتشار مرة أخرى بحلول سبتمبر عندما يعود الأطفال إلى المدرسة والبالغون للعمل أو الجامعة، بالإضافة إلى أننا نبدأ في قضاء مزيد من الوقت في الداخل.

وتحدثت خبيرة الكوفيد عن عامل آخر قد يسهم في انتشار آيريس وهو أن معظم الأشخاص الآن قد تجاوزوا 18 شهرا من آخر لقاح لهم وأن غالبية الأشخاص أيضا مر عليهم عدة أشهر من الإصابة الأخيرة لهم أيضا. وبالتالي، يمكننا أن نرى الموجة "تنمو بشكل أسرع" في سبتمبر.

لكن خبيرا آخر قلل من شأن المخاوف بشأن متغير آيريس، موضحا أنه مثلما حدث مع أوميكرون عندما تزايدت الإصابات ثم تمت السيطرة على الوضع بشكل عام.

متحور إيريسهل ظهر في مصر ؟

قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث بإسم وزارة الصحة إن متحور كورونا الجديد في أمريكا وأوروبا، وأكد أننا حتي هذه اللحظة لم نرصد ظهور متحور كورونا الجديد في مصر.

وأضاف خلال تصريحات إعلامية : نتابع مع منظمة الصحة العالمية تطورات ظهور متحور كورونا الجديد في أوروبا وأمريكا، ونحن علي دراية تامة بكافة التقارير الأمريكية والأوروبية بخصوص متحور كورونا الجديد.

ولفت إلي أن المتحور الجديد لكورونا اكثر انتشارا ولكنه اقل شدة من حيث الأعراض حال الإصابة.

أصاب مليون شخص خلال 28 يوميا.. أعراض صادمة لـ فيروس كورونا الجديد 6 أعراض| التفاصيل الكاملة لـ متحور كورونا الجديد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كورونا متحور كورونا آيريس اوميكرون منظمة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة متحور کورونا الجدید فی المملکة المتحدة المتحور الجدید یولیو الماضی متحور إیریس فی المئة أکثر من

إقرأ أيضاً:

لجم العدوان يحتاج أكثر من البيانات والتصريحات

أكتوبر 5, 2024آخر تحديث: أكتوبر 5, 2024

رامي الشاعر

 

باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقائد فيلق القدس الإيراني في لبنان عباس نيلفروشان، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ثم اجتياح الأراضي اللبنانية جهاراً نهاراً أمام أعين “المجتمع الدولي الحر” و”الديمقراطي” في الاتحاد الأوروبي و”الناتو” وغيرها من المسميات التي لم يعد لها أي مرادف سوى “الاستعمار” و”الاحتلال” بمفهومهما المتجدد الذي يعود للقرن السادس عشر وما تلاه، تخطو إسرائيل خطوة شديدة الخطورة على سلم التصعيد بدءا من أحداث جنين قبل سنتين وما تبعها من أحداث، مروراً بالسابع من أكتوبر الماضي، وانتهاءً بما نراه من صراع مستعر لن يفضي، من وجهة نظري المتواضعة، سوى إلى تحرير جميع الأراضي المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة، ونهاية الأحادية القطبية وهيمنة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل في كلمته أمام الدورة الـ 28 للجمعية الوطنية الكبرى للجمهورية التركية، خلال افتتاح السنة التشريعية الثالثة، وقال بالحرف وهو محق: “لسنا أمام دولة يقيدها القانون، بل أمام عصابة من القتلة، تتغذى على الدماء وتسمن بالاحتلال”.

لقد أصبحت خطط رئيس الوزراء ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو واضحة للعالم أجمع، وأصبح من يلتف حوله من العصابات الإسرائيلية الصهيونية التي لا تمت للشعب اليهودي العبراني بأي صلة، ولا تمثّل مصالح الدولة الإسرائيلية أو الوجود الإسرائيلي في المنطقة في إطار حل الدولتين (إذا كان هناك من لا يزال يتذكر هذا المصطلح من الشركاء الغربيين وعلى رأسهم عضوا اللجنة الرباعية للتسوية في الشرق الأوسط الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي)، بل تدمر هذا الوجود وتطعن المصالح الإسرائيلية في مقتل.

بل أقولها وبكل صراحة، وقد يستغرب البعض ما أقول، إن كل ما حدث ويحدث على الأرض اليوم في أراضينا المقدسة بفلسطين ولبنان وسوريا أحداث إيجابية وليس العكس، ومع كل المآسي والدمار والقتل ورائحة الدم المنتشرة في كل مكان، إلا أنها المعركة الأخيرة والفاصلة، لأنه لم يعد هناك خيار سوى النضال، والمقاومة المسلحة، بعد أن رفض العدو كل ما قدمناه من تضحيات وتنازلات ورغبة في الحياة والتعايش، حتى مع الظلم الواقع علينا، وحتى مع اقتصاص أجزاء من أوطاننا، وحتى مع رضوخنا لقرار التقسيم 1948، واعترافنا بمبدأ الأرض مقابل السلام والتعايش السلمي والمبادرة السعودية وحل الدولتين.

بعد كل ما قدّمنا من دماء طاهرة زكية، وبعد كل ما ابتلعنا من كراهية وغل وحقد من جانب أمة تبتز العالم أجمع بمأساة “الهولوكوست”، وكأن أمة من قبلهم ولا من بعدهم لم تر مثل ما رأوا، في جهل مطبق بالتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق وطبائع الأشياء والفطرة البشرية السليمة.

لم يعد هناك خيار أمامنا سوى تحرير جميع الأراضي المحتلة بالحرب ضد “عصابة القتلة” كما وصفها بدقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولم يعد هناك أي أسلوب آخر مع هذه العصابة المجرمة في تل أبيب، التي تتخذ من الشعب اليهودي رهينة ودرعاً بشرياً لتنفيذ مخططاتها الخبيثة، ومن أجل طموحات شخصية وهمية لهذا الذي يدعى نتنياهو، الذي يعلم تمام العلم أن انتهاء الحرب هو نهايته، وأن السلام يعني مثوله أمام العدالة.

يشبه نتنياهو في ذلك أخاه زيلينسكي الرئيس المنتهية ولايته في كييف، والذي يجمع حوله هو الآخر عصابة نازية تتخذ من الشعب الأوكراني الشقيق رهينة وتزج به وقوداً في محرقة “الناتو” من أجل إضعاف روسيا وما يسمونه “هزيمة استراتيجية” لها، ولا يدفع الثمن سوى أبناء الشعب الأوكراني وحدهم دون أن يكون لهم في ذلك ناقة أو جمل.

إنها معركة التحرير نخوضها بشرف وكرامة ولن تتوقف إلا باستعادة جميع الأراضي العربية المحتلة بتعريف الأمم المتحدة على حدود الرابع من يونيو حزيران 1967، بما في ذلك تحرير القدس الشريف، إضافة إلى الانسحاب الكامل وإخلاء جميع المستوطنات المبنية على أراضي الدولة الفلسطينية، والانسحاب من الجولان السورية المحتلة ومزارع شبعا اللبنانية، بعدها يمكن فتح باب النقاش في حل الدولتين، وكيفية التعايش بين الشعبين العربي واليهودي بعد تحرره من الأيديولوجية الصهيونية المدمرة بقيادة نتنياهو ومن على شاكلته، الذين أضرموا النيران في إسرائيل، وحولوها إلى واحدة التطرف والإرهاب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في العالم وليس في الشرق الأوسط وحده.

تحدوني ثقة تامة بأن الحرب، إذا ما اتسعت نيرانها وشملت المنطقة بأسرها، فلن يكون ذلك سوى تجسيد حقيقي لجوهر مفهومي “القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى”، “القدس قضية المسلمين الأولى”، بل وسوف يعني اتساع رقعة الحرب تجسيداً حقيقياً للمفهوم الذي لا يعيه الغرب حتى يومنا هذا وهو أن “الشرق الأوسط ناصية السلام الدولي”، ولن ينعم العالم بالسلام والأمن والازدهار والتنمية طالما ظلت بؤرة الصراع وجرثومة الاحتلال الخبيثة موجودة في سرة العالم – الشرق الأوسط.

 

ومع كل ما أرى من دمار وقتل وسفك للدماء، لا زلت متفائلاً بما أراه حولي من تجسد حقيقي لا لمفاهيم وحدة المصير ووحدة الثقافات والتاريخ والقومية العربية، وإنما لوحدة المصير الإنساني، وتفهم ملايين ومليارات البشر حول العالم لطبيعة الصراع وجوهره وأهميته، بعد أن أعلنت 124 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة، من أصل 193 دولة عضو، في الوقت الذي يعترف به عدد من البلدان الذين لم يعترفون بدولة فلسطين بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي “ممثل الشعب الفلسطيني”.

إن إجرام الصهاينة في البيت الأبيض وتل أبيب يأتي اليوم بعد تأكدهم من فشل جميع مخططاتهم في السيطرة على روسيا والشرق الأوسط والعالم بأجمعه، ومن امتنع عن التصويت لصالح الدولة الفلسطينية (34 دولة) لا زالوا يستمعون إلى تهديدات الولايات المتحدة والغرب بنشوب حرب نووية، ولا زالوا يستمعون إلى هلاوس زيلينسكي و”خطته للنصر” على روسيا، بعد أن نجحت روسيا في تحرير غالبية الأراضي الروسية تاريخياً التي يقطنها روس وقعوا رهائن في براثن النظام النازي في كييف، ولم يتبق سوى 20% أعتقد أنه سيتم تحريرها بنهاية شهر أذار مارس المقبل، وبذلك تكون العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا قد نفذت مهامها.

لقد بدأت الأوساط السياسية في داخل الاتحاد الأوروبي بطرح التساؤلات والمخاوف، لا سيما على أعتاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تأكد في المناظرة الأخيرة بين نائبي الرئيس والز وفانس أنها غير معنية بأوكرانيا على الإطلاق. ووضعت تلك المناظرة زيلينسكي ومن معه، ومعهم أوروبا بأكملها في أماكنها الصحيحة، فليست أوروبا سوى بند على أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة. ولم تكن أوكرانيا سوى مادة مستهلكة لدور معين، أداه النظام الأوكراني في كييف باحتراف، ودمّر البلاد وقسمها وأوقع مئات الآلاف من الضحايا من أجل سواد عيون البيت الأبيض، الذي لم يكلف خاطره حتى بكلمة واحدة عن أوكرانيا أو أوروبا في مناظرة داخلية تعبّر بحق عن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة.

ولا يمكنني، في ختام هذا المقال، إغفال بيان جامعة الدول العربية الذي صدر يوم أمس عن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، والذي أدان العدوان الإسرائيلي الهمجي المتمادي على لبنان، وأكد على ضرورة وقفه بشكل فوري، وحذر من خطورة استمراره لجهة الإطاحة بأمن وسلامة شعوب المنطقة، واعتبر أن “أي توغل أو احتلال لجزء من الأراضي اللبنانية اعتداء على الأمن القومي العربي”، وشدد البيان على “التضامن الكامل مع لبنان إزاء العدوان الخطير الذي أدى إلى استشهاد مئات المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومسعفين، وإصابة الآلاف منهم بجروح بالغة، وإلى نزوح أكثر من مليون شخص نتيجة تدمير آلاف الوحدات السكنية وتحول مدن وقرى بأكملها إلى أنقاض، وحرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ما يشكل جرائم حرب موصوفة وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكاً صارخاً للمواثيق والمعاهدات الدولية وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

بدوري أقول إنه لن تذهب دماء شهدائنا هدراً، وحتى مع مزيد من التضحيات والشهداء والدمار، فالدولة الفلسطينية قائمة لا محالة، وسوف تنهي روسيا عمليتها العسكرية الخاصة بأوكرانيا، وسوف تشهد قمة “بريكس” نهاية الشهر الجاري (22-24 أكتوبر) في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية قازان حضوراً تاريخياً، ووثائق تاريخية، ومفصلاً يتحول عنده العالم نحو نظام عالمي جديد، يضمن لجميع الدول سيادتها ووحدتها وحريتها وصوتها في مجلس الأمن الدولي كي تستعيد منظمة الأمم المتحدة دورها ويسود الاحترام والمساواة بين الدول، ولا أرى خياراً آخر للبشرية.

ولن تتمكن كل الترسانات النووية لدى الولايات المتحدة من إيقاف الانتقال إلى هذه الأجواء الدولية الجديدة، فالشمس تشرق وستشرق كل صباح، ولا يحاول إيقاف شروقها إلا جاهل أو أخرق أو معتوه كبايدن وكلبه المدلل نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة: وباء كورونا أثر على القمر… وهذا ما حدث
  • بلعاوي: 2% معدل أخطاء إعطاء لقاحات كورونا في الأردن
  • في ذكرى حرب غزة.. مسيرات مؤيدة للفلسطينيين حول العالم
  • لجم العدوان يحتاج أكثر من البيانات والتصريحات
  • موراتا يعود لتشكيلة منتخب إسبانيا لدوري الأمم الأوروبية
  • إيطاليا تسجل أكثر من 13 ألف إصابة و85 حالة وفاة بفيروس "كورونا" خلال أسبوع
  • تأثير جائحة «كورونا» بلغ القمر!
  • ماذا يعني نظام الضمان الاجتماعي المطور وما أهميته؟
  • أوجه التشابه بين أعراض فيروس ماربورغ وكورونا.. وباء جديد يهدد العالم
  • المجلس المصري فى المملكة المتحدة يستقبل المستشار الثقافي الجديد