أعداء غرباء عنا داخل مجتمعنا، أعداء من دمنا ولحمنا ورحمنا، هؤلاء وهؤلاء يضعونا فى حروب نحن فى غنى عنها، يجبرونا أن ننزل ميادين حروب صنعوها لنا لنبحث عن اسلحة دفاعية تحمينا شرورهم وغدرهم، نفقد فى هذه الحروب الكثير من وقتنا، طاقتنا، اعصابنا، واقسى الحروب كما أشرت سابقا حروب اقرب الناس لنا، قد يكون لهم أسبابهم الخفية وقد تكون بدوافع من أمراض نفسية لا نعلم اسرارها، وكل هذه الحروب تنتهى آجلا أم عاجلا بخسائر للمنتصر والمغلوب معا، ولكن هناك حرب لا تنتهى أبدا إلا بموت الإنسان شخصيا، وهى الحرب الأشد ضراوة لانها نابعة من نفسه وملازمة له كظله، إنها حرب الخوف.
والخوف شعور فطرى لدى الإنسان، لكن له معدله الطبيعى، وإذا زاد عن هذا المعدل تحول إلى مرض يلازم الإنسان، يربك حياته، يشوش رؤيته وتقييمه للأشياء، يجعله يعادى من حوله بلا مبرر، يتخبط فى الحياة شاهرا كل أسلحته المتاحة و المفترضة ليحارب كل من حوله، لاعتقاده أن الجميع أعداءه يريدون له الشر والأذية.
و يتكون هذا الخوف لدى الإنسان منذ طفولته بسبب ظروف تربيته وبيئته، أو أنه داخل اسرته كان يتعرض للتخويف من أشياء مرئية أو مجهولة، أو كان يتعرض لإيذاء بدنى ما ليلتزم الطاعة والهدوء، فينشأ هذا الشخص خائف من الناس ومن لا شىء، فى المدرسة يخاف من الرسوب والفشل، فيلجأ للغش لينجح، يؤذى المتفوقين من زملائه لشعوره بالخوف من تفوقهم عليه، ويتمدد هذا الخوف فى باقى مسار حياته، فى العمل سيخاف أن يسرق زملائه مكانه فيعاديهم ويكيد لهم ويلتزم كل طرق النفاق والتحايل ليتقدم عنهم ولو على حساب من هم أحق منه بخبرتهم وقدراتهم، خوفه سيجعله يرى أن أمنه فى إرهاب الآخرين، سعادته فى أحزان الآخرين، ثراءه فى فقر الآخرين، حتى فى زواجه، سيعتبر زوجته عدوة له وسيحول علاقته بها إلى حرب وعداء متواصل ليس به ود أو تفاهم، وسيرى دوما أن الهجوم عليها أفضل وسيلة لحماية نفسه حتى لو كانت الزوجة لطيفة مسالمة ليس لها فى تلك الحروب التى يصنعها. خوفه من الفقر سيجعله يسرق، يرتشى ويفعل كل الموبقات معتقدا أنه يؤمن حياته من الفقر، خوفه من المرض سيجعله يتناول أدوية لا تخصه معتقدا أنه يحمى نفسه، ليجد نفسه فى النهاية مريضا بالفعل بسبب تناوله أدوية ليست له.
لذا يشدد كل علماء النفس على أن طفولة الإنسان هى التى تصنع له مستقبله، حتى لو أدرك الإنسان بنفسه تلك المؤثرات السلبية التى تعرض لها فى صغره وحاول أن ينقذ نفسه من آثارها فى المستقبل، إلا أنه لا ينجو تماما من تلك الآثار مهما حاول، فالطفولة كالعجين يشكلها الآباء والمجتمع المحيط به، تجف العجينة على ما تشكلت عليه مع الأيام، وأى محاولة للتعديل والتبديل فيها يحطم ويهدم من نفسية الطفل ويؤثر على بناءه السيكولوجى مهما كانت تلك المحاولات تلتزم الدقة والحذر فى العلاج والتعديل، يعترف مؤلف كتاب «الخيمائى» وهو البرازيلى الاصل «باولو كويلو» أن طفولته كانت صعبة جدا حيث نشأ فى أسرة كاثوليكية ملتزمة، محظوراتها أكثر من المسموح به فى عهده، فتمرد تمردا مبكرا على التقاليد المغلقة، لدرجة دفعت بوالديه لوضعه فى مصحة عقلية فى مطلع مرحلة الشباب، وحين أبدى لهم تخليه عن التمرد تم إخراجه وإلزامه بدخول كلية الحقوق، لأن والده أراد ذلك وكأنه يحقق أحلامه فى ولده ليضمن عدم عودته للتمرد، فدراسة القانون التزام وسير على خط محدد لا خروج عنه، خاصة وأن باولو أعرب عن رغبته فى دخول عالم الكتابة التى رأى فيها متنفسا له ليسكب ويرسم على الورق أحلاما صادرها مجتمعه الصغير، وقوبل هذا بالرفض الهائل من والديه، فقرر باولو كسر كل قوالب الالتزام وخوفه من والديه ومما رآه قوالب تقاليد مقيتة، فبدأ بدافع الخوف على نفسه فى تدمير كل أحلام والديه فيه وقد تولدت بداخلة طاقة شر بفعل هذا الخوف، فترك كلية الحقوق، وانطلق فى رحلة طويلة إلى أمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وأوروبا، حيث انضم إلى جماعة الهيبيز، وعاش حياة التشرد والحرية وتعاطى المخدرات، ثم عاد إلى منزل عائلته بعد بضعة سنوات وكأنه يريد أن يشهدهم على كل التمرد والتحدى الذى فعله ليتخلص من تأثيرهم عليه ومخاوفه منهم، وبدأ أمامهم فى تأليف أغانى الروك والبوب بالتعاون مع كاتب برتزيلى معروف، وتخبطه فى حياة التمرد على خوفه جعله يناهض نظام الحكم حتى تم سجنه عام 1974م بتهمة ممارسة أنشطة مناهضة للحكومة البرازيلية. وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فكرية أحمد أمريكا الجنوبية
إقرأ أيضاً:
علي ربيع ينشر صورته من كواليس الصفا الثانوية بنات
نشر الفنان علي ربيع صورة جديدة من كواليس فيلمه الجديد “الصفا الثانوية بنات” والذى من المقرر أن يطرح خلال الفترة المقبلة.
والفيلم الذى يقوم ببطولته على ربيع ويشاركه البطولة محمد ثروت وأوس أوس وبيومي فؤاد وسارة الشامي وهالة فاخر، وغيرهم، ومن إنتاج أحمد السبكي، وكريم السبكي، وتأليف وليد أبو المجد وأمين جمال وإخراج عمرو صلاح، ومن المقرر عرضه للجمهور ضمن موسم عيد الفطر المبارك لعام 2025.
بداية مشوار علي ربيعحل الفنان على ربيع ضيفا على الإعلامي إبراهيم فايق فى حلقة من حلقات بودكاست “فايق ورايق" والذي يعرض على موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب”.
وتحدث ربيع خلال الحلقة عن بداية مشواره الفني، مؤكدا أنه بدأ التمثيل فى مرحلة التعليم الجامعي، مشيرا إلى أنه قرر الاحتراف بسبب ردود الفعل الإيجابية حول فنه وإعجاب الجمهور به والتصفيق له بشكل كبير فى أى عمل يقدمه.
وقال إنه مستمر فى التمثيل من أجل حب الجمهور فقط وانسباطه مما يقدمه فى عالم الكوميديا، مؤكدا أن الجمهور لو توقف عن التصفيق له سوف يعتزل التمثيل فورا لأن الجمهور هو الذي يجعله مستمرا فى هذا المجال وليس حبه فى الفن فقط.
وتمكن فيلم “ بعد الشر” من بطولة الفنان على ربيع من الدخول إلى قائمة الأعمال الأعلى مشاهدة فى مصر، وذلك بعد طرحه بأيام على منصة “شاهد”.
واحتل فيلم “بعد الشر” المركز الخامس من أصل 10 مراكز للأعمال الأعلى مشاهدة على المنصة فى مصر حاليًا.
فيلم «بعد الشر»العمل تدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي، حول علي ربيع وأوس أوس اللذين يقومان بالنصب على البنات خلال الأحداث، ما يدخلهما في العديد من الصراعات.
فيلم "بعد الشر" بطولة علي ربيع، وأوس أوس، وميرنا نور الدين، وعمرو عبد الجليل، وبيومي فؤاد، ورنا رئيس، تأليف أمين جمال ووليد أبو المجد، وإخراج أحمد عبد الوهاب.
يذكر أن آخر أعمال علي ربيع هيفيلم "زومبي"، ويجسد بطل أحداث الفيلم شخصية مطرب مهرجانات يتعرض لعدد من المواقف الكوميدية، على أن تدور القصة بشكل عام في إطار من الدراما الكوميدية المعتمدة على الإفيهات طوال أحداثه.
تدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي رومانسي وكوميدي لايت، حيث يرتبط علي ربيع بالفنانة هاجر أحمد عاطفيًا ضمن الأحداث، وتجمعهما قصة حب ولكنهما يتعرضان لمشاكل واعتراض من قبل أهل هاجر أحمد، بسبب وظيفة علي ربيع، حيث يعمل كمطرب شعبي، ما يجعلهما يدخلان في صراع، خاصة بعد ظهور الزومبي ومصاص الدماء ضمن الأحداث.
من ناحية أخرى، ينتظر علي ربيع عرض مسلسل “نصي الثاني” الذي يتكون من 10 حلقات ومن المقرر انطلاق تصويره نهاية الشهر الجاري استعدادا لعرضه على منصة “شاهد” خلال الفترة المقبلة.
أحداث المسلسل تدور في إطار كوميدي رومانسي عن شاب أسمه "أحمد - علي ربيع" يخوض مجموعة من التجارب العاطفية لاكتشاف نصفه الثاني، والمسلسل من تأليف إياد صالح ويقوم بإنتاجه المنتج أحمد الجنايني، ويخرجه المخرج الشاب عمرو صلاح.