17 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

يُعتبر توفر الكهرباء عنصراً حاسماً في دعم وتعزيز الإنتاج الصناعي، وهو أمر لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد إلى جميع دول العالم.

والكهرباء تعد بمثابة العمود الفقري الذي تعتمد عليه الصناعات الحديثة، كونها المحرك الرئيسي للآلات والمعدات المستخدمة في الإنتاج.

وفي الدول التي تعاني من نقص في الكهرباء أو انقطاعها المتكرر، كما هو الحال في العراق، يتأثر القطاع الصناعي بشكل كبير، ما يؤدي إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية واسعة.

تأثير الكهرباء على الإنتاج الصناعي

وتتجلى أهمية الكهرباء في القطاع الصناعي في أنها تتيح استمرارية العمليات الإنتاجية دون انقطاع، مما يضمن جودة المنتجات والالتزام بمواعيد التسليم.

ولكن عندما تتكرر انقطاعات الكهرباء، كما هو الحال في العديد من المناطق في العراق، تصبح المصانع غير قادرة على الحفاظ على إنتاجية ثابتة، و هذا يؤدي إلى اضطرابات في خطوط الإنتاج وتأخر في تسليم الطلبيات، وهو ما يؤثر سلباً على الثقة بالمنتجات المحلية في الأسواق الداخلية والخارجية.

التكاليف الإضافية والتحديات التشغيلية

وفي حال انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، تلجأ المصانع عادةً إلى استخدام مولدات تعمل بالوقود كبديل مؤقت، إلا أن ذلك يضيف أعباء مالية إضافية على الشركات. تكلفة شراء الوقود وصيانة المولدات ليست بالبسيطة، وتزداد تعقيداً مع مرور الوقت، مما يقلل من هامش الربحية لدى المصانع ويؤدي إلى تراجع القدرة التنافسية للمنتجات.

وفي ظل هذه الظروف، قد تضطر المصانع إلى تقليص العمالة أو تخفيض ساعات العمل، مما يسهم في زيادة معدلات البطالة وتراجع مستوى الدخل.

وعلاوة على الأعباء المالية، فإن الانقطاعات المستمرة للكهرباء تؤثر سلباً على جودة المنتجات، فالمصانع التي تعمل بشكل متقطع تفقد القدرة على ضمان جودة ثابتة للمنتجات، مما يؤدي إلى تراجع في السمعة التجارية للمنتجات العراقية.

وهذا التراجع لا يقتصر على السوق المحلي، بل يمتد إلى الأسواق الخارجية، حيث تعتمد العديد من الشركات العالمية على الاستقرار في الإنتاج والجودة.

و أحد الجوانب الأكثر تأثيراً لأزمة الكهرباء على القطاع الصناعي هو الحد من جذب الاستثمارات.

والصناعات الكبرى تتطلب استقراراً في تزويد الطاقة لتشغيل مرافقها الضخمة بكفاءة.

لذلك، يجد المستثمرون الأجانب والمحليون صعوبة في الالتزام بمواعيد تسليم المشاريع أو تنفيذ الخطط الاستثمارية، مما يؤدي إلى خسائر مالية وفرص ضائعة.

ومع استمرار أزمة الكهرباء، يُحجم العديد من المستثمرين عن ضخ رؤوس أموالهم في القطاع الصناعي العراقي، ما يعيق النمو الاقتصادي ويقلل من فرص توفير وظائف جديدة.

يقول نادر حسن، صناعي في بابل: “تؤثر أزمة الكهرباء بشكل كبير على عملياتنا اليومية في مصنع الحديد والصلب و الانقطاعات المستمرة تجبرنا على استخدام مولدات إضافية، مما يزيد من التكاليف ويؤثر على جودة الإنتاج.

وتابع: نحتاج إلى استقرار في توفير الطاقة لضمان استمرار الإنتاج بكفاءة وتحسين تنافسية منتجاتنا في الأسواق المحلية والدولية.

وتقول مريم الخالدي، مستثمرة في القطاع الصناعي، أن”إن أزمة الكهرباء في العراق تشكل عقبة رئيسية أمام جذب الاستثمارات الجديدة في القطاع الصناعي فيما المستثمرون يبحثون عن بيئة مستقرة ومستدامة لتدعيم استثماراتهم، ولكن الانقطاعات المتكررة للطاقة تجعل من الصعب الالتزام بمواعيد التسليم وتحقيق الأرباح” معتبرة ان “تحسين قطاع الكهرباء سيزيد من جاذبية العراق كمركز استثماري ويسهم في نمو الاقتصاد الوطني.”

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی القطاع الصناعی أزمة الکهرباء یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية العراقي: الباحثة الإسرائيلية على قيد الحياة

23 يناير، 2025

بغداد/المسلة: أقرّ وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بأن الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف، المحتجزة رهينة لدى جماعة مسلحة عراقية، ما زالت على قيد الحياة، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة العراقية يعمل على تحريرها.

جاءت هذه التصريحات في إطار تأكيدات حكومية بمتابعة القضية الحساسة التي تثير جدلاً دولياً واسعاً.

وفقاً لتقرير موقع «آكسيوس»، فإن تسوركوف، الباحثة في جامعة برينستون الأميركية، كانت قد دخلت العراق بجواز سفر روسي مطلع عام 2022 لإجراء أبحاث ميدانية حول الفصائل المسلحة، في إطار إعداد أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه. وأُعلن لأول مرة عن اختطافها في يوليو 2023، حيث أكدت مصادر أنها محتجزة لدى «كتائب حزب الله» العراقية.

وفي نوفمبر الماضي، أُذيع تسجيل مصوّر عبر منصات مرتبطة بالفصائل المسلحة، تظهر فيه تسوركوف متحدثة عن أنشطتها في العراق، مع اعترافات بزعم ارتباطها بجهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وقد أثار التسجيل ضجة واسعة، حيث اعتُبر جزءاً من حملة إعلامية تقودها الجماعة التي تحتجزها.

الحكومة العراقية بدورها، أعلنت فتح تحقيق بشأن حادثة الاختطاف، إلا أنها لم تُعلن بعد عن أي نتائج ملموسة. في المقابل، أكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تسوركوف محتجزة منذ مارس 2023 لدى «كتائب حزب الله»، داعياً إلى إطلاق سراحها فوراً.

على صعيد آخر، صرّح حسين، على هامش منتدى «دافوس» الاقتصادي، بأن العراق مستعد للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران إذا طُلب منه ذلك. كما أشار إلى أن الوضع في سوريا يتطلب الحذر، محذراً من خطورة أي تصعيد تركي ضد القوات الكردية في شمال سوريا، حيث يمكن أن يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين إلى العراق.

يبدو أن قضية تسوركوف تتجاوز البعد الإنساني لتفتح ملفات سياسية وأمنية شائكة، في وقت تعاني فيه المنطقة من تعقيدات متداخلة، مع تزايد الضغوط الدولية على العراق لإيجاد حل لهذه الأزمة.

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شركات العمالة الأجنبية تعمق أزمة البطالة في العراق (صور)
  • نفط المناطق المتنازع عليها.. يضع العراق على حافة أزمة
  • وزير الخارجية العراقي: الباحثة الإسرائيلية على قيد الحياة
  • العراق يوقع عقدا مع بريتش بتروليوم لزيادة إنتاج الحقول الشمالية
  • استعراض جهود تمكين القطاع الصناعي في ظفار
  • "مصانع الإنتاج الذكي".. توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز الصناعات الوطنية
  • 80% من الموازنة للرواتب: كيف يواجه العراق خطر الإفلاس؟
  • «التجارة والصناعة» تواصل تطوير القطاع الصناعي بتقنيات الإنتاج الذكي
  • مناقشة تمكين القطاع الصناعي في محافظة ظفار
  • تمرير برلماني جدلي لقانون العفو: مصالحة أم أزمة جديدة؟