يخوض رئيس الوزراء الأردني المكلّف جعفر حسان سلسلة من اللقاءات مع عدد من الأحزاب الممثلة في البرلمان المنتخب حديثاً ؛ حيث اجتمع مع ممثلين عن حزبي "الميثاق الوطني"و"إرادة" قبل أي يلتقي صباح مع حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي حاز أكبر عدد من المقاعد المخصصة للأحزاب.



وأثارت هذه اللقاءات تساؤلات عن إمكانية إشراك شخصيات من هذه الأحزاب في التشكيلة الحكومية القادمة، قبل أن صدور بيانات أكدت على أن اللقاءات تهدف لتعزيز العلاقة بين الحكومة والأحزاب في سياق التحضير للمرحلة القادمة من التحديث السياسي وليس للتشاور في أسماء وزراء الحكومة المقبلة، وهو ما أكده حسان.

من جانبه، كشف القائم بأعمال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، وائل السقا، لـ"عربي21" تفاصيل الاجتماع الذي جمع قيادات الحزب برئيس الوزراء المكلف.



وأوضح السقا أن وفد الحزب، الذي ضم بالإضافة إليه النائبين أحمد القطاونة ومحمد عقل، عبّر عن ارتياحه لنتائج اللقاء واعتبره إيجابيًا ومثمرًا. ووصف اللقاء بأنه خطوة جيدة نحو تعزيز الحوار الوطني بين الحكومة والأحزاب، مؤكداً أهمية استمرار هذا النهج في المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن الحزب شدد خلال اللقاء على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإجراء تعديلات على القوانين التي تقيد الحريات العامة، مثل قانون الجرائم الإلكترونية.

كما دعا الحزب إلى اتخاذ إجراءات شاملة لمعالجة الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، مشددًا على أهمية الابتعاد عن الحلول المؤقتة والتركيز على دراسة شاملة تحقق التنمية الاقتصادية المستدامة.

كما أشار إلى أن الحزب قدم خلال اللقاء خطة اقتصادية لعشر سنوات، شارك في صياغتها عشرات الخبراء من داخل وخارج الحزب، فيما أبدى حسان استعداده لمناقشة الخطة وخطط الحكومة عبر حوار مفتوح.

وفيما يتعلق بالعلاقة المستقبلية بين الحكومة والأحزاب، أكد السقا أن الحزب يسعى إلى بناء تواصل قائم على الانفتاح والصراحة، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك تعاون وثيق لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

وأضاف: "أكدنا أنّنا جزءٌ من هذا الوطن وتاريخه وثوابته، وهمّنا همّه،لا سيما ما يتعلق بالمهددات الخارجية ممثلة بالكيان الصهيوني الذي يعتدي على أهلنا في غزة والضفة ويستهدف الأردن بمخطط التهجير ، وأننا مع الوطن في حمايته والوقوف بوجه هذه التهديدات، مطالبين بتصليب الجبهة الداخلية كأساس لهذه المجابهة، ومنها الحياة الحزبية والقرارات الشعبية والبرلمانية".

وفي سياق متصل، أوضح الأمين العام لحزب الميثاق، محمد المومني، لـ"عربي21" أن  اللقاء مع حزبه يأتي ضمن سلسلة اجتماعات تشاورية للتحضير للمرحلة المقبلة من التحديث السياسي وبناء علاقة مؤسسية بنّاءة بين الحكومة والأحزاب.

وفي بيان على صفحة الحزب، جاء أن "المرحلة القادمة مفصلية لجهة مأسسة العلاقة بين البرلمان والحكومة من خلال الكتل الحزبية تحت القبة بما يحقق الصالح العام ويدفع بالزخم المطلوب باتجاه منظومة التحديث الشامل".

وفي حديثه لـ"عربي21" قال المحلل السياسي منذر الحوارات إن اللقاءات تأتي مع الأحزاب جميعها، بما فيها جبهة العمل الإسلامي، لأنها مكونات وطنية إلى جانب الاعتراف بقوة الإسلاميين ومكانة الحزب السياسية، وما لها من تأثير على مسيرة السياسة الأردنية معتبرا إياها خطوة ممتازة تجسر الهوة بين الجهات الرسمية والإسلاميين.



وأشار إلى أنه بهذه المرحلة ضمن مسيرة التحديث السياسي فرئيس الوزراء بحسب التكليف الملكي موجه بالتعاون مع الأحزاب وليس مجرد التشاور، أما الدورة القادمة فربما يتم التشاور لاختيار وزراء من الأحزاب.

وتابع أن اللقاءات "أمر جيد يقود باتجاه الاستقرار السياسي وإشراك الجميع ويلغي الحواجز باعتبار جبهة العمل الإسلامي هي حزب وطني أردني لا يقل وطنية عن أي حزب آخر ، فيمكن أن تختلف معه الدولة أو تتفق لكن يجب أخذ رأيه بالقضايا الوطنية المهمة".

واعتبر أن الخطوة كبيرة وواسعة جداً متمنيا أن تتسع أكثر للوصول إلى مرحلة من التفاهمات تنتج حكومة يقبلها المجتمع وتؤدي لإصلاح البلاد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

يُذكر أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، كلف يوم الأحد الماضي، جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة، في أعقاب نتائج انتخابات مجلس النواب، التي حقق فيها الإسلاميون فوزًا كبيرا بحصولهم على 31 مقعدًا. وقد صوّت لقائمتهم الوطنية نحو نصف مليون ناخب، ما يمثل إنجازًا سياسيًا مهمًا في تاريخ العمل الحزبي بالأردن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حزب جبهة العمل الإسلامي الاردن الاخوان المسلمين البرلمان الأردني حزب جبهة العمل الإسلامي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبهة العمل الإسلامی

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: هلاك أصحاب الفيل كان أشد من أي عقوبة أخرى في القرآن

كشف الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، عن من هم أشد الأمم التي وقع عليها العذاب في القرآن الكريم، مؤكدا أن القرآن الكريم اشتمل على العديد من التصويرات البليغة لهلاك الظالمين، ولكن أشدها قبحًا وتشويهًا كان في وصف هلاك أصحاب الفيل، حيث قال تعالى: "وأرسل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارةٍ من سجيل، فجعلهم كعصفٍ مأكول". 

وأوضح الدكتور سلامة داود، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الإثنين، أن التشبيه بالعصف المأكول، أي التبن الذي تأكله الدواب ثم تخرجه على هيئة روث مهترئ شائه المنظر كريه الرائحة، يعكس مدى بشاعة العذاب الذي أنزله الله على أصحاب الفيل، مشيرًا إلى أن هذا التشبيه يحمل أقصى درجات التشويه والإذلال التي لم ترد بمثلها في تصوير أي هلاك آخر للظالمين في القرآن الكريم. 

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم استخدم تشبيهات متعددة لهلاك الأقوام الظالمة، مثل قوم عاد الذين قال عنهم الله تعالى:  "كذبت عادٌ فكيف كان عذابي ونذر، إنا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في يوم نحسٍ مستمر.. تنزع الناس كأنهم أعجاز نخلٍ منقعر".

وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن قوم عاد شُبّهوا بأعجاز النخل المقطوعة والمطروحة على الأرض، لكنها رغم ذلك احتفظت ببعض التماسك، على عكس أصحاب الفيل الذين تحللوا بالكامل حتى صاروا كالروث المفتت. 

شيخ الأزهر: الإيمان باسم "الرقيب" يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحشملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يناقش الجود والإحسان في شهر رمضاندرس التراويح بالجامع الأزهر يبيّن الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرىلماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ فيديو لشيخ الأزهر يلخص الإجابة

وأكد رئيس جامعة الأزهر، أن هذه التصويرات تعكس مدى العذاب المهين الذي يُنزله الله على أعدائه، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم لا يستخدم هذه التشبيهات إلا لإظهار عاقبة الطغيان والعدوان على دين الله. 

ودعا رئيس جامعة الأزهر، المسلمين إلى التدبر في آيات الله، وأخذ العبرة من مصير الظالمين، مستشهدًا بقول الله تعالى:  "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليمٌ شديد".

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: هلاك أصحاب الفيل كان أشد من أي عقوبة أخرى في القرآن
  • نائب الحزب يحذّر الحكومة من التقاعس: المقاومة لن تُبقي الأمور على حالها!
  • البوعيشي: اقتحام العمل السياسي تحدٍ أمام الليبييات  
  • من يراقب “القفة السياسية”؟.. الأحزاب توزع المساعدات الرمضانية بطاي طاي
  • متحدثاً عن إحياء التحالف الكوردستاني.. الحزب الديمقراطي: مناصب الحكومة الجديدة قريبة من الحسم
  • رئيس الوزراء يتابع ملف حصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين والوافدين بمصر
  • رئيس الوزراء يتابع ملف حصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين والوافدين المقيمين في مصر
  • رئيس الوزراء: الحكومة تولي مشاريع الأبنية المدرسية والمراكز الصحية أهمية استثنائية
  • حزب الجيل ينظم حفل سحوره السنوي بحضور رؤساء الأحزاب والكيانات السياسية
  • الشهابي: الأحزاب السياسية دورها مهم في صياغة سياسات فعالة تساعد صناع القرار