يبدو التفجير الأخير الذي استهدف أجهزة اتصال لاسلكية في العديد من مناطق لبنان دليلا على نية إسرائيل دخول حرب برية على حزب الله؛ لأن العملية استهدفت عصب العمليات العسكرية المتمثل في الاتصالات، وجاءت في وقت يحضر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية، كما يقول خبيران عسكريان.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، انفجرت العديد من أجهزة الاستدعاء اللاسلكية (البيجر) بشكل متزامن وفي مناطق متعددة، مما أدى لسقوط أكثر من ألفي جريح، حسب المعلومات الرسمية حتى الآن.

ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب خلال الأيام الأخيرة.

ويرى الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي أن هذا التفجير يدل بوضوح على عزم إسرائيل اجتياح جنوب لبنان لأنه استهدف عنصر الاتصال الذي يمثل ركنا أساسيا من أركان الحرب.

حادث أمني بامتياز

وقال الفلاحي إن قطع الاتصال بين منظومة القيادة والسيطرة قد يؤدي إلى تأخر الكثير من القرارات التي تتطلب السرعة، مشيرا إلى أن الحادث "أمني بامتياز" خصوصا وأنه استهدف منظومة اتصالات حزب الله المنفصلة تماما عن بقية مؤسسات الدولة اللبنانية.

الرأي نفسه ذهب إليه الخبير العسكري العميد إلياس حنا، إذ قال إن توقيت التفجير وطريقة تنفيذه ينقلان الحرب إلى مرحلة جديدة، لأن التفجير يختلف تماما عن الهجمات التي قتلت القيادي العسكري فؤاد شكر أو غيره من القادة الذين قضوا في حوادث كانت تستهدفهم بشكل محدد.

وأشار حنا إلى أن "هذا الهجوم تم بشكل أفقي واستهدف مئات الأشخاص بعضهم يحمل البيجر لكنهم ليسوا تابعين لحزب الله"، وهو أمر سيؤجج غضبا على الحزب لأنه الطرف اللبناني الوحيد الذي يخوض قتالا مع إسرائيل حاليا.

والأخطر من ذلك، برأي حنا، أن هذا التفجير يزرع حالة من الفوضى داخل منظومة القيادة والسيطرة التابعة للحزب لاسيما وأنه تزامن مع تحضيرات يجريها نتنياهو للتصعيد في لبنان.

كيف وقع الانفجار؟

وعن طبيعة الأجهزة التي طالها التفجير، قال الفلاحي إنها تنقسم إلى نوعين، أحدهما هو "إتش إف" (HF) ويستخدم للتواصل بين القادة والفرق ولمسافات تصل إلى 250 كيلومترا ويتم تحريكه على سيارات خاصة، والآخر هو جهاز "بي إتش إف" (BHF) الذي يتسخدم في الاتصالات بين الوحدات لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات.

وتعمل هذه الأجهزة ببطاريات تعتمد على الليثيوم، أي إنها قد تنفجر إذا تعرضت لسخونة زائدة، مما يثير تساؤلات بشأن اختراق هذه الأجهزة قبل تسليمها لحزب الله، كما يقول الفلاحي.

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الأجهزة يتم تجريبها لفترات طويلة للتأكد من سلامتها قبل التعاقد عليها أساسا، وبالتالي فإن تعرض هذا الكم منها للانفجار بشكل متزامن يعني أن أجهزة قد زرعت بداخلها لرفع حرارتها عن طريق مؤثر خارجي.

كما أوضح أن هذا الاختراق المحتمل ربما يكون سببا في الوصول إلى عدد من القادة المهمين وتصفيتهم خلال هذه الحرب لأنها ربما كانت مطلعة على اتصالات الحزب.

وأشار الفلاحي إلى أن أجهزة الاتصال اللاسلكي تحديدا معروفة بأنها أكثر عرضة للاختراق من الأجهزة السلكية.

ويتفق حنا مع رأي الفلاحي تقريبا، لكنه يرجح زرع برمجية خبيثة داخل البطاريات وليس أجهزة، مستندا في ذلك إلى أن بطاريات الليثيوم المعروفة بأنها أطول عمرا لكنها أكثر هشاشة وتحدث أضرارا كبيرة في حال تفجرها.

ولفت حنا إلى أن هذه البرمجيات يمكنها التنصت على الأجهزة أو تخريبها أو تفجيرها كما حدث سابقا في مفاعلات إيران النووية، وقال إن التحكم فيها قد يكون من خلال طائرة مسيرة أو أقمار صناعية من خلال طائرات إسرائيلية مسؤولة عن عمليات التنصت والمراقبة والسيطرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

متى ستنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان؟

أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتدمير العديد من الأهداف التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وبأنه لن ينسحب من الجنوب حتى "يظهر الجيش اللبناني سيطرته على الأوضاع".

وبحسب الموقع، سيتم إنشاء مواقع عسكرية بين المستوطنات الإسرائيلية والسياج الحدودي، بينما سيبقي جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته في جنوب لبنان وينفذ سلسلة من العمليات لتدمير مناطق "حزب الله" وجمع الأسلحة التي خبأها الحزب بشكل رئيسي في القطاع الشرقي الذي يحد الجليل الأعلى. وخلال الأسابيع الثلاثة الإضافية من "تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير" سيبقي ق

ونقل الموقع عن مسؤول عسكري قوله:" لا تزال قواته متواجدة في جنوب لبنان إن سلاح الجو الإسرائيلي "هاجم رغم وقف إطلاق النار، أسلحة حزب الله".

وأضاف المسؤول أنه "في القرى غير المتاخمة للسياج في الجزء الغربي والوسطى من جنوب لبنان، أعدنا السيطرة إلى الجيش اللبناني. أما في القرى المجاورة لنا وعلى طول السياج الحدودي، على طوله بالكامل، ما زلنا هناك ".

وشدد المسؤول على أن " لا أحد في جيش الاحتلال الإسرائيلي يثق في قدرة القوات اللبنانية على ضمان أمن السكان الذين بدأوا بالفعل بالعودة إلى الشمال".


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند متى ستنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان؟ أحمد فهمي يتحدث عن أزمته الصحية وتجربة عملية القلب المفتوح دوري أبطال أوروبا 2024-25: ليلة حاسمة قد تشهد إقصاء كبار القارة قبل موقعة دوري الأبطال..ريال مدريد يواجه أزمة إيقاف اثنين من نجومه مفاجأة مدوية..إدارة بايدن حاولت اغتيال بوتين Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • منخفض جويّ يضرب لبنان غداً.. أمطار وثلوج والأب خنيصر: ان شاء الله شباط يكون مولع الدني
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • متى ستنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان؟
  • بعد الخرق في النبطية أمس.. الجيش الاسرائيلي يخطط لمواصلة استهداف مخازن حزب الله وتقرير يكشف الكواليس
  • جيش الاحتلال يكشف تفاصيل استهداف شاحنة ومركبة تابعة لحزب الله
  • محافظ المنيا يسلم أجهزة كهربائية لـ 20 عروسًا مقدمة من جمعية " نور القمر "
  • هذا ما يُخيف إسرائيل في جنوب لبنان.. أمرٌ مهم!
  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • سقوط شهيدًا وإصابة آخرين جراء استهداف الاحتلال جنوب لبنان
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل