سلطان بن ناصر القاسمي
بينما نعيش إحباطات متتالية في مشوار تصفيات كأس العالم 2026، يتزايد الاستياء في أوساط الشارع الرياضي العُماني بسبب النتائج المُخيبة للآمال، ولم تقتصر الإشكالية على أداء المنتخب داخل الملعب فحسب؛ بل شملت أيضًا سوء التنظيم وآلية التعامل مع الجماهير.
ورغم الإعلانات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أكدت على توفير المياه وسهولة الدخول والخروج من الملعب، جاء الواقع ليكشف عن صورة مُغايرة تمامًا؛ إذ عجزت أعداد كبيرة من الجماهير التي اشترت تذاكر المنصة الرئيسية عن الدخول، في حين ظل عدد كبير آخر خارج الملعب، رغم شرائهم للتذاكر، دون أن تقدم الجهات المسؤولة أي توضيح أو تفسير.
إنَّ ما زاد من الإحباط عدم تحرك الاتحاد العُماني لكرة القدم لتقديم اعتذار أو توضيح لما حصل، وكأن ما جرى لا يستحق الرد أو الاهتمام. كان بإمكان الاتحاد أن يتفاعل مع هذه الأزمة بشكل إيجابي، ليُقلل من حدة الغضب والاستياء لدى الجمهور الذي طالما دعم المنتخب في السرّاء والضرّاء. ومع أن المنتخب واصل نتائجه السلبية وخسر مجددًا، وتضاءل الأمل بالصعود لنهائيات كأس العالم، إلّا أن الصمت لا يزال السائد من قبل الاتحاد، مما يعزز الشعور بأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح.
لستُ هنا بصدد تقييم الجانب الفني لأداء المنتخب، فهذا الأمر واضح للجميع؛ إذ يفتقر اللاعبون إلى الجاهزية البدنية، وظهر عليهم ضعف الأداء خلال المباراة، وهو أمر لا يمكن تجاهله في ظل غياب هوية واضحة للفريق مع المدرب الجديد شلهافي. لكن ما يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم أن يدركه هو أن الشارع الرياضي اليوم في سلطنة عُمان مختلف تمامًا عما كان عليه في التسعينيات من القرن الماضي؛ فالرياضة والتكنولوجيا تطورتا بشكل سريع، ولا يمكن للاتحاد أن يبقى متأخرًا في زمن يتحرك فيه العالم بخطوات متسارعة.
للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي يخفق فيها الاتحاد في التعاطي مع التحديات. فقد تكررت مثل هذه الإخفاقات في نهائيات أمم آسيا بقطر، وهناك أيضًا تراجع كبير في منتخبات الفئات العمرية والدوري المحلي، ناهيك عن مشاكل الأندية التي اتجهت لتجميد نشاط كرة القدم نتيجة لعدم وجود حلول فعالة.
إنَّ أكبر مثال على ذلك هو مشكلة نادي ظفار، زعيم كرة القدم في سلطنة عُمان، الذي لم يتمكن من الحصول على الترخيص الآسيوي للمُشاركة في البطولات القارية. وهذه المشكلة كان من الممكن حلها بسهولة، إذا تم التعامل معها بشكل مناسب من قبل الاتحاد. ومع ذلك، لا يزال الاتحاد يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الأزمة، مما يعكس ضعفًا في الإدارة والاستراتيجية.
ولكن في المقابل، وفي ظل هذه الخيبات في كرة القدم، نجد اتحادًا آخر يعمل بهدوء وتفانٍ دون أن يحصل على الاهتمام الذي يستحقه من الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث إن الاتحاد العُماني لكرة الطائرة قد حقق إنجازات بارزة، خاصة في بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية، حيث حصل المنتخب على المركز الأول بجدارة. ورغم انشغال الاتحاد بانتخابات واختيار إدارة جديدة، إلّا أن العمل الدؤوب استمر في تطوير اللعبة، وتشكيل منتخبات لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان في المحافل القارية والدولية.
وهذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود المتميزة لرئيس الاتحاد المهندس إبراهيم المقبالي وأعضاء مجلس الإدارة. فقد عملوا على تعزيز العلاقات مع الاتحادات القارية، ونجحوا في إدخال سلطنة عُمان إلى مناصب إدارية وتنفيذية في الاتحاد الآسيوي والعربي واتحاد غرب آسيا. هذه الإنجازات هي ثمرة العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي، وهو ما جعل الجمعية العمومية تجدد الثقة في رئيس الاتحاد لدورة ثانية.
ومن هنا، يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم أن يستفيد من هذه التجارب الناجحة. فالإدارة الرياضية الناجحة ليست مجرد وضع خطط، بل هي إحساس بالمسؤولية والعمل الجاد لتحقيق الأهداف. كما أن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يكون حاضرًا في كل خطوة، وهذا ما يدفع بالرياضة إلى الأمام. فهناك دول مجاورة اتخذت قرارات صارمة بعد حدوث مشاكل تنظيمية في تصفيات كأس العالم، وأظهرت تلك القرارات أن هناك جدية في تصحيح المسار الرياضي.
وما يحتاجه الجمهور العُماني اليوم هو أن يرى نفس الحزم من اتحاد كرة القدم. حيث ما زال الوقت في صالح الاتحاد لتصحيح المسار، لكن عليه أن يتحرك بجدية وأن يتعامل مع الأمور بشكل فاعل، بعيدًا عن الصمت الذي لا يجلب إلا مزيدًا من الاستياء. فالسكوت لن يمر دون أن يؤثر على مستقبل المنتخب، وقد نجد أنفسنا خارج التصفيات نتحسر على الفرص الضائعة.
إنَّ الجماهير العُمانية، التي لطالما كانت الداعم الأكبر للمنتخب في كل محفل رياضي، تستحق أن تجني ثمار صبرها وجهودها بالفرح الذي طال انتظاره. فمن حقها أن ترى منتخبها الوطني يقف شامخًا بين الكبار، وأن تعيش لحظات الفخر بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، حلم كل مشجع عُماني. لكن هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا أدرك الاتحاد العُماني لكرة القدم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبادر فورًا إلى تصحيح المسار. فعليه أن يواجه الأخطاء بشجاعة، ويضع خططًا واضحة وطموحة، تُعنى ليس فقط بتطوير أداء المنتخب، بل أيضًا بتحسين التنظيم وخلق بيئة رياضية متكاملة تليق بتطلعات الجمهور. لقد حان الوقت للعمل الجاد، والابتعاد عن الوعود العابرة، فالوقت لا ينتظر، والجماهير تستحق الأفضل، ولا يزال الأمل قائمًا لمن يريد أن يعيد البريق إلى كرة القدم العُمانية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تقام لأول مرة بمشاركة مصر.. بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة الصالات للسيدات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يختتم المنتخب الوطني لسيدات الصالات، تدريباته اليوم الأربعاء، استعدادًا لمباراته الأولى أمام أنجولا، على ملعب مولاي عبدالله، المقرر لها غدا الخميس في الواحدة ظهرًا بتوقيت القاهرة في الجولة الأولى لمنافسات أمم إفريقيا التي تحتضنها المغرب.
ويعمل الجهاز الفني للمنتخب، بقيادة الكابتن نادر رشاد، على تجهيز اللاعبات بدنيًا وفنيًا بأفضل صورة ممكنة، قبل مواجهة أنجولا.
وأليكم أهم المعلومات عن بطولة كأس أمم أفريقيا للصالات للسيدات:
المنتخبات المشاركة في البطولةوتضم البطولة 9 منتخبات وهي: مصر، المغرب، أنجولا، الكاميرون، غينيا، مدغشقر، ناميبيا، السنغال، وتنزانيا.
ووصلت الأحد الماضي بعثة المنتخب الوطني لكرة الصالات النسائية إلى المغرب للمشاركة فى بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي يستضيفها المغرب خلال الفترة من 22 حتى 30 من الشهر الجاري.
قائمة منتخب الكرة النسائية للصالات
وتضم قائمة الكرة النسائية للصالات 14 لاعبة هن: يارا صبري السيد - إسراء فرح فؤاد - شروق إبراهيم جمعة- ملك عمرو محمد - ندي مؤمن محمد - نورهان عاشور سيد - أسماء علي محمد - ميرنا محسن عبدالغني - ندي إبراهيم الغريب - بسملة فتحي محمد - سهيلة حسين- أمينة وليد- فاطمة مصطفي حسن - فرح سمير علي.
إعلان الفيفا للبطولةأعلن مجلس FIFA في الرابع من أكتوبر الماضي عن إطلاق بطولة جديدة وهي كأس العالم لكرة الصالات للسيدات تحت اسم "كأس العالم لكرة الصالات للسيدات FIFA"، وهي تعد إضافة الجديدة إلى عائلة البطولات العالمية للسيدات، والمقرر اقامتها العام المقبل وتحديدًا خلال الفترة من يناير إلى فبراير 2025.
أين ستقام البطولة؟تقام بطولة كأس الامم الافريقية في دولة المغرب على أن تنتقل المنتخبات التي وصلت إلى النهاية للمشاركة في البطولة في الفلبين بجنوب شرق آسيا
ما هي الاتحادات المشاركة في البطولة:ستتمثل جميع الاتحادات الست في النسخة الأولى لكأس العالم لكرة القدم الصالات للسيدات:
AFC الاتحاد الاسيوي لكرة القدم
CAF الاتحاد الافريقي لكرة القدم
Concacaf اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم
CONMEBOL اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم
OFC اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم
UEFA الاتحاد الأوروبي لكرة القدم
عدد المنتخبات المشاركة في البطولةيشارك في المسابقة 16 منتخبًا، في الفترة من يناير إلى فبراير 2025، وستقام البطولة كل أربع سنوات.
موعد الجدول الرسمي لكأس الأمم الأفريقية لكرة الصالات للسيداتكشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن الجدول الرسمي لكأس الأمم الأفريقية لكرة الصالات للسيدات 2025، والتي انطلقت أمس في الفترة من 22 إلى 30 أبريل في الرباط بالمغرب.
وتتنافس العديد من الفرق من بينهم المنتخب الوطني الكرة النسائية للصالات في القارة الأفريقية في بطولة مثيرة حيث تتنافس الدول على اللقب الأعلى لكرة الصالات الأفريقية للسيدات.
مشاركة مصر في البطولةيشارك منتخب مصر في بطولة إفريقيا بمشاركة 8 منتخبات إفريقية، والتي سيتأهل من خلالها منتخبون فقط إلى بطولة كأس العالم في نسخته الأولى 2025.
موعد مباراة مصر في بطولة كأس أمم افريقيا24 أبريل 2025
المغرب ضد الكاميرون (المجموعة الأولى) - الساعة 8:00 مساءً
أنجولا ضد مصر (المجموعة الثانية) - الساعة 2:00 مساءً
مدغشقر ضد تنزانيا (المجموعة الثالثة) - الساعة 5:00 مساءً
نظام بطولة كأس العالم لكرة الصالات للسيدات FIFAسيتم تقسيم الفرق المشاركة الستة عشر إلى أربع مجموعات تحتوي كل منها على أربعة فرق، سيتأهل أفضل فريقين في كل مجموعة إلى دور ربع النهائي، وسيتبع ذلك مباريات نصف النهائي، ومباراة تحديد المركز الثالث، والمباراة النهائية.
وفي الوقت الحالي هناك أربع بطولات نسائية عالمية منظمة من قبل الفيفا: كأس العالم للسيدات لكرة القدم، وكأس العالم للسيدات تحت 20 سنة لكرة القدم، وكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة لكرة القدم، وكأس العالم لكرة القدم الصالات للسيدات.