جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@03:19:38 GMT

بين هذا وذاك

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

بين هذا وذاك

 

سلطان بن ناصر القاسمي

 

بينما نعيش إحباطات متتالية في مشوار تصفيات كأس العالم 2026، يتزايد الاستياء في أوساط الشارع الرياضي العُماني بسبب النتائج المُخيبة للآمال، ولم تقتصر الإشكالية على أداء المنتخب داخل الملعب فحسب؛ بل شملت أيضًا سوء التنظيم وآلية التعامل مع الجماهير.

ورغم الإعلانات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أكدت على توفير المياه وسهولة الدخول والخروج من الملعب، جاء الواقع ليكشف عن صورة مُغايرة تمامًا؛ إذ عجزت أعداد كبيرة من الجماهير التي اشترت تذاكر المنصة الرئيسية عن الدخول، في حين ظل عدد كبير آخر خارج الملعب، رغم شرائهم للتذاكر، دون أن تقدم الجهات المسؤولة أي توضيح أو تفسير.

إنَّ ما زاد من الإحباط عدم تحرك الاتحاد العُماني لكرة القدم لتقديم اعتذار أو توضيح لما حصل، وكأن ما جرى لا يستحق الرد أو الاهتمام. كان بإمكان الاتحاد أن يتفاعل مع هذه الأزمة بشكل إيجابي، ليُقلل من حدة الغضب والاستياء لدى الجمهور الذي طالما دعم المنتخب في السرّاء والضرّاء. ومع أن المنتخب واصل نتائجه السلبية وخسر مجددًا، وتضاءل الأمل بالصعود لنهائيات كأس العالم، إلّا أن الصمت لا يزال السائد من قبل الاتحاد، مما يعزز الشعور بأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح.

لستُ هنا بصدد تقييم الجانب الفني لأداء المنتخب، فهذا الأمر واضح للجميع؛ إذ يفتقر اللاعبون إلى الجاهزية البدنية، وظهر عليهم ضعف الأداء خلال المباراة، وهو أمر لا يمكن تجاهله في ظل غياب هوية واضحة للفريق مع المدرب الجديد شلهافي. لكن ما يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم أن يدركه هو أن الشارع الرياضي اليوم في سلطنة عُمان مختلف تمامًا عما كان عليه في التسعينيات من القرن الماضي؛ فالرياضة والتكنولوجيا تطورتا بشكل سريع، ولا يمكن للاتحاد أن يبقى متأخرًا في زمن يتحرك فيه العالم بخطوات متسارعة.

للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي يخفق فيها الاتحاد في التعاطي مع التحديات. فقد تكررت مثل هذه الإخفاقات في نهائيات أمم آسيا بقطر، وهناك أيضًا تراجع كبير في منتخبات الفئات العمرية والدوري المحلي، ناهيك عن مشاكل الأندية التي اتجهت لتجميد نشاط كرة القدم نتيجة لعدم وجود حلول فعالة.

إنَّ أكبر مثال على ذلك هو مشكلة نادي ظفار، زعيم كرة القدم في سلطنة عُمان، الذي لم يتمكن من الحصول على الترخيص الآسيوي للمُشاركة في البطولات القارية. وهذه المشكلة كان من الممكن حلها بسهولة، إذا تم التعامل معها بشكل مناسب من قبل الاتحاد. ومع ذلك، لا يزال الاتحاد يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الأزمة، مما يعكس ضعفًا في الإدارة والاستراتيجية.

ولكن في المقابل، وفي ظل هذه الخيبات في كرة القدم، نجد اتحادًا آخر يعمل بهدوء وتفانٍ دون أن يحصل على الاهتمام الذي يستحقه من الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث إن الاتحاد العُماني لكرة الطائرة قد حقق إنجازات بارزة، خاصة في بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية، حيث حصل المنتخب على المركز الأول بجدارة. ورغم انشغال الاتحاد بانتخابات واختيار إدارة جديدة، إلّا أن العمل الدؤوب استمر في تطوير اللعبة، وتشكيل منتخبات لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان في المحافل القارية والدولية.

وهذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود المتميزة لرئيس الاتحاد المهندس إبراهيم المقبالي وأعضاء مجلس الإدارة. فقد عملوا على تعزيز العلاقات مع الاتحادات القارية، ونجحوا في إدخال سلطنة عُمان إلى مناصب إدارية وتنفيذية في الاتحاد الآسيوي والعربي واتحاد غرب آسيا. هذه الإنجازات هي ثمرة العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي، وهو ما جعل الجمعية العمومية تجدد الثقة في رئيس الاتحاد لدورة ثانية.

ومن هنا، يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم أن يستفيد من هذه التجارب الناجحة. فالإدارة الرياضية الناجحة ليست مجرد وضع خطط، بل هي إحساس بالمسؤولية والعمل الجاد لتحقيق الأهداف. كما أن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يكون حاضرًا في كل خطوة، وهذا ما يدفع بالرياضة إلى الأمام. فهناك دول مجاورة اتخذت قرارات صارمة بعد حدوث مشاكل تنظيمية في تصفيات كأس العالم، وأظهرت تلك القرارات أن هناك جدية في تصحيح المسار الرياضي.

وما يحتاجه الجمهور العُماني اليوم هو أن يرى نفس الحزم من اتحاد كرة القدم. حيث ما زال الوقت في صالح الاتحاد لتصحيح المسار، لكن عليه أن يتحرك بجدية وأن يتعامل مع الأمور بشكل فاعل، بعيدًا عن الصمت الذي لا يجلب إلا مزيدًا من الاستياء. فالسكوت لن يمر دون أن يؤثر على مستقبل المنتخب، وقد نجد أنفسنا خارج التصفيات نتحسر على الفرص الضائعة.

إنَّ الجماهير العُمانية، التي لطالما كانت الداعم الأكبر للمنتخب في كل محفل رياضي، تستحق أن تجني ثمار صبرها وجهودها بالفرح الذي طال انتظاره. فمن حقها أن ترى منتخبها الوطني يقف شامخًا بين الكبار، وأن تعيش لحظات الفخر بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، حلم كل مشجع عُماني. لكن هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا أدرك الاتحاد العُماني لكرة القدم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبادر فورًا إلى تصحيح المسار. فعليه أن يواجه الأخطاء بشجاعة، ويضع خططًا واضحة وطموحة، تُعنى ليس فقط بتطوير أداء المنتخب، بل أيضًا بتحسين التنظيم وخلق بيئة رياضية متكاملة تليق بتطلعات الجمهور. لقد حان الوقت للعمل الجاد، والابتعاد عن الوعود العابرة، فالوقت لا ينتظر، والجماهير تستحق الأفضل، ولا يزال الأمل قائمًا لمن يريد أن يعيد البريق إلى كرة القدم العُمانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الدوري السعودي لكرة القدم الأفضل في آسيا

حافظت السعودية على صدارة تصنيف مسابقات الأندية في القارة الآسيوية للموسم الحالي 2024-2025، بعد تألق أنديتها في مختلف البطولات القارية.

وجاءت السعودية على رأس تصنيف منتصف الموسم الذي أصدره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على موقعه الإلكتروني الرسمي برصيد 109.1 نقاط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بنزيمة يكشف خططه المستقبلية بعد الاعتزالlist 2 of 2تعديلات جديدة وغريبة على قوانين كرة القدمend of list

وتتقدّم السعودية على اليابان وكوريا الجنوبية اللتين حلتا في المركزين الثاني والثالث، وفي رصيد كل منهما 102.2 و90 نقطة على التوالي.

View this post on Instagram

A post shared by AFC (@theafchub)

ويعود هذا التفوق السعودي الواضح إلى النتائج الرائعة التي حققها الثلاثي الهلال وأهلي جدة والنصر في منافسات النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا للنخبة، وهي البطولة الأقوى في القارة الآسيوية.

وتصدّر الهلال ترتيب فرق المجموعة الغربية في مرحلة الدوري برصيد 22 نقطة، بفارق الأهداف فقط عن مواطنه الأهلي، وتلاهما النصر في المركز الثالث برصيد 17 نقطة، لتتأهل الأندية السعودية إلى الدور ثمن النهائي.

وحققت الأندية السعودية مجتمعة الفوز في 19 مباراة من أصل 24 بنسبة 79.1%، بواقع 7 للهلال والأهلي و5 للنصر، مقابل 4 تعادلات وهزيمة وحيدة، كانت من نصيب "العالمي" على يد السد القطري (1-2) في الجولة السادسة.

إعلان

وفي الوقت نفسه عزّز التعاون تفوّق الأندية السعودية من خلال نتائجه المميزة في بطولة دوري أبطال آسيا 2، حيث تصدّر الفريق ترتيب المجموعة الثانية برصيد 15 نقطة (5 انتصارات وهزيمة) على حساب أندية الخالدية البحريني، القوة الجوية العراقي وألتين أسير من تركمانستان.

وشهدت قائمة العشرة الأوائل وجود 3 دول عربية فقط هي السعودية والإمارات التي حلت في المركز الرابع، وقطر السادسة.

وتاليا ترتيب الدوريات الـ10 الأولى في القارة الآسيوية بمنتصف الموسم 2024-2025: السعودية: 109.1 نقاط. اليابان: 102.2 نقطة. كوريا الجنوبية: 90 نقطة. الإمارات: 71.7 نقطة. إيران: 68.3 نقطة. قطر: 67.8 نقطة. الصين: 53.8 نقطة. تايلند: 53.1 نقطة. أوزباكستان: 48.2 نقطة. ماليزيا: 39.8 نقطة.

وخلت قائمة الـ10 الأوائل من بقية الدول العربية وأبرزها العراق والأردن، حيث تواجدت الأولى في المركز الـ11، أما الثانية فحلّت في المركز الـ13.

1️⃣ ???????? Saudi Arabia
2️⃣ ???????? Japan
3️⃣ ???????? Korea Republic

The West Asian nation lead AFC Men’s Club Competitions Mid-Season Ranking 2024/25!

READ ???? https://t.co/CKn4MxTjHW pic.twitter.com/5dvxrdFLe1

— #ACLElite | #ACLTwo (@TheAFCCL) February 27, 2025

ترتيب بقية الدول العربية في التصنيف الآسيوي: العراق في المركز الـ11 برصيد 39 نقطة. الأردن في المركز الـ13 برصيد 36.3 نقطة. البحرين في المركز الـ15 برصيد 27.3 نقطة. عُمان في المركز الـ17 برصيد 27 نقطة. لبنان في المركز الـ21 برصيد 21.8 نقطة. الكويت في المركز الـ22 برصيد 20.2 نقطة. سوريا في المركز الـ29 برصيد 15 نقطة. فلسطين في المركز الـ35 برصيد 7 نقاط. اليمن في المركز الـ43 بلا رصيد من النقاط.

مقالات مشابهة

  • فوز فريق الزمالك لكرة القدم مواليد 2009 على إنبي بهدفين دون رد
  • غوارديولا يكرر انتقاد أرتيتا لكرة مباريات كأس إنجلترا والاتحاد الإنجليزي يرد
  • الدوري السعودي لكرة القدم الأفضل في آسيا
  • “فيفا” يفتح الأبواب لكرة القدم الباكستانية مجددا ويمنحها المشاركة بتصفيات كأس أمم آسيا
  • انطلاق بطولة كأس ميناء صحار والمنطقة الحرة لكرة القدم
  • "فيفا" يفتح الأبواب لكرة القدم الباكستانية مجدداً
  • حي العرب يهاجم الاتحاد العام لكرة القدم ويتهمه بالخنوع لناديي الهلال والمريخ
  • الأحمر يُنهي معسكره التحضيري .. ومباراة النيجر محلك سر !
  • المصرف العراقي للتجارة يمنح الاتحاد العراقي لكرة القدم (3.5) مليارات دينار لتغطية انشطته الكروية
  • انطلاق بطولة العُلا الرمضانية لكرة القدم 2025