أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

كما هو الحال في كل عام، أثار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في المغرب نقاشاً متجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي حول جوازه وأهميته، حيث أصبح هذا الجدل أكثر وضوحاً في العصر الرقمي الذي يتيح للمغاربة تبادل وجهات نظرهم المتباينة بشكل أوسع وأسرع، رغم أن الاحتفال بالمولد ظل تقليداً راسخاً في المجتمع المغربي على مدى قرون، مما يعكس تنوعه الثقافي والديني.

- الاحتفال بالمولد: رمز الهوية الدينية والثقافية

يرى مؤيدو الاحتفال أن هذه المناسبة جزء لا يتجزأ من الهوية الدينية والثقافية للمغرب منذ قرون، اعتاد خلالها المغاربة على إحياء ذكرى المولد من خلال طقوس دينية تشمل مجالس الذكر والمدائح النبوية في المساجد والزوايا، إلى جانب توزيع الحلويات التقليدية وتنظيم أنشطة دينية وثقافية، حيث علق أحد المستخدمين قائلاً: "الاحتفال بالمولد النبوي يعكس المحبة الكبيرة التي يكنها المغاربة للرسول ﷺ ويجمعهم في أجواء روحانية."

ويُعتبر المولد النبوي بالنسبة للكثيرين مناسبة لتعزيز قيم المحبة والوحدة الاجتماعية، حيث تُقام المواكب الدينية وتُزين الشوارع بالأضواء في بعض المدن، وتتواصل الأجيال فيما بينها من خلال هذه الطقوس، كما تساهم الزوايا الصوفية في المغرب بشكل خاص في إحياء هذه المناسبة، عبر تركيز فعالياتها حول محبة الرسول ﷺ وتجسيد القيم الروحية العميقة.

- النقاش الفقهي: بين البدعة والتقليد

على الجانب الآخر، يطرح معارضو الاحتفال سؤالاً فقهياً حول جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي، حيث يتبنون وجهة نظر تستند إلى أن هذا التقليد لم يكن موجوداً في عهد النبي ﷺ ولا في العصور الأولى للإسلام، كما أكد أحد المعلقين قائلا: "الاحتفال بالمولد لم يثبت على الرسول ولا الصحابة، وعلينا تجنب البدع التي قد تحيد بنا عن الأصول".

ويشير المعارضون إلى أن عدم وجود سند يؤكد تاريخ مولد الرسول ﷺ ونصوص شرعية تُشّرع الاحتفال به في يوم محدد يجعله بدعة وجب تجنبها، ورغم ذلك، لا يزال الكثيرون يتمسكون بالاحتفال كجزء من تقاليدهم، معتبرين أنه وسيلة للتعبير عن محبتهم للرسول ﷺ، وليس بالضرورة عبادة جديدة تُضاف إلى الدين.

- تعايش الآراء: تنوع يجسد الوحدة

وعلى الرغم من هذا الجدل المتكرر، يبقى الاحتفال بذكرى المولد النبوي متأصلاً في التقاليد المغربية، حيث يتعايش المؤيدون والمعارضون في إطار نسيج اجتماعي متنوع، فبينما يركز البعض على الجانب الفقهي للموضوع، يرى آخرون أن المسألة تحمل طابعاً ثقافياً أكثر منه دينياً، ليظل المغرب في النهاية نموذجاً فريداً للتعايش، حيث تجد مختلف الآراء مكاناً لها في هذا الحوار المجتمعي المتنوع.

وسواء تعلق الأمر بمشروعية الاحتفال من منظور فقهي أو بكونه إرثاً ثقافياً، فإن الجدل الدائر يعكس الحيوية الفكرية في المجتمع المغربي، ما يبرز أهمية الحوار المفتوح وتقبل الاختلاف في الرأي.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الاحتفال بذکرى المولد النبوی الاحتفال بالمولد

إقرأ أيضاً:

عيد القوات الخاصة في الذاكرة الوطنية . . !

#عيد_القوات_الخاصة في #الذاكرة_الوطنية . . !
#موسى_العدوان

في مثل هذا اليوم الموافق 22 إبريل / نيسان من كل عام يصادف عيد ” القوات الخاصة “، تلك التشكيلة المميزة من تشكيلات قواتنا المسلحة، والتي تشرفت بقيادتها لمدة عامين ونصف في أوائل عقد الثمانينات.

في ذلك التاريخ من كل عام، كان جلالة الملك حسين عليه رحمة الله، والذي كان يفتخر بتلك التشكيلة المحترفة، يشرّف بحضوره السامي الاحتفال بعيدها السنوي، حيث يُدعى لحضوره كبار الشخصيات العسكرية والمدنية الرسمية وشيوخ العشائر، ويجري أمامهم عرضا ميدانيا لمهارات القوات الخاصة، من بينها : القفز الحر بالمظلات، احتلال أهداف محصّنة بقوات محمولة جوا أو بحرا، مسابقات في الرماية لإصابة أهداف محددة، القتال بالأيدي، حركات التايكواندو، يليها تكريم أبناء الشهداء بالسلام على جلالته وتقديم الهدايا الرمزية لهم.

ثم يُختم الاحتفال بقصيدة، يلقيها الشاعر حيدر محمود بين يدي جلالته وامام الحضور، إذ كانت القصيدة التي القاهر الشاعر في تلك المناسبة، في موقع الاحتفال بجوار سدّ الملك طلال عام 1982، مركّزة على أمنية الحسين، في تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي البغيض. وتاليا ما ورد في أبيات تلك القصيدة، التي أظهرت تأثر الحسين بكلماتها عند سماعه لها، ولكن القدر لم يمهله ليحقق ما كان يتوق إليه ويتمناه خلال حياته :

مقالات ذات صلة مفاهيم إسلامية: الكتاب والقرآن 2025/04/21

يا حبيبَ القُدْسً، نادَتْكَ القًبابُ * * والمحاريبُ . . فقد طالَ الغيـاب إنّهــا قُرَّةُ عَيْنَيْكَ، وفــــي **

زًنــْـدًكَ الوَشْــمُ، وللــكــّفً الخًـضــابُ

الأحبّــاءُ على العَــــهْدً الــــذي **

قَطَـعوهُ . . والـهوى بَـعْـدُ. . شبــابْ

رَسْمُــكَ الغـالي . . على **

رايـةّ . . واسْمُـكَ سيــفّ وَكًتـــابُ

وهُــــمُ الأهْــلُ، فيــا فارًسَهُـــمْ **

أسْرجً الم58ُــهْرَ، يُطـاوًعْـــكَ الرّكــابُ

وَيَسًـــرْ خَلْفَكَ بَحْـــرّ هائــــج ّ**

يَفْتـدي الأقصـى . . وأَمْواجّ غًضـــابُ

كَــمْ على السّــاحاتً مًنْ **

وردةّ فاحَـتْ . . وكَـمْ جـادَ سَحــابُ

وعلـى بــــابً الــعُــــلا ، كَـــمْ مًنْ يَــــدْ ** دقـــت وكـــم شـــعّ شهـــابُ وَهُـمُ الأبطــالُ، والأقصى لَـهُــــمْ **

وبًـهًمْ تَزْهو الرًّوابـي، والشّـعابُ

والجًبــاهُ السُّمــْرُ أعراسْ فًــــدا **

وعَليْـهـا من سَنــا المـــجدً إهـــــابُ

إنْ يــكــُنْ بــابُ البـُــطولاتً دَمـــاً **

فالجبـاهُ السُّـمْــرُ للَجنّــةً بــــابُ!

يـا حـبيبَ الــقُــدس، ما للــقُدْسً مًـنْ ** مُنْقـــذْ إلاّكَ . . فالسَّـاـحُ يَبـــابُ المــلايـينُ الــتي مًــلءُ المًــــدى **

ما لهــا في نَظَـرً الغـازي حًســابُ!

و« البــلايــينُ » الــتي **

في « خَوابيــنا » : رمـــادّ، وتُـرابُ

آه مـــا أكثـَـرها « رايـاتُنـا»؟ **

و« الانـــاشيـــدُ » : قَـرارّ ، وجـوابُ؟!!

آه . . مـــا أَطْــولَــها : قامــاتُنــا **

و« البـواريــدُ » : تًـلالّ ، وهضــابُ؟

غـــيرَ أنّ الـــقُدسَ في مًحْنتًـهـــــا **

طًفْلــةّ . . تَنْــهَـشُ عَيْـنَيْــها الذًئــابُ!

ولَــكَمْ نــادَيــْتَ.. لــكنّ لا صَــــدىً **

ولكــَمْ أَسْمَــعْتَ . . لــكنْ لا جـــوابُ!!

يــا حـبـيبَ الـــقُدّسً: يــا بَيــْرقَـهـــا **

سـوفَ نَلْـقــاهــا، وتَلْـقانـا الرّحـــابُ..

وغــداً . . شَمْــــلُ الــحًمـى مَـجْتَمـــًعّ ** وغَــداً . . للمَسْـجًدً الأقْصى مــــآبُ * * *

ختاما . . أبارك لفرسان القوات الخاصة وأشد على أيديهم، في ذكرى عيدهم السنوي المُغيّب عن الذاكرة الوطنية، وأدعو بالرحمة لشهدائهم والمتوفين منهم، وكل عام والأردنيين والفلسطينيين بألف خير، راجيا الله أن يكرمهم بتحرير الأراضي الفلسطينية، المحتلة ودرّتها المسجد الأقصى والأماكن الدينية الأخرى، من نير الاحتلال الإسرائيلي البغيض . . !

التاريخ : 22 / 4 / 2025

مقالات مشابهة

  • قضايا الدولة تهنئ الرئيس بذكرى تحرير سيناء
  • إمام الحرم النبوي يزور المركز الإسلامي في المالديف
  • النائب العام يهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء
  • بالصور.. دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى تحرير سيناء
  • رئيس النواب يهنئ السيسي بذكرى تحرير سيناء
  • وزير الداخلية يهنئ "السيسي" بذكرى تحرير سيناء
  • رئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسى بذكرى تحرير سيناء
  • رئيس جمهورية المالديف يستقبل إمام الحرم النبوي
  • عيد القوات الخاصة في الذاكرة الوطنية . . !
  • باحثة: شم النسيم أقدم أعياد البشرية ويمثل المولد الكبير للمصريين القدماء