بين مؤيد ومعارض.. جدل حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي في المغرب
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
كما هو الحال في كل عام، أثار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في المغرب نقاشاً متجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي حول جوازه وأهميته، حيث أصبح هذا الجدل أكثر وضوحاً في العصر الرقمي الذي يتيح للمغاربة تبادل وجهات نظرهم المتباينة بشكل أوسع وأسرع، رغم أن الاحتفال بالمولد ظل تقليداً راسخاً في المجتمع المغربي على مدى قرون، مما يعكس تنوعه الثقافي والديني.
- الاحتفال بالمولد: رمز الهوية الدينية والثقافية
يرى مؤيدو الاحتفال أن هذه المناسبة جزء لا يتجزأ من الهوية الدينية والثقافية للمغرب منذ قرون، اعتاد خلالها المغاربة على إحياء ذكرى المولد من خلال طقوس دينية تشمل مجالس الذكر والمدائح النبوية في المساجد والزوايا، إلى جانب توزيع الحلويات التقليدية وتنظيم أنشطة دينية وثقافية، حيث علق أحد المستخدمين قائلاً: "الاحتفال بالمولد النبوي يعكس المحبة الكبيرة التي يكنها المغاربة للرسول ﷺ ويجمعهم في أجواء روحانية."
ويُعتبر المولد النبوي بالنسبة للكثيرين مناسبة لتعزيز قيم المحبة والوحدة الاجتماعية، حيث تُقام المواكب الدينية وتُزين الشوارع بالأضواء في بعض المدن، وتتواصل الأجيال فيما بينها من خلال هذه الطقوس، كما تساهم الزوايا الصوفية في المغرب بشكل خاص في إحياء هذه المناسبة، عبر تركيز فعالياتها حول محبة الرسول ﷺ وتجسيد القيم الروحية العميقة.
- النقاش الفقهي: بين البدعة والتقليد
على الجانب الآخر، يطرح معارضو الاحتفال سؤالاً فقهياً حول جواز الاحتفال بذكرى المولد النبوي، حيث يتبنون وجهة نظر تستند إلى أن هذا التقليد لم يكن موجوداً في عهد النبي ﷺ ولا في العصور الأولى للإسلام، كما أكد أحد المعلقين قائلا: "الاحتفال بالمولد لم يثبت على الرسول ولا الصحابة، وعلينا تجنب البدع التي قد تحيد بنا عن الأصول".
ويشير المعارضون إلى أن عدم وجود سند يؤكد تاريخ مولد الرسول ﷺ ونصوص شرعية تُشّرع الاحتفال به في يوم محدد يجعله بدعة وجب تجنبها، ورغم ذلك، لا يزال الكثيرون يتمسكون بالاحتفال كجزء من تقاليدهم، معتبرين أنه وسيلة للتعبير عن محبتهم للرسول ﷺ، وليس بالضرورة عبادة جديدة تُضاف إلى الدين.
- تعايش الآراء: تنوع يجسد الوحدة
وعلى الرغم من هذا الجدل المتكرر، يبقى الاحتفال بذكرى المولد النبوي متأصلاً في التقاليد المغربية، حيث يتعايش المؤيدون والمعارضون في إطار نسيج اجتماعي متنوع، فبينما يركز البعض على الجانب الفقهي للموضوع، يرى آخرون أن المسألة تحمل طابعاً ثقافياً أكثر منه دينياً، ليظل المغرب في النهاية نموذجاً فريداً للتعايش، حيث تجد مختلف الآراء مكاناً لها في هذا الحوار المجتمعي المتنوع.
وسواء تعلق الأمر بمشروعية الاحتفال من منظور فقهي أو بكونه إرثاً ثقافياً، فإن الجدل الدائر يعكس الحيوية الفكرية في المجتمع المغربي، ما يبرز أهمية الحوار المفتوح وتقبل الاختلاف في الرأي.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الاحتفال بذکرى المولد النبوی الاحتفال بالمولد
إقرأ أيضاً:
تكريم الفنان خالد النبوي في الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر السينمائي
انطلق المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الـ14 لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، منذ قليل، والذي يستمر خلال الفترة من 9 إلى 14 يناير المقبل، بمشاركة نحو 35 دولة إفريقية، وحضور عدد كبير من النجوم وأعضاء اللجنة العليا للمهرجان.
حضر المؤتمر الصحفي الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان، وبدأ المؤتمر بالسلام الجمهوري، ثم إذاعة أغنية التي أبدع ولحنها ووزعها الموسيقار هيثم الخميسي.
تكريم عدد من النجوموتم خلال المؤتمر الإعلان عن تكريم عدد من النجوم، بينهم النجم خالد النبوي، المخرج الكبير مجدي أحمد علي، الممثل التونسي أحمد الحفيان، الممثلة والمخرجة الغانية أكوسوا بوسيا، المخرج السنغالي موسى أبسا.
ويعرض المهرجان مجموعة من أفلام المكرمين على هامش الدورة، وهي أفلام «المواطن، المهاجر، الديلر، يوم وليلة» للنجم خالد النبوي، وفيلم «عصافير النيل» للمخرج مجدي أحمد علي، وفيلم «Xalé» للمخرج موسى ابسا، وفيلم «Stevie Wonder In Search of A Blessed Life» للمخرجة والممثلة اكوسوا بوسيا.
الدورة الـ 14 لمهرجان الأقصرمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يرأسه شرفيا الفنان محمود حميدة، ويقام خلال الفترة من 9 إلى 14 يناير 2025، وتنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين منذ عام 2011، بدعم من وزارات الثقافة، السياحة والآثار، هيئة تنشيط السياحة، وزارة الخارجية، وزارة الشباب والرياضة، ومحافظة الأقصر، ونقابة المهن السينمائية، ومؤسسة كيميت.